إعداد: اليزيد الدريوش
تصوير: إلياس حجلة
الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي رجل بصيغة الجمع
كثيرا ما يتساءل المهتمون بتاريخ الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي عن مساره في منفاه بجزيرة لارينيون الفرنسية، كلما فتحت الأسئلة عن هذه الفترة إلا وبقيت الأسئلة مستعصية عن الإجابة. فقد ألفت مئات من الكتب عن الثورة الريفية التي تزعمها الأمير، وكذا عن الأيام التي قضاها في مليلية، متنقلا من عالم الصحافة إلى القضاء حتى الأيام التي قضاها في جامعة القرويين يمكن أن تجد ما يشفي الغليل. أما الفترة التي قضاها في المنقى / لارينيون في المدة المحصورة ما بين 1926 – 1947 فهي تبقى مجهولة.
ولكن تشاء الأقدار أن تصادف بوابة ناظورسيتي شخصا يمكن أن يكون كنزًا لا يقدر بثمن، بحيث سرد في الحوار الذي أجريناه معه معلومات لم نسمع عنها من قبل، ومعطيات لم تعرف عن شخص الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي، وكذا المناصب التي اضطلع بها، والمهمات التي أداها خدمةً لوطنه، فقد عرفناه مجاهدًا، وقاضيا، وصحفيا، وقاضي قضاة على 42 قبيلة في الريف المجاور لنفوذ مليلة آنذاك.
محمد أزداد : الكل في لارينيون يعترف بما قدمه الأمير الخطابي من خدمات في نشر الدين الإسلامي السمحاء
يحكي السيد محمد أزداد كيف شاءت الأقدار أن يتعرف على جزيرة لارينيون.
فقد كانت البداية في مدينة بوردو الفرنسية، حيث كنا في حاجة إلى توسيع مسجد هذه المدينة، بعد أن أصبح لا يتسع لعدد المصلّين الكبير. وعلى إثر ذلك فكرنا في جمع التبرعات، فقد ساهم كل المصلين في المشاركة بقدر المستطاع.
لكن مجموع التبرعات لم يكن في المستوى المطلوب، ولا يلبي حاجة المسجد إلى التوسع، ومن حيث لا ندري تدخل شخص ذو سحنة سمراء، وقدم لنا نفسه: اسمي حاج عثمان كادجي من مسلمي جزيرة لارينيون، أود أن تسمحوا لي أن أتحدث نيابة عن إخواني المسلمين في جزيرة لارينيون، فإن المسلمين في لارينيون يحبّون المساهمة والمشاركة في كل ما هو خير للمسلمين. وإنني أراهم لو دعوتهم للمشاركة في جمع التبرعات لهذا المسجد المبارك، سيسارعون في الاستجابة. بشرط واحد، وهو أن يسافر واحد من اللجنة التي تسهر على تسيير المسجد ليمثل جموع هؤلاء المصلين."
لأجل نجاح هذه المهمة تم اختيار الحاج محمد أزداد ليرافق الحاج عثمان كادجي للسفر إلى جزيرة لارينيون لجمع التبرعات.
يقول الحاج محمد أزداد : لقد كان السفر بين مطار باريس إلى مطار سان دوني (عاصمة الجزيرة) جد مرهق 12 ساعة ونحن في الجوّ.
وأول شيء لاحظته وأنا أنزل إلى مطار سان دوني، وهو مشاهدتي لأول مرة جبل بركاني، فلم يسبق لي أن شاهدت بركانًا من قبل.
وأجمل من ذلك هو أني حظيت باستقبال رسمي من طرف سلطات وأعيان جزيرة لارينيون، فقد صافحت عمدة سان دوني والطوائف الدينية والمنتخبين وكل أطياف المجتمع في جزيرة لارينيون.
الكل يتذكر الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي
يتذكر الحاج محمد أزداد الزيارة التي قام بها إلى جزيرة لارينيون، ويسرد قائلا : كان ذلك في صيف 1989 ومكثت بها 26 يوما، وقد عشت أيامًا لا تنسى، ولا تنمحي من الذاكرة.
كان الكل يكنّ مشاعر الود والمحبة نحوي. وبمجرد ما عرفوا أصولي الريفية حتى تذكروا أيام الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي التي قضاها معهم من سنة 1926 إلى سنة 1947. وقد لمست فيهم حبا كبيرا يكنونه للأمير. وأخبروني أن الأمير مولاي محند هو من يعود له الفضل في نشر الدين الإسلامي في الجزيرة، وكان يعمل جاهدًا على تلقين أصول الدين واللغة العربية لكثير منا.
وتوجد كثير من العائلات ما تزال تتذكر دخول إسلامها على يد الأمير مولاي محند الخطابي.
وهكذا شاءت رحلة الحاج محمد أزداد لجزيرة لارينيون أن تكشف مسارا آخرا كان مجهولا من سيرة الأمير مولاي محند، وربما بل يقينًا ستنكشف أخبار أخرى ومعطيات ومعلومات ما تزال مجهولة من حياة الأمير مستقبلا.
تصوير: إلياس حجلة
الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي رجل بصيغة الجمع
كثيرا ما يتساءل المهتمون بتاريخ الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي عن مساره في منفاه بجزيرة لارينيون الفرنسية، كلما فتحت الأسئلة عن هذه الفترة إلا وبقيت الأسئلة مستعصية عن الإجابة. فقد ألفت مئات من الكتب عن الثورة الريفية التي تزعمها الأمير، وكذا عن الأيام التي قضاها في مليلية، متنقلا من عالم الصحافة إلى القضاء حتى الأيام التي قضاها في جامعة القرويين يمكن أن تجد ما يشفي الغليل. أما الفترة التي قضاها في المنقى / لارينيون في المدة المحصورة ما بين 1926 – 1947 فهي تبقى مجهولة.
ولكن تشاء الأقدار أن تصادف بوابة ناظورسيتي شخصا يمكن أن يكون كنزًا لا يقدر بثمن، بحيث سرد في الحوار الذي أجريناه معه معلومات لم نسمع عنها من قبل، ومعطيات لم تعرف عن شخص الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي، وكذا المناصب التي اضطلع بها، والمهمات التي أداها خدمةً لوطنه، فقد عرفناه مجاهدًا، وقاضيا، وصحفيا، وقاضي قضاة على 42 قبيلة في الريف المجاور لنفوذ مليلة آنذاك.
محمد أزداد : الكل في لارينيون يعترف بما قدمه الأمير الخطابي من خدمات في نشر الدين الإسلامي السمحاء
يحكي السيد محمد أزداد كيف شاءت الأقدار أن يتعرف على جزيرة لارينيون.
فقد كانت البداية في مدينة بوردو الفرنسية، حيث كنا في حاجة إلى توسيع مسجد هذه المدينة، بعد أن أصبح لا يتسع لعدد المصلّين الكبير. وعلى إثر ذلك فكرنا في جمع التبرعات، فقد ساهم كل المصلين في المشاركة بقدر المستطاع.
لكن مجموع التبرعات لم يكن في المستوى المطلوب، ولا يلبي حاجة المسجد إلى التوسع، ومن حيث لا ندري تدخل شخص ذو سحنة سمراء، وقدم لنا نفسه: اسمي حاج عثمان كادجي من مسلمي جزيرة لارينيون، أود أن تسمحوا لي أن أتحدث نيابة عن إخواني المسلمين في جزيرة لارينيون، فإن المسلمين في لارينيون يحبّون المساهمة والمشاركة في كل ما هو خير للمسلمين. وإنني أراهم لو دعوتهم للمشاركة في جمع التبرعات لهذا المسجد المبارك، سيسارعون في الاستجابة. بشرط واحد، وهو أن يسافر واحد من اللجنة التي تسهر على تسيير المسجد ليمثل جموع هؤلاء المصلين."
لأجل نجاح هذه المهمة تم اختيار الحاج محمد أزداد ليرافق الحاج عثمان كادجي للسفر إلى جزيرة لارينيون لجمع التبرعات.
يقول الحاج محمد أزداد : لقد كان السفر بين مطار باريس إلى مطار سان دوني (عاصمة الجزيرة) جد مرهق 12 ساعة ونحن في الجوّ.
وأول شيء لاحظته وأنا أنزل إلى مطار سان دوني، وهو مشاهدتي لأول مرة جبل بركاني، فلم يسبق لي أن شاهدت بركانًا من قبل.
وأجمل من ذلك هو أني حظيت باستقبال رسمي من طرف سلطات وأعيان جزيرة لارينيون، فقد صافحت عمدة سان دوني والطوائف الدينية والمنتخبين وكل أطياف المجتمع في جزيرة لارينيون.
الكل يتذكر الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي
يتذكر الحاج محمد أزداد الزيارة التي قام بها إلى جزيرة لارينيون، ويسرد قائلا : كان ذلك في صيف 1989 ومكثت بها 26 يوما، وقد عشت أيامًا لا تنسى، ولا تنمحي من الذاكرة.
كان الكل يكنّ مشاعر الود والمحبة نحوي. وبمجرد ما عرفوا أصولي الريفية حتى تذكروا أيام الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي التي قضاها معهم من سنة 1926 إلى سنة 1947. وقد لمست فيهم حبا كبيرا يكنونه للأمير. وأخبروني أن الأمير مولاي محند هو من يعود له الفضل في نشر الدين الإسلامي في الجزيرة، وكان يعمل جاهدًا على تلقين أصول الدين واللغة العربية لكثير منا.
وتوجد كثير من العائلات ما تزال تتذكر دخول إسلامها على يد الأمير مولاي محند الخطابي.
وهكذا شاءت رحلة الحاج محمد أزداد لجزيرة لارينيون أن تكشف مسارا آخرا كان مجهولا من سيرة الأمير مولاي محند، وربما بل يقينًا ستنكشف أخبار أخرى ومعطيات ومعلومات ما تزال مجهولة من حياة الأمير مستقبلا.