NadorCity.Com
 


المعـرض الجهـوي للكتاب في دورته الثانية بوجدة


المعـرض الجهـوي للكتاب في دورته الثانية بوجدة
إنجاز: جمال أزراغيد

على امتداد أسبوع ،من 24 إلى 30 نونبر 2010، نظمت المديرية الجهوية بالجهة الشرقية الدورة الثانية للمعرض الجهوي للكتاب بوجدة تحت شعار :" ثقافة استعمال الكتاب رافد من روافد التنمية البشرية "، وذلك بتنسيق وتعاون مع الأطراف المعنية ، ومن ضمنهم العارضون الوافدون من شتى أرجاء الوطن ، ومن الجهة الشرقية ممن يشتغلون على صناعات الكتاب تأليفا وطبعا ونشرا وتوزيعا إلى جانب العديد من المبدعين والنقاد من ذوي الصلة بالكتابة. وقد أقيم زهاء 20 رواقا جنب الشارع الرئيسي محمد الخامس ، في ساحة 9 يوليوز المحاذية للولاية ، والذي عرف إقبالا مهما رغم الظروف الطبيعية المتقلبة.

شهد افتتاح المعرض إلقاء كلمة السيد المدير الجهوي، وتوزيع شواهد تقديرية على الشعراء الشباب المتميزين خلال ملتقى الشعراء الشباب المنظم ربيع هذه السنة من قبل المديرية الجهوية، وتوزيع جوائز على المتميزين في مباريات القراءة العمومية.

وبموازاة مع هذا المعرض، نظمت عدة أنشطة ثقافية ، حيث عقدت مساء يوم 25 /11/2010بخيمة القراءة ندوة فكرية حول محور":أية تنمية للكتاب الوطني" شارك فيها الدكتور أحمد شراك والدكتور ويحيى عمارة. قدم هذا الأخير مداخلة بعنوان:" الكتاب المغربي: أسئلة التاريخ أو أجوبة العصر" الذي اعتبر الكتاب بؤرة المغرب الثقافي منذ زمن طويل نظرا للاستحقاقات التي شكلها في تثبيت الهوية المغربية المتعددة وترسيخ قيم المراحل الثقافية والفكرية والحضارية.ثم ذكر بعض الكتب التي كان لها دور في الثقافة المغربية ككتاب " النبوغ المغربي.." لعبد الله كنون ،وكتاب " الإيديولوجيا المعاصرة" لعبد الله العروي. وبعدئذ عالج أسباب استمرار تدهور وضعية الكتاب والكاتب بالمغرب: أثر سنوات الرصاص والجمرـ انتقال المغرب من المرحلة الإيديولوجية إلى المرحلة الاقتصادية من دون إدماج البعد المعرفي في المرحلتين ـ صدمة المتلقي بالحداثة التواصلية الجديدة المتمثلة في المعرفة الرقمية.. وأخيرا استعرض مجموعة من الاقتراحات أهمها: ضرورة إخراج مدونة للكتاب، قيام الجامعة بدورها الثقافي، دعم وزارة الثقافة للكتاب، الانفتاح على الكتاب المغربي المتعدد اللغات (الأمازيغية والعربية ..إلخ)، وإبلاء الأهمية للأمن الثقافي..

أما الأستاذ أحمد شراك فقد دعا إلى ضرورة استحضار البعد الثقافي في الاستراتيجيات لتجاوز كل ما يترتب الآن عن الظواهر الجديدة التي أصبح يمارسها الإنسان في حياته السياسية والاجتماعية والثقافية. ثم الاستمرار في نشر ثقافة الكتاب بصورة واقعية تتحمل مسؤولياتها بشكل فعال وزارة الثقافة. وأوصى باستمرار المعارض وخاصة المعرض الجهوي للكتاب.

وفي يوم 28 /11/2010 وقَّع الكاتب "معمر بختاوي" روايته المعنونة بـ "أطفال الليل".أما اليوم الموالي فقد كان للجمهور الوجدي موعدا مع ندوة فكرية ثانية حول محور:" حياة الكتاب بالجهة الشرقية" التي دارت أشغالها بملحقة الولاية نظرا للظروف الطبيعية القاهرة. والتي استهلها المدير الجهوي لوزارة الثقافة بالجهة الشرقية الأستاذ محمد القدوسي بالترحيب بالجمهور والمشاركين ، وتحدث عن خصوصية الكتاب وأهميته في حياة الإنسان ووعد بأخذ الملاحظات التي سيدلي بها المتدخلون في الندوة بعين الاعتبار حتى يكتب للكتاب حياة ثرية..

وأعقبه على المنصة الدكتور مصطفى الرمضاني الذي قدم مداخلة تحت عنوان :" حياة الكتاب بالجهة الشرقية: الكائن والممكن". أبرز فيها أن لا تعارض بين المحلية والعالمية بل هناك تكامل بينهما مستدلا بالكتاب الذين نالوا الجوائز العالمية كجائزة نوبل بأنهم ركزوا على المحلي. كما أبرز أن الجهة الشرقية تحتل مكانة مشرفة في الإبداع والنقد إذا ما قارناها بجهات المغرب الأخرى من حيث فعالية المبدعين وكم الإنتاجات وأهميتها التي قررت في بعض البرامج التعليمية الوطنية والدولية... ومع ذلك، فالكل يحس بعدم نيل هذا الكتاب العناية اللازمة لهيمنة وهم التمركز الذي رسخه الإعلام البعيد عنا نتيجة الحتمية الجغرافية. وللأسف، أن هذا الوهم تسرب إلى القراء وتخطى أسوار الجامعة إلى الطلبة حتى أصبح الجميع يعتقد أن الكاتب هو القادم من المركز وليس الذي يعيش معنا في نفس الحي أو المدينة. ثم استعرض أسبابا أخرى أوجزها في تذبذب عملية التوزيع، وقهر التوزيع الفردي، ، وأزمة التعريف بالكتاب، وفي الأخير أعطى مجموعة من الاقتراحات للخروج من هذه الوضعية: تكسير وهم التمركز بإعادة الكتاب الثقة في أنفسهم ، وإيلاء المسؤولين الأهمية للكتاب المحلي، وتشجيع البحث في كتب الجهة ، وعقد اتفاقيات بين المؤسسات المسؤولة وتفعيلها ، وإيجاد ريبرتوار لأدب الجهة.

أما الدكتور عبد الرحمان بوعلي الذي قدم مداخلة تحت عنوان:" الكتب في الجهة الشرقية بين الانتشار والاتحسار" فقد استعرض البداية التاريخية لوجود الكتاب بالجهة الشرقية أولا ثم دور المطبعتين المركزية والثقافية بوجدة إبان الستينيات في نشر الكتاب والتعريف بالكتاب رغم قلتهم ثانيا. ثم وقف عند إبراز أهمية الكتاب في حياة المغاربة ودوره في إحداث النهضة خلال القرن 19.ولاحظ أن مرحلة التسعينيات وما بعدها تميزت باتساع موقع الكتاب وزيادة دوره في الحياة الاجتماعية، وتضاعف عدد المطابع بالجهة التي نشرت أعمال كتاب ومبدعي الجهة. وبذلك نال الكتاب مكانة أفضل وتعددت أجناسه ونظرات مبدعيه. واعتبر وجود المندوبية الإقليمية والمديرية الجهوية وعلاقتهما بفرع اتحاد كتاب المغرب ، ومكتبة البلدية ، ومكتبات الإعداديات والثانويات ،والجامعة من العوامل التي ساهمت في نشر الكتاب وتعزيز دوره في التسعينيات. لكن المرحلة الثانية ستتميز بانحسار دور الكتاب والثقافة لأسباب: انحدار مستوى القراءة، انتشار وسائل الإعلام الالكترونية الحديثة ،والسياسات الحكومية التي لا تهتم بالشأن الثقافي ( ضآلة الميزانية المخصصة لوزارة الثقافة) ، ضعف التشجيع للكتاب ، تراجع مستوى الكتاب أنفسهم .وخلص في الأخير إلى رسم آفاق للكتاب بالجهة الشرقية باقتراحه لمجموعة من الاقتراحات ،أهمها: التنسيق العلمي بين الجهات المتدخلة في صناعة الكتاب، إحياء دور بعض المتدخلين كالجامعة والمجالس المنتخبة لأداء دورها، ووعي الكتاب بدورهم..

أما الأستاذ جمال أزراغيد فقد جاءت مداخلته بعنوان:" حياة الكتاب الإبداعي الأمازيغي بالريف" على اعتبار الكتاب مظهرا حضاريا وعلامة مائزة في حياة الشعوب ، يحيا بوجود القارئ الذي يحول رموزه إلى حياة. الكتاب كيان حي يتغذى على القراءات والتأويلات المتعددة . ثم انتقل إلى بيان طبيعة الكتاب الإبداعي الأمازيغي بالريف الذي يجمع بين دفتيه النصوص الإبداعية المختلفة : الشعر ، القصة القصيرة ، الرواية والمسرح المكتوبة باللغة الأمازيغية الريفية المتداولة في أقاليم : الناظور ،وادريوش والحسيمة. وأبرز مميزاته على مستوى الشكل والطباعة والخط .كما بين أن الإبداع الأمازيغي بالريف لم ينتقل إلى الكتابة والتأليف بمفهومهما الإبداعي ممارسة وتجربة حديثة إلا في العقد الأخير من القرن الماضي. ثم تناول حياة الكتاب حسب أجناسه ليخلص إلى مدى التراكم الكمي والنوعي الذي حققه والمحتاج إلى المقاربات النقدية للكشف عن خصائصه وتيماته ومواصفاته الجمالية والفنية والدلالية. وسجل غياب النقد الأدبي المكتوب الأمازيغية ما عدا الكتب التي تناولت هذا الإبداع باللغة العربية وبأدوات المناهج النقدية المعروفة . وبعدئذ قدم صورة تقويمية لهذا الكتاب الذي مازالت تعترضه مجموعة من الإكراهات التي تحد من انتشاره بالشكل الواسع:الطبع على النفقة الخاصة للكتاب ،صعوبة توزيعه على امتداد الوطن ، الاقتصار على الطبعة الأولى وقلة النسخ ،غيابه في المكتبات العامة ومكتبات المؤسسات التعليمية ، صعوبة تداوله للتهميش الذي تعرضت له هذه اللغة في التعليم سابقا،الأمية الأبجدية بخط تيفناغ ، تقصير الإعلام في الدعاية والتعريف بهذا الكتاب،غياب المتابعة النقدية، تهميش الجمعيات الثقافية وخاصة الأمازيغية هذا الكتاب من أنشطتها تعريفا ودراسة واحتفاء...
وأمام هذه الوضعية المقلقة اقترح الأستاذ مجموعة من الاقتراحات أهمها تجاوز المثبطات السابقة قصد نشر الكتاب الأمازيغي وتوزيعه بشكل واسع ، ودعوة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية إلى طبع الكتاب الإبداعي الأمازيغي لمبدعي الريف تشجيعا لهم على الكتابة ، والعمل على تعميم تعليم الأمازيغية في مختلف الأسلاك التعليمية ، وجعل هذا الكتاب محط البحث والدراسة ،ورصد جوائز وإقامة مباراة في قراءته . وفي الأخير دعا المنابر الإعلامية الناطقة بالأمازيغية والمواقع الالكترونية المحلية إلى التعريف بهذا الكتاب الذي يغني المشهد الثقافي المغربي ,وإلى تنظيم مناظرة جهوية بمشاركة المبدعين والجهات ذات علاقة بصناعة الكتاب العربي والأمازيغي للبحث عن حلول ناجعة لانتشاره...كما ناشد بأن لا يكون هذا المعرض الجهوي حكرا على مدينة وجدة بل لابد من إقامته كل سنة في مدينة من مدن الجهة ( الناظور ـ ادريوش ـ فكيك..).

أما المداخلة الأخيرة فكانت من نصيب الأستاذ سامح درويش الذي أقر بأن هناك حياة للكتاب بالجهة الشرقية ما دام يطبع في مختلف الأجناس غير أنه يطبع على نفقة الكاتب ، وهذا شيء طبيعي مادامت الكتابة هواية من الهوايات. ثم أبرز مميزات الكتاب على مستوى الجهة: التنوع اللغوي ( الأمازيغية ـ العربية ـ الفرنسية ..)، التنوع الأجناسي ( الشعرـ القصة ـ الرواية ـ النقد ـ المسرح ..)، ظهور الكتاب الفكري، والكتاب الذي يؤرخ لحيوات خاصة، وكذا التنوع على مستوى النوع الاجتماعي حيث ازداد عدد المبدعات والكاتبات .. ودعا في الأخير إلى: توزيع الكتاب وترويجه عن طريق التواصل الفردي ، جعل الكتاب رهن اهتمام بعض مؤسسات الجهة التي لها علاقة بالكتاب، التفكير في طرق أكثر مردودية لترويجه، الحرص على استمرارية المعرض الجهوي مع تطويره وإعطائه اسما لكل دورة.

وفي اليوم الأخير أسدل الستار على هذا المعرض بتوزيع شواهد تقديرية على المشاركين في مختلف فعاليات المعرض.





























المزيد من الأخبار

الناظور

حجز 500 قنينة خمر واعتقال مروجيها في العروي بعد مداهمات ناجحة

الناظور تحتفي بالرياضة المدرسية.. تنظيم بطولة إقليمية للعدو الريفي بسلوان

ابن الريف وأستاذ العلاقات الدولية "الصديقي" يعلق حول محاولة الجزائر أكل الثوم بفم الريفيين

إطلاق دراسة لإحداث ممر تحت أو فوق أرضي أمام المحطة الطرقية الجديدة بالناظور

فعاليات اليوم الثاني من أيام السينما العمالية تُلقي الضوء على واقع الفن السابع

المجلس العلمي للناظور يجتمع بالأئمة المرشدين ويستعرض توصيات المجلس الأعلى

حليم فوطاط ينظم حفل عشاء على شرف الوفد الجزائري ببني انصار