المزيد من الأخبار






حزب التقدم والإشتراكية بالناظور مائدة مستديرة حول المشاريع التنموية بإقليم الناظور وهذا موعدها


حزب التقدم والإشتراكية بالناظور مائدة مستديرة حول المشاريع التنموية بإقليم الناظور وهذا موعدها
ناظورسيتي: متابعة

ينظم حزب التقدم والإشتراكية بالناظور، مائدة المستديرة حول المشاريع التنموية بإقليم الناظور يوم الثلاثاء 11 مارس 2025 على الساعة التاسعة ليلاً بعد صلاة التراويح، بقاعة مكتبة المركب الثقافي، بمشاركة الدكتور عماد أبركان والدكتور محمد بولعيون. وتهدف هذه المائدة إلى مناقشة واقع وآفاق التنمية في الإقليم، من خلال استعراض المشاريع الكبرى المنجزة وتسليط الضوء على التحديات التي تعيق تحقيق التنمية المستدامة.

السياق العام

شهد إقليم الناظور في السنوات الأخيرة انطلاقة تنموية مهمة بفضل المبادرات الملكية والتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي تجسدت في مجموعة من المشاريع الاستراتيجية الكبرى. من بين هذه المشاريع، ميناء الناظور غرب المتوسط، توسيع المطار الدولي الناظور العروي، والمشروع السياحي والإيكولوجي لمارتشيكا، والتي تهدف إلى تعزيز البنية التحتية للإقليم وتحقيق قفزة اقتصادية نوعية. إلى جانب ذلك، تم إطلاق عدة برامج لمحاربة الهشاشة والفقر، سعيًا لتحسين الظروف المعيشية للسكان.

ورغم هذه الجهود، لا يزال هناك تفاوت كبير بين ما تحقق وما تطمح إليه ساكنة الإقليم. فالتحديات القائمة، سواء الاقتصادية أو الاجتماعية، تتطلب اعتماد "استراتيجية تنموية شاملة ومتكاملة" تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات المنطقة واحتياجاتها، من أجل تحقيق تنمية مستدامة تلبي تطلعات المواطنين.

التحديات التنموية في الإقليم

يواجه إقليم الناظور مجموعة من التحديات التي تعرقل مساره التنموي. من بين أبرز هذه التحديات، انتشار الاقتصاد غير المهيكل الذي يحد من الاستثمارات الرسمية ويؤثر على استقرار الأسواق المحلية. كما تعاني المنطقة من مضاربات عقارية تؤدي إلى استنزاف الموارد العقارية وإضعاف القدرة على تخطيط حضري متوازن. بالإضافة إلى ذلك، يظل غياب مرافق حيوية مثل المستشفيات والمدارس العليا والمناطق الصناعية من العوامل التي تحد من تحقيق قفزة نوعية في مستوى التنمية المحلية.

يُضاف إلى هذه العوائق، التوسع العمراني غير المنظم، والذي أدى إلى ظهور أحياء ناقصة التجهيز، مما يزيد من تعقيد المشهد التنموي. كما أن ندرة المياه وتراجع حقينة السدود يمثلان تهديدًا حقيقيًا للأمن المائي في الإقليم، وهو ما يتطلب حلولًا مبتكرة ومستدامة. أما المشاريع التنموية التي تم إطلاقها، فإن بطء تنفيذها أو تعثرها يحول دون تحقيق الأهداف المرجوة منها، مما يستوجب متابعة دقيقة وتسريع وتيرة الإنجاز.

المشاريع المتعثرة أو المتأخرة في التنفيذ

رغم الطموحات الكبيرة التي رافقت إطلاق العديد من المشاريع التنموية في الإقليم، إلا أن بعضها لم يرَ النور بالوتيرة المطلوبة، ما يطرح تساؤلات حول أسباب هذا التأخر. من بين هذه المشاريع، ملعب الناظور الكبير، محطة تحلية مياه البحر، التي كان من المفترض أن تعزز البنية التحتية وتوفر فرصًا اقتصادية جديدة.

كذلك، يشهد مشروع المستشفى الإقليمي والمدينة الصحية بسلوان تأخيرًا ملحوظًا، وهو ما ينعكس سلبًا على جودة الخدمات الصحية في المنطقة. في الجانب التنموي والنقل، لا يزال مشروع الترامواي الناظور – العروي والمشاريع المرتبطة بتطوير المحطات البحرية والطرقية في طور الانتظار، رغم أهميتها في تحسين التنقل وتعزيز الربط اللوجستيكي للإقليم.

أما على المستوى البيئي والسياحي، فإن مشاريع منتزه الطيور، مدينة البحرين السياحية، ومحطة تصفية المياه العادمة تواجه تحديات تعرقل تنفيذها. كما أن تأهيل شارع محمد الخامس وإنشاء مناطق صناعية جديدة يواجهان عراقيل تتطلب حلولًا عاجلة لضمان استفادة الإقليم من الإمكانات المتاحة له.

محاور النقاش المطروحة

ستتناول المائدة المستديرة مجموعة من المحاور الجوهرية التي تهدف إلى تسليط الضوء على الوضع التنموي في الإقليم وإيجاد حلول عملية للقضايا العالقة. أحد الأسئلة الرئيسية المطروحة هو كيفية تحقيق توازن بين تطلعات السكان والتحديات التنموية، بما يضمن استفادة الجميع من المشاريع القائمة وتحقيق نهضة اقتصادية واجتماعية شاملة.

كما سيتم التركيز على العوامل التي تعيق التنمية في الإقليم، والبحث عن حلول مستدامة لتجاوزها. من بين هذه العوامل، نقص التمويل، غياب التحفيز الاستثماري، والتحديات الإدارية والتنظيمية التي تواجه المشاريع التنموية. فهل يمكن تجاوز هذه العقبات عبر نموذج تنموي جديد أكثر تكاملًا وفعالية؟

في السياق نفسه، سيتم مناقشة كيفية توظيف المؤهلات الطبيعية والبشرية للإقليم في تعزيز التنمية. فالناظور يتميز بموقع جغرافي استراتيجي على البحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى موارده الطبيعية المتنوعة، مما يجعله مؤهلًا ليكون قطبًا اقتصاديًا وسياحيًا هامًا. فكيف يمكن استثمار هذه العوامل بشكل أمثل لتحقيق تنمية مستدامة؟

ومن بين المحاور المهمة أيضًا، أسباب تعثر بعض المشاريع التنموية وسبل معالجتها، حيث ستتم مساءلة الجهات المعنية حول المسؤوليات الواقعة عليها، ومدى وجود إرادة سياسية قوية لتجاوز العقبات التي تحول دون إنجاز المشاريع في آجالها المحددة.

نحو رؤية تنموية مستدامة

تهدف هذه المائدة المستديرة إلى بلورة توصيات عملية لتعزيز التنمية في إقليم الناظور، من خلال اقتراح سياسات واستراتيجيات أكثر فعالية لتحقيق التقدم المنشود. كما تسعى إلى تحفيز الفاعلين المحليين والوطنيين على تحمل مسؤولياتهم لضمان تنفيذ المشاريع المتأخرة، وتسريع وتيرة إنجاز المشاريع المستقبلية بما يحقق التنمية الشاملة والمستدامة.

وفي هذا السياق، لا بد من التأكيد على أهمية التخطيط الاستراتيجي طويل المدى، والذي يأخذ بعين الاعتبار كافة العوامل المؤثرة في المشهد التنموي، ويضع رؤية واضحة لتحقيق إقلاع اقتصادي حقيقي. كما نسجل بإيجابية المبادرات التي يقوم بها عامل إقليم الناظور منذ تعيينه، ونأمل أن تشكل هذه الجهود نقطة انطلاق نحو مرحلة جديدة من التنمية المتوازنة والناجعة.
482647960-1017760670264305-6278421977319102949-n


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح