عبد الله بوصوف:
عاشت الأحزاب ومقرات الجرائد والقنوات التلفزية ليلة بيضاء لتفكيك نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي، وللتعليق على تصريحات القادة السياسيين.
والجدير بالتذكير منذ البداية هي قوة الآلة الإعلامية لليمين واليمين المتطرف الذي قاد حملة انتخابية قوية كانت أحد برامجها الكلاسيكية المهاجرين والإسلام والمساجد…لكن الجديد في هذه الحملة هو تأثير الحربيْن الدائرتين في أوكرانيا وغزة – فلسطين,
لقد هتفت الآلة الإعلامية بالنصر حتى قبل بداية الحملة، ومهدت “سردياتهم” لقبول مبادئ متطرفة وعنصرية في ثوب الوطنية والهوية.
الأكيد أن قراءة الحصيلة العددية لانتخابات يونيو تختلف من بلد أوروبي إلى آخر (27 دولة)، ومن هيئات وتحالفات حزبية إلى أخرى؛ ففي ألمانيا مثلا حافظ حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي على المرتبة الأولى، وتقاسم كل من الديمقراطي الاجتماعي والبديل المركز الثاني والثالث.
وفي هولندا تزعم حزب الخضر المشهد الانتخابي أمام حزب المتطرف فيلدرز الفائز بالتشريعيات الأخيرة. وفي فرنسا اكتسح حزب ماري لوبان النتائج بفارق كبير على حزب الرئيس ماكرون. لكن هناك فوزا مهما لكل من إيريك زمور، وزعيم حركة الساحة العمومية رافييل غلوكسمان.
وفي إسبانيا فاز الحزب الشعبي بفارق بسيط أمام حزب سانشيز، مع تقدم لحزب فوكس. وفي إيطاليا فازت ميلوني بحصة كبيرة، لكن حزب شلاين (الحزب الديمقراطي) كان أكثر الأحزاب تصويتا بالمقارنة مع نتائج 2019.
كما عرف حزب سالفيني نزيفا قويا وهجرة نحو حزب ميلوني، وحافظ حزب برلوسكوني على نتائجه. كما تقدم حزب الخضر واليسار بمراكز مهمة مقابل انكماش حزب خمسة نجوم، وفي الدانمارك تقدم حزب الخضر على اليمين، وفي هنغاريا فاز أوربان، لكن بنتائج أقل من 2019.
هذه قراءة سريعة لحصيلة عددية تميزت بتبادل المراكز بين أحزاب اليمين واليمين المتطرف؛ فإنجاز ميلوني سنة 2024 حققه سالفيني سنة 2019، وإنجاز ماري لوبان في الرئاسيات الفرنسية سيعوضه إنجاز الشاب بارديلا في انتخابات البرلمان الأوروبي في يونيو.
وبانتقالنا إلى الدائرة الكبرى سنقف على أن رئيسة اللجنة الأوروبية فان دير لاين أعلنت عن فوز الحزب الشعبي الأوروبي بـ 189 مقعدا. كما أن أعضاء التحالف الكبير حصلوا على 135 مقعدا بالنسبة للاشتراكيين الديمقراطيين و80 مقعدا للبيراليين (Renew) … في حين أن مجموعة المحافظين الإصلاحيين (ميلوني) حازت 72 مقعدا، ومجموعة الهوية والديمقراطية نالت 58 (ماري لوبان).
وحسب لغة الأرقام بإمكان مكونات التحالف الكبير (الحزب الشعبي الأوروبي واللاشتراكيون الديمقراطيون والليبراليون) الاستمرار في تسيير مؤسسات الاتحاد الأوروبي ولجانه، خاصة اللجنة الأوروبية ورئاسة البرلمان الأوروبي والمؤسسات المالية والقضائية.
طبعا مع بعض التغييرات وتحضير تحالفات، خاصة مع حزب الخضر بـ 52 مقعدا.
أما الحصيلة السياسية لانتخابات يونيو فجاءت بزلزال سياسي بفرنسا أعلن إثره الرئيس ماكرون عن حل البرلمان وتشريعيات مبكرة في 30 يونيو ويوليوز. وهو قرار لم يلق ترحيبا كبيرا في فرنسا، حتى إن البعض وصفه بـ”المتسرع”، وبأنه وقع تحت ضغط تصريحات اليميني المتطرف بارديلا؛ في حين أنه لم يكن ملزما بالقرار، وكان له متسع من الوقت لتدبير أزمة نتائج الانتخابات.
لقد فتح ماكرون مرحلة سياسية قوية بفرنسا قد ترهن نتائجها الرئاسيات القادمة، خاصة إذا فاز بها أنصار لوبان؛ كما فتح انتخابات مفصلية أمام حملة انتخابية تحت وقع فصل الصيف وتنظيم أولمبياد باريس وانتظار حوالي 15 مليون سائح بباريس وحدها.
أما الحصيلة السياسية بإيطاليا فهي أفول نجم ماتيو رينزي الذي لم يصل إلى العتبة، وزعزة داخل حزب سالفيني وخمسة نجوم…
وفي بلجيكا قدم الوزير الأول استقالته لفشله في تحقيق نتائج إيجابية وفوز أحزاب ذات خلفية انفصالية.
لقد علق أغلب المتتبعين على الحصيلة السياسية الكارثية بكل من فرنسا وألمانيا بأنها تصويت عقابي لكل من شولز وماكرون لفشل سياساتهما الاقتصادية والاجتماعية، ولموقفهما من الحربين في أوكرانيا وغزة / فلسطين، وتصعيدهما الأخير بالمشاركة في الحرب وتوسيع الدائرة بإرسال طائرات وجنود إلى أوكرانيا، خاصة تصريحات ماكرون أثناء استقباله للأمريكي بايدن يوم 6 يونيو.
الآن وفي ضوء هذه النتائج العددية أو السياسية ينتظر انتخاب “أورسولا فان دير لاين” كرئيسة للجنة الأوروبية، كبداية لمرحلة جديدة ولتحالفات جديدة وهجرات بين المجموعات السياسية داخل البرلمان الأوروبي. وقبل كل هذا استمالة غير المنتمين بحوالي 90 مقعدا للانضمام إلى هذه المجوعة أو تلك.
عاشت الأحزاب ومقرات الجرائد والقنوات التلفزية ليلة بيضاء لتفكيك نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي، وللتعليق على تصريحات القادة السياسيين.
والجدير بالتذكير منذ البداية هي قوة الآلة الإعلامية لليمين واليمين المتطرف الذي قاد حملة انتخابية قوية كانت أحد برامجها الكلاسيكية المهاجرين والإسلام والمساجد…لكن الجديد في هذه الحملة هو تأثير الحربيْن الدائرتين في أوكرانيا وغزة – فلسطين,
لقد هتفت الآلة الإعلامية بالنصر حتى قبل بداية الحملة، ومهدت “سردياتهم” لقبول مبادئ متطرفة وعنصرية في ثوب الوطنية والهوية.
الأكيد أن قراءة الحصيلة العددية لانتخابات يونيو تختلف من بلد أوروبي إلى آخر (27 دولة)، ومن هيئات وتحالفات حزبية إلى أخرى؛ ففي ألمانيا مثلا حافظ حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي على المرتبة الأولى، وتقاسم كل من الديمقراطي الاجتماعي والبديل المركز الثاني والثالث.
وفي هولندا تزعم حزب الخضر المشهد الانتخابي أمام حزب المتطرف فيلدرز الفائز بالتشريعيات الأخيرة. وفي فرنسا اكتسح حزب ماري لوبان النتائج بفارق كبير على حزب الرئيس ماكرون. لكن هناك فوزا مهما لكل من إيريك زمور، وزعيم حركة الساحة العمومية رافييل غلوكسمان.
وفي إسبانيا فاز الحزب الشعبي بفارق بسيط أمام حزب سانشيز، مع تقدم لحزب فوكس. وفي إيطاليا فازت ميلوني بحصة كبيرة، لكن حزب شلاين (الحزب الديمقراطي) كان أكثر الأحزاب تصويتا بالمقارنة مع نتائج 2019.
كما عرف حزب سالفيني نزيفا قويا وهجرة نحو حزب ميلوني، وحافظ حزب برلوسكوني على نتائجه. كما تقدم حزب الخضر واليسار بمراكز مهمة مقابل انكماش حزب خمسة نجوم، وفي الدانمارك تقدم حزب الخضر على اليمين، وفي هنغاريا فاز أوربان، لكن بنتائج أقل من 2019.
هذه قراءة سريعة لحصيلة عددية تميزت بتبادل المراكز بين أحزاب اليمين واليمين المتطرف؛ فإنجاز ميلوني سنة 2024 حققه سالفيني سنة 2019، وإنجاز ماري لوبان في الرئاسيات الفرنسية سيعوضه إنجاز الشاب بارديلا في انتخابات البرلمان الأوروبي في يونيو.
وبانتقالنا إلى الدائرة الكبرى سنقف على أن رئيسة اللجنة الأوروبية فان دير لاين أعلنت عن فوز الحزب الشعبي الأوروبي بـ 189 مقعدا. كما أن أعضاء التحالف الكبير حصلوا على 135 مقعدا بالنسبة للاشتراكيين الديمقراطيين و80 مقعدا للبيراليين (Renew) … في حين أن مجموعة المحافظين الإصلاحيين (ميلوني) حازت 72 مقعدا، ومجموعة الهوية والديمقراطية نالت 58 (ماري لوبان).
وحسب لغة الأرقام بإمكان مكونات التحالف الكبير (الحزب الشعبي الأوروبي واللاشتراكيون الديمقراطيون والليبراليون) الاستمرار في تسيير مؤسسات الاتحاد الأوروبي ولجانه، خاصة اللجنة الأوروبية ورئاسة البرلمان الأوروبي والمؤسسات المالية والقضائية.
طبعا مع بعض التغييرات وتحضير تحالفات، خاصة مع حزب الخضر بـ 52 مقعدا.
أما الحصيلة السياسية لانتخابات يونيو فجاءت بزلزال سياسي بفرنسا أعلن إثره الرئيس ماكرون عن حل البرلمان وتشريعيات مبكرة في 30 يونيو ويوليوز. وهو قرار لم يلق ترحيبا كبيرا في فرنسا، حتى إن البعض وصفه بـ”المتسرع”، وبأنه وقع تحت ضغط تصريحات اليميني المتطرف بارديلا؛ في حين أنه لم يكن ملزما بالقرار، وكان له متسع من الوقت لتدبير أزمة نتائج الانتخابات.
لقد فتح ماكرون مرحلة سياسية قوية بفرنسا قد ترهن نتائجها الرئاسيات القادمة، خاصة إذا فاز بها أنصار لوبان؛ كما فتح انتخابات مفصلية أمام حملة انتخابية تحت وقع فصل الصيف وتنظيم أولمبياد باريس وانتظار حوالي 15 مليون سائح بباريس وحدها.
أما الحصيلة السياسية بإيطاليا فهي أفول نجم ماتيو رينزي الذي لم يصل إلى العتبة، وزعزة داخل حزب سالفيني وخمسة نجوم…
وفي بلجيكا قدم الوزير الأول استقالته لفشله في تحقيق نتائج إيجابية وفوز أحزاب ذات خلفية انفصالية.
لقد علق أغلب المتتبعين على الحصيلة السياسية الكارثية بكل من فرنسا وألمانيا بأنها تصويت عقابي لكل من شولز وماكرون لفشل سياساتهما الاقتصادية والاجتماعية، ولموقفهما من الحربين في أوكرانيا وغزة / فلسطين، وتصعيدهما الأخير بالمشاركة في الحرب وتوسيع الدائرة بإرسال طائرات وجنود إلى أوكرانيا، خاصة تصريحات ماكرون أثناء استقباله للأمريكي بايدن يوم 6 يونيو.
الآن وفي ضوء هذه النتائج العددية أو السياسية ينتظر انتخاب “أورسولا فان دير لاين” كرئيسة للجنة الأوروبية، كبداية لمرحلة جديدة ولتحالفات جديدة وهجرات بين المجموعات السياسية داخل البرلمان الأوروبي. وقبل كل هذا استمالة غير المنتمين بحوالي 90 مقعدا للانضمام إلى هذه المجوعة أو تلك.