المزيد من الأخبار






الحزب الشعبي بمليلية يعادي المغرب لتبرير إخفاقاته المحلية وتضليل الرأي العام


الحزب الشعبي بمليلية يعادي المغرب لتبرير إخفاقاته المحلية وتضليل الرأي العام
ناظورسيتي: متابعة

في الوقت الذي تغلي فيه الساحة السياسية الإسبانية بجدليات داخلية معقدة، يواصل اليمين المتطرف في مدينة مليلية المحتلة، ممثلا في الحزب الشعبي، تصدير أزماته الداخلية نحو الخارج، متخذًا من المغرب شماعة جاهزة لتعليق إخفاقاته المتكررة، في إدارة شؤون المدينة ومواجهة تحدياتها الاجتماعية والاقتصادية.

أحدث مثال على هذا النهج المتهالك هو التصريح المثير للجدل للسيناتورة إيزابيل مورينو، التي اختارت الهجوم الأرعن على العلاقات المغربية الإسبانية، ووصفت زيارة وزير الخارجية المغربي إلى مدريد بـ"العمل المخزي"، في محاولة مكشوفة لتحويل الأنظار عن الواقع المحلي المتدهور في مليلية، حيث يتحكم حزبها في مفاصل السلطة، ويملك أغلبية مريحة في الحكومة المحلية.


تصريحات مورينو لم تكن سوى جزء من حملة ممنهجة ينخرط فيها اليمين في مليلية، كلما ضاق به الخناق أو تراجع حضوره الشعبي، حيث يقوم بإشهار ورقة المغرب في وجه الرأي العام الإسباني، وذلك للتغطية على عجز داخلي واضح في توفير حلول حقيقية لسكان المدينة.

ومن المفارقات العجيبة أن الحزب الذي يتهم الحكومة المركزية بـ"التفريط" في مليلية وسبتة، هو نفسه الذي فشل على مدى سنوات في تطوير البنية التحتية، أو خلق اقتصاد بديل يخرج المدينة من تبعيتها لنظام الجمركة القديم.

واللافت أن الحزب الشعبي الإسباني، الذي يتزعم هذا الخطاب المتشدد، كان شريكا رئيسيا في دعم التحول في موقف مدريد من ملف الصحراء المغربية، خلال حقبة حكومة راخوي، وهو ما يكشف عن نفاق سياسي واضح، واستخدام انتقائي للقضايا السيادية متى دعت الضرورة الانتخابية لذلك. أما الآن، ومع اقتراب الاستحقاقات المحلية والوطنية، عاد الحزب ليمارس لعبته المفضلة المتمثلة في تأجيج المشاعر القومية عبر استعداء المغرب، ومحاولة استدرار تعاطف السكان، دون أن يقدم بديلا واقعيا أو برنامجا مقنعا لمعالجة أزمات مليلية المتعددة.

وحسب مهتمين بالشأن السياسي في الثغر المحتل، فقد اعتبروا ان حزب اليمين لا يخفي عداءه للمغرب، لكنه يلبسه عباءة "الدفاع عن السيادة" و"الكرامة الوطنية"، بينما الحقيقة أن هذا الخطاب العنصري والمتغطرس لم يجلب للمدينة سوى العزلة والركود، وعرقل كل إمكانية لتطبيع علاقات الجوار، التي يمكن أن تكون مدخلًا لتقوية الاقتصاد وإنعاش التجارة.

وفي هذا الصدد، يرى نفس المهتمين، أنه عوض مد الجسور مع المغرب – الشريك الاقتصادي والجار الجغرافي – يفضل اليمين بناء جدران سياسوية تغذيها شعبوية عمياء تقتات على أوهام "التهديد المغربي" وتغض الطرف عن حقيقة أن الأزمة الحقيقية في مليلية هي أزمة حكم وإدارة وليست أزمة حدود أو دبلوماسية.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح