المزيد من الأخبار






برادة: أوفقير دسّ قنبلة في جلباب ريفي جاء إلى الرباط لتسليم مطالب الساكنة


برادة: أوفقير دسّ قنبلة في جلباب ريفي جاء إلى الرباط لتسليم مطالب الساكنة
محمد أحداد

في حوار أجرته جريدة "المساء" عبر حلقات، مع الحسين برادة احد مؤسسي جيش التحرير إبان الحقبة الاستعمارية، كشف برادة أنه بعد أحداث 1958 زار كل من ولي العهد وأوفقير الريف وطلبوا منهم أن يعينوا واحدا منهم لتحديد طبيعة مطالبهم.

وأضاف المحاور أن افقير قام بعد أن تسلم حزمة المطالب من مبعوث اهل الريف، بدس قنبلة صغيرة وخفيفة في "قب" جلبابه، إلا أن القنبلة لم تنفجر، مشيرا ان افقير كان يكن الحق لساكنة الريف.

وهذا نص الحوار:

أبقى معك في سياق أحداث محمد الخامس، هل بالفعل كانت علاقة محمد الخامس سيئة بسكان الريف حتى ينتفضوا بتلك الطريقة؟

لا أبدا، محمد الخامس كان يرى في أهل الريف، رجالا مجاهدين ووطنيين حقيقيين، لكن علاقة ولي العهد بهم كانت سيئة إلى أبعد الحدود. هل تعرف لماذا؟ لأن الذين كانوا يحيطون به هم في الأصل قيادات في الجيش الفرنسي انضمت إلى الجيش الملكي مثل النمشي وبنعمر وأوفقير والدليمي، والذين شكلوا النواة الأولى لتكوين الجيش المغربي بصيغته الحديثة. كانوا يسممون الأجواء مع سكان الريف فقط لأنهم كانوا مجاهدين ويحبون وطنهم ولم يتراجعوا يوما إلى الخلف، وقد وصل هذا التسميم حد اتهامهم بأنهم يسعون إلى إحياء جمهورية الخطابي، وأرى أنه كان السبب الرئيس في تحرك ولي العهد نحو الريف بمعية أوفقير..

ألم يكن الأمر يتعلق قبل كل شيء برغبة محمد بن عبد الكريم الخطابي في تأسيس الجمهورية الريفية؟

في سنة 1958 لم يكن الأمر يتعلق بالجمهورية. دعني أحكي لك قصة معروفة كي تفهم ما الذي جرى بالتحديد، إذ زار كل من ولي العهد وأوفقير الريف وطلبوا منهم أن يعينوا واحدا منهم لتحديد طبيعة مطالبهم. بالفعل زار المبعوث الرباط حاملا حزمة من المطالب الاجتماعية والاقتصادية، وحين سلمها إلى أوفقير، قفل راجعا إلى الريف دون أن يعلم أنه دس قنبلة صغيرة وخفيفة في "قب" جلبابه، ولأن الألطاف الإلهية أكبر من إرادة البشر. هل عرفت الآن الحقد الذي كان يكنه أوفقير لساكنة الريف، كيف لا وهو نفسه الذي قاد حملة إبادة الريفيين في الخمسينيات من القرن الماضي.

أريد أن أثير معك نقطة في غاية من الأهمية، إذ طرحت دائما الكثير من علامات الاستفهام حول مصادر تمويل جيش التحرير، إذ لا يمكن أن يصدق المرء أن الدعم كان يأتي فقط من مصر لأن العمليات شملت أكثر من أربع جبهات ما يعني أن السلاح الذي حصلتم عليه من مصر لم يكن كافيا..

قبل أن أتطرق إلى مصادر دعم جيش التحرير، أود أن أؤكد أنه بعد انتهاء عملياتنا سلمنا كل شيء إلى الجزائريين بما في ذلك 30 مليون سنتيم. أما كيف كنا نحصل على المال، فإلى جانب مصر عبد الناصر التي كانت تدعمنا دون كلل لطرد المستعمر الفرنسي من المغرب، فإن دور العراق وقتئذ أيضا كان بارزا، حيث أتذكر في هذا الصدد كيف أنه منحنا 50 مليون سنتيم تسلمها كل من علال الفاسي وعبد الكريم الخطيب وبنعبود، وقد خصصناها لاقتناء الأسلحة. وأنا متفق معك تماما بأن الدعم المصري لم يكن وحده كافيا لتغطية حاجيات مقاتلي جيش التحرير للأسلحة، وعلى هذا الأساس حاولنا تنويع مصادر الدعم..

ما المقابل الذي كانت تريده العراق لقاء تسليم 50 مليون سنتيم لجيش التحرير المغربي؟

لم تكن تريد أي شيء وقتها سوى أن يتحرر المغرب، ولا أتذكر أن العراق تدخل يوما في شؤوننا ولا حاول فرض شروطه أو طلب منا أن نقوم بشيء أو فرض تصوراته السياسية بل الأنكى من ذلك، فقد حصل كل من الخطيب وبنعبود وعلال الفاسي على الجنسية العراقية بعدئذ، وأنا موقن أن عائلاتهم ما تزال تتوفر عليها إلى حدود الآن.

ماذا عن البرجوازية المغربية، هل كانت تدعمكم بالمال أثناء انطلاق عمليات جيش التحرير؟

لا إطلاقا، لم تكن نتلق أي دعم منهم، ولا بادروا يوما للسؤال عنا اللهم في أيام المقاومة السرية حين كان يدعمنا بعض التجار الصغار الذين كانوا يتعاطفون معنا. البرجوازية كانت تخشى على مصالحا في ذلك الوقت وجزء كبير من تلك المصالح كان يجمعها بفرنسا. هذا كل ما في الأمر. مصادر دعمنا اقتصرت بالأساس على المساعدات المصرية والدعم العراقي ثم بعض مساهمات الوطنيين في المنطقة الخليفية وإن كانت بسيطة.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح