كريم بركة
سوف تحل السنة الأمازيغية الجديدة في اليوم 13 يناير الجاري و التي تصادف 01 من الناير 2960 من العام الأمازيغي ، و الذي ستحتفل به الأمة الأمازيغية بما فيها الناظوريون و التي تنظمها مجموعة من الجمعيات الأمازيغية و الثقافية و التنموية ، حيث تقيم إحتفالات بهذه المناسبة في كل سنة ، و جدير ذكره أن الشعب الأمازيغي لم يحتفل كعادته بالسنة الأمازيغية الماضية و التي صادفت الحرب على غزة ، لذلك قرر الأمازيغ ألإحتفال رمزيا فقط و ذلك تضامنا مع أبناء غزة إنسانيا ، و إحتجاجا على التصرفات الصهيونية الإحتلالية على شعب أعزل
السنة الأمازيغية الجديدة أو ما يسمى لدى الأوساط الرسمية في شمال إفريقيا بالسنة الفلاحية الجديدة ، و تحل كل اليوم 13 من يناير و يسميها الشعب الأمازيغي الكبير بـ : " الناير " أو بـ أسكواس أماينو، إذا كان التقويم الميلادي مرتبط بميلاد عيسى و الهجري مرتبط بهجرة الرسول (ص) فإن التقويم الأمازيغي لا يرتبط بحدث ديني أو تعبدي بل يرتبط بإنتصار الملك الأمازيغي (شوشونغ) الذي تمكن من هزم الفراعنة على ضفاف النيل بعدما جمع كل القبائل الأمازيغية المتواجدة غرب النيل ، ليصل بذلك إلى حكم نصف مصر و ما جاورها من بلاد الأمازيغ غرب النيل ، حيث جاءت هذه الحرب التي خاضها شوشونغ بعد الممارسات اللاإنسانية و الإستعبادية التي كان ينهجها الفراعنة ضد الشعب الأمازيغي ، لذلك لمَّا إنتصر الأمازيغ سنة 950 قبل ميلاد عيسى على الفراعنة حرر بذلك كل المستعبدين الأمازيغ ، أخذت الأوساط الأمازيغية ككل الأمم تقويمها من هذا اليوم و الذي يصل اليوم إلى 2960 سنة أمازيغية منذ الإنتصار الكبير للملك الأمازيغي شوشونغ ، إذ يعتبر الشعب الأمازيغي هذا الإنتصار يوما مشهودا في تاريخهم و تاريخ الإنسانية يسحق الإحتفال به ، و لأنهم شعب مرتبط بالأرض إرتباطا روحيا جعلوا منه بداية تقويمهم
و اليوم جل شمال إفريقيا إن لم نقل كلهم يحتفلون بهذا اليوم كما يحتفلون بالسنوات الجديدة الأخرى التي ترتبط بالعقيدة كالميلاد و السنة الهجرية بل يقيمون طقوسا و تقاليد ضاربة في القدم و نابعة من جذور التاريخ إن لم نقل قد ورثوها عن أجدادهم ، بذلك يمكن إدراجها ضمن الثقافات الشعبية التي تزخر بها هذه المنطقة الواسعة الممتدة على شمال إفريقيا بإستثناء شرق النيل الشمالي ، فالإحتفال في شكله العام كباقي الإحتفالات لكنه يختلف في الطقوس و الطرق التي تحتفل بها كل فئة من هذا الشعب الكبير ، فمثلا نجد لدى أمازيغ شمال غرب بلاد ثامازغا (الجزائر و المغرب) أنهم يجتمعون في أماكن مخصصة للإحتفال و التي غالبا ما تكون ساحات واسعة أو مقرات جمعيات أو في قاعات مخصصة للحفلات على الصعيد المحلي ، في حين تجتمع العائلات في منازلها ، تقدم فيها أكلات متنوعة خاصة الفواكه المجففة التي عرفت بها المنطقة منذ أمد بعيد و منها التين و التمر و الزبيب و غيرها ، ثم تعتبر أكلة "ثيغواوين" (شعير منزوع القشرة الصلبة و محمص) ضرورية لإحتفالات الناير ، و يقدم اللبن و الكسكس مع لحم الدجاج و غيرها من أطباق أمازيغية كـ : "رقديذ" (اللحم المملح) كما تتفنن النساء في إعداد خبز "ثافظيرث" (خبز مصنوع من الشعير غير المطحون جيدا "إوزان") المدهون بالزبد البلدي و أطباق أخرى شهية على حسب كل قبيلة ، كما توضع الحنة على أيدي و أرجل الأطفال و تزين النساء أيديهن و أرجلهن بحمرة الحناء بأشكال هندسية تعبيرا عن تراثهم كرسم ثيسغناس أو أهرام أو أشكال أخرى ، كما أن عيد النايركان يعد مناسبة للنساء المقبلات على الزواج لوضع الوشوم المزينة لوجوههن و أيديهن و ذلك قصد التبرك و التنعم في هذا اليوم المبارك الذي كان يوم إنتصار لملك الأمازيغي شوشونغ ، و طبعا لم تعد النساء تأخذ بهذه العادة و ذلك لإعتبارات دينية إسلامية بعد إعتناق الأمازيغ لدين الإسلام رغم أن بعض المناطق مازالت تعمل بهذا التقليد كالأطلس و لدى الطوارق و بعض الأماكن بالقبايل بالجزائر ، في حين تتخذ العائلات الأمازيغية هذا اليوم المبارك كمناسبة لتختين أطفالها البالغين سن الختان
و يتخذ الإحتفال بالناير لدى الطوارق جنوب الصحراء الكبرى شكلا آخر في الطقوس ، و هم يعتبرون اليوم من أشد الأمازيغ المتشبثين بالتقاليد و العادات الأمازيغية ، فهم يخرجون إلى الساحات أو بالأحرى إلى الصحراء بعد أن تُعِدّ كل عائلة من العائلات أطباقا طوارقية شهية آخذة إياها إلى موقع الإحتفال ليقضوا الليل كله في إحتفالات طرب كأن مهرجانا سنويا يقام هناك ، حيث ينشدون أنغاما و أشعارا على الطريقة الطوارقية الأصيلة ، و تعد "ثافظيرث" من أشهى أطباقهم حيث تعدها المرأة الطوارقية بأعشاب براري الصحراء الزكية الرائحة ، في حين تعم الإحتفالات جل مناطق بلاد ثامازغا
سوف تحل السنة الأمازيغية الجديدة في اليوم 13 يناير الجاري و التي تصادف 01 من الناير 2960 من العام الأمازيغي ، و الذي ستحتفل به الأمة الأمازيغية بما فيها الناظوريون و التي تنظمها مجموعة من الجمعيات الأمازيغية و الثقافية و التنموية ، حيث تقيم إحتفالات بهذه المناسبة في كل سنة ، و جدير ذكره أن الشعب الأمازيغي لم يحتفل كعادته بالسنة الأمازيغية الماضية و التي صادفت الحرب على غزة ، لذلك قرر الأمازيغ ألإحتفال رمزيا فقط و ذلك تضامنا مع أبناء غزة إنسانيا ، و إحتجاجا على التصرفات الصهيونية الإحتلالية على شعب أعزل
السنة الأمازيغية الجديدة أو ما يسمى لدى الأوساط الرسمية في شمال إفريقيا بالسنة الفلاحية الجديدة ، و تحل كل اليوم 13 من يناير و يسميها الشعب الأمازيغي الكبير بـ : " الناير " أو بـ أسكواس أماينو، إذا كان التقويم الميلادي مرتبط بميلاد عيسى و الهجري مرتبط بهجرة الرسول (ص) فإن التقويم الأمازيغي لا يرتبط بحدث ديني أو تعبدي بل يرتبط بإنتصار الملك الأمازيغي (شوشونغ) الذي تمكن من هزم الفراعنة على ضفاف النيل بعدما جمع كل القبائل الأمازيغية المتواجدة غرب النيل ، ليصل بذلك إلى حكم نصف مصر و ما جاورها من بلاد الأمازيغ غرب النيل ، حيث جاءت هذه الحرب التي خاضها شوشونغ بعد الممارسات اللاإنسانية و الإستعبادية التي كان ينهجها الفراعنة ضد الشعب الأمازيغي ، لذلك لمَّا إنتصر الأمازيغ سنة 950 قبل ميلاد عيسى على الفراعنة حرر بذلك كل المستعبدين الأمازيغ ، أخذت الأوساط الأمازيغية ككل الأمم تقويمها من هذا اليوم و الذي يصل اليوم إلى 2960 سنة أمازيغية منذ الإنتصار الكبير للملك الأمازيغي شوشونغ ، إذ يعتبر الشعب الأمازيغي هذا الإنتصار يوما مشهودا في تاريخهم و تاريخ الإنسانية يسحق الإحتفال به ، و لأنهم شعب مرتبط بالأرض إرتباطا روحيا جعلوا منه بداية تقويمهم
و اليوم جل شمال إفريقيا إن لم نقل كلهم يحتفلون بهذا اليوم كما يحتفلون بالسنوات الجديدة الأخرى التي ترتبط بالعقيدة كالميلاد و السنة الهجرية بل يقيمون طقوسا و تقاليد ضاربة في القدم و نابعة من جذور التاريخ إن لم نقل قد ورثوها عن أجدادهم ، بذلك يمكن إدراجها ضمن الثقافات الشعبية التي تزخر بها هذه المنطقة الواسعة الممتدة على شمال إفريقيا بإستثناء شرق النيل الشمالي ، فالإحتفال في شكله العام كباقي الإحتفالات لكنه يختلف في الطقوس و الطرق التي تحتفل بها كل فئة من هذا الشعب الكبير ، فمثلا نجد لدى أمازيغ شمال غرب بلاد ثامازغا (الجزائر و المغرب) أنهم يجتمعون في أماكن مخصصة للإحتفال و التي غالبا ما تكون ساحات واسعة أو مقرات جمعيات أو في قاعات مخصصة للحفلات على الصعيد المحلي ، في حين تجتمع العائلات في منازلها ، تقدم فيها أكلات متنوعة خاصة الفواكه المجففة التي عرفت بها المنطقة منذ أمد بعيد و منها التين و التمر و الزبيب و غيرها ، ثم تعتبر أكلة "ثيغواوين" (شعير منزوع القشرة الصلبة و محمص) ضرورية لإحتفالات الناير ، و يقدم اللبن و الكسكس مع لحم الدجاج و غيرها من أطباق أمازيغية كـ : "رقديذ" (اللحم المملح) كما تتفنن النساء في إعداد خبز "ثافظيرث" (خبز مصنوع من الشعير غير المطحون جيدا "إوزان") المدهون بالزبد البلدي و أطباق أخرى شهية على حسب كل قبيلة ، كما توضع الحنة على أيدي و أرجل الأطفال و تزين النساء أيديهن و أرجلهن بحمرة الحناء بأشكال هندسية تعبيرا عن تراثهم كرسم ثيسغناس أو أهرام أو أشكال أخرى ، كما أن عيد النايركان يعد مناسبة للنساء المقبلات على الزواج لوضع الوشوم المزينة لوجوههن و أيديهن و ذلك قصد التبرك و التنعم في هذا اليوم المبارك الذي كان يوم إنتصار لملك الأمازيغي شوشونغ ، و طبعا لم تعد النساء تأخذ بهذه العادة و ذلك لإعتبارات دينية إسلامية بعد إعتناق الأمازيغ لدين الإسلام رغم أن بعض المناطق مازالت تعمل بهذا التقليد كالأطلس و لدى الطوارق و بعض الأماكن بالقبايل بالجزائر ، في حين تتخذ العائلات الأمازيغية هذا اليوم المبارك كمناسبة لتختين أطفالها البالغين سن الختان
و يتخذ الإحتفال بالناير لدى الطوارق جنوب الصحراء الكبرى شكلا آخر في الطقوس ، و هم يعتبرون اليوم من أشد الأمازيغ المتشبثين بالتقاليد و العادات الأمازيغية ، فهم يخرجون إلى الساحات أو بالأحرى إلى الصحراء بعد أن تُعِدّ كل عائلة من العائلات أطباقا طوارقية شهية آخذة إياها إلى موقع الإحتفال ليقضوا الليل كله في إحتفالات طرب كأن مهرجانا سنويا يقام هناك ، حيث ينشدون أنغاما و أشعارا على الطريقة الطوارقية الأصيلة ، و تعد "ثافظيرث" من أشهى أطباقهم حيث تعدها المرأة الطوارقية بأعشاب براري الصحراء الزكية الرائحة ، في حين تعم الإحتفالات جل مناطق بلاد ثامازغا