عبد الله بوصوف:
الكل يعرف" بالخطر القاتل " اي المد اليميني المتطرف و كسبه في كل معركة انتخابية مساحات جديدة و مقاعد جديدة و مناصب قرار جديدة...
الكل يعرف الخلفية الايديولوجية و التاريخية و الدينية لليمين المتطرف و أفق قدرته على التغيير أو التشطيب أو التعديل...و إعلانه المتكرر على " مانيفيستو " عنصري و عرقي و ديني....
و الكل يقر بخطره على المجتمعات المتعددة الثقافات و الديانات...
و الكل يعترف بقوة آلته الإعلامية و كيف يقوم بأكبر عملية غسل الدماغ لمجموعات كبيرة في نفس الفترة....!
و مع كل هذا العلم المسبق بهذا الخطر الداهم للمجتمعات و للمجمعات الفكرية و الإعلامية...فإن اليمين المتطرف ينجح هنا و يكتسح هناك...وهو يتقدم دائما و لا احد يقدر على فرملته رغم كل هذا العلم المسبق...!
فكيف و لماذا و متى....؟
يتكرر هذا المشهد السياسي في كل المحطات الانتخابية سواء البلدية أو الجهوية اوالبرلمانية او الرئاسية...
وأصبح الجميع يعرف جيدا نقط البرامج الانتخابية لليمين المتطرف...و حتى نتائج استقراءات الرأي بخصوص نية التصويت تعلن تقدمهم و اكتساحهم...
فيما تتكلف آلتهم الإعلامية الرهيبة بتهييء الناخبين من الناحية النفسية بعد اقناعهم من طرف أقلام و كتاب و مؤثرين و حتى ما يعرف بمدربي الكوتشينغ الذاتي...كل هؤلاء يتكلفون ليس في أيام الحملة الانتخابية..بل ان اليمين المتطرف هو في حملة طوال السنة سواء كان في مراكز القرار هو خارجه...
لقد تعودوا على منهجية حكومات موازية أو "حكومات الظل " ...
وهنا نعود لطرح السؤال /الإشكالية...من أين لهم بكل هذه القوة..؟ و بكل هذه الثقة...؟
أعتقد أن أحد عناصر الجواب تكمن في الوعاء الانتخابي نفسه...لذلك فالتعليقات عن نتائج الانتخابات تختلف بين تيار اليمين المتطرف و التيارات الأخرى التي تكتفي بإلقاء اللوم على " الناخب " أو ارتفاع نسبة العزوف الانتخابي و أن هذه النتائج هي عقاب انتخابي....في حين ان تعليقات اليمين المتطرف مهما كانت نسبة نتائجه و مرتبته....فإن عناوين الإعلام تأتي قوية و صور الصفحات الأولى تعبر عن " الإنجاز الكبير " و تفتح طريق الأمل للمستقبل...
في مشهد يكاد يكون نسخة طبق الأصل في كل تجارب فرنسا و المانيا و ايطاليا و هولندا و النمسا و اسبانياو هنغاريا...
لا تقتصر الإجابة على حصرها في الحالة الصحية للوضعية الاقتصادية أو الاجتماعية في الزمن الانتخابي...بل هناك عناصر تاريخية و أيديولوجية أيضا...فبعد إعلان الرئيس الفرنسي ماكرون عن انتخابات مبكرة مثلا...فإن الحديث قفز الى منطقة أخرى لها جدور تاريخية ترتبط بين مرحلة " الماريشال فيليب بيتان " و " الجنرال ديغول " لذلك هناك من جعل من الصراع الانتخابي و السياسي الحالي بين ماكرون و لوبان هو حلقة جديدة للصراع بين أحفاد الماريشال بيتان و الجنرال ديغول...بين حكومة فيشي و تسليم اليهود للنازي هتلر و مبادى الجمهورية الخامسة...
أعتقد - و هنا احتفظ لنفسي بمساحة في الخطأ - ...ان " كلمة السر " في نجاحات اليمين المتطرف في صناديق الاقتراع هو الناخب اليميني المتطرف و الذي يطلق عليه لقب " مناضل Militant " وهو يتقاسم و يشارك في تسويق أفكار اليمين المتطرف بل و يدافع عنها في الاعلام و المسيرات الاحتجاجية و مجالات الإبداع الفني و الفكري و يتوج هذا المسار الترافعي بالتصويت المنتظم في كل المحطات الانتخابية...
وهو هنا يرتفع قليلا عن لقب " ناخب " و الذي يتعامل بمنطق النفعية و المصلحة إذ قد ينتقل من التصويت لهذا الحزب أو ذاك فقط لأنه سيخصص امتيازات جديدة في سوق العمل أو الضرائب أو منح المساعدات الاجتماعية و الثقافية...لذلك فهو يتعامل بمفهوم التصويت العقابي و يهاجر الى حزب أو تحالف جديد و قد يهجر العملية برمتها في شكل عزوف انتخابي...
ففي فرنسا مثلا..نجد اليسار يتحرك سواء و سط اليسار أو اليسار الراديكالي...كما نجد حركات مدنية و سياسية يسارية تشتغل بقوة في شكل تحالفات من أجل الفوز...و بالمقابل نجد أيضا قوى تحالف اليمين و اليمين المتطرف تشتغل أيضا و تتفق حول مراكز " المرشح المشترك "...كما نسجل تحركات فريق حزب ماكرون ' النهضة " و دفعه 'غابرييل أتال" للفوز برئاسة الحكومة كمرحلة تمهيدية لرئاسيات 2027 أمام بارديلا أو ماري لوبان...
لكن في ظل كل هذه التحركات و التغييرات و البرامج و تقديم وجوه جديدة و اخرى مألوفة مع مواكبة اعلامية قوية تترصدو تتعقب خطوات و أنفاس كل المتحكمين في المشهد السياسي و الإعلامي...نسجل هيمنة سرديات اليمين المتطرف من طرف إعلامهم المتحكم في نسبة المشاهدة و أجندة مرور المرشحين في تلك القنوات...لذلك فإن الجميع ينتظر بكل هدوء سقوط الكارثة يوم 30 يونيو..بل هناك من يروج وبقوة تشبيه اللحظة التاريخية بفرنسا بمآل رئيس الوزراء البريطاني السابق " دافيد كامرون " بعد دعوته لاستفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي Brexit سنة 2016 و كيف غادر الساحة السياسية بعد تقديم اسنقالته...و هناك من يروج لحالة الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك...
وهي كلها سيناريوهات غالبا من إعلام اليمين و اليمين المتطرف تمهد الطريق لقبول نتائج و تداعيات الخطر القاتل...
لذلك فالمعركة بين اليمين المتطرف و تيارات العيش المشترك هي معركة تاريخية بين الناخب و " المناضل "....!
الكل يعرف" بالخطر القاتل " اي المد اليميني المتطرف و كسبه في كل معركة انتخابية مساحات جديدة و مقاعد جديدة و مناصب قرار جديدة...
الكل يعرف الخلفية الايديولوجية و التاريخية و الدينية لليمين المتطرف و أفق قدرته على التغيير أو التشطيب أو التعديل...و إعلانه المتكرر على " مانيفيستو " عنصري و عرقي و ديني....
و الكل يقر بخطره على المجتمعات المتعددة الثقافات و الديانات...
و الكل يعترف بقوة آلته الإعلامية و كيف يقوم بأكبر عملية غسل الدماغ لمجموعات كبيرة في نفس الفترة....!
و مع كل هذا العلم المسبق بهذا الخطر الداهم للمجتمعات و للمجمعات الفكرية و الإعلامية...فإن اليمين المتطرف ينجح هنا و يكتسح هناك...وهو يتقدم دائما و لا احد يقدر على فرملته رغم كل هذا العلم المسبق...!
فكيف و لماذا و متى....؟
يتكرر هذا المشهد السياسي في كل المحطات الانتخابية سواء البلدية أو الجهوية اوالبرلمانية او الرئاسية...
وأصبح الجميع يعرف جيدا نقط البرامج الانتخابية لليمين المتطرف...و حتى نتائج استقراءات الرأي بخصوص نية التصويت تعلن تقدمهم و اكتساحهم...
فيما تتكلف آلتهم الإعلامية الرهيبة بتهييء الناخبين من الناحية النفسية بعد اقناعهم من طرف أقلام و كتاب و مؤثرين و حتى ما يعرف بمدربي الكوتشينغ الذاتي...كل هؤلاء يتكلفون ليس في أيام الحملة الانتخابية..بل ان اليمين المتطرف هو في حملة طوال السنة سواء كان في مراكز القرار هو خارجه...
لقد تعودوا على منهجية حكومات موازية أو "حكومات الظل " ...
وهنا نعود لطرح السؤال /الإشكالية...من أين لهم بكل هذه القوة..؟ و بكل هذه الثقة...؟
أعتقد أن أحد عناصر الجواب تكمن في الوعاء الانتخابي نفسه...لذلك فالتعليقات عن نتائج الانتخابات تختلف بين تيار اليمين المتطرف و التيارات الأخرى التي تكتفي بإلقاء اللوم على " الناخب " أو ارتفاع نسبة العزوف الانتخابي و أن هذه النتائج هي عقاب انتخابي....في حين ان تعليقات اليمين المتطرف مهما كانت نسبة نتائجه و مرتبته....فإن عناوين الإعلام تأتي قوية و صور الصفحات الأولى تعبر عن " الإنجاز الكبير " و تفتح طريق الأمل للمستقبل...
في مشهد يكاد يكون نسخة طبق الأصل في كل تجارب فرنسا و المانيا و ايطاليا و هولندا و النمسا و اسبانياو هنغاريا...
لا تقتصر الإجابة على حصرها في الحالة الصحية للوضعية الاقتصادية أو الاجتماعية في الزمن الانتخابي...بل هناك عناصر تاريخية و أيديولوجية أيضا...فبعد إعلان الرئيس الفرنسي ماكرون عن انتخابات مبكرة مثلا...فإن الحديث قفز الى منطقة أخرى لها جدور تاريخية ترتبط بين مرحلة " الماريشال فيليب بيتان " و " الجنرال ديغول " لذلك هناك من جعل من الصراع الانتخابي و السياسي الحالي بين ماكرون و لوبان هو حلقة جديدة للصراع بين أحفاد الماريشال بيتان و الجنرال ديغول...بين حكومة فيشي و تسليم اليهود للنازي هتلر و مبادى الجمهورية الخامسة...
أعتقد - و هنا احتفظ لنفسي بمساحة في الخطأ - ...ان " كلمة السر " في نجاحات اليمين المتطرف في صناديق الاقتراع هو الناخب اليميني المتطرف و الذي يطلق عليه لقب " مناضل Militant " وهو يتقاسم و يشارك في تسويق أفكار اليمين المتطرف بل و يدافع عنها في الاعلام و المسيرات الاحتجاجية و مجالات الإبداع الفني و الفكري و يتوج هذا المسار الترافعي بالتصويت المنتظم في كل المحطات الانتخابية...
وهو هنا يرتفع قليلا عن لقب " ناخب " و الذي يتعامل بمنطق النفعية و المصلحة إذ قد ينتقل من التصويت لهذا الحزب أو ذاك فقط لأنه سيخصص امتيازات جديدة في سوق العمل أو الضرائب أو منح المساعدات الاجتماعية و الثقافية...لذلك فهو يتعامل بمفهوم التصويت العقابي و يهاجر الى حزب أو تحالف جديد و قد يهجر العملية برمتها في شكل عزوف انتخابي...
ففي فرنسا مثلا..نجد اليسار يتحرك سواء و سط اليسار أو اليسار الراديكالي...كما نجد حركات مدنية و سياسية يسارية تشتغل بقوة في شكل تحالفات من أجل الفوز...و بالمقابل نجد أيضا قوى تحالف اليمين و اليمين المتطرف تشتغل أيضا و تتفق حول مراكز " المرشح المشترك "...كما نسجل تحركات فريق حزب ماكرون ' النهضة " و دفعه 'غابرييل أتال" للفوز برئاسة الحكومة كمرحلة تمهيدية لرئاسيات 2027 أمام بارديلا أو ماري لوبان...
لكن في ظل كل هذه التحركات و التغييرات و البرامج و تقديم وجوه جديدة و اخرى مألوفة مع مواكبة اعلامية قوية تترصدو تتعقب خطوات و أنفاس كل المتحكمين في المشهد السياسي و الإعلامي...نسجل هيمنة سرديات اليمين المتطرف من طرف إعلامهم المتحكم في نسبة المشاهدة و أجندة مرور المرشحين في تلك القنوات...لذلك فإن الجميع ينتظر بكل هدوء سقوط الكارثة يوم 30 يونيو..بل هناك من يروج وبقوة تشبيه اللحظة التاريخية بفرنسا بمآل رئيس الوزراء البريطاني السابق " دافيد كامرون " بعد دعوته لاستفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي Brexit سنة 2016 و كيف غادر الساحة السياسية بعد تقديم اسنقالته...و هناك من يروج لحالة الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك...
وهي كلها سيناريوهات غالبا من إعلام اليمين و اليمين المتطرف تمهد الطريق لقبول نتائج و تداعيات الخطر القاتل...
لذلك فالمعركة بين اليمين المتطرف و تيارات العيش المشترك هي معركة تاريخية بين الناخب و " المناضل "....!