عبد العزيز عدا
المجتمعات التي تطمح إلى التطور والازدهار عبر التاريخ تكون نقطة انطلاقها إعادة الاعتبار لتراثها الثقافي وتفتخر به افتخارا، أما نحن في مجتمعنا (الفقير ثقافيا) نعمل جاهدا لطمس جذورنا وهويتنا وثقافتنا ولغتنا حتى يأتي يوما لن نعرف فيه من نحن ومن أين نحن.
تراثنا الثقافي في قبيلة أيت سعيد متنوع وغني بمختلف أنواعه بشقيه المادي المتمثل في منشآت دينية كالمعابد والمقابر والمساجد، ومبان حربية ومدنية مثل الحصون والقصور، والحمامات والمواقع الطبيعية، واللامادي المتمثل أيضا في العادات والتقاليد والمهن والحِرف والطقوس والمعتقدات والمأثور الشفوي والممارسات الشعبية والاحتفالات المختلفة، رغم ما تزخر بها منطقتنا من موروث ثقافي يبقى عرضتا للخطر والاندثار كما حدث بحر هذا الأسبوع لأحدى المعالم التاريخية التي هدمها جهل مسؤولينا بالمنطقة التي تفتقد إلى ثقافة الترميم والحفاظ على جزء من تاريخنا، ويتعلق الأمر بـ "escuela premaria musulman" المدرسة الإبتدائية الإسلامية المحادية لمجموعة مدارس محمد السادس بمركز دار الكبداني، التي شيدت على يد الإستعمار الإسباني، وبعد ذلك أصبحت تابعة لوزارة التربية الوطنية تحت اسم "مدرسة الأمير" إلى حين أضحت مهجورة أدرجت ضمن البنايات المهددة بالانهيار.
جهل مدبري هذه المنطقة جعل هذه النعمة التي انعمنا بها الله من تراث ثقافي تنهشها آلات الهدم والطمس، رغم انها -السلطة القائمة على الشأن المحلي- هي المسؤولة الأولى على صونها وحمايتها وترميمها والحفاظ عليها حتى لا تحرم الأجيال الصاعدة من التعرف عليها والاستفادة منها. ولا أستثني هنا سكوت الجمعيات المحلية عن هذه الجرائم رغم ان دورها الأساسي يكمن في الحفاظ على ماضينا أكثر من حاضرنا. وفي هذا الإطار نص الدستور المغربي في فصليه 05 و 28 على حماية التنوع والتعددية الثقافية والتأكيد على صون التراث الثقافي المادي و اللامادي الوطني.
الحفاظ على التراث الثقافي يعتبر عاملا أساسيا لمواجهة العولمة المتزايدة، وأهمية الحفاظ عليه تتجلى في إحياء التواصل بين الأجيال السابقة والأجيال الصاعدة وذلك عبر نقل المعارف والمهارات من جيل إلى جيل. نأخذ على سبيل المثال "المدرسة الإبتدائية الإسلامية" بجماعة دار الكبداني، التي لم يصبح لها أثر في يومنا هذا على أيادي الغدر التي لا تعطي القيمة الحقيقية لمثل هذه البنايات التاريخية التي تعتبر رمزا من رموز الثقافة التعليمية بالمنطقة، عبرها مرت أجيال تعلمت في حجراتها على يد مدرسين مغاربة وأجانب أصبحت اليوم أطرا في ميادين مختلفة، هذا الجيل يحكي لنا تفاصيل النظام التعليمي الذي كانت تتلقاه في تلك المؤسسة التعليمية، وهذا ما يقصد بإحياء التواصل بين الأجيال من أجل مجتمع متجانس ومتماسك ومتكامل تجعل ماضيها راسخ في ذاكرتنا.
على العموم، من يريد إعادة الاعتبار لمنطقة أيت سعيد فعليه بالنهوض بتراثها الثقافي الغني حتى يعيد لأبناء هذه المنطقة الروح الهوياتي والثقافي ويعيد لها أيضا شهامتها وجمالها المسلوب. فبدون الوعي بالذات لا يمكن أن ننخرط في مسلسل التنمية، يجب علينا أولا أن نفتخر بذواتنا كوننا ننتمي إلى هذه الأرض الطاهرة ونحافظ على ما تبقى من ماضيها الجميل. منطقتنا المهمشة تزخر بموارد طبيعية وثقافية وبشرية مثلها مثل باقي المناطق التي تصنف في المراتب الأولى على مستوى التنمية، نمتلك في منطقتنا كيلومترات من الساحل، نمتلك هكتارات من الغابة، نمتلك معالم تاريخية تتوسل إلينا، نمتلك مواقع أثرية تشكو من أيادي التخريب، نمتلك شباب- كتاب- مبدعين- رياضيين، نمتلك صناعة تقليدية منسية، نمتلك إنسان ضائع في هامش المهمشين، نمتلك موقع جغرافي جميل، لكن لا نمتلك مسؤولين تَغير على ما نملك، إذن فالتحدي الأكبر رغم كل هذه المؤهلات في منطقتنا هو غياب العقل البشري المؤهل والكفء الذي سيعمل على تأهيل المنطقة عبر استغلال مؤهلاتها البشرية، الثقافية والطبيعية.
أيت سعيد تنادي... لمن تنادي يا ترى؟ تنادي على من يتربع على كراسي المسؤولية، تنادي على من يقرر في مصيرها تنادي على من يخطط في محو ثقافتها وهويتها عبر مشاريع تسمى تنموية، تنادي لنا أيضا جميعا. لكن، الكل منا يعلم أين تبدأ مسؤوليته وأين تنتهي، ومن لا يعلم بذلك يطلق عليه اسم البليد، والبليد رفع عنه القلم كما رفع عن أيت سعيد الضائعة.
المجتمعات التي تطمح إلى التطور والازدهار عبر التاريخ تكون نقطة انطلاقها إعادة الاعتبار لتراثها الثقافي وتفتخر به افتخارا، أما نحن في مجتمعنا (الفقير ثقافيا) نعمل جاهدا لطمس جذورنا وهويتنا وثقافتنا ولغتنا حتى يأتي يوما لن نعرف فيه من نحن ومن أين نحن.
تراثنا الثقافي في قبيلة أيت سعيد متنوع وغني بمختلف أنواعه بشقيه المادي المتمثل في منشآت دينية كالمعابد والمقابر والمساجد، ومبان حربية ومدنية مثل الحصون والقصور، والحمامات والمواقع الطبيعية، واللامادي المتمثل أيضا في العادات والتقاليد والمهن والحِرف والطقوس والمعتقدات والمأثور الشفوي والممارسات الشعبية والاحتفالات المختلفة، رغم ما تزخر بها منطقتنا من موروث ثقافي يبقى عرضتا للخطر والاندثار كما حدث بحر هذا الأسبوع لأحدى المعالم التاريخية التي هدمها جهل مسؤولينا بالمنطقة التي تفتقد إلى ثقافة الترميم والحفاظ على جزء من تاريخنا، ويتعلق الأمر بـ "escuela premaria musulman" المدرسة الإبتدائية الإسلامية المحادية لمجموعة مدارس محمد السادس بمركز دار الكبداني، التي شيدت على يد الإستعمار الإسباني، وبعد ذلك أصبحت تابعة لوزارة التربية الوطنية تحت اسم "مدرسة الأمير" إلى حين أضحت مهجورة أدرجت ضمن البنايات المهددة بالانهيار.
جهل مدبري هذه المنطقة جعل هذه النعمة التي انعمنا بها الله من تراث ثقافي تنهشها آلات الهدم والطمس، رغم انها -السلطة القائمة على الشأن المحلي- هي المسؤولة الأولى على صونها وحمايتها وترميمها والحفاظ عليها حتى لا تحرم الأجيال الصاعدة من التعرف عليها والاستفادة منها. ولا أستثني هنا سكوت الجمعيات المحلية عن هذه الجرائم رغم ان دورها الأساسي يكمن في الحفاظ على ماضينا أكثر من حاضرنا. وفي هذا الإطار نص الدستور المغربي في فصليه 05 و 28 على حماية التنوع والتعددية الثقافية والتأكيد على صون التراث الثقافي المادي و اللامادي الوطني.
الحفاظ على التراث الثقافي يعتبر عاملا أساسيا لمواجهة العولمة المتزايدة، وأهمية الحفاظ عليه تتجلى في إحياء التواصل بين الأجيال السابقة والأجيال الصاعدة وذلك عبر نقل المعارف والمهارات من جيل إلى جيل. نأخذ على سبيل المثال "المدرسة الإبتدائية الإسلامية" بجماعة دار الكبداني، التي لم يصبح لها أثر في يومنا هذا على أيادي الغدر التي لا تعطي القيمة الحقيقية لمثل هذه البنايات التاريخية التي تعتبر رمزا من رموز الثقافة التعليمية بالمنطقة، عبرها مرت أجيال تعلمت في حجراتها على يد مدرسين مغاربة وأجانب أصبحت اليوم أطرا في ميادين مختلفة، هذا الجيل يحكي لنا تفاصيل النظام التعليمي الذي كانت تتلقاه في تلك المؤسسة التعليمية، وهذا ما يقصد بإحياء التواصل بين الأجيال من أجل مجتمع متجانس ومتماسك ومتكامل تجعل ماضيها راسخ في ذاكرتنا.
على العموم، من يريد إعادة الاعتبار لمنطقة أيت سعيد فعليه بالنهوض بتراثها الثقافي الغني حتى يعيد لأبناء هذه المنطقة الروح الهوياتي والثقافي ويعيد لها أيضا شهامتها وجمالها المسلوب. فبدون الوعي بالذات لا يمكن أن ننخرط في مسلسل التنمية، يجب علينا أولا أن نفتخر بذواتنا كوننا ننتمي إلى هذه الأرض الطاهرة ونحافظ على ما تبقى من ماضيها الجميل. منطقتنا المهمشة تزخر بموارد طبيعية وثقافية وبشرية مثلها مثل باقي المناطق التي تصنف في المراتب الأولى على مستوى التنمية، نمتلك في منطقتنا كيلومترات من الساحل، نمتلك هكتارات من الغابة، نمتلك معالم تاريخية تتوسل إلينا، نمتلك مواقع أثرية تشكو من أيادي التخريب، نمتلك شباب- كتاب- مبدعين- رياضيين، نمتلك صناعة تقليدية منسية، نمتلك إنسان ضائع في هامش المهمشين، نمتلك موقع جغرافي جميل، لكن لا نمتلك مسؤولين تَغير على ما نملك، إذن فالتحدي الأكبر رغم كل هذه المؤهلات في منطقتنا هو غياب العقل البشري المؤهل والكفء الذي سيعمل على تأهيل المنطقة عبر استغلال مؤهلاتها البشرية، الثقافية والطبيعية.
أيت سعيد تنادي... لمن تنادي يا ترى؟ تنادي على من يتربع على كراسي المسؤولية، تنادي على من يقرر في مصيرها تنادي على من يخطط في محو ثقافتها وهويتها عبر مشاريع تسمى تنموية، تنادي لنا أيضا جميعا. لكن، الكل منا يعلم أين تبدأ مسؤوليته وأين تنتهي، ومن لا يعلم بذلك يطلق عليه اسم البليد، والبليد رفع عنه القلم كما رفع عن أيت سعيد الضائعة.