فريد آيت لحسن
حاول "العمدة" أبو طالب من خلال الحلقة التلفزية السنوية المشهورة De zomergasten: "ضيوف الصيف" التي بثها التلفزيون الهولندي السبت الماضي الوقوقف على محطات مهمة من بعض الإيقونات التي تخص تاريخ الوجود الريفي بهولندا: فهكذا واثناء الحوار المطول مع العمدة تم عرض مقاطع من ربورتاج خاص يتناول الظروف التي تمت فيها جلب العمال المهاجرين الريفيين بشكل خاص والمغاربة بشكل عام سنة 1969 نحو هولندا، وفي نفس السياق تم عرض مقاطع مختارة من الفيلم الوثائقي المتميز عن زعيم المقاومة الريفية محمد بن عبدالكريم الخطابي [أسطورة الريف] و يعتبرهذا التسلسل عملا محبذا يجمع بينهما رابط وخيط رفيع.
العمل الأول اهتم بالجيل الأول من العمال المغاربة المهاجرين إلى هولندا ومنهم والد أحمد أبو طالب نفسه وكذا آباء كثيرين. يعتبر الكثير من المغاربة الهولنديين هذا بمثابة حكاية إحياء ذكرى تاريخية تخص شبابا كانوا يبحثون عن مستقبل أفضل بعيدا عن الحكرة.
لقد أثار أبو طالب بحق الجانب المظلم من ذلك الماضي: قبول العمال المهاجرين للممارسات غير الإنسانية من قبل الحكومات الهولندية تحت العين الساهرة للسلطات المغربية.
لم يكن من باب المصادفة أن يغادر الريفيون بالخصوص منطقتهم التي حرموا فيها من الخبز في بلدهم بسبب سياسة الإهمال المتعمد وسياسة الإقصاء المنهجي الذي مورس على منطقة الريف.
إن انتفاضة 1958-1959 تعرضت لقمع وحشي، وبعد فترة وجيزة من ، تم وضع حد لأحلام الآلاف من الريفيين وتم سن سياسة التهجير الممنهجة تلاها بقاء عبد الكريم الخطابي منفيا بالقاهرة كملهم يدعو إلى الحرية والكرامة والعدالة، كما كان يفعل حين فترة تواجده بالريف وهو يقاوم الاستعمار الأسباني والفرنسي.
لقد اختار[العمدة] أبو طالب إثارة هذا التاريخ الذي بقي خارجا عن دائرة الضوء، ليشاركه مع المجتمع الهولندي وهو عمل يستحق منا الثناء. إنه تاريخ مؤلم منح لآلاف الريفيين / الهولنديين شعورا بالافتخار بالذات.
لذا على عمدة روتردام، جنبا إلى جنب مع المجلس البلدي في مدينته المتميزة بالتعدد الثقافي والتي أقيمت فيها تماثيل تذكارية تخص كلا من المفكر الهولندي ايراسموس (إيرازم)، بيم فورتاون، تماثيل تذكارية خاصة بالعبودية والعمالة الوافدة على المدينة أن يهتم أيضا بإقامة تمثال خاص بعبد الكريم الخطابي ببلدية روطردام.
إن هذه الإشارة من طرف عمدة روتردام سيمنح للريفيين الهولنديين بدون شك مرجعية قوية تمكنهم من تطوير هويتهم بشكل سليم. فهولندا، روطردام وكذا والد عمدة روطردام لديهم الحق في هذا الإنجاز.
* أحد المساهمين في تأسيس مؤسسة عبدالكريم الخطابي بهولندا
حاول "العمدة" أبو طالب من خلال الحلقة التلفزية السنوية المشهورة De zomergasten: "ضيوف الصيف" التي بثها التلفزيون الهولندي السبت الماضي الوقوقف على محطات مهمة من بعض الإيقونات التي تخص تاريخ الوجود الريفي بهولندا: فهكذا واثناء الحوار المطول مع العمدة تم عرض مقاطع من ربورتاج خاص يتناول الظروف التي تمت فيها جلب العمال المهاجرين الريفيين بشكل خاص والمغاربة بشكل عام سنة 1969 نحو هولندا، وفي نفس السياق تم عرض مقاطع مختارة من الفيلم الوثائقي المتميز عن زعيم المقاومة الريفية محمد بن عبدالكريم الخطابي [أسطورة الريف] و يعتبرهذا التسلسل عملا محبذا يجمع بينهما رابط وخيط رفيع.
العمل الأول اهتم بالجيل الأول من العمال المغاربة المهاجرين إلى هولندا ومنهم والد أحمد أبو طالب نفسه وكذا آباء كثيرين. يعتبر الكثير من المغاربة الهولنديين هذا بمثابة حكاية إحياء ذكرى تاريخية تخص شبابا كانوا يبحثون عن مستقبل أفضل بعيدا عن الحكرة.
لقد أثار أبو طالب بحق الجانب المظلم من ذلك الماضي: قبول العمال المهاجرين للممارسات غير الإنسانية من قبل الحكومات الهولندية تحت العين الساهرة للسلطات المغربية.
لم يكن من باب المصادفة أن يغادر الريفيون بالخصوص منطقتهم التي حرموا فيها من الخبز في بلدهم بسبب سياسة الإهمال المتعمد وسياسة الإقصاء المنهجي الذي مورس على منطقة الريف.
إن انتفاضة 1958-1959 تعرضت لقمع وحشي، وبعد فترة وجيزة من ، تم وضع حد لأحلام الآلاف من الريفيين وتم سن سياسة التهجير الممنهجة تلاها بقاء عبد الكريم الخطابي منفيا بالقاهرة كملهم يدعو إلى الحرية والكرامة والعدالة، كما كان يفعل حين فترة تواجده بالريف وهو يقاوم الاستعمار الأسباني والفرنسي.
لقد اختار[العمدة] أبو طالب إثارة هذا التاريخ الذي بقي خارجا عن دائرة الضوء، ليشاركه مع المجتمع الهولندي وهو عمل يستحق منا الثناء. إنه تاريخ مؤلم منح لآلاف الريفيين / الهولنديين شعورا بالافتخار بالذات.
لذا على عمدة روتردام، جنبا إلى جنب مع المجلس البلدي في مدينته المتميزة بالتعدد الثقافي والتي أقيمت فيها تماثيل تذكارية تخص كلا من المفكر الهولندي ايراسموس (إيرازم)، بيم فورتاون، تماثيل تذكارية خاصة بالعبودية والعمالة الوافدة على المدينة أن يهتم أيضا بإقامة تمثال خاص بعبد الكريم الخطابي ببلدية روطردام.
إن هذه الإشارة من طرف عمدة روتردام سيمنح للريفيين الهولنديين بدون شك مرجعية قوية تمكنهم من تطوير هويتهم بشكل سليم. فهولندا، روطردام وكذا والد عمدة روطردام لديهم الحق في هذا الإنجاز.
* أحد المساهمين في تأسيس مؤسسة عبدالكريم الخطابي بهولندا