أحمد الدغرني
يوم 8 مارس 2017 في مدينة الحسيمة سيُصبِح يوما تاريخيا، مناسبة غيرت فيها المرأة الريفية تاريخ الميز بين الرجل والمرأة في هذه المنطقة، وغيرت الصورة التي كانت في أذهان بعض الملاحظين والتي تظن ان المجتمع الريفي يتحكم فيه الذكور،هو يوم فعلي لحرية المرأة، يختلف عن الاحتفالات المنافقة التي تطبل لها بعض الأوساط التي تنافق بترديد المساواة التي لا تطبقها ولا تؤمن بها.
في هذا اليوم برزت المرأة الريفية بعدة مميزات، نذكر منها:
أولها هو الكثرة العددية،حيث نقلت وسائل الاعلام أرقاما تعد بالآ لاف.
وثانيها الوعي السياسي العميق بالهوية الأمازيغية بترديد الشعارات بلغتها، والانفتاح على التنوع اللغوي، رفعا لكل ادعاء مغرض، وحمل رايتها الوحدوية المشتركة مع أمازيغ الدنيا أينما وجدوا.
وثالثها تنوع الأعمار من الجدات الى البنات الى الحفيدات الشابات ....
ورابعها المشاركة مع الذكور،فلم تكن مسيرة نسوية بالمعنى الضيق بل اشترك الذكور مع النساء مشاركة نضالية ،وعائلية، لتجسيد المساواة،ولتجسيد القيم المرتكزة على احترام الجنسين لبعضهما بدون الفصل بينهما بشيطنة العلاقات كما يفعل الذين ينظمون المسيرات بعزل الذكور عن الإناث وكأن احترام بعضهما للبعض يقتضي العزل وفرض قيود الألبسة التي تمنع إظهار جمال المرأة أمام الذكور...
وخامسها تعبير المرأة عن انخراطها في مطالب كل المجتمع الريفي التي عبر عنها في مختلف فترات التاريخ والتي تجددت حرارتها بعد طحن محسن فكري.
وسادسها التعبير عن الوعي العالمي بحقوق المرأة، ويظهر ذلك من اختيار 8مارس اليوم العالمي، لتنذر من يفهم أن المرأة الريفية تجاوزت حالة الانعزال في البادية الى الوعي بأن هذا اليوم المشترك مع نساء العالم سيعطيها قوة مستقبلية ليسمع صوتها لدى كل المؤمنين بالمساواة والحريّة ....
وسابعها أن المرأة الريفية خرجت لنفسها، وبإرادتها وليست مدفوعة لغاية مخزنية ولا لخدمة خطة انتخابية مأجورة، وهذا مايؤكده غياب الهياكل المفروضة برخص السلطة من جمعيات وأحزاب ونقابات....
ليس من السهل أن تخرج المرأة الريفية بكل هذه الخصائص والفضائل دفعة واحدة وفي مناسبة عالمية لو لم تكن هناك أسباب موضوعية نحاول فهمها والتعامل معها بنظرة واقعية
ولذلك يبقى من مهام كل من يريد الخير لمجتمعنا أن يعرف أن ثقل الضغوط المادية والمعنوية وهضم حقوق الشعب وصل الى عمق الأسر التي لم تعد تستطيع أن تبقى منعزلة وخائفة ومحتجبة متفرجة، فليس من السهل كما ظهر في مسيرة الحسيمة أن تصحب المرأة صغارها وهم أ غلى من كل شئ الى مسيرات معرضة لمخاطر القمع في جو توجد فيه المنطقة في توتر دائم وتحت التطويق...وتحت مخاطر جرائم " العياشة"
... وخروج المرأة بأطفالها ليس مغامرة ولا حبا في الاستعراض بل هو تأكيد على العزم على التضحية بالنفوس والأبناء والبنات من أجل فرض المطالَب التي تقدم بها السكان بكل أنواعها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية....
لقد سجلت مسيرة8 مارس 2017 تقدما تنظيميا وخبرة محلية في إقناع السكان والأسر بالمشاركة السياسية السلمية بكثافة، وهو ماسيجعل هذا النموذج الريفي الجديد قدوة جديدة لمجتمعات شمال افريقيا كما كانت الثورة الريفية في أوائل القرن الماضي نموذجا للمقاومة وحرب التحريرالتي قادها محمد بن عبد الكريم الخطابي .وأخذتها شعوب أخرى واستفادت منها.
يوم 8 مارس 2017 في مدينة الحسيمة سيُصبِح يوما تاريخيا، مناسبة غيرت فيها المرأة الريفية تاريخ الميز بين الرجل والمرأة في هذه المنطقة، وغيرت الصورة التي كانت في أذهان بعض الملاحظين والتي تظن ان المجتمع الريفي يتحكم فيه الذكور،هو يوم فعلي لحرية المرأة، يختلف عن الاحتفالات المنافقة التي تطبل لها بعض الأوساط التي تنافق بترديد المساواة التي لا تطبقها ولا تؤمن بها.
في هذا اليوم برزت المرأة الريفية بعدة مميزات، نذكر منها:
أولها هو الكثرة العددية،حيث نقلت وسائل الاعلام أرقاما تعد بالآ لاف.
وثانيها الوعي السياسي العميق بالهوية الأمازيغية بترديد الشعارات بلغتها، والانفتاح على التنوع اللغوي، رفعا لكل ادعاء مغرض، وحمل رايتها الوحدوية المشتركة مع أمازيغ الدنيا أينما وجدوا.
وثالثها تنوع الأعمار من الجدات الى البنات الى الحفيدات الشابات ....
ورابعها المشاركة مع الذكور،فلم تكن مسيرة نسوية بالمعنى الضيق بل اشترك الذكور مع النساء مشاركة نضالية ،وعائلية، لتجسيد المساواة،ولتجسيد القيم المرتكزة على احترام الجنسين لبعضهما بدون الفصل بينهما بشيطنة العلاقات كما يفعل الذين ينظمون المسيرات بعزل الذكور عن الإناث وكأن احترام بعضهما للبعض يقتضي العزل وفرض قيود الألبسة التي تمنع إظهار جمال المرأة أمام الذكور...
وخامسها تعبير المرأة عن انخراطها في مطالب كل المجتمع الريفي التي عبر عنها في مختلف فترات التاريخ والتي تجددت حرارتها بعد طحن محسن فكري.
وسادسها التعبير عن الوعي العالمي بحقوق المرأة، ويظهر ذلك من اختيار 8مارس اليوم العالمي، لتنذر من يفهم أن المرأة الريفية تجاوزت حالة الانعزال في البادية الى الوعي بأن هذا اليوم المشترك مع نساء العالم سيعطيها قوة مستقبلية ليسمع صوتها لدى كل المؤمنين بالمساواة والحريّة ....
وسابعها أن المرأة الريفية خرجت لنفسها، وبإرادتها وليست مدفوعة لغاية مخزنية ولا لخدمة خطة انتخابية مأجورة، وهذا مايؤكده غياب الهياكل المفروضة برخص السلطة من جمعيات وأحزاب ونقابات....
ليس من السهل أن تخرج المرأة الريفية بكل هذه الخصائص والفضائل دفعة واحدة وفي مناسبة عالمية لو لم تكن هناك أسباب موضوعية نحاول فهمها والتعامل معها بنظرة واقعية
ولذلك يبقى من مهام كل من يريد الخير لمجتمعنا أن يعرف أن ثقل الضغوط المادية والمعنوية وهضم حقوق الشعب وصل الى عمق الأسر التي لم تعد تستطيع أن تبقى منعزلة وخائفة ومحتجبة متفرجة، فليس من السهل كما ظهر في مسيرة الحسيمة أن تصحب المرأة صغارها وهم أ غلى من كل شئ الى مسيرات معرضة لمخاطر القمع في جو توجد فيه المنطقة في توتر دائم وتحت التطويق...وتحت مخاطر جرائم " العياشة"
... وخروج المرأة بأطفالها ليس مغامرة ولا حبا في الاستعراض بل هو تأكيد على العزم على التضحية بالنفوس والأبناء والبنات من أجل فرض المطالَب التي تقدم بها السكان بكل أنواعها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية....
لقد سجلت مسيرة8 مارس 2017 تقدما تنظيميا وخبرة محلية في إقناع السكان والأسر بالمشاركة السياسية السلمية بكثافة، وهو ماسيجعل هذا النموذج الريفي الجديد قدوة جديدة لمجتمعات شمال افريقيا كما كانت الثورة الريفية في أوائل القرن الماضي نموذجا للمقاومة وحرب التحريرالتي قادها محمد بن عبد الكريم الخطابي .وأخذتها شعوب أخرى واستفادت منها.