الهادي بيباح
تداول رواد المواقع الإلكترونية والإجتماعية أواخر الأسبوع الماضي وبداية الأسبوع الجاري شريطا صوتيا لخطيب مسجد "إجارايا" بجماعة ثازغين بإقليم الدريوش منشور على موقع "إسلام إينو" بما يحمله من سب وشتم وتحريض على القتل طيلة أزيد من نصف ساعة في حق أحد شباب المنطقة المتواجد بالديار الألمانية والناشط بكتاباته على صفحات مجموعة من المواقع الإلكترونية بمنطقة الريف.
الخطبة التي كانت بعنوان "ردا على يوبا ثازغين الملحد" يوم الجمعة ثامن ماي الجاري جاءت مليئة بمصطلحات القذف والتجريح والحقد والتحريض من قبل الخطيب في حق جابر الغديوي الملقب "بيوبا" المتواجد بمدينة دوزلدورف الألمانية بعد نشره مؤخرا مقالا يقارن فيه بين ما تعيشه أوربا من نظام و ديموقراطية بعد تخلصها من المسحية المتسلطة مباشرة بعد قيام الثورة الفرنسية، وبين ما تعيشه بعض الدول الإسلامية من فوضى وتسيب وديكتاتورية بسبب استغلال الدين في الأمور الدنيوية وفي التحكم في السلطة.
خطيب الجمعة لم يكتفي بكيل جملة من التهم والأوصاف القدحية لصاحب مقال الرأي جابر الغديوي من قبيل : الخبيث، اللعين، الشيطان، الزنديق، الكلب، الحمار.. وبأنه باع دينه و عرضه لليهود، بل أنكر على قبيلة ثازغين الشامخة التي وقف رجالها و نساءها بالصمود و التحدي في وجه الاستعمار الإسباني طيلة بداية القرن العشرين، أنكر عليها كل ذلك وانكر عليها دورها التاريخي في كل المجالات وقال : "ما من قبيلة إلا وأنجبت مفكرا أو أديبا أو عالما أو كيميائيا أو رياضيا إلا قبيلة ثازغين فقد أنجبت ملحدا". كما استهزأ بمستوى شهادة الباكالوريا التي قال الخطيب أن صاحب المقال يحوزها و التي لا تمكنه من كتابة مقال بهذا المستوى.
ويبدو أن الخطيب نزل بخطبته من على منبر الجمعة والخارجة عن سياق ما تنهجه السلطات الوصية عن المجال الديني والروحي للمغاربة –نزل- عند رغبة بعض المتشددين بالمنطقة الذين زودوه بنسخ من مقال المعني بالأمر المنشور بالمواقع الإلكترونية و بصورة له التي أشهرها في وجه المصلين.
وفي الوقت الذي يحث فيه ديننا الحنيف على المعاملة بالتي هي أحسن كقوله تعالى : "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ"، وغير ذلك من الآيات التي تبين سماحة الدين الإسلامي و التي تسعى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لتكريسها عن طريق تكوين المرشدين والوعاظ الدينيين المغاربة بل وحتى الأجانب، نجد خطيبنا هذا يتجاوز حدوده ويضرب كل المجهودات الرسمية عرض الحائط ويتبع هواه وعاطفته لتعريض حياة الغديوي وأفراد عائلته القاطنين بتازغين للخطر والانتقام لما تحظى به خطبة الجمعة من مكانة وتقدير بمجتمعاتنا ولدى المجتمعات الإسلامية بصفة عامة.
وبعدما أورد الخطيب بأن جابر سيلقى نفس مصير الفنان الهولندي المقتول علي يد أحد أبناء المنطقة المتواجدين بأوربا، إبتدع مسرحية خيالية أقحم فيها والدة صاحب المقال بقوله : عندما سيعود يوبا رفقة أسرته من ألمانيا وتستقبله أمه فيقول لها لقد جئتك بالإلحاد فتقول ما هذا الإلحاد يا بني أهو إسم لطفلتك؟ يقول لا يا امي الإلحــــــــاد، فتقول أهو إسم لسيارتك؟
ما كان على الخطيب أن يواجه صاحب مقال الرأي الذي لازال في ريعان شبابه و منبهرا بما يتمتع به الشعب الألماني من حرية وحقوق وغيرها من امتيازات، بأن يواجهه بهذه القساوة في التعبير من على منبر رسول الله، بل بأسلوب لين و لطيف يجمع أكثر مما يفرق ويطلب الهداية أكثر مما يهدف للإنتقام لا لشيئ إلا للإختلاف في التحليل والرؤى.
تداول رواد المواقع الإلكترونية والإجتماعية أواخر الأسبوع الماضي وبداية الأسبوع الجاري شريطا صوتيا لخطيب مسجد "إجارايا" بجماعة ثازغين بإقليم الدريوش منشور على موقع "إسلام إينو" بما يحمله من سب وشتم وتحريض على القتل طيلة أزيد من نصف ساعة في حق أحد شباب المنطقة المتواجد بالديار الألمانية والناشط بكتاباته على صفحات مجموعة من المواقع الإلكترونية بمنطقة الريف.
الخطبة التي كانت بعنوان "ردا على يوبا ثازغين الملحد" يوم الجمعة ثامن ماي الجاري جاءت مليئة بمصطلحات القذف والتجريح والحقد والتحريض من قبل الخطيب في حق جابر الغديوي الملقب "بيوبا" المتواجد بمدينة دوزلدورف الألمانية بعد نشره مؤخرا مقالا يقارن فيه بين ما تعيشه أوربا من نظام و ديموقراطية بعد تخلصها من المسحية المتسلطة مباشرة بعد قيام الثورة الفرنسية، وبين ما تعيشه بعض الدول الإسلامية من فوضى وتسيب وديكتاتورية بسبب استغلال الدين في الأمور الدنيوية وفي التحكم في السلطة.
خطيب الجمعة لم يكتفي بكيل جملة من التهم والأوصاف القدحية لصاحب مقال الرأي جابر الغديوي من قبيل : الخبيث، اللعين، الشيطان، الزنديق، الكلب، الحمار.. وبأنه باع دينه و عرضه لليهود، بل أنكر على قبيلة ثازغين الشامخة التي وقف رجالها و نساءها بالصمود و التحدي في وجه الاستعمار الإسباني طيلة بداية القرن العشرين، أنكر عليها كل ذلك وانكر عليها دورها التاريخي في كل المجالات وقال : "ما من قبيلة إلا وأنجبت مفكرا أو أديبا أو عالما أو كيميائيا أو رياضيا إلا قبيلة ثازغين فقد أنجبت ملحدا". كما استهزأ بمستوى شهادة الباكالوريا التي قال الخطيب أن صاحب المقال يحوزها و التي لا تمكنه من كتابة مقال بهذا المستوى.
ويبدو أن الخطيب نزل بخطبته من على منبر الجمعة والخارجة عن سياق ما تنهجه السلطات الوصية عن المجال الديني والروحي للمغاربة –نزل- عند رغبة بعض المتشددين بالمنطقة الذين زودوه بنسخ من مقال المعني بالأمر المنشور بالمواقع الإلكترونية و بصورة له التي أشهرها في وجه المصلين.
وفي الوقت الذي يحث فيه ديننا الحنيف على المعاملة بالتي هي أحسن كقوله تعالى : "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ"، وغير ذلك من الآيات التي تبين سماحة الدين الإسلامي و التي تسعى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لتكريسها عن طريق تكوين المرشدين والوعاظ الدينيين المغاربة بل وحتى الأجانب، نجد خطيبنا هذا يتجاوز حدوده ويضرب كل المجهودات الرسمية عرض الحائط ويتبع هواه وعاطفته لتعريض حياة الغديوي وأفراد عائلته القاطنين بتازغين للخطر والانتقام لما تحظى به خطبة الجمعة من مكانة وتقدير بمجتمعاتنا ولدى المجتمعات الإسلامية بصفة عامة.
وبعدما أورد الخطيب بأن جابر سيلقى نفس مصير الفنان الهولندي المقتول علي يد أحد أبناء المنطقة المتواجدين بأوربا، إبتدع مسرحية خيالية أقحم فيها والدة صاحب المقال بقوله : عندما سيعود يوبا رفقة أسرته من ألمانيا وتستقبله أمه فيقول لها لقد جئتك بالإلحاد فتقول ما هذا الإلحاد يا بني أهو إسم لطفلتك؟ يقول لا يا امي الإلحــــــــاد، فتقول أهو إسم لسيارتك؟
ما كان على الخطيب أن يواجه صاحب مقال الرأي الذي لازال في ريعان شبابه و منبهرا بما يتمتع به الشعب الألماني من حرية وحقوق وغيرها من امتيازات، بأن يواجهه بهذه القساوة في التعبير من على منبر رسول الله، بل بأسلوب لين و لطيف يجمع أكثر مما يفرق ويطلب الهداية أكثر مما يهدف للإنتقام لا لشيئ إلا للإختلاف في التحليل والرؤى.