مصطفى تلاندين
يمكن لي أن أبدأ هذا الموضوع الحساس الخطير بطرح السؤال التالي:
هل قدر أي جمعية تلد في هذه المدينة السعيدة هو الوأد والإعدام قبل أن تستوي على سوقها؟ ولماذا يا ترى؟ وأين تكمن الأسباب وراء ذلك؟
لقد عنت لي هذه الأسئلة بينما كنت أتأمل في حسرة وأسف وأسى الواقع المرير والمهزوم للعمل الجمعوي داخل مدينة الناظور، فكررت مع ناصح قوم ياسين الوارد ذكره في القرآن العظيم، وهو الذي نصح قومه حيا وميتا قائلا لهم '' يا ليت قومي يعلمون..." فقلت بدوري : يا ليت قومي يعلمون بما آل إليه تشتتهم وتفرقهم وتعصبهم وتشاحنهم، وأنتم تستحضرون قول الشاعر : تأبى الرماح إذا اجتمعن تفرقا.....وإذا تفرقت تكسرت أحادا.
وكلما ظهر بصيص أمل في تغيير ما أو تقدم إلى الأمام أو إصلاح في الأوضاع أو اجتماع على الخير، فاستبشر به القاصي والداني من سكان هذه المدينة وهذا الإقليم، إلا وتكسرت هذه الآمال والأحلام والأماني على صخرة الواقع الصلبة فاستيقظنا على مزيد من التشتت والتفرق والإحن والشحناء والبغضاء والتحاسد وكلها من أمراض القلوب التي حذرنا منها كتاب الله تعالى وكلام الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم في أحاديث شتى لا تعد ولا تحصى.
ومما أثلج صدورنا في الآونة الأخيرة ظهور جمعيات تدافع على التراث الحضاري لمدينة الناظور بمختلف أنواعه وأشكاله، تهدف إلى حماية التراث من الضياع والتلاشي والاندثار والانقراض، وقد استبشرنا خيرا بذلك خصوصا بعد أن قطعت أشواطا مهمة ولابأس بها من هذه المهمة النبيلة والإنسانية العظيمة، حتى كانت قاب قوسين أو أدنى على قطف جهودها المضنية، فإذا بها تفاجئنا بالغياب المفاجيء عن الساحة وبذلك صح أن نقول عنها إنها قد ولدت ميتة، أو أنها ماتت قبل أن تولد، أن أنها أجهضت ووئدت كما تجهض وتوأد كثير من الأحلام الجميلة والآمال النبيلة والرائعة في بلدي العزيز " وإذا الموؤودة سئلت بأي ذنب قتلت".
ويبدو لي أن هناك أسباب كثيرة ومتعددة لهذا التراجع الخطير الذي وقع مؤخرا في صفوف الجمعية التي ولدت حديثا من أجل حماية المعلمة الحضارية المتميزة بمدينة الناظور ألا وهو النادي البحري المشهور عند الجمهور الناظوري باسم "كلوب". وعلى كل حال يمكننا أن نقسم هذه الأسباب إلى قسمين: أولا أسباب داخلية ترجع إلى هؤلاء المتطوعين أنفسهم الذين لم يسووا خلافاتهم بما فيه الكفاية، ولم يتعالوا على لغة الشوفينية الضيقة والحسابات الشخصية مع أننا لا ننكر الزخم القوي الذي دخلوا به والشجاعة الكافية التي تحلوا بها والجرأة على المواجهة أثناء تنفيذ الاعتصام داخل المعلمة الحضارية وما رافق ذلك من تشنجات ومصادمات. 2 _ أسباب خارجية وترجع إلى كثرة المتدخلين في هذا الموضوع الحساس والشأن الاجتماعي العام والهام.
إننا بحاجة إلى حراك اجتماعي يعيد للجمعيات دورها بعيدا عن التدخلات الخارجية ولغة الحسابات الضيقة وتغليب المصلحة العليا والاجتماعية لمدينة الناظور ونكران الذات والأهم من هذا أن يتحلى المنتسبون للجمعيات بالأخلاق الكافية التي تجعلهم يتواصلون فيما بينهم ويقدمون تنازلات لبعضهم البعض وأن يتعاملوا بالمرونة اللازمة والليونة وخفض الجانب بعيدا عن الخشونة واللغة الخشبية. وهذا من شأنه أن يحقق تواصلا جيدا حتى مع الطرف الآخر الذي هو السلطة لأن السلطة ليست كلها شرور ومساوئ بل هناك الكثير من العقلاء والنبهاء والحكماء وذوي الألباب والعقول المتبصرة حتى من داخل السلطات.
وعلينا أن نسعى لتحقيق تواصل جيد مع هاؤلاء جميعا خدمة للصالح العام وبطريقة الحكمة والحنكة والموعظة الحسنة والكلمة الطيبة التي تجد طريقها بكل سهولة إلى النفوس فتدخل على القلوب بردا وسلاما بدون استئذان "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ"
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل .
يمكن لي أن أبدأ هذا الموضوع الحساس الخطير بطرح السؤال التالي:
هل قدر أي جمعية تلد في هذه المدينة السعيدة هو الوأد والإعدام قبل أن تستوي على سوقها؟ ولماذا يا ترى؟ وأين تكمن الأسباب وراء ذلك؟
لقد عنت لي هذه الأسئلة بينما كنت أتأمل في حسرة وأسف وأسى الواقع المرير والمهزوم للعمل الجمعوي داخل مدينة الناظور، فكررت مع ناصح قوم ياسين الوارد ذكره في القرآن العظيم، وهو الذي نصح قومه حيا وميتا قائلا لهم '' يا ليت قومي يعلمون..." فقلت بدوري : يا ليت قومي يعلمون بما آل إليه تشتتهم وتفرقهم وتعصبهم وتشاحنهم، وأنتم تستحضرون قول الشاعر : تأبى الرماح إذا اجتمعن تفرقا.....وإذا تفرقت تكسرت أحادا.
وكلما ظهر بصيص أمل في تغيير ما أو تقدم إلى الأمام أو إصلاح في الأوضاع أو اجتماع على الخير، فاستبشر به القاصي والداني من سكان هذه المدينة وهذا الإقليم، إلا وتكسرت هذه الآمال والأحلام والأماني على صخرة الواقع الصلبة فاستيقظنا على مزيد من التشتت والتفرق والإحن والشحناء والبغضاء والتحاسد وكلها من أمراض القلوب التي حذرنا منها كتاب الله تعالى وكلام الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم في أحاديث شتى لا تعد ولا تحصى.
ومما أثلج صدورنا في الآونة الأخيرة ظهور جمعيات تدافع على التراث الحضاري لمدينة الناظور بمختلف أنواعه وأشكاله، تهدف إلى حماية التراث من الضياع والتلاشي والاندثار والانقراض، وقد استبشرنا خيرا بذلك خصوصا بعد أن قطعت أشواطا مهمة ولابأس بها من هذه المهمة النبيلة والإنسانية العظيمة، حتى كانت قاب قوسين أو أدنى على قطف جهودها المضنية، فإذا بها تفاجئنا بالغياب المفاجيء عن الساحة وبذلك صح أن نقول عنها إنها قد ولدت ميتة، أو أنها ماتت قبل أن تولد، أن أنها أجهضت ووئدت كما تجهض وتوأد كثير من الأحلام الجميلة والآمال النبيلة والرائعة في بلدي العزيز " وإذا الموؤودة سئلت بأي ذنب قتلت".
ويبدو لي أن هناك أسباب كثيرة ومتعددة لهذا التراجع الخطير الذي وقع مؤخرا في صفوف الجمعية التي ولدت حديثا من أجل حماية المعلمة الحضارية المتميزة بمدينة الناظور ألا وهو النادي البحري المشهور عند الجمهور الناظوري باسم "كلوب". وعلى كل حال يمكننا أن نقسم هذه الأسباب إلى قسمين: أولا أسباب داخلية ترجع إلى هؤلاء المتطوعين أنفسهم الذين لم يسووا خلافاتهم بما فيه الكفاية، ولم يتعالوا على لغة الشوفينية الضيقة والحسابات الشخصية مع أننا لا ننكر الزخم القوي الذي دخلوا به والشجاعة الكافية التي تحلوا بها والجرأة على المواجهة أثناء تنفيذ الاعتصام داخل المعلمة الحضارية وما رافق ذلك من تشنجات ومصادمات. 2 _ أسباب خارجية وترجع إلى كثرة المتدخلين في هذا الموضوع الحساس والشأن الاجتماعي العام والهام.
إننا بحاجة إلى حراك اجتماعي يعيد للجمعيات دورها بعيدا عن التدخلات الخارجية ولغة الحسابات الضيقة وتغليب المصلحة العليا والاجتماعية لمدينة الناظور ونكران الذات والأهم من هذا أن يتحلى المنتسبون للجمعيات بالأخلاق الكافية التي تجعلهم يتواصلون فيما بينهم ويقدمون تنازلات لبعضهم البعض وأن يتعاملوا بالمرونة اللازمة والليونة وخفض الجانب بعيدا عن الخشونة واللغة الخشبية. وهذا من شأنه أن يحقق تواصلا جيدا حتى مع الطرف الآخر الذي هو السلطة لأن السلطة ليست كلها شرور ومساوئ بل هناك الكثير من العقلاء والنبهاء والحكماء وذوي الألباب والعقول المتبصرة حتى من داخل السلطات.
وعلينا أن نسعى لتحقيق تواصل جيد مع هاؤلاء جميعا خدمة للصالح العام وبطريقة الحكمة والحنكة والموعظة الحسنة والكلمة الطيبة التي تجد طريقها بكل سهولة إلى النفوس فتدخل على القلوب بردا وسلاما بدون استئذان "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ"
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل .