بقلم: بدر أعراب
1- ما يلبث العامُ الجديد الذي يطّل عَلينا عادةً برأسٍ أقرع لم تَنبت فيه ولا حتّى خصلةً بيضاء من الشّيب بعدُ، يطّل حَذراً كالمعهود وسَط مَخاوف من لِقـاءِ نفس مصِير رُؤوس السنّوات المَاضية المُنهَكة حتّى تُسارع المُتمنيات والكَلمات المُناسباتية لـإيهامِهِ بمُرور سعيدٍ على بسَاط أحمرَ في طريقٍ معبّدة ومُعّدة لهُ خصيصًا وسَط الوُرود والزّغاريد والوعُود المعسُولة، ثمَّ ما يَفتأ رأس السَنة الأقرع يطّل فَجأة حتى يمضِي إلى حَـال سَبيله رأساً داميًا بفعـلِ الكَدمات والقُروح، فضلاً عن العُتـه والحمقِ الذي يصيبَانه حتّى آخر يـومٍ مـن أيّام السّنة! وهكـذا صَار كلّ عامٍ جديدٍ يطّـل علينا برأسٍ "مبرقعاً" من أصله، بالضّربات التّي يتّلقاهـا حتّى قبل حُلولهِ.
2- هناكَ سـؤالٌ اِستنكاري قديمٌ يقُول به المغاربَة نكايةً بالنّاصح الدّمدومة على حدّ تعبيرهم: علَى مَن تَقرأ زابُورك يَـا داوُود!… لِهذا أرى أنّه من اللّباقة أن تُبادل الأخر التّهاني أو تَصمتْ خيرٌ لـكَ من أن تُعطي عنـك اِنطباعاً قد يتمثّل في أنّك خارجٌ لتـوِّك مِن كَهف زَمن بِنت كُوَيْلِب أو اِبن ثَعلبَة الضّمّـام! أما إسْداء النّصيحة من بَـاب ذكّر فإنّ الذّكرى تنفع المُؤمنين فكُن واثقـًا من أنّ الناس جميعُها تعلَم أنّ اِحتفالات رأس السّنة كمَا تفقهُها قنواتنا التلفزية لَحظة عابرة ومناسبة سانحة لهزّ البطون المُدلقة على إيقاع أهَـازيج الطّقطوقة الجبَلية، ونَغَـم أحِيدُوس، لا باعتبارها مَحطة يَقف عِندَها المَرء مَع نفسِه وِقفة تقييمِية جـَادة قصدَ جلـدِ الذّات أو تكريمها! لذلـك، ففي هذه الحالة الصمْت مَلجأ العُقلاء وسَط قومِ الجُهّال، قوم "النشاط حتى يشيط" الذي تتّلخص في منحاه بالضّبط مَفاهيم الحَداثة والتطوَر والرُقي، وما إلى ذلك من الاصطلاحات الفضفاضة التي نفخوا بها رؤوسنا، بمعنى أنها جعجعة بدون طحين، رَغم أنّنا لسنا ضدّ اِقتناص كلّ الفرصِ للإحتِفال، وننبرِي ذوْداً على تصيّد مثلِ هذه المناسبات لـإشَاعَة الفرَح شيُوعًا.
3- شَخصيا لـاَ مُشكلة لَديّ إطلاقاً في أن يَحتفل كُل العالَم بكلّ الأعيادِ المَوجُودة عِند كلّ الأقوامِ على الأرض ويُخلدون مِيلاد بُوذا وتارِيخ مَماتهِ حتّى، ومعهُ مُسيلمة الكذّاب وهِرقـل العَظيم، وسنُشاركُ الاِحتفال من بَاب الإيخاءِ والإنسَانية والتّسَامح والحُبّ الذي نتوخّى أنْ تكونَ مسَاحته في دُنيانا أكبرَ في المُقابل مساحَة الحزن أقّلَ.. ولكن بمَا أنّ أبنَاء المَغرب العميق مَا يزالُون يسكُنون خريطَة الفقـرِ والتّهميش والبُـؤس التي لا خِطاب فيها يعلُـو فـوقَ خِطاب الشّكوى، والشّكوى هُنا للّـه وَحدهُ لـا لـأحدٍ غيره، والحمد لِلّـه الذي لـا يُحمد على مكروهٍ سِواه، وبما أنّ هؤُلـاءِ لـا يعرفُون للفَرح معنًى، وكل المُناسباتِ تتشابَه لديْهِم وتُطابِق بعضها كأيامِهم الحَالكة، وكونِهِم لـاَ يعرفُون حتّى كيفَ يُبادِلون التّهاني المُنمّقة مِنها ولا الصّادقَة مَع الآخرين المَخمليّين أصحَاب العَائلات الكَريمة ذوي الأسْماء المُعرَّفة، لـا النّكـرة، الذّين وُلدوا بجباهٍ مختومٍ عليها بخاتَم الشّقاء إلى الأبَـد، لـأنّهم أخذُوا على الأحزانِ والـأقراحِ والهمُوم والكُلُوم، في مُدنٍ لـا تَنطرح فيها مَشاريع تنمِية الإنسانِ إطلاقاً عـدَا تَنمِية تعميق الجِراح المُستدامة لكونِها مُدن الريح، وبما أنّ المَغرب العَميق معهودٌ عنهُ اِحتراف تنْغيص أفراح الإخوان مِن بنِي الجِلدة بالمغرب الشّقيق، فهنيئاً لـأهل سِيدي اِفني وفِكيـك وآيت بُوعياش وآيْث قَمرة ومَداشر الأطلس أنفكو وغيرها، وللمعطلين جميعاً والأسَاتذة المُتدربين والأطر الصّحية، ولِكلّ المَغاربة في كلّ المناطِق التّي سَتستهل عامَها الجدِيد بلا رَيب بالدّموع والفَواجع والهَروات والإعتِقالات.. عمومـًا سنَة نتمّنى أن تكونَ بالفِعـلِ سعيدة كما يرُوم لهَـا دَومـاً الجَميع.
1- ما يلبث العامُ الجديد الذي يطّل عَلينا عادةً برأسٍ أقرع لم تَنبت فيه ولا حتّى خصلةً بيضاء من الشّيب بعدُ، يطّل حَذراً كالمعهود وسَط مَخاوف من لِقـاءِ نفس مصِير رُؤوس السنّوات المَاضية المُنهَكة حتّى تُسارع المُتمنيات والكَلمات المُناسباتية لـإيهامِهِ بمُرور سعيدٍ على بسَاط أحمرَ في طريقٍ معبّدة ومُعّدة لهُ خصيصًا وسَط الوُرود والزّغاريد والوعُود المعسُولة، ثمَّ ما يَفتأ رأس السَنة الأقرع يطّل فَجأة حتى يمضِي إلى حَـال سَبيله رأساً داميًا بفعـلِ الكَدمات والقُروح، فضلاً عن العُتـه والحمقِ الذي يصيبَانه حتّى آخر يـومٍ مـن أيّام السّنة! وهكـذا صَار كلّ عامٍ جديدٍ يطّـل علينا برأسٍ "مبرقعاً" من أصله، بالضّربات التّي يتّلقاهـا حتّى قبل حُلولهِ.
2- هناكَ سـؤالٌ اِستنكاري قديمٌ يقُول به المغاربَة نكايةً بالنّاصح الدّمدومة على حدّ تعبيرهم: علَى مَن تَقرأ زابُورك يَـا داوُود!… لِهذا أرى أنّه من اللّباقة أن تُبادل الأخر التّهاني أو تَصمتْ خيرٌ لـكَ من أن تُعطي عنـك اِنطباعاً قد يتمثّل في أنّك خارجٌ لتـوِّك مِن كَهف زَمن بِنت كُوَيْلِب أو اِبن ثَعلبَة الضّمّـام! أما إسْداء النّصيحة من بَـاب ذكّر فإنّ الذّكرى تنفع المُؤمنين فكُن واثقـًا من أنّ الناس جميعُها تعلَم أنّ اِحتفالات رأس السّنة كمَا تفقهُها قنواتنا التلفزية لَحظة عابرة ومناسبة سانحة لهزّ البطون المُدلقة على إيقاع أهَـازيج الطّقطوقة الجبَلية، ونَغَـم أحِيدُوس، لا باعتبارها مَحطة يَقف عِندَها المَرء مَع نفسِه وِقفة تقييمِية جـَادة قصدَ جلـدِ الذّات أو تكريمها! لذلـك، ففي هذه الحالة الصمْت مَلجأ العُقلاء وسَط قومِ الجُهّال، قوم "النشاط حتى يشيط" الذي تتّلخص في منحاه بالضّبط مَفاهيم الحَداثة والتطوَر والرُقي، وما إلى ذلك من الاصطلاحات الفضفاضة التي نفخوا بها رؤوسنا، بمعنى أنها جعجعة بدون طحين، رَغم أنّنا لسنا ضدّ اِقتناص كلّ الفرصِ للإحتِفال، وننبرِي ذوْداً على تصيّد مثلِ هذه المناسبات لـإشَاعَة الفرَح شيُوعًا.
3- شَخصيا لـاَ مُشكلة لَديّ إطلاقاً في أن يَحتفل كُل العالَم بكلّ الأعيادِ المَوجُودة عِند كلّ الأقوامِ على الأرض ويُخلدون مِيلاد بُوذا وتارِيخ مَماتهِ حتّى، ومعهُ مُسيلمة الكذّاب وهِرقـل العَظيم، وسنُشاركُ الاِحتفال من بَاب الإيخاءِ والإنسَانية والتّسَامح والحُبّ الذي نتوخّى أنْ تكونَ مسَاحته في دُنيانا أكبرَ في المُقابل مساحَة الحزن أقّلَ.. ولكن بمَا أنّ أبنَاء المَغرب العميق مَا يزالُون يسكُنون خريطَة الفقـرِ والتّهميش والبُـؤس التي لا خِطاب فيها يعلُـو فـوقَ خِطاب الشّكوى، والشّكوى هُنا للّـه وَحدهُ لـا لـأحدٍ غيره، والحمد لِلّـه الذي لـا يُحمد على مكروهٍ سِواه، وبما أنّ هؤُلـاءِ لـا يعرفُون للفَرح معنًى، وكل المُناسباتِ تتشابَه لديْهِم وتُطابِق بعضها كأيامِهم الحَالكة، وكونِهِم لـاَ يعرفُون حتّى كيفَ يُبادِلون التّهاني المُنمّقة مِنها ولا الصّادقَة مَع الآخرين المَخمليّين أصحَاب العَائلات الكَريمة ذوي الأسْماء المُعرَّفة، لـا النّكـرة، الذّين وُلدوا بجباهٍ مختومٍ عليها بخاتَم الشّقاء إلى الأبَـد، لـأنّهم أخذُوا على الأحزانِ والـأقراحِ والهمُوم والكُلُوم، في مُدنٍ لـا تَنطرح فيها مَشاريع تنمِية الإنسانِ إطلاقاً عـدَا تَنمِية تعميق الجِراح المُستدامة لكونِها مُدن الريح، وبما أنّ المَغرب العَميق معهودٌ عنهُ اِحتراف تنْغيص أفراح الإخوان مِن بنِي الجِلدة بالمغرب الشّقيق، فهنيئاً لـأهل سِيدي اِفني وفِكيـك وآيت بُوعياش وآيْث قَمرة ومَداشر الأطلس أنفكو وغيرها، وللمعطلين جميعاً والأسَاتذة المُتدربين والأطر الصّحية، ولِكلّ المَغاربة في كلّ المناطِق التّي سَتستهل عامَها الجدِيد بلا رَيب بالدّموع والفَواجع والهَروات والإعتِقالات.. عمومـًا سنَة نتمّنى أن تكونَ بالفِعـلِ سعيدة كما يرُوم لهَـا دَومـاً الجَميع.