ناظورسيتي من بوسطن: منير الكرودي
جدال محتد عن العهر..تجاذبات بين أطراف، تخندقت بين من مع ومن ضد، تؤطرها خلفيات بذات العهر المتأصل في كل مناحي الحياة العامة ترعاها قوى خفية ظاهرة، ولو تدثرت بالعفة والعفاف، أو تسربلت بغطاء حقوقي حداثي يغترف من الحرية الفردية...
مناسبة الظاهرة/العهر مهرجان "كان" الذي شارك فيه المخرج نبيل عيوش بفيلم "الزين لي فيك"، بطولة لبنى أبيدار. يحكي قصة شريحة من مجتمع متمغرب مغترب تعيش من عرق ما بين فخذيها.. الكل يتمعش من الظاهرة، من جهات مسؤولة توفر تراخيص للأمكنة المخصصة لها في عدة مدن استراتيجية، وتراخيص أخر لاستيراد المشروب الروحي لتسهيل العملية/البيزنيس في اللحم الأخضر الطري والشهي.. سلطات ترعى الأمن والأمان لجميع الأطراف، الفاعلة في والمفعول بها في المجال، ولا ضير في بعض الإبتزاز لجميع الأطراف لمراكمة ثروات غير مشروعة..المتأسلمين يطبقون قاعدة "الفتنة نائمة لعن الله من أيقضها" ليريحوا أنفسهم من مشاكل عدة قد يجرها عليهم الموضوع، وإن كان مشروعهم السياسي وبرنامجهم الإنتخابي وعد بالكثير في مجال محاربة الفساد، بشتى أشكاله، وكم من معركة خاضوا ضد مشروع إدماج المرأة في التنمية سابقا، واليوم.. اليوم هم في السلطة، يمسكون بزمام الأمور، فلا هم حاربوا الفساد، بل ابتدعوا "عفى الله عما سلف"، ولا هم خلقوا مشاريع حقيقية لإنقاذ البلاد من نتائج ساهموا فيها جميعا متأسلمين، يساريين وخونة متمخزنين، فلا تنمية بشرية ولا حجرية ولا هم يحزنون.. يبدعون جميعهم شعارات رنانة جوفاء لا تسمن ولا تغني من جوع، بل هي تسمم فقط، بل تعداه الإسلامويين إلى إعطاء دروس في الحب "غير الشروع" علنا داخل الفريق الحكومي، ومن شيوخ، فلا هم شباب طائش نعذرهم، ولا هم مراهقين يحركهم تغير هرموني طارئ، بل أفهمونا كيف هم "الطيبون للطيبات"، ولو كان محرما مشتتا للأسر...
يساريون متخندقون مع طرح الظاهرة من منطلق انتقامي صراعي مع من هم متأسلمين يقودون الحكومة أولا، ومن منطلق آخر يحذوهم ويحفزهم الكبت الجنسي المتأصل في دماغهم ثانيا، فأفهموا الحرية لمن لا يفهما على أنها تدخين، جنس وانفلات من قيود مفروضة بضمان صبيب عهر مقرون بنضال عربوقومجي اغترابي..
نبيل عيوش، مخرج مشهود له، مشكور على طرح الموضوع لأنه عرى على كل العورات، يسراوية، يمناوية، ثقافوية، مخزانوية، مؤسساتوية وخائنية، حتى عورته هو عرى عنها ولم يخفيها.
فيلم حصل على تمويل يعد بالملايين من المركز السينمائي المغربي، قرأت في تعليق ما على الفايس بوك، الفيلم الذي شارك به في مهرجان "كان" الدولي تحت إسم "الزين لي فيك"، أنه وصل 600 مليون كي يصور لنا عاهرات يرقصن في علب الليل في فيلم، حسب نفس التعليق...
فلا نبيل عيوش تطرق لأصل المشكل الحقيقي المتأصل في فكر ثقافي مشرقي دخيل يلخص الأنثى والمرأة في جنس ومتعة، مدعومة بنصوص دينية وتراثوية بدوية وهابية، وثقافوية قومجية عروبية، وحتى تاريخية جعلت من الفتح الغزو من نسائنا سبايا بمعايير جمالية لا توصف إلا من طرف خليفة مسلم، وما تبقى بيع في سوق النخاسة بدراهم معدودة، ومن حينها لخصونا في تزويدهم باللحم البشري الطري السهل السائغ لقمته..
بإمكانيات نبيل عيوش، المادية، التي لا أدري كيف يحصل عليها وعلى كل الدعم من المركز السينمائي المغربي، وتجربته في الإخراج السينمائي الكبيرة، كان من الممكن أن يسلط الضوء على مشكلاتنا الحقيقية، من منطلقات تاريخية، دينية، فكرية، اقتصادية، اجتماعية وسياسية...
العهر مشكلة عامة، فلا يجب أن نختصرها في شريحة معينة فقط، قد تكون مدفوعة لها دفعا تحت ظروف اجتماعية واقتصادية قاسية خطيرة تغلفها جهل عميق بالحرية والحقوق، فمفهوم الحرية يختفي عندما لا يكون الفعل بمحض إرادة واختيار حر وواع. بخلاف باقي كل العهارات التي تفشت في كل الشرائح، حتى صرنا نتحدث عن عهر ثقافي، عهر اقتصادي، عهر سياسي حزبي، عهر يمناوي يسراوي، عهر حقوقي، عهر نقابي، عهر مجمع مدني، عهر مؤسساتي، عهر تربوي، عهر فني، عهر خائن، وحتى عهر ديني. الكل فضت بكارته.. والكل تعهر والحمد لله. هذا ما أسميه بمساواة في عهر. وقد صدقت لبنى أبيدار، في شيئ واحد فقط، في برنامج حواري لما قالت "هذا هو الواقع المغربي".
جدال محتد عن العهر..تجاذبات بين أطراف، تخندقت بين من مع ومن ضد، تؤطرها خلفيات بذات العهر المتأصل في كل مناحي الحياة العامة ترعاها قوى خفية ظاهرة، ولو تدثرت بالعفة والعفاف، أو تسربلت بغطاء حقوقي حداثي يغترف من الحرية الفردية...
مناسبة الظاهرة/العهر مهرجان "كان" الذي شارك فيه المخرج نبيل عيوش بفيلم "الزين لي فيك"، بطولة لبنى أبيدار. يحكي قصة شريحة من مجتمع متمغرب مغترب تعيش من عرق ما بين فخذيها.. الكل يتمعش من الظاهرة، من جهات مسؤولة توفر تراخيص للأمكنة المخصصة لها في عدة مدن استراتيجية، وتراخيص أخر لاستيراد المشروب الروحي لتسهيل العملية/البيزنيس في اللحم الأخضر الطري والشهي.. سلطات ترعى الأمن والأمان لجميع الأطراف، الفاعلة في والمفعول بها في المجال، ولا ضير في بعض الإبتزاز لجميع الأطراف لمراكمة ثروات غير مشروعة..المتأسلمين يطبقون قاعدة "الفتنة نائمة لعن الله من أيقضها" ليريحوا أنفسهم من مشاكل عدة قد يجرها عليهم الموضوع، وإن كان مشروعهم السياسي وبرنامجهم الإنتخابي وعد بالكثير في مجال محاربة الفساد، بشتى أشكاله، وكم من معركة خاضوا ضد مشروع إدماج المرأة في التنمية سابقا، واليوم.. اليوم هم في السلطة، يمسكون بزمام الأمور، فلا هم حاربوا الفساد، بل ابتدعوا "عفى الله عما سلف"، ولا هم خلقوا مشاريع حقيقية لإنقاذ البلاد من نتائج ساهموا فيها جميعا متأسلمين، يساريين وخونة متمخزنين، فلا تنمية بشرية ولا حجرية ولا هم يحزنون.. يبدعون جميعهم شعارات رنانة جوفاء لا تسمن ولا تغني من جوع، بل هي تسمم فقط، بل تعداه الإسلامويين إلى إعطاء دروس في الحب "غير الشروع" علنا داخل الفريق الحكومي، ومن شيوخ، فلا هم شباب طائش نعذرهم، ولا هم مراهقين يحركهم تغير هرموني طارئ، بل أفهمونا كيف هم "الطيبون للطيبات"، ولو كان محرما مشتتا للأسر...
يساريون متخندقون مع طرح الظاهرة من منطلق انتقامي صراعي مع من هم متأسلمين يقودون الحكومة أولا، ومن منطلق آخر يحذوهم ويحفزهم الكبت الجنسي المتأصل في دماغهم ثانيا، فأفهموا الحرية لمن لا يفهما على أنها تدخين، جنس وانفلات من قيود مفروضة بضمان صبيب عهر مقرون بنضال عربوقومجي اغترابي..
نبيل عيوش، مخرج مشهود له، مشكور على طرح الموضوع لأنه عرى على كل العورات، يسراوية، يمناوية، ثقافوية، مخزانوية، مؤسساتوية وخائنية، حتى عورته هو عرى عنها ولم يخفيها.
فيلم حصل على تمويل يعد بالملايين من المركز السينمائي المغربي، قرأت في تعليق ما على الفايس بوك، الفيلم الذي شارك به في مهرجان "كان" الدولي تحت إسم "الزين لي فيك"، أنه وصل 600 مليون كي يصور لنا عاهرات يرقصن في علب الليل في فيلم، حسب نفس التعليق...
فلا نبيل عيوش تطرق لأصل المشكل الحقيقي المتأصل في فكر ثقافي مشرقي دخيل يلخص الأنثى والمرأة في جنس ومتعة، مدعومة بنصوص دينية وتراثوية بدوية وهابية، وثقافوية قومجية عروبية، وحتى تاريخية جعلت من الفتح الغزو من نسائنا سبايا بمعايير جمالية لا توصف إلا من طرف خليفة مسلم، وما تبقى بيع في سوق النخاسة بدراهم معدودة، ومن حينها لخصونا في تزويدهم باللحم البشري الطري السهل السائغ لقمته..
بإمكانيات نبيل عيوش، المادية، التي لا أدري كيف يحصل عليها وعلى كل الدعم من المركز السينمائي المغربي، وتجربته في الإخراج السينمائي الكبيرة، كان من الممكن أن يسلط الضوء على مشكلاتنا الحقيقية، من منطلقات تاريخية، دينية، فكرية، اقتصادية، اجتماعية وسياسية...
العهر مشكلة عامة، فلا يجب أن نختصرها في شريحة معينة فقط، قد تكون مدفوعة لها دفعا تحت ظروف اجتماعية واقتصادية قاسية خطيرة تغلفها جهل عميق بالحرية والحقوق، فمفهوم الحرية يختفي عندما لا يكون الفعل بمحض إرادة واختيار حر وواع. بخلاف باقي كل العهارات التي تفشت في كل الشرائح، حتى صرنا نتحدث عن عهر ثقافي، عهر اقتصادي، عهر سياسي حزبي، عهر يمناوي يسراوي، عهر حقوقي، عهر نقابي، عهر مجمع مدني، عهر مؤسساتي، عهر تربوي، عهر فني، عهر خائن، وحتى عهر ديني. الكل فضت بكارته.. والكل تعهر والحمد لله. هذا ما أسميه بمساواة في عهر. وقد صدقت لبنى أبيدار، في شيئ واحد فقط، في برنامج حواري لما قالت "هذا هو الواقع المغربي".