محمد بوتخرط . هولندا.
رحمك الله ايها الـ:"صالح" وتبا لحرب الطرقات التي تقتل أهالينا ..
تبا لكم يا كل من يتسبب في "حوادث الموت" .. انتم الغفلة والبؤس والهوان ، قتلتم ولا زلتم تقتلون وتزهقون ارواح الابرياء من ابناء االمدينة وتنهبون اعمارهم .
بؤسا لكم ..
ماذا نبكي ؟ هل نبكي من قتلوا ورحلوا كما رحل الكادح "الخال صالح" وغيره الكثيرون .؟
إلى متى نصبر على مسببي حرب الطرقات في المدينة وجور بعضهم ..
سمعت ذات الصباح الكئيب "الخبر المؤسف" ..
ياله من رحيل !
رحيل مُر ايها الرجل الطيب الصلب الكادح دوما ..
لكن ..
الدوام لله ، و..انا لله وإنا اليه راجعون ..
"الخال صالح" .. نموذج فقط و واحد من ضحايا حرب الطرق او ارهاب الطرق في مدينتي هناك .. واحد من من يتساقطون على الأسفلت في مشاهد دامية...مميتة و بشكل شبه يومي..
"الخال صالح"..الاسم الذي كان يفضل ان نناديه به وكما الكثير من اهل اولاد يخلف بكبدانة كانوا ينادونه به... انسان كادح لم يعرف في حياته سوى معانقة الفأس والمنجل..
كان عائدا من رحلته اليومية بدافع البحث عن لقمة العيش..
من نار إلى نار .. هكذا يبدو الحال بالنسبة لفقراء مدينتي ، في مشهد يتكرر يومياً خلال بحثهم عن لقمة العيش لأطفالهم..ولكن هذه المرة لم يصل "الخال صالح" الى منزله المتواضع حيث عائلة تجاوز فقرها حد الذهول تنتظر رجوع الاب..العائل الوحيد.
لم يعد الاب الى البيت.. وكأن البحث عن لقمة العيش والسعي للحصول عليها في مدينتي بات يهدر كرامة المواطن ..
جلبة ضخمة ... صوت احتكاك فرامل على الاسفلت و صوت ارتطام قوي بالشارع .. كان الحامل لخبر عودة الاب من عدمها..
هرع الناس لمكان الحادث ليفاجأوا بالدماء تملأ الاسفلت .. غاب الاب عن وعيه بعد ان أصيب في رأسه.. نُقل الى المستشفى .. وهناك .. وبعد ايام معدودة ، لفظ الاب "صالح" أنفاسه الأخيرة.
هي حوادث مرورية.. مميتة هناك .
ولا تخفى أسبابها وازديادها بشكل مستفز ، من تجاوز السائقين السرعة المسموح بها ، والتجاوز الخاطئ ، ونقص كفاءة السيارات ، إلى جانب قلَّة الانتباه والتركيز من السائقين، والقيادة في ظروف مناخية غير مناسبة ، إضافةً كذلك طبعا الى الطرق المهترئة المحفرة وعدم تهيئتها ، رغم ان المدينة حظيت مؤخرا بإصلاحات وتوسعات إلا أن مشكل الطرق لا زال يؤرق سكانها بسبب الطرق الغير مهيئة.
وكأن الكل في المدينة غافل عن كون هذه الحوادث المرورية تعد من أهم المشكلات التي تستنزف الموارد المادية والطاقات البشرية وتستهدف المدينة في أهم مقومات الحياة فيها ... الانسان.
هنا تعلمنا ان نعيش كما اهل البلاد هنا ، طُرق وتقاليد حزينة لتذكر ضحايا حوادث السير المميتة .. يقام في المكان الذي يقع فيه الحادث وأودى بحياة عزيز او قريب ، نصب رمزي متواضع يتكون عادة من ورود توضع في المكان وشموع تضيء المكان ولو لعدة دقائق بعد الحادث ، فالمعنى واضح والفكرة أوضح .. ان يتذكر الأحياء امواتهم ، وطبعا -وهو الاهم- ان يتذكر كذلك السائقون عند مرورهم بذات المكان أن عليهم احترام القوانين وحقوق الغير وحياتهم .
ولكن في مدينتي هناك لا يوضع شيء ولا يبقى شيء سوى بقايا لون "طباشير" باهت و بقايا وقود وزيت محركات.. و صفائح حديد محطم.!!
وحتى السيارات المحطمة ، تُسحب من مكان الموت قبل الجثث احيانا حتى يكون المكان جاهزا لاستقبال السيارة التالية و فاجعة اخرى وموت...آخر..
وما يزيد للجرح جراحات ، التستر على "ارهاب الطرقات" فالامر غالبا ما يتخلله "تحفظ" ما على أسباب الموت وكأن من المخجل ان يموت الانسان بحادث سير فتجد أخبارا من هنا وهناك تتغاضى عن ذكر المسبب وتكتفي بالاشارة إلى مصطلح يسمونه في قواميسهم ..."حادث مؤسف" !
وتنتهي حياة الضحية بمستودع الاموات بقبر دامس .
واما الحزن فتطويه ملفات الدرك او رجال الامن ..ناهيك عن بعض الإجراءات التي قد تمتد لايام من العناء والجري بين ردهات المصالح الإدارية. قبل استلام الجثة من المستشفى أو خروج تصريح الدفن.
رحمك الله ايها الـ:"صالح" وتبا لحرب الطرقات التي تقتل أهالينا .
ماذا نبكي ؟
هل نبكي من قتلوا ورحلوا كما رحل الكادح "الخال صالح" وغيره الكثيرون .؟
الدوام لله ، و..انا لله وإنا اليه راجعون ..
رحمك الله ايها الـ:"صالح" وتبا لحرب الطرقات التي تقتل أهالينا ..
تبا لكم يا كل من يتسبب في "حوادث الموت" .. انتم الغفلة والبؤس والهوان ، قتلتم ولا زلتم تقتلون وتزهقون ارواح الابرياء من ابناء االمدينة وتنهبون اعمارهم .
بؤسا لكم ..
ماذا نبكي ؟ هل نبكي من قتلوا ورحلوا كما رحل الكادح "الخال صالح" وغيره الكثيرون .؟
إلى متى نصبر على مسببي حرب الطرقات في المدينة وجور بعضهم ..
سمعت ذات الصباح الكئيب "الخبر المؤسف" ..
ياله من رحيل !
رحيل مُر ايها الرجل الطيب الصلب الكادح دوما ..
لكن ..
الدوام لله ، و..انا لله وإنا اليه راجعون ..
"الخال صالح" .. نموذج فقط و واحد من ضحايا حرب الطرق او ارهاب الطرق في مدينتي هناك .. واحد من من يتساقطون على الأسفلت في مشاهد دامية...مميتة و بشكل شبه يومي..
"الخال صالح"..الاسم الذي كان يفضل ان نناديه به وكما الكثير من اهل اولاد يخلف بكبدانة كانوا ينادونه به... انسان كادح لم يعرف في حياته سوى معانقة الفأس والمنجل..
كان عائدا من رحلته اليومية بدافع البحث عن لقمة العيش..
من نار إلى نار .. هكذا يبدو الحال بالنسبة لفقراء مدينتي ، في مشهد يتكرر يومياً خلال بحثهم عن لقمة العيش لأطفالهم..ولكن هذه المرة لم يصل "الخال صالح" الى منزله المتواضع حيث عائلة تجاوز فقرها حد الذهول تنتظر رجوع الاب..العائل الوحيد.
لم يعد الاب الى البيت.. وكأن البحث عن لقمة العيش والسعي للحصول عليها في مدينتي بات يهدر كرامة المواطن ..
جلبة ضخمة ... صوت احتكاك فرامل على الاسفلت و صوت ارتطام قوي بالشارع .. كان الحامل لخبر عودة الاب من عدمها..
هرع الناس لمكان الحادث ليفاجأوا بالدماء تملأ الاسفلت .. غاب الاب عن وعيه بعد ان أصيب في رأسه.. نُقل الى المستشفى .. وهناك .. وبعد ايام معدودة ، لفظ الاب "صالح" أنفاسه الأخيرة.
هي حوادث مرورية.. مميتة هناك .
ولا تخفى أسبابها وازديادها بشكل مستفز ، من تجاوز السائقين السرعة المسموح بها ، والتجاوز الخاطئ ، ونقص كفاءة السيارات ، إلى جانب قلَّة الانتباه والتركيز من السائقين، والقيادة في ظروف مناخية غير مناسبة ، إضافةً كذلك طبعا الى الطرق المهترئة المحفرة وعدم تهيئتها ، رغم ان المدينة حظيت مؤخرا بإصلاحات وتوسعات إلا أن مشكل الطرق لا زال يؤرق سكانها بسبب الطرق الغير مهيئة.
وكأن الكل في المدينة غافل عن كون هذه الحوادث المرورية تعد من أهم المشكلات التي تستنزف الموارد المادية والطاقات البشرية وتستهدف المدينة في أهم مقومات الحياة فيها ... الانسان.
هنا تعلمنا ان نعيش كما اهل البلاد هنا ، طُرق وتقاليد حزينة لتذكر ضحايا حوادث السير المميتة .. يقام في المكان الذي يقع فيه الحادث وأودى بحياة عزيز او قريب ، نصب رمزي متواضع يتكون عادة من ورود توضع في المكان وشموع تضيء المكان ولو لعدة دقائق بعد الحادث ، فالمعنى واضح والفكرة أوضح .. ان يتذكر الأحياء امواتهم ، وطبعا -وهو الاهم- ان يتذكر كذلك السائقون عند مرورهم بذات المكان أن عليهم احترام القوانين وحقوق الغير وحياتهم .
ولكن في مدينتي هناك لا يوضع شيء ولا يبقى شيء سوى بقايا لون "طباشير" باهت و بقايا وقود وزيت محركات.. و صفائح حديد محطم.!!
وحتى السيارات المحطمة ، تُسحب من مكان الموت قبل الجثث احيانا حتى يكون المكان جاهزا لاستقبال السيارة التالية و فاجعة اخرى وموت...آخر..
وما يزيد للجرح جراحات ، التستر على "ارهاب الطرقات" فالامر غالبا ما يتخلله "تحفظ" ما على أسباب الموت وكأن من المخجل ان يموت الانسان بحادث سير فتجد أخبارا من هنا وهناك تتغاضى عن ذكر المسبب وتكتفي بالاشارة إلى مصطلح يسمونه في قواميسهم ..."حادث مؤسف" !
وتنتهي حياة الضحية بمستودع الاموات بقبر دامس .
واما الحزن فتطويه ملفات الدرك او رجال الامن ..ناهيك عن بعض الإجراءات التي قد تمتد لايام من العناء والجري بين ردهات المصالح الإدارية. قبل استلام الجثة من المستشفى أو خروج تصريح الدفن.
رحمك الله ايها الـ:"صالح" وتبا لحرب الطرقات التي تقتل أهالينا .
ماذا نبكي ؟
هل نبكي من قتلوا ورحلوا كما رحل الكادح "الخال صالح" وغيره الكثيرون .؟
الدوام لله ، و..انا لله وإنا اليه راجعون ..