مصطفى تلاندين
عرفت السنوات الأخيرة تحولات جذرية عميقة داخل المجتمع المغربي. تحولات أقل ما يمكن أن نقول عنها إنها تحولات عاصفة أتت على البنيان الإجتماعي برمته من القواعد، فخر السقف من فوقنا أو يكاد. ولاشك أنكم أعزائي القراء تعلمون أن السبب المباشر الذي أدى إلى هذا الكم الهائل من التغييرات الاجتماعية الجذرية داخل بلدنا المغرب وغيره من الدول العربية، يرجع بشكل أساس إلى حجم التحولات العميقة التي عرفها مجال الاتصال والتواصل والثورة الإعلامية الكبرى التي حصلت بظهور ما يسمى بوسائل التواصل الاجتماعي الحديثة. حيث لا يخفى على أي أحد منا الدور المهم الذي قامت به هذه الوسائل على اختلاف أنواعها في تقريب المسافات ليس في الأزمنة والأمكنة فقط بل حتى تقريب المسافات وربما إلغاؤها أيضا ما بين الأفكار والمشاعر والتصورات والمعتقدات والمذاهب الإديلوجية المختلفة حتى أصبح الشعار المرفوع والمشهور "إن العالم أصبح قرية صغيرة" يمس جانبا كبيرا من الحق والصواب.
لكننا في المقابل نلاحظ أن هذه الثورة الإعلامية الكبرى الحاصلة في قلب التواصل العالمي بدل أن تكون رسول سلام وتتحول إلى رسالة محبة واحترام لخصوصيات الأفراد والمجتمعات والدول المختلفة ومعينا على اختزال المسافات بما ينفع البشرية ويعود عليها بالخير الوفير والنفع العميم، أصبحت هي لب المشكلة وأصل الداء بما تسببت فيه من الكوارث وما أنتجته من ظواهر خطيرة تصب كلها في خدمة ظاهرة العولمة الاستعمارية بكل أبعادها وتجلياتها الكولونيالية التي تحن إلى عصور السيطرة على البشرية وإخضاعها للنمط الواحد من التفكير والتصرفات وسبل العيش والعقيدة والمأكل والمشرب... ألا وهو النمط الغربي الرأسمالي الذي يسعى إلى السيطرة باسم الحضارة الغربية المادية القائمة على عبادة المال وعبادة العجل السامري، جسدا له خوار وإلغاء الروح وتأليه الإنسان بل وإدخال هذا الإنسان في متاهات وجحيم الشهوات المادية المختلفة وإطلاق العنان لها بلا حسيب ولا رقيب بحيث أصبح الإنسان الغربي منغمسا في وحل هذه الشهوات يتمرغ فيها ويصطلي بنيرانها، وقد أفسح له المجال دعاة الحرية الفردية فأصبح يتصرف في جسده كيفما شاء ويستمتع بشهواته حسب هواه لا يهمه بأي طريقة، زنا كان أم لواطا، أم جنسا بهيميا أو غير ذلك من أنواع الشذوذ المختلفة والمتنوعة التي ترجمنا بها الحضارة الغربية صباح مساء.
نعم يا إخواني وأعزائي القراء. إنه موضوع جدير بالقراءة والمتابعة معا.فقد أصبح شبابنا مولعا ومدمنا على استعمال هذه التقنيات الحديثة بشكل سلبي يناقض ثوابتنا وقيمنا وديننا وعقيدتنا. فعبر هذا التواصل انفلت معظم شبابنا من قيم دينهم واستقبلوا بملئ أحضانهم قيما وأفكارا غريبة عن مجتمعنا الإسلامي بل ومتناقضة مع ثوابت عقيدتهم. وهنا أطرح هذا السؤال عليكم أعزائي القراء: هل يمكن للحضارة الأوروبية الأمريكية القائمة أصلا على الربح المادي السريع والاستغلال الاقتصادي لثروات الشعوب الضعيفة هل يمكن لهذه الحضارة أن تمنح لشعوبنا العربية والإسلامية الفايسبوك والواتساب بالمجان وبدون مقابل؟ لا أرى أن هناك إنسانا عاقلا يمكن له أن يجيبني بأن هؤلاء الغربيين دعاة الحضارة المعاصرة إنما يريدون الخير لشعوبنا حينما يصدرون إلينا الفيسبوك والواتساب بدون مقابل. وإذا كان هناك من له أدنى شك في هذا الأمر الخطير فأنا أرد عليه بما يلي: لماذا كانت الأفلام والقنوات الإباحية و ما يسمى بالبورنو كانت بالمقابل والاشتراك المالي قبل ثورة الاتصالات وبعد هذه الثورة العارمة والجارفة أصبحت بالمجان وفتحت جميع الأبواب على مصراعيها أمام هذا السيل الجارف من الأفلام الإباحية البرنغرافية والشاذة لتغرق وسائل الاتصالات والانترنيت بسيولها الجارفة التي تجرف معها ما تبقى في عقول وأذهان شبابنا من أخلاق وعفة وكرامة وخجل وحياء...
إذن يا أحبابي الكرام لا يتعلق الأمر بثورة إعلامية إيجابية مائة في المائة، بقدر ما نرى أمامنا طوفانا كاسحا يأتي على الأخضر واليابس وتسيره من وراء حجاب أياد خفية صهيونية وماسونية خبيثة تكيد للإسلام وأهله وتتربص بهم الدوائر وتريد لهم الشر والأذى وتكيد لنا بالليل الحالك والظلام الدامس.
وإليكم الآن يا أحبابي هذه القائمة الطويلة التي قمت بجردها وتتضمن ذكرا وجردا لأهم هذه الظواهر السلبية والتحولات الاجتماعي الخطيرة التي زلزلت كياننا الاجتماعي بشكل كارثي نتيجة لهذه التحولات العلمية الكبيرة:
ظهور المرتدين عن الإسلام ومعتنقي الديانة المسيحية نهارا جهارا يتحدون الخالق والمخلوق دون خجل ولا وجل.
ظهور دعاة الإفطار العلني في شهر رمضان واستفزاز مشاعر أغلبية المسلمين في هذا البلد.
ظهور الزواج المثلي وظاهرة الشذوذ الجنسي والدعوة إليه ومناصرته من طرف أقلام مأجورة وناشطين ومفكرين معروفين بعدائهم للإسلام لا نوسخ صفحتنا بذكر أسمائهم.
ظهور ظاهرة التشيع بكل ما تحمله من بشاعة وقبح وتقزز وعدوان على الإسلام والمسلمين من طرف مغاربة عملاء للفكر الفارسي المجوسي المجرم والعقيدة الشيعية المنحرفة المنافقة التي تعمل على هدم الإسلام من الداخل في مقابل ممن يعمل على هدمه من الخارج.
ظهور ظاهرة الإلحاد العلني والملحدين الذين كفروا بربهم عز وجل وارتدوا عن دين الإسلام الحنيف ورضوا لأنفسهم الجحود ونكران وجود الله لكي ترضى عنهم اليهود والنصارى. والله غني عن العالمين.
ظهور الدعوة إلى مراجعة التشريعات القرآنية والجرأة الكبيرة على الحدود الشرعية التي حدها الله عز وجل من فوق سبع سماوات وارتضاها دستورا خالدا وقانونا عادلا لسعادة عباده واستبدالها بتشريعات وضعية من وضع الكفار وأعداء الإسلام من قبيل المساواة بين الجنسين والاختلاط بينهما في الأماكن العامة وتغيير نظام المواريث على أساس أن الإسلام قد ظلم المرأة بزعمهم الباطل حينما جعل للذكر مثل حظ الأنثيين ...
هذا وغيره كثير يا أحبابي القراء وأعزائي. ولنا عودة في القريب العاجل مع موضوع آخر من مواضيع الساعة وإلى ذلكم الحين أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.
محبكم في الله وراجي ثواب خيره والفقير إلى رحمته والمتواضع لجلاله وعظمته.
عرفت السنوات الأخيرة تحولات جذرية عميقة داخل المجتمع المغربي. تحولات أقل ما يمكن أن نقول عنها إنها تحولات عاصفة أتت على البنيان الإجتماعي برمته من القواعد، فخر السقف من فوقنا أو يكاد. ولاشك أنكم أعزائي القراء تعلمون أن السبب المباشر الذي أدى إلى هذا الكم الهائل من التغييرات الاجتماعية الجذرية داخل بلدنا المغرب وغيره من الدول العربية، يرجع بشكل أساس إلى حجم التحولات العميقة التي عرفها مجال الاتصال والتواصل والثورة الإعلامية الكبرى التي حصلت بظهور ما يسمى بوسائل التواصل الاجتماعي الحديثة. حيث لا يخفى على أي أحد منا الدور المهم الذي قامت به هذه الوسائل على اختلاف أنواعها في تقريب المسافات ليس في الأزمنة والأمكنة فقط بل حتى تقريب المسافات وربما إلغاؤها أيضا ما بين الأفكار والمشاعر والتصورات والمعتقدات والمذاهب الإديلوجية المختلفة حتى أصبح الشعار المرفوع والمشهور "إن العالم أصبح قرية صغيرة" يمس جانبا كبيرا من الحق والصواب.
لكننا في المقابل نلاحظ أن هذه الثورة الإعلامية الكبرى الحاصلة في قلب التواصل العالمي بدل أن تكون رسول سلام وتتحول إلى رسالة محبة واحترام لخصوصيات الأفراد والمجتمعات والدول المختلفة ومعينا على اختزال المسافات بما ينفع البشرية ويعود عليها بالخير الوفير والنفع العميم، أصبحت هي لب المشكلة وأصل الداء بما تسببت فيه من الكوارث وما أنتجته من ظواهر خطيرة تصب كلها في خدمة ظاهرة العولمة الاستعمارية بكل أبعادها وتجلياتها الكولونيالية التي تحن إلى عصور السيطرة على البشرية وإخضاعها للنمط الواحد من التفكير والتصرفات وسبل العيش والعقيدة والمأكل والمشرب... ألا وهو النمط الغربي الرأسمالي الذي يسعى إلى السيطرة باسم الحضارة الغربية المادية القائمة على عبادة المال وعبادة العجل السامري، جسدا له خوار وإلغاء الروح وتأليه الإنسان بل وإدخال هذا الإنسان في متاهات وجحيم الشهوات المادية المختلفة وإطلاق العنان لها بلا حسيب ولا رقيب بحيث أصبح الإنسان الغربي منغمسا في وحل هذه الشهوات يتمرغ فيها ويصطلي بنيرانها، وقد أفسح له المجال دعاة الحرية الفردية فأصبح يتصرف في جسده كيفما شاء ويستمتع بشهواته حسب هواه لا يهمه بأي طريقة، زنا كان أم لواطا، أم جنسا بهيميا أو غير ذلك من أنواع الشذوذ المختلفة والمتنوعة التي ترجمنا بها الحضارة الغربية صباح مساء.
نعم يا إخواني وأعزائي القراء. إنه موضوع جدير بالقراءة والمتابعة معا.فقد أصبح شبابنا مولعا ومدمنا على استعمال هذه التقنيات الحديثة بشكل سلبي يناقض ثوابتنا وقيمنا وديننا وعقيدتنا. فعبر هذا التواصل انفلت معظم شبابنا من قيم دينهم واستقبلوا بملئ أحضانهم قيما وأفكارا غريبة عن مجتمعنا الإسلامي بل ومتناقضة مع ثوابت عقيدتهم. وهنا أطرح هذا السؤال عليكم أعزائي القراء: هل يمكن للحضارة الأوروبية الأمريكية القائمة أصلا على الربح المادي السريع والاستغلال الاقتصادي لثروات الشعوب الضعيفة هل يمكن لهذه الحضارة أن تمنح لشعوبنا العربية والإسلامية الفايسبوك والواتساب بالمجان وبدون مقابل؟ لا أرى أن هناك إنسانا عاقلا يمكن له أن يجيبني بأن هؤلاء الغربيين دعاة الحضارة المعاصرة إنما يريدون الخير لشعوبنا حينما يصدرون إلينا الفيسبوك والواتساب بدون مقابل. وإذا كان هناك من له أدنى شك في هذا الأمر الخطير فأنا أرد عليه بما يلي: لماذا كانت الأفلام والقنوات الإباحية و ما يسمى بالبورنو كانت بالمقابل والاشتراك المالي قبل ثورة الاتصالات وبعد هذه الثورة العارمة والجارفة أصبحت بالمجان وفتحت جميع الأبواب على مصراعيها أمام هذا السيل الجارف من الأفلام الإباحية البرنغرافية والشاذة لتغرق وسائل الاتصالات والانترنيت بسيولها الجارفة التي تجرف معها ما تبقى في عقول وأذهان شبابنا من أخلاق وعفة وكرامة وخجل وحياء...
إذن يا أحبابي الكرام لا يتعلق الأمر بثورة إعلامية إيجابية مائة في المائة، بقدر ما نرى أمامنا طوفانا كاسحا يأتي على الأخضر واليابس وتسيره من وراء حجاب أياد خفية صهيونية وماسونية خبيثة تكيد للإسلام وأهله وتتربص بهم الدوائر وتريد لهم الشر والأذى وتكيد لنا بالليل الحالك والظلام الدامس.
وإليكم الآن يا أحبابي هذه القائمة الطويلة التي قمت بجردها وتتضمن ذكرا وجردا لأهم هذه الظواهر السلبية والتحولات الاجتماعي الخطيرة التي زلزلت كياننا الاجتماعي بشكل كارثي نتيجة لهذه التحولات العلمية الكبيرة:
ظهور المرتدين عن الإسلام ومعتنقي الديانة المسيحية نهارا جهارا يتحدون الخالق والمخلوق دون خجل ولا وجل.
ظهور دعاة الإفطار العلني في شهر رمضان واستفزاز مشاعر أغلبية المسلمين في هذا البلد.
ظهور الزواج المثلي وظاهرة الشذوذ الجنسي والدعوة إليه ومناصرته من طرف أقلام مأجورة وناشطين ومفكرين معروفين بعدائهم للإسلام لا نوسخ صفحتنا بذكر أسمائهم.
ظهور ظاهرة التشيع بكل ما تحمله من بشاعة وقبح وتقزز وعدوان على الإسلام والمسلمين من طرف مغاربة عملاء للفكر الفارسي المجوسي المجرم والعقيدة الشيعية المنحرفة المنافقة التي تعمل على هدم الإسلام من الداخل في مقابل ممن يعمل على هدمه من الخارج.
ظهور ظاهرة الإلحاد العلني والملحدين الذين كفروا بربهم عز وجل وارتدوا عن دين الإسلام الحنيف ورضوا لأنفسهم الجحود ونكران وجود الله لكي ترضى عنهم اليهود والنصارى. والله غني عن العالمين.
ظهور الدعوة إلى مراجعة التشريعات القرآنية والجرأة الكبيرة على الحدود الشرعية التي حدها الله عز وجل من فوق سبع سماوات وارتضاها دستورا خالدا وقانونا عادلا لسعادة عباده واستبدالها بتشريعات وضعية من وضع الكفار وأعداء الإسلام من قبيل المساواة بين الجنسين والاختلاط بينهما في الأماكن العامة وتغيير نظام المواريث على أساس أن الإسلام قد ظلم المرأة بزعمهم الباطل حينما جعل للذكر مثل حظ الأنثيين ...
هذا وغيره كثير يا أحبابي القراء وأعزائي. ولنا عودة في القريب العاجل مع موضوع آخر من مواضيع الساعة وإلى ذلكم الحين أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.
محبكم في الله وراجي ثواب خيره والفقير إلى رحمته والمتواضع لجلاله وعظمته.