مصطفى الحمداوي
تم مؤخرا كما هو معروف تعيين عامل صاحب الجلالة على إقليم الدريوش ، الخبر طبعا ليس جديدا فقد تناولته وكالة المغرب العربي ، وبثته مختلف وسائل الإعلام المغربية أسواء المرئية منها أو المسموعة . ما يهمنا من الأمر طبعا هو اختيار الدريوش ليكون إقليما بين الناضور والحسيمة ، أكيد كلنا ندرك أنه كان من الممكن اختيار ميضار لهذا الامتياز ، إذا جاز أن نسمي الأمر كذلك ، لأن مدينة ميضار لا تقل عن الدريوش في الكثافة السكانية ، والمؤسسات التي تتوفر عليها ، وكذلك عدة عناصر مهمة قمينة بأن تجعل اختيار ميضار كإقليم منطقيا جدا ، بل ومستحقا أيضا . لكن السؤال المطروح لماذا تم اختيار الدريوش ليكون إقليما لمنطقة حيوية نشطة في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية وغيرها ؟ انه سؤال جوهري قد يحتار المرء في إيجاد الإجابة الوافية عليه . خصوصا الاحتجاج والاعتراض الذي قوبل به هذا الاختيار من قبل الفعاليات المؤثرة في مدينة ميضار وساكنتها ، وكذلك أيضا لما نعرفه من حساسية تاريخية تجمع العلاقات بين المدينتين تعود بالأساس لرغبة كل طرف في تزعم المنطقة ثقافيا واجتماعيا ورياضيا ، وعلى مستويات متعددة أخرى .
الآن حسم في الأمر ، انتهى الجدل الطويل ، وأصبح إقليم الدريوش واقعا متجسدا غير قابل للطعن بعد القرار الملكي الأخير
وتعيينه لعامل له بمدينة الدريوش . نعود للسؤال الأساسي : ما هي العوامل التي ساهمت في اختيار الدريوش كعمالة على حساب ميضار ؟ أعتقد في رأيي المتواضع أن هناك عدة عوالم جوهرية ساهمت في هذا الاختيار ، لعل أولها الحمولة التاريخية لمدينة الدريوش ، والإرث الذي تحمله كمدينة كانت مركزا حيويا في المنطقة ، واحتضانها لعدة مؤسسات مهمة كالمحكمة الابتدائية وغيرها من المؤسسات التي عرفت تذبذبا بين التطور والتدهور . والمعطى الثاني والأهم في نظري الانفتاح النادر الذي تعرفه هذه المدينة الذي قد لا نجد له مثيلا في كل المنطقة ، فهي تضم في تركيبتها الديموغرافية قبائل عربية كالعبابدة وبني وكيل ، الى جانب العنصر الريفي الحاضر بقوة هو أيضا . هذه التركيبة الجميلة خلقت تعايشا إيجابيا انعكس على روح التعايش التي تعرفها مدينة الدريوش ، الأمر الذي جعلها قبلة لكل العمال الوافدين خصوصا من جنوب المغرب . تجدهم يقيمون في الدريوش ، لكنهم يعملون في أسواق المدن القريبة . هذه الحركية خلقت من الدريوش مجالا حيويا لنموذج حي لصيغة تعايش الثقافات التي تؤثث فضاء الهوية المغربية المشكلة أساسا من عدة عناصر متجذرة في وجدان ال! كيان المغربي الذي ينضوي تحت لواء الإسلام ، بعيدا جدا عن أية فئوية ضيقة دخيلة على بلدنا الذي ضل لقرون عديدة موطنا للتعايش بين كل الديانات والاثنيت والطوائف .
لن يضير ميضار أنها ليست إقليما ، فالمدينة في كل الأحوال مدينة حيوية ومزدهرة اقتصاديا وثقافيا ، وسيزداد هذا الازدهار بسبب قربها الشديد من الدريوش ، للدرجة التي يمكننا أن نتوقع أن تصبح المدينتين مدينة واحدة على مدى معين من الزمن . علينا فقط أن نتخلص من الحساسيات الوهمية وعدم الفهم والثقة المفتقدة بين الطرفين ، حان الوقت لبناء جسور من المحبة والخير ونسيان حزازات الماضي القريب والبعيد .
تم مؤخرا كما هو معروف تعيين عامل صاحب الجلالة على إقليم الدريوش ، الخبر طبعا ليس جديدا فقد تناولته وكالة المغرب العربي ، وبثته مختلف وسائل الإعلام المغربية أسواء المرئية منها أو المسموعة . ما يهمنا من الأمر طبعا هو اختيار الدريوش ليكون إقليما بين الناضور والحسيمة ، أكيد كلنا ندرك أنه كان من الممكن اختيار ميضار لهذا الامتياز ، إذا جاز أن نسمي الأمر كذلك ، لأن مدينة ميضار لا تقل عن الدريوش في الكثافة السكانية ، والمؤسسات التي تتوفر عليها ، وكذلك عدة عناصر مهمة قمينة بأن تجعل اختيار ميضار كإقليم منطقيا جدا ، بل ومستحقا أيضا . لكن السؤال المطروح لماذا تم اختيار الدريوش ليكون إقليما لمنطقة حيوية نشطة في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية وغيرها ؟ انه سؤال جوهري قد يحتار المرء في إيجاد الإجابة الوافية عليه . خصوصا الاحتجاج والاعتراض الذي قوبل به هذا الاختيار من قبل الفعاليات المؤثرة في مدينة ميضار وساكنتها ، وكذلك أيضا لما نعرفه من حساسية تاريخية تجمع العلاقات بين المدينتين تعود بالأساس لرغبة كل طرف في تزعم المنطقة ثقافيا واجتماعيا ورياضيا ، وعلى مستويات متعددة أخرى .
الآن حسم في الأمر ، انتهى الجدل الطويل ، وأصبح إقليم الدريوش واقعا متجسدا غير قابل للطعن بعد القرار الملكي الأخير
وتعيينه لعامل له بمدينة الدريوش . نعود للسؤال الأساسي : ما هي العوامل التي ساهمت في اختيار الدريوش كعمالة على حساب ميضار ؟ أعتقد في رأيي المتواضع أن هناك عدة عوالم جوهرية ساهمت في هذا الاختيار ، لعل أولها الحمولة التاريخية لمدينة الدريوش ، والإرث الذي تحمله كمدينة كانت مركزا حيويا في المنطقة ، واحتضانها لعدة مؤسسات مهمة كالمحكمة الابتدائية وغيرها من المؤسسات التي عرفت تذبذبا بين التطور والتدهور . والمعطى الثاني والأهم في نظري الانفتاح النادر الذي تعرفه هذه المدينة الذي قد لا نجد له مثيلا في كل المنطقة ، فهي تضم في تركيبتها الديموغرافية قبائل عربية كالعبابدة وبني وكيل ، الى جانب العنصر الريفي الحاضر بقوة هو أيضا . هذه التركيبة الجميلة خلقت تعايشا إيجابيا انعكس على روح التعايش التي تعرفها مدينة الدريوش ، الأمر الذي جعلها قبلة لكل العمال الوافدين خصوصا من جنوب المغرب . تجدهم يقيمون في الدريوش ، لكنهم يعملون في أسواق المدن القريبة . هذه الحركية خلقت من الدريوش مجالا حيويا لنموذج حي لصيغة تعايش الثقافات التي تؤثث فضاء الهوية المغربية المشكلة أساسا من عدة عناصر متجذرة في وجدان ال! كيان المغربي الذي ينضوي تحت لواء الإسلام ، بعيدا جدا عن أية فئوية ضيقة دخيلة على بلدنا الذي ضل لقرون عديدة موطنا للتعايش بين كل الديانات والاثنيت والطوائف .
لن يضير ميضار أنها ليست إقليما ، فالمدينة في كل الأحوال مدينة حيوية ومزدهرة اقتصاديا وثقافيا ، وسيزداد هذا الازدهار بسبب قربها الشديد من الدريوش ، للدرجة التي يمكننا أن نتوقع أن تصبح المدينتين مدينة واحدة على مدى معين من الزمن . علينا فقط أن نتخلص من الحساسيات الوهمية وعدم الفهم والثقة المفتقدة بين الطرفين ، حان الوقت لبناء جسور من المحبة والخير ونسيان حزازات الماضي القريب والبعيد .