ناظورسيتي : محمّد زاهــد
غادة حصول المغرب سنة 1956 على الاستقلال السيّاسي، كانت أبرز العلامات الفارقة التي طبعت الحياة السياسية والجزبية، تتجلى أساسا في بروز وظهور صراعات ومؤامرات طفحت على السطح مباشرة خلال السنوات التي تلت هذه الفترة تحديداً.
ومن أهم المعالم والتّجليّات التي كانت تعكس قمة ما وصلت إليه الحالة العامة السائدة حينذاك، هو الصراع التاريخي الذي دائراً بين مختلف الفرقاء والأطراف التي كانت فاعلة في السّاحة، مثلما هو الحال بالنسبة للقصر، وحزب الاستقلال، وحزب الشورى والاستقلال، وجيش التحرير، والحركة الشعبية، حيث شكّلت منطقة الرّيف بالخصوص القاعدة الخلفيّة ومسرح أغلب الأحداث السياسيّة والجماعية التي كانت تترجم طبيعة التفاعلات والصراعات القائمة، كما هو شأن الصراع التاريخي بين القطبين الحزبيين آنذاك، والمتجليين في حزبي الاستقلال بقيادة علاّل الفاسي، والشورى والاستقلال بزعامة محمد بلحسن الوزاني.
الريف.. "حمار الطّاحونة"
لعل من "الأفضال" التي حققتها منطقة الريف، وهي صاحبة الفضل الكبير في الكفاح الوطني من أجل نيل الاستقلال، أنها تحولت، غداة سنوات ما بعد عام 1956، إلى رحى حروب تنفيذ المؤامرات والدسائس، وساحة لتصفية الحسابات وتقسيم التركة بين التيارات والأطراف التي انقضّت على "الغنائم" المحقّقة، وهو ما شكل ضربة قاسيّة لهذه المنطقة التي خرجت منهكمة من طول مرحلة الحرب والاستعمار والمجاعات والهجرات، خصوصا وأن الرّيف كان يعتبر تحديّا ورهانا في كسبه جزء كبير من كسب المعركة ككل. لكنه خرج أكثر انهماكا من لعبه دور الضحيّة وكبش فداء في معركة طاحنة.
غادة حصول المغرب سنة 1956 على الاستقلال السيّاسي، كانت أبرز العلامات الفارقة التي طبعت الحياة السياسية والجزبية، تتجلى أساسا في بروز وظهور صراعات ومؤامرات طفحت على السطح مباشرة خلال السنوات التي تلت هذه الفترة تحديداً.
ومن أهم المعالم والتّجليّات التي كانت تعكس قمة ما وصلت إليه الحالة العامة السائدة حينذاك، هو الصراع التاريخي الذي دائراً بين مختلف الفرقاء والأطراف التي كانت فاعلة في السّاحة، مثلما هو الحال بالنسبة للقصر، وحزب الاستقلال، وحزب الشورى والاستقلال، وجيش التحرير، والحركة الشعبية، حيث شكّلت منطقة الرّيف بالخصوص القاعدة الخلفيّة ومسرح أغلب الأحداث السياسيّة والجماعية التي كانت تترجم طبيعة التفاعلات والصراعات القائمة، كما هو شأن الصراع التاريخي بين القطبين الحزبيين آنذاك، والمتجليين في حزبي الاستقلال بقيادة علاّل الفاسي، والشورى والاستقلال بزعامة محمد بلحسن الوزاني.
الريف.. "حمار الطّاحونة"
لعل من "الأفضال" التي حققتها منطقة الريف، وهي صاحبة الفضل الكبير في الكفاح الوطني من أجل نيل الاستقلال، أنها تحولت، غداة سنوات ما بعد عام 1956، إلى رحى حروب تنفيذ المؤامرات والدسائس، وساحة لتصفية الحسابات وتقسيم التركة بين التيارات والأطراف التي انقضّت على "الغنائم" المحقّقة، وهو ما شكل ضربة قاسيّة لهذه المنطقة التي خرجت منهكمة من طول مرحلة الحرب والاستعمار والمجاعات والهجرات، خصوصا وأن الرّيف كان يعتبر تحديّا ورهانا في كسبه جزء كبير من كسب المعركة ككل. لكنه خرج أكثر انهماكا من لعبه دور الضحيّة وكبش فداء في معركة طاحنة.
وتعد الانتفاضة المُؤرِّخة لعام "إقبَّارن" سنة 58/59، واحدة من الحلقات الأساسية في مسلسل الأحداث التاريخية والوقائع السياسية التي برزت على الساحة الريفية في تفاعل مع مجريات الظرفية الموازية لاستقلال خادع. إضافة إلى أحداث أخرى أرّخت للاغتيالات والتصفيّات الجسديّة والاختطافات التي تعرّض لها الكثير من رموز النضال الوطني، لاسيما العناصر التي كانت منخرطة في جيش التحرير أو كانت موالية للزعيم الخطّابي أو حتى ممن كان ينتمي إلى الحزب الحر المغربي ( أغلب مؤسسيه وقيادته من الريف، أمثال الشيخ زريوح، وحدّو أمزيان، وعبد السّلام التمسماني...) أو من حزب الشورى والاستقلال الذي كان يعتبر العدو اللّدود للحزب المهيمن، وهو حزب الاستقلال. وفي المصير الذي تعرضت له الكثير من الأسماء الوطنية خير نموذج من ظلمات "الفترة السوداء" 1956/1960، أمثال: حدّو أقشيش، عبد الكريم الحاتمي حفيد الأمير الخطّابي، إبراهيم الوزّاني، عبد السلام الطود، والمئات من الأسماء الأخرى ممن عاش ويلات "دار بريشة" و"جنان الرهوني" والانتهاكات الفظيعة لحقوق الانسان، والكثير من هذه الرموز والحالات والأسماء والأحداث التي كانت خارج نطاق "المصالحة" و"الانصاف" غير المُنصف و"كشف الحقيقة" الموعودة، حيث لم يُكشف عنها.
هو إذن شريط من تداخلات وصراعات ومناورات سياسية وحزبية خرجت منه منطقة الريف خاسرة عمّق من جراحها القمع والتدخل الذي ووجهت به الانتفاضة التي تزعّمها محمد سلام أمزيان، وهي ذاتها التي لازالت موشومة في الذاكرة الجماعية لأهل الريف، والكثير من صفحات هذه الذاكرة يعالجها الفيلم الوثائقي الأخير للمخرج الشّاب، ابن مدينة الحسيمة، طارق الإدريسي، وهو الفيلم الموسوم بعنوان: ريف 58-59، كسر حاجز الصّمت.
هو إذن شريط من تداخلات وصراعات ومناورات سياسية وحزبية خرجت منه منطقة الريف خاسرة عمّق من جراحها القمع والتدخل الذي ووجهت به الانتفاضة التي تزعّمها محمد سلام أمزيان، وهي ذاتها التي لازالت موشومة في الذاكرة الجماعية لأهل الريف، والكثير من صفحات هذه الذاكرة يعالجها الفيلم الوثائقي الأخير للمخرج الشّاب، ابن مدينة الحسيمة، طارق الإدريسي، وهو الفيلم الموسوم بعنوان: ريف 58-59، كسر حاجز الصّمت.
حزبيْ الاستقلال والشُّورى والاستقلال.. الصرّاع التّاريخي
أعاد الكشف عن وثيقة رسميّة، عبارة عن تقرير أعدّه وبعث به القنصل الفرنسي بتطوان إلى وزير خارجية بلاده، موضوع الصراع التاريخي بالريف بينن أبرز الحزبين السياسيين الذين كانوا يستحوذون على الساحة السياسية والحزبية بالمغرب، قبل ظهور وتأسيس حزب الحركة الشعبية المُؤسّس على قاعدة تمثيل البادية المغربية، أعادت هذه الوثيقة التي كشف عنها أحد الباحثين المغاربة، والتي تعود لتاريخ 30 يونيو 1957، هذا الموضوع إلى الواجهة الإعلاميّة.
ومن المعطيات التاريخية التي توردها الوثيقة المشار إليها، هو تطرقه لمظاهر الصراع بين الحزبين المذكورين وتجلياته بخلفية نزعتها نحو السيطرة والتحكم والهيمنة، وهي المظاهر التي كانت تعكس الحضور والشعبية التي كان يحظى به حزب الشورى على حساب حزب علال الفاسي وأحمد بلافريج...
وأمام المكانة المحدودة والقاعدة الضئيلة التي كان يحظى بها حزب الاستقلال، عمل الأخير، وفق تقرير القنصل الفرنسي الذي كانت دولته تتتبع كل التفاصيل والأحداث، عمل على جعل حزب الاصلاح الوطني الذي كان موجودا بتطوان ينصهر بزعامة عبد الخالق الطريس ويندمج في الاستقلال، حيث قدّرت بعض الإحصائيات أن هذا الحزب كان يتوفر على ما يناهز 3000 منخرط بالمنطقة الشمالية ككل، في مقابل حوالي 25000 ألف منخرط في صفوف حزب الشورى والاستقلال الذي كان يتزعمه محمد بلحسن الوزاني.
وتعتبر مجزرة "سوق الأربعاء" واحدة من أكبر ما يعكس الصراع التاريخي الذي ظل قائما بين حزبين خرجا من رحم "كتلة العمل الوطني" وفرّقت بينهما السبل، وقد جاءت في أعقاب تطور هذا الصراع وكل مجريات الأمور خلال نفس هذه الفترة، وهي المحطات التي تعرض فيها العديد من الشّوريون والمتعاطفون مع هذا الحزب للتنكيل والاختطاف والتصفيّة الجسدية من طرف المليشيات التي كانت تابعة لحزب الاستقلال الذي أراد فرض هيمنته من خلال نظام "الحزب الوحيد".
أعاد الكشف عن وثيقة رسميّة، عبارة عن تقرير أعدّه وبعث به القنصل الفرنسي بتطوان إلى وزير خارجية بلاده، موضوع الصراع التاريخي بالريف بينن أبرز الحزبين السياسيين الذين كانوا يستحوذون على الساحة السياسية والحزبية بالمغرب، قبل ظهور وتأسيس حزب الحركة الشعبية المُؤسّس على قاعدة تمثيل البادية المغربية، أعادت هذه الوثيقة التي كشف عنها أحد الباحثين المغاربة، والتي تعود لتاريخ 30 يونيو 1957، هذا الموضوع إلى الواجهة الإعلاميّة.
ومن المعطيات التاريخية التي توردها الوثيقة المشار إليها، هو تطرقه لمظاهر الصراع بين الحزبين المذكورين وتجلياته بخلفية نزعتها نحو السيطرة والتحكم والهيمنة، وهي المظاهر التي كانت تعكس الحضور والشعبية التي كان يحظى به حزب الشورى على حساب حزب علال الفاسي وأحمد بلافريج...
وأمام المكانة المحدودة والقاعدة الضئيلة التي كان يحظى بها حزب الاستقلال، عمل الأخير، وفق تقرير القنصل الفرنسي الذي كانت دولته تتتبع كل التفاصيل والأحداث، عمل على جعل حزب الاصلاح الوطني الذي كان موجودا بتطوان ينصهر بزعامة عبد الخالق الطريس ويندمج في الاستقلال، حيث قدّرت بعض الإحصائيات أن هذا الحزب كان يتوفر على ما يناهز 3000 منخرط بالمنطقة الشمالية ككل، في مقابل حوالي 25000 ألف منخرط في صفوف حزب الشورى والاستقلال الذي كان يتزعمه محمد بلحسن الوزاني.
وتعتبر مجزرة "سوق الأربعاء" واحدة من أكبر ما يعكس الصراع التاريخي الذي ظل قائما بين حزبين خرجا من رحم "كتلة العمل الوطني" وفرّقت بينهما السبل، وقد جاءت في أعقاب تطور هذا الصراع وكل مجريات الأمور خلال نفس هذه الفترة، وهي المحطات التي تعرض فيها العديد من الشّوريون والمتعاطفون مع هذا الحزب للتنكيل والاختطاف والتصفيّة الجسدية من طرف المليشيات التي كانت تابعة لحزب الاستقلال الذي أراد فرض هيمنته من خلال نظام "الحزب الوحيد".