المزيد من الأخبار






بلجيكا تشهد نزيفا للكفاءات.. مغاربة يختارون العودة إلى أرض الأجداد


بلجيكا تشهد نزيفا للكفاءات.. مغاربة يختارون العودة إلى أرض الأجداد
ناظورسيتي: متابعة

تشهد بلجيكا اليوم نزيفا متزايدا للكفاءات من الجالية البلجيكية من أصول مغربية، إذ يختار العديد منهم مغادرة العاصمة بروكسل واستقرارهم في مدن مغربية كالدار البيضاء، مراكش، والرباط. هذا التوجه الذي كان في الماضي يعد استثنائيا بات اليوم جزءا من حياة الكثيرين.

حكيمة مؤمن، وهي امرأة بلجيكية من الجيل الثالث لأصول مغربية، تسترجع الذكريات قائلة: "قبل حوالي 15 عاما، غادر ابن عمي بروكسل ليستقر في الدار البيضاء، وكانت قصته تبدو لنا غريبة آنذاك". تلك الحكايات التي كانت تعتبر بمثابة مغامرات جنونية أصبحت اليوم تتداول بين أفراد العائلة باهتمام، إذ يجد الكثيرون أنفسهم يفكرون جديا في العودة إلى الجذور.


حكيمة هي إحدى هؤلاء، فقد تحولت حياتها جذريا مع انتقالها إلى مراكش حيث تعمل الآن كاختصاصية تغذية ومرشدة في التنمية الشخصية. هي تؤكد أن هذه الخطوة لم تكن على قائمة أحلامها، لكنها مع الوقت اكتشفت أن المغرب يوفر لها أفقا مهنيا وحرية شخصية لم تكن تجدها في بلجيكا. عملها أصبح مرنا بفضل التطور التكنولوجي، حيث تدير جلساتها العلاجية عبر الإنترنت وتستضيف ورشات عمل في المدينة.

على الرغم من رحيلها عن بلجيكا، لا تزال حكيمة تعرب عن امتنانها للدولة التي احتضنتها طوال 37 عاما، لكنها في الوقت ذاته تشعر اليوم بحرية أكبر في المغرب، حيث ترى أن الجو الإنساني الدافئ والمناخ المهني الأكثر انفتاحا ساعداها على بناء حياة جديدة.

هذا التغيير في الرؤية لا يقتصر على الأفراد بل يمتد إلى شركات ومؤسسات أيضا، حيث يؤكد مروان التوالي، رجل أعمال مغربي بلجيكي، أن البلاد باتت تشكل بيئة حاضنة للفرص، حيث تطورت البنية التحتية وتقدمت الخدمات الصحية والتعليمية.

ومع ذلك، تشير التحديات التي تواجه بلجيكا، مثل التمييز المهني والأزمات الاقتصادية، إلى أن الوضع الداخلي يلعب دورا في دفع الكفاءات إلى الخارج. الباحث جيريمي ماندين يؤكد أن هناك تزايدا في عدد البلجيكيين من أصول مغربية الذين يغادرون إلى المغرب بسبب الإحباط الذي يشعرون به في بلجيكا. ولكن في الوقت ذاته، يبقى ارتباطهم بجذورهم البلجيكية قويا، ما يخلق حالة مزدوجة من الانتماء.

هذه الظاهرة لا تتوقف عند حدود الهجرة الاقتصادية فحسب، بل تتأثر أيضا بالعوامل الثقافية والاجتماعية، وأحيانا حتى بالعاطفة، كما يعززها التغيرات التي تشهدها المغرب، بما في ذلك النجاحات الرياضية مثل وصول المغرب إلى نصف نهائي كأس العالم 2022، مما ساهم في تعزيز شعور الفخر والانتماء للوطن.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح