مداخلة السيد عبد الله بوصوف
تحت الرعاية السامية وبمناسبة الذكرى الواحدة والخمسين لانتفاضة المناضل سيدي محمد بصير التاريخية بالعيون، نظمت مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام بتنسيق مع جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء ماستر العلوم السياسية والتواصل السياسي، ومختبر البحث في النجاعة الاقتصادية واللوجيستيكية، التابعين لكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالمحمدية، ندوة علمية دولية بمقر زاوية الشيخ سيدي إبراهيم البصير ببني اعياط، بشعار: "العلاقات المغربية الإسبانية: مقاربات تاريخية وقانونية وسياسية" وذلك يوم الخميس 15 يوليوز الجاري.
وفيما يلي مداخلة الدكتو عبد الله بوصوف:
يمكنك ان تكذب على جميع الناس بعض الوقت، ويمكنك أن تكذب على بعض الناس طوال الوقت، لكن لا يمكنك ان تكذب على جميع الناس طوال الوقت ،وهو ما ينطبق بالضبط على مآلات كل الأدبيات التي حاول مرتزقة البوليساريو تسويقها في شكل "بروباغاندا " وأعمال تزييف و "تمويه جماعي" لكسب عطف جماعي وتضامن الآخرين.. بالاضافة الى ضرورة إختيار أحد المعسكرين بين الاشتراكي و الليبرالي للاستفادة من حسنات اعتناق أيديولوجية دول ذلك المعسكر وبطبيعة الحال الاستفادة من الدعم السياسي و الإعلامي وأيضا المالي…
وإذا علمنا أن طبيعة التحالفات و الاختيارات المغربية قد مالت الى الليبرالية… فان عصابة البوليساريو ستصطف بطبيعة الحال إلى الجهة المضادة، أي المعسكر الاشتراكي والثورية والقومية وكل المصطلحات الرنانة لتلك المرحلة، وهو ما يبرر الآن ، أن كل الانتاجات الأدبية أو الفكرية حول الصحراء المغربية التي تتبنى أطروحة الانفصاليين .. كانت من توقيع أقلام تنتمي الى " يسار الحرب الباردة " ، و التي استفادت من خدماتهم الإعلامية و دور الطبع و النشر التابعة لهم .. هذا بالإضافة الى كتاب و اعلاميين و أساتذة وضعوا خدماتهم ( كتب ، تقارير ، مقالات ، محاضرات..) مقابل مناصب في الجامعات الجزائرية مثلا ، أو رشاوي كبيرة أو دعم مالي لمنظمات و هيئات حقوقية أو إنقاذ شركات من الإفلاس من طرف ليبيا " معمر القدافي " و جنرالات " سونطراك " أو غيرها من دول تشترك معها في التوجه السياسي و المصالح الاستراتيجية.. لكن نفس الكتيبة التضليلية و التي اشتغلت على عناصر " البروباغاندا " كما فصلها الكاتب الأمريكي / النمساوي الأصل " إدوارد بيرنايس " Edward L.Bernays في كتابه الذي يحمل نفس العنوان و الصادر سنة 1920 ، كانت تعلم ان عصابة الانفصاليين ليس لها " بعد وطني " و ينقصها " القائد الملهم " و " الزعيم الأسطوري " الذي ضحى بنفسه من أجل الوطن.. هذا رغم محاولات البعض ، و منهم Maurice Barbier الذي اجتهد في تفصيل معنى مصطلح " الأمة " على مقاس عصابة البوليساريو…وهو المعنى الذي غاب عن بيانات " مؤتمرات " البوليساريو و التي غلب عليها مصطلح " العامة " و الذي سينتقل الى مصطلح " الشعب " في المؤتمر الثالث سنة 1976اي بعد المسيرة الخضراء المظفرة.. فبروباغاندا " حشد العامة " ليست بالعمل السهل ، بل يتطلب ذلك خلق ميكانيزمات ذهنية و اللعب على العنصر النفسي و الديني..و مؤسسات متخصصة…هذا في الوقت الذي عرفت فيه " الصحراء الاسبانية " العديد من الحركات و جبهات التحرير لطرد المستعمر الاسباني من الصحراء المغربية…كجبهة تحرير الصحراء و حركة مقاومة الرجال الزُرْق ( نسبة للون لباسهم ) و جبهة التحرير و الوحدة غيرها من الحركات الوطنية الوحدوية…حيث كانت كل الجبهات و الحركات بما فيها البوليساريو تطالب بطرد المستعمر الاسباني من الصحراء المغربية ، لذلك لا يمكن لحركة الانفصاليين الادعاء بحصرية التمثيل أو النضال قبل المسيرة الخضراء…
تحت الرعاية السامية وبمناسبة الذكرى الواحدة والخمسين لانتفاضة المناضل سيدي محمد بصير التاريخية بالعيون، نظمت مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام بتنسيق مع جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء ماستر العلوم السياسية والتواصل السياسي، ومختبر البحث في النجاعة الاقتصادية واللوجيستيكية، التابعين لكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالمحمدية، ندوة علمية دولية بمقر زاوية الشيخ سيدي إبراهيم البصير ببني اعياط، بشعار: "العلاقات المغربية الإسبانية: مقاربات تاريخية وقانونية وسياسية" وذلك يوم الخميس 15 يوليوز الجاري.
وفيما يلي مداخلة الدكتو عبد الله بوصوف:
يمكنك ان تكذب على جميع الناس بعض الوقت، ويمكنك أن تكذب على بعض الناس طوال الوقت، لكن لا يمكنك ان تكذب على جميع الناس طوال الوقت ،وهو ما ينطبق بالضبط على مآلات كل الأدبيات التي حاول مرتزقة البوليساريو تسويقها في شكل "بروباغاندا " وأعمال تزييف و "تمويه جماعي" لكسب عطف جماعي وتضامن الآخرين.. بالاضافة الى ضرورة إختيار أحد المعسكرين بين الاشتراكي و الليبرالي للاستفادة من حسنات اعتناق أيديولوجية دول ذلك المعسكر وبطبيعة الحال الاستفادة من الدعم السياسي و الإعلامي وأيضا المالي…
وإذا علمنا أن طبيعة التحالفات و الاختيارات المغربية قد مالت الى الليبرالية… فان عصابة البوليساريو ستصطف بطبيعة الحال إلى الجهة المضادة، أي المعسكر الاشتراكي والثورية والقومية وكل المصطلحات الرنانة لتلك المرحلة، وهو ما يبرر الآن ، أن كل الانتاجات الأدبية أو الفكرية حول الصحراء المغربية التي تتبنى أطروحة الانفصاليين .. كانت من توقيع أقلام تنتمي الى " يسار الحرب الباردة " ، و التي استفادت من خدماتهم الإعلامية و دور الطبع و النشر التابعة لهم .. هذا بالإضافة الى كتاب و اعلاميين و أساتذة وضعوا خدماتهم ( كتب ، تقارير ، مقالات ، محاضرات..) مقابل مناصب في الجامعات الجزائرية مثلا ، أو رشاوي كبيرة أو دعم مالي لمنظمات و هيئات حقوقية أو إنقاذ شركات من الإفلاس من طرف ليبيا " معمر القدافي " و جنرالات " سونطراك " أو غيرها من دول تشترك معها في التوجه السياسي و المصالح الاستراتيجية.. لكن نفس الكتيبة التضليلية و التي اشتغلت على عناصر " البروباغاندا " كما فصلها الكاتب الأمريكي / النمساوي الأصل " إدوارد بيرنايس " Edward L.Bernays في كتابه الذي يحمل نفس العنوان و الصادر سنة 1920 ، كانت تعلم ان عصابة الانفصاليين ليس لها " بعد وطني " و ينقصها " القائد الملهم " و " الزعيم الأسطوري " الذي ضحى بنفسه من أجل الوطن.. هذا رغم محاولات البعض ، و منهم Maurice Barbier الذي اجتهد في تفصيل معنى مصطلح " الأمة " على مقاس عصابة البوليساريو…وهو المعنى الذي غاب عن بيانات " مؤتمرات " البوليساريو و التي غلب عليها مصطلح " العامة " و الذي سينتقل الى مصطلح " الشعب " في المؤتمر الثالث سنة 1976اي بعد المسيرة الخضراء المظفرة.. فبروباغاندا " حشد العامة " ليست بالعمل السهل ، بل يتطلب ذلك خلق ميكانيزمات ذهنية و اللعب على العنصر النفسي و الديني..و مؤسسات متخصصة…هذا في الوقت الذي عرفت فيه " الصحراء الاسبانية " العديد من الحركات و جبهات التحرير لطرد المستعمر الاسباني من الصحراء المغربية…كجبهة تحرير الصحراء و حركة مقاومة الرجال الزُرْق ( نسبة للون لباسهم ) و جبهة التحرير و الوحدة غيرها من الحركات الوطنية الوحدوية…حيث كانت كل الجبهات و الحركات بما فيها البوليساريو تطالب بطرد المستعمر الاسباني من الصحراء المغربية ، لذلك لا يمكن لحركة الانفصاليين الادعاء بحصرية التمثيل أو النضال قبل المسيرة الخضراء…
لقد دأبت كتيبة " صناعة البروباغاندا " على البحث و الاشتغال على عناصر تجعل منها عنصر جذب و حشد و تساعدها في خلق " ذاكرة جماعية " وهمية ، تفيدها في إقناع " العامة " بحقيقتها…و لم تجد ضالتها الا في السيد محمد سيدي براهيم بصيري.. فخلقت له هوية مزورة و بانه من مواليد طانطان او طرفاية المغربية وانه فور رجوعه سنة 1966من سوريا و مصر خلق مجلة الشهاب او الشموع التي اغلقتها السلطات المغربية لكون احدى المقالات تضمنت " الصحراء للصحراويين " مما دفعه ذلك للذهاب الى مدينة السمارة في الصحراء الاسبانية حيث سيستقبل في مدينة المجاهد ماء العينين " كالمهدي المنتظر " لكونه من احفاد سيدي احمد الركيبي ( قبيلة التركيبات " ( عامل ديني ) …و تضيف آلة " صناعة البروباغاندا " ان السيد " محمد بصيري " استغل ممارسته لتعليم القرآن بمسجد المدينة لتكوين خلية تحرير من الشباب للمطالبة بالاستقلال…كما سيستغل محمد بصيري " سوق موقار " بتيندوف في 8 ماي من سنة 1970لتوزيع " تسجيل صوتي " يشرح فيه مطالب حركته و فقر السكان و معاناتهم مع المستعمر الاسباني…و مطالبته بتنظيم مظاهرة كبرى في ساحة مدينة العيون في 17يونيو 1970 و قبلها راسل الدول الجارة و منها الجزائر طالبا دعمها …
ولم يقف الحاكم الاسباني Perez de Lema مكتوف الأيدي بل قام بتنظيم مظاهرة مضادة و دعى للشيوخ بنصب مئات الخيام في ساحة العيون و وعد باستقبال الشيوخ و ممثلي القبائل من اجل الحوار ، كما دعى الحاكم العام الاسباني المتظاهرين السلميين الى الانظمام لمظاهرته السلمية التي تحضرها وسائل اعلام اسبانية و أجنبية لتوثيق رغبة الشيوخ و ممثلي القبائل الصحراوية في استمرار احتلال الصحراء الاسبانية… و لم يفت كتيبة " البروباغاندا " استغلال حادث القبض على " محمد بصيري " في ذلك اليوم و التذكير بتوفره على إمكانية الهرب من السلطات الاسبانية ، لكنه رفض و ربط مصيره بمصير المعتقلين و الجرحى أما القتلى فقد بلغ عددهم العشرة ( عمل بطولي ) … " وقد تضاربت عشرات الروايات حول مصير محمد بصيري لكن الأكيد هو اختطافه و تعذيبه و أنه " مجهول مصير "…لحد الساعة.. وبهذا اصبح لعصابة البوليساريو زعيما اسطوريا و ذاكرة وطنية تحتفل بها كل يوم 17 يونيو من كل سنة كذكرى " الوحدة الوطنية "..كما جعلت من الاحداث المأساوية التي رافقت مظاهرة العيون في يونيو 1970 حدا فاصلا مع العمل السلمي و لتعلن عن حملها السلاح وختموا بيانهم السياسي في ماي 1973اي ثلاث سنوات بعد اختفاء محمد بصيري بأن " الحرية في فوهة البندقية "…
هذه اذن هي احدى معالم بناء الذاكرة الوطنية في إطار أكبر عملية " صناعة بروباغاندا " حول الصحراء المغربية.. لكن الحقيقة التي يجب ان يعرفها العالم حول شخصية السد محمد بصيري بعد ان تغيرت معادلات القوى و بعد ثورة رقمية غير مسبوقة تسمح بسفر المعومات و نشر المعلومات علي أوسع نطاق..وهي الثورة التي فضحت كل تجار المواقف و الكتاب تحت الطلب و صناع البروباغاندا… ـ الحقيقة ـ هي أن محمد بصيري من مواليد ازيلال و سليل " الزاوية البصرية "، و ان إختيار طانطان كان بهدف إضفاء الأصل الصحراوي لمحمد بصيري ، و اما طرفاية فهي المدينة التي استرجعها المغرب من المستعمر الاسباني بعد اتفاق Cintra سنة 1958…
الحقيقة هي ، أن محمد بصيري قد سافر لمتابعة دراسته الجامعية بكل من سوريا و مصر بعد إتمام مراحلها الأولى بالمغرب و عند رجوعه للدار البيضاء سنة 1966أصدر مجلة الشهاب أو الشموع..صحيح انه تأثر بأفكار تلك المرحلة أي القومية العربية… لكنه ظل مغربيا وحدويا بخصوص قضية الصحراء المغربية..و ان سبب إيقاف المجلات لورود كلمات معادية للوحدة الترابية هو قمة في الافتراء على الأموات ، بدليل انها لم ترد في كل نسخ تلك المجلات الموجودة لحد الآن… الحقيقة هي ، انه تمت فبركة العديد من الاحداث و أولها مضمون مذكرة مطالب حركته التحريرية السبعة ( 7)بحيث انها جاءت متناقضة لروح التحرير من الاستعمار، إذ كيف يمكن لحركة تحريرية أن تدعو مثلا الى تكافؤ الفرص و الحقوق بين الأوروبيين و المحليين ثم تطالب بنهاية استغلال الثروات المحلية بدون موافقة حركة التحرير…
والحقيقة التي يعرفها الكل وهي أن الشيخ ماء العينين معروف بجهاده ضد المستعمر الإسباني و بولائه و بيعته للسلطان المغربي..فكيف ستستقبل مدينة السمارة محمد بصيري لو كان انفصاليا..؟ الحقيقة الأخرى ، وردت في شهادة السيد لحريطاني لحسن في ( كتاب مخيمات اللاجئين الصحراويين بتيندوف الجزائرية ابريل 2009) وهو الذي شغل مستشارا اعلاميا للامين العام البوليساريو وكان مكلفا بالإعلام...يعني انه كان مكلفا بآلة " البروباغاندا "، السيد لحريطاني قدم نفسه كمعتقل سابق على خلفية أحداث العيون ليوم 17 يونيو 1970و قدم وصفا " لسجن الأسود " بالعيون..و تكلم عن تواجد محمد بصيري معهم في زنزانة انفرادية..لكنه لم يقدم معلومات كافية عن وضعه الصحي او عن مصيره..خاصة وأن نفس المتحدث سرد تفاصيل تعذيبه من طرف المستعمر الإسباني وعن مصير زملاءه الآخرين في معتقل السجن الأسود ...كما تحدث عن احتجاز و مصير الصحراويين الذين خربوا سلسلة إنتاج الفوسفاط و كيفية الإفراج عنهم...السؤال الآن : ما الذي كان يمنع لحريطاني وهو المسؤول الكبير في عصابة البوليساربو من اعلان حقيقة مصير محمد بصيري..؟ و إذا كانت للبوليساريو كل تلك القوة و النفوذ فلماذا لم تعمل على إطلاق سراح محمد بصيري كغيره من المعتقلين..؟ ام التضحية به و التقاعص عن مطالبة الافراج عنه كان نتيجة لحاجة البولساريو الى القائد الملهم ...؟ البوليساريو كانت في حاجة الى بطل / ضحية/ محمد بصيري لتبني على جثته رأسمالها النضالي...
لذلك فالمتهم الاول في إخفاء حقيقة مصير محمد بصيري بعد اسبانيا هي عصابة البوليساريو.. الحقيقة هي ، أن محمد بصيري كان مناضلا وحدويا و بطلا مغربيا سعى إلى تحرير الصحراء المغربية من المستعمر الإسباني الى جانب العديد من الشباب الصحراوي الوحدوي و وقعوا ضحية آلة صناعة البروباغدا لا ترحم حرمة الأموات و لا تصون سيرة الأبطال.. إن اهل محمد بصيري في ازيلال و بالزاوية البصيرية في جبال الأطلس لازالوا ينتظرون ابنهم " محمد بصيري" حيا او ميتا..للاحتفال به كبطل وطني وحدوي او لإقامة خيمة العزاء على روحه الطاهرة...اما ان تحتفل البوليساريو بذكرى اختطافه كذكرى للوحدة الوطنية فهو عار و جُبن على جبين عصابة البوليساريو التي تعودت الاقتيات من مائدة المحتجزين بتندوف او تحريف مسيرات الصحراويين الوحدويين كمحمد بصيري..
ولم يقف الحاكم الاسباني Perez de Lema مكتوف الأيدي بل قام بتنظيم مظاهرة مضادة و دعى للشيوخ بنصب مئات الخيام في ساحة العيون و وعد باستقبال الشيوخ و ممثلي القبائل من اجل الحوار ، كما دعى الحاكم العام الاسباني المتظاهرين السلميين الى الانظمام لمظاهرته السلمية التي تحضرها وسائل اعلام اسبانية و أجنبية لتوثيق رغبة الشيوخ و ممثلي القبائل الصحراوية في استمرار احتلال الصحراء الاسبانية… و لم يفت كتيبة " البروباغاندا " استغلال حادث القبض على " محمد بصيري " في ذلك اليوم و التذكير بتوفره على إمكانية الهرب من السلطات الاسبانية ، لكنه رفض و ربط مصيره بمصير المعتقلين و الجرحى أما القتلى فقد بلغ عددهم العشرة ( عمل بطولي ) … " وقد تضاربت عشرات الروايات حول مصير محمد بصيري لكن الأكيد هو اختطافه و تعذيبه و أنه " مجهول مصير "…لحد الساعة.. وبهذا اصبح لعصابة البوليساريو زعيما اسطوريا و ذاكرة وطنية تحتفل بها كل يوم 17 يونيو من كل سنة كذكرى " الوحدة الوطنية "..كما جعلت من الاحداث المأساوية التي رافقت مظاهرة العيون في يونيو 1970 حدا فاصلا مع العمل السلمي و لتعلن عن حملها السلاح وختموا بيانهم السياسي في ماي 1973اي ثلاث سنوات بعد اختفاء محمد بصيري بأن " الحرية في فوهة البندقية "…
هذه اذن هي احدى معالم بناء الذاكرة الوطنية في إطار أكبر عملية " صناعة بروباغاندا " حول الصحراء المغربية.. لكن الحقيقة التي يجب ان يعرفها العالم حول شخصية السد محمد بصيري بعد ان تغيرت معادلات القوى و بعد ثورة رقمية غير مسبوقة تسمح بسفر المعومات و نشر المعلومات علي أوسع نطاق..وهي الثورة التي فضحت كل تجار المواقف و الكتاب تحت الطلب و صناع البروباغاندا… ـ الحقيقة ـ هي أن محمد بصيري من مواليد ازيلال و سليل " الزاوية البصرية "، و ان إختيار طانطان كان بهدف إضفاء الأصل الصحراوي لمحمد بصيري ، و اما طرفاية فهي المدينة التي استرجعها المغرب من المستعمر الاسباني بعد اتفاق Cintra سنة 1958…
الحقيقة هي ، أن محمد بصيري قد سافر لمتابعة دراسته الجامعية بكل من سوريا و مصر بعد إتمام مراحلها الأولى بالمغرب و عند رجوعه للدار البيضاء سنة 1966أصدر مجلة الشهاب أو الشموع..صحيح انه تأثر بأفكار تلك المرحلة أي القومية العربية… لكنه ظل مغربيا وحدويا بخصوص قضية الصحراء المغربية..و ان سبب إيقاف المجلات لورود كلمات معادية للوحدة الترابية هو قمة في الافتراء على الأموات ، بدليل انها لم ترد في كل نسخ تلك المجلات الموجودة لحد الآن… الحقيقة هي ، انه تمت فبركة العديد من الاحداث و أولها مضمون مذكرة مطالب حركته التحريرية السبعة ( 7)بحيث انها جاءت متناقضة لروح التحرير من الاستعمار، إذ كيف يمكن لحركة تحريرية أن تدعو مثلا الى تكافؤ الفرص و الحقوق بين الأوروبيين و المحليين ثم تطالب بنهاية استغلال الثروات المحلية بدون موافقة حركة التحرير…
والحقيقة التي يعرفها الكل وهي أن الشيخ ماء العينين معروف بجهاده ضد المستعمر الإسباني و بولائه و بيعته للسلطان المغربي..فكيف ستستقبل مدينة السمارة محمد بصيري لو كان انفصاليا..؟ الحقيقة الأخرى ، وردت في شهادة السيد لحريطاني لحسن في ( كتاب مخيمات اللاجئين الصحراويين بتيندوف الجزائرية ابريل 2009) وهو الذي شغل مستشارا اعلاميا للامين العام البوليساريو وكان مكلفا بالإعلام...يعني انه كان مكلفا بآلة " البروباغاندا "، السيد لحريطاني قدم نفسه كمعتقل سابق على خلفية أحداث العيون ليوم 17 يونيو 1970و قدم وصفا " لسجن الأسود " بالعيون..و تكلم عن تواجد محمد بصيري معهم في زنزانة انفرادية..لكنه لم يقدم معلومات كافية عن وضعه الصحي او عن مصيره..خاصة وأن نفس المتحدث سرد تفاصيل تعذيبه من طرف المستعمر الإسباني وعن مصير زملاءه الآخرين في معتقل السجن الأسود ...كما تحدث عن احتجاز و مصير الصحراويين الذين خربوا سلسلة إنتاج الفوسفاط و كيفية الإفراج عنهم...السؤال الآن : ما الذي كان يمنع لحريطاني وهو المسؤول الكبير في عصابة البوليساربو من اعلان حقيقة مصير محمد بصيري..؟ و إذا كانت للبوليساريو كل تلك القوة و النفوذ فلماذا لم تعمل على إطلاق سراح محمد بصيري كغيره من المعتقلين..؟ ام التضحية به و التقاعص عن مطالبة الافراج عنه كان نتيجة لحاجة البولساريو الى القائد الملهم ...؟ البوليساريو كانت في حاجة الى بطل / ضحية/ محمد بصيري لتبني على جثته رأسمالها النضالي...
لذلك فالمتهم الاول في إخفاء حقيقة مصير محمد بصيري بعد اسبانيا هي عصابة البوليساريو.. الحقيقة هي ، أن محمد بصيري كان مناضلا وحدويا و بطلا مغربيا سعى إلى تحرير الصحراء المغربية من المستعمر الإسباني الى جانب العديد من الشباب الصحراوي الوحدوي و وقعوا ضحية آلة صناعة البروباغدا لا ترحم حرمة الأموات و لا تصون سيرة الأبطال.. إن اهل محمد بصيري في ازيلال و بالزاوية البصيرية في جبال الأطلس لازالوا ينتظرون ابنهم " محمد بصيري" حيا او ميتا..للاحتفال به كبطل وطني وحدوي او لإقامة خيمة العزاء على روحه الطاهرة...اما ان تحتفل البوليساريو بذكرى اختطافه كذكرى للوحدة الوطنية فهو عار و جُبن على جبين عصابة البوليساريو التي تعودت الاقتيات من مائدة المحتجزين بتندوف او تحريف مسيرات الصحراويين الوحدويين كمحمد بصيري..