ناظور سيتي: محمد بوتخريط . فيسبادن/المانيا - الصور : شوقي بوتخريط
الحلم الذي رسمه أهالي أولاد يخلف / كبدانة على ارض الواقع
أولاد يخلف التابع للنفوذ الترابي لجماعة أركمان قيادة كبدانة دائرة لوطا بالناظور، تعتبر من بين أبرز مناطق كبدانة على مستوى البوعلاتيين التي تحققت بها على امتداد السنوات الاخيرة نهضة تنموية يمكن اعتبارها الى حد ما مهمة ومشجعة ، مقارنة مع الجمود الذي كانت تعرفه المنطقة من قبل، ويبرز ذلك من خلال بعض المؤشرات كتوفر الطريق الذي تم تهيئته واصلاحه. الى جانب التنوير المنزلي من خلال تزويد المنطقة بالطاقة الكهربائية .
لكن الاشكال الذي يؤرق ساكنة هذه المنطقة الحالمة، هو صعوبة تزودهم بالماء الصالح للشرب وذلك على مستوى التجمع السكني اولاد يخلف حيث يذوق الاهالي هناك الويلات في الحصول على الماء لندرته اولا و كذلك من خلال تنقلهم احيانا بل و بشكل شبه يومي في رحلات محفوفة بالمخاطر وخاصة بالنسبة للأطفال الذين يتم إرسالهم لجلب الماء على متن الدواب. وكيف لا يكون في الوضع معاناة والحال أن الماء أساس وشريان الحياة واستحقاق بشري أكيد.
وإيماناً من جمعية اولاد يخلف للتنمية التي أخذت على عاتقها خلال الأعوام السابقة مهمة المساهمة في تحسين وتطوير وبناء المنطقة، برسالتها الهادفة أساسا إلى خدمة المنطقة حسب اولويات احتياجاتها ، وحيث الحاجة أكيدة وماسة في إلحاق المنطقة بركب التنمية وكون ذات الامور تتطلب التعجيل لإيجاد حلول لها. كان موضوع تزويد المنطقة بالماء الصالح للشرب من النقاط الاولى المدرجة بجدول أعمال جمعها العام العادي لهذه الدورة .
وفي خضم هذا الموضوع كما في إطار عملياتها التواصلية عقدت الجمعية ، أمس السبت 25 ابريل 2015، على الساعة السادسة مساء جمعها العام العادي بقاعة الاجتماعات التابعة لمسجد التوحيد بمدينة فيسبادن الالمانية ، بحضور عدد من أعضاء ومنخرطي الجمعية، و عدد من الفعاليات واهالي اولاد يخلف المتواجدين بالخارج .
وقد تضمن جدول أعمال الجمع العام النقاط التالية : عرض التصور العام للجمعية، مناقشة المشروع الثاني للجمعية المتضمن لتزويد الدوار بالماء الصالح للشرب، تلاوة التقريرين الادبي والمالي والمصادقة عليهما.
في البداية افتتح الاجتماع بآيات بينات من الذكر الحكيم ، تلت بعد ذلك مداخلات أعضاء الجمعية الذين تولوا مهمة التحضير لهذا الجمع بمساهمة بعض المنخرطين، حيث تناول الكلمة في البداية السيد عبدالله عمروش رئيس الجمعية، مرحبا من خلالها بالحضور الكريم، وشكر الجميع على تلبية الدعوة و تأكيد حضورهم في هذا اللقاء الهام .و مشيرا الى اهمية انعقاد مثل هذا الجمع وحضور مثل هذه الجموع وإشراك كافة المنخرطين من ساكنة اولاد يخلف عامة .
وتمت خلال الكلمة مناقشة برنامج عمل الجمعية خلال سنة 2014، والذي تم تحديده في لقاء تواصلي سابق، وتم التذكير في هذا الصدد بجملة من اللقاءات والاجتماعات التي عقدت خلال السنة ، كما تم استعراض بعض الفعاليات التي تم التواصل معها والتي أبدت تجندها للانخراط في إنجاح هذه المبادرة..ذلك بعقد علاقات شراكة مع جمعيات أخرى تشتغل في نفس المجال تعمل في إطار شبكات تنسيقية ..متواجد مقراتها بالخارج منها جمعيات لدواوير مجاورة كالزاوية وأيلمام ...
كما تم التطرق إلى منهج الجمعية وطريقة عملها في جمع شمل اهل اولاد يخلف واشراكهم في عملية تنمية المنطقة ، كما تم البحث والتفكير في إيجاد سبل الدعم المالي حتى تتمكن الجمعية من السير قدما نحو تحقيق متطلبات المنطقة وتمكين الأعضاء من القيام بمهامهم وتسهيل تعاملهم مع المشاريع المستقبلية.
وانتقل الحضور بعد ذلك إلى الاستماع للاطار العام للجمعية ، حيث تم استحضار جملة من المعطيات والأسباب الداعية إلى خلق الجمعية وفي مقدمتها القضايا والتحديات التنموية التي تواجهها المنطقة في مختلف المستويات .
وقد تركزت المداخلات بعد ذلك على مناقشة مختلف النقاط المقترحة والمتناولة وتم التركيز على ضرورة أجرأة الخطوات الكفيلة بتحقيق غايات وأهداف الجمعية .
واستعرض بعد ذلك ذات المتحدث خلال كلمته أهم مشاريع الجمعية وعلى رأسها مشروع اصلاح الطريق والذي أعاد الحياة للمنطقة برمتها، وقد نوه و"بتحفض شديد" بالمساهمة والدعم الكبير الذي قدمته الساكنة في هذا الإطار وقدم لها الشكر والامتنان باسمه ونيابة عن كافة اولاد يخلف. كما ذكر بباقي الأوراش الأخرى التي انخرطت فيها الجمعية من قبيل مساعدة التلاميذ خلال الموسم الدراسي ، ومشروع إصلاح الطريق ، بالإضافة إلى انطلاق مشروع إصلاح وتوسيع آبار المياه .
وتناول الكلمة بعد ذلك سعد الدين فائز نائب الرئيس الذي خص تدخله للحديث عن مشروع تزويد المنطقة بالماء الصالح للشرب.عن طريق القنوات التي بالامكان إحداثها في شكل خزان اوشبكة مائية (بوسيطو) يتم من خلالها وعبرها ربط المنطقة بالنقاط المائية (الآبار). وتوزيع صنابير المياة ( السقايات) على طول الطريق الرابطة بين( الخزان) والدواوير عبر طريق (حذيفة) و (السرير) .
المشروع الذي قال عنه المحدث انه راود الجمعية و معها كل ساكنة اولاد يخلف كثيرا بعد انجاز مشروع الطريق في الموسم الجمعوي الأول، رغم العلم المسبق بضخامة تكاليفه المادية التي يتطلبها الانجاز ، إلا أن ذلك لم يحد أبدا من طموحات الجمعية المتمثلة أساسا في إخراج هذا المشروع إلى حيز الوجود ، يضيف المتحدث ذاته. مشيرا ومنوها كذلك في هذا المجال بالمساهمة والعمل الذي تقدمه جمعية أولاد يخلف للتنمية الاجتماعية المتواجد مقرها بالمغرب (كبدانة) التي سبق و تقدمت بطلب تمويل المشروع في إطار برنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والذي تم قبوله ، الامر الذي سيخفف كثيرا من عبئ تكاليف المشروع ، فضلا عن مناخ الارتياح الذي خلقته المبادرة بمساهمتها المادية في مشروع خزان المياه المزمع إنشاءه بمبلغ 128 الف درهم وكذلك حجم الرهانات المعقودة عليها للنهوض بالتنمية الشاملة للمنطقة.
في هذا الاطار تناول ذات المتحدث بالشرح والتوضيح الزيارة الميدانية لجمعية أولاد يخلف للتنمية الاجتماعية لمنطقة الآبار المعروفة لدى الساكنة باسم (آنو) وذلك في افق إنجاز دراسة لمشروع بناء الخزان . ذلك تنفيذا لمقتضيات مساطر المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، حيث عبأت الجمعية إمكانياتها المتواضعة، وبتعاون مع مهندس مختص من أجل تنفيذ برنامج دقيق ومتنوع، يهدف أساسا إلى إنجاز دراسة شاملة للمشروع . حيث عبر ذات المهندس عن يقينه في القدرة على ايجاد حلول لاشكالية التشكيلة التضاريسية في المنطقة موضحا ان انجاز الدراسة سيمكن من تحديد كلفة المشروع وتركيبته التقنية والمالية .حيث تشير الحسابات الأولية للمشروع الى تكلفة ما يناهز 40 الى 50 مليون سيكلفها المشروع. وهو تقريبا نفس التكلفة التي عرفها مشروع اصلاح وتهيئة الطريق.
وحيث أن المدة الزمنية التي تلزم ذلك قد تطول شيئا ما -يضيف المتحدث ذاته- وحيث تعاني جل الساكنة بهده المطقة من ندرة المياه خاصة مع اقتراب فصل الصيف وضعف الصبيب والانقطاعات المتكررة تقرر البحث عن حلول استثنائية استعجالية بغرض الزيادة في حجم الصبيب خاصة ان الساكنة تشتكي من ضعف صبيب المياه الحالي فتم إعادة حفر الأبار التي كانت تملؤها الاتربة والاحجار .. كانت الآبار شبه مطمورة ومنذ سنوات .
حيث اعترى فريق العمل هناك العديد من التحديات أثناء عمله كان أهمها كمية الأتربة والأحجار الساقطة في البئر، ناهيك عن كميات الوحل. وكذا لطبيعة الآبار والمنطقة المحيطة بها. وبدأ فعلا العمل بإخراج كمي الأتربة والصخور التي جرفتها المياه إلى البئر. فلم تكن هذه العملية بتلك السهولة حيث واجه الفريق عدة عقبات أثناء تأديته لعمله أهمها عدم استعداد بعض ساكنة اولاد يخلف في المساهمة في ذات العملية .
ولم يغفل ذات المتحدث كما رئيس الجمعية وآخرون الاشارة الى تقاعس وتكاسل بعض ساكنة اولاد يخلف وعدم تلبيتهم لنداءات الجمعيتين المكلفتين بتدبير المشاريع هناك من اجل العمل والمساهمة في بعض الاشغال التي تتطلبها ذات المشاريع كالمشاركة ( على سبيل المثال وليس الحصر ) في عمليات "ثويزا" التي نادت اليها الجمعيتين السالفتي الذكر. وموجها في ذات الوقت نداءا الى الساكنة من اجل العمل والمساهمة من اجل تسهيل عمليات المشاريع المزمع تنفيذها بالنمطقة. وبالتالي تثمين النهج السليم الذي تسلكه الجمعيتين سواءا منها المتواجد مقرها بعين المكان( كبدانة) او التي تحتضنها مدينة فيسبادن بالمانيا و العمل الجبار الذي تقوما به والتضحيات الجسام التي يقوم بها أعضاءها لأجل الرقي بالمنطقة ، وربطهم الصلة الدائمة بها عبر الزيارات الميدانية وكذلك عبر نكران الذات وتغليب الكلمة الطيبة وتسييد ثقافة التشجيع كون ذلك ، الرأسمال الوحيد المحرك لعزيمة كل الغيورين على مستقبل أفضل لاولاد يخلف.
بعد ذلك تمت تلاوة التقرير المالي الذي تعاقب على تناوله كل من عبدالله شوراق الامين العام للجمعية الذي اكتفى في تدخله وبكلمة موجزة ومعبرة جدا بالاشارة الى حاجة الجمعية ومن خلالها كل اولاد يخلف الى كل الدعم المعنوي والمادي على الخصوص من اجل انجاح مشاريع التنمية في المنطقة.
تم تناول بعد ذلك نائب امين المال رشيد بوتخريط الكلمة حيث تم تقديم جميع التفاصيل المرتبطة بالجانب المادي و المتعلقة بالمشاريع المنجزة وتلك التي لازالت في طور الإنجاز كما تم تقديم جميع تفاصيل الحسابات من المداخيل والمصاريف مدعمة بالحجج والبراهين .وكذا جميع لوائح مساهمات المنخرطين المادية.
ذات المنخرطين الذين يبلغ عددهم حسب لائحة المساهمات 71 فردا فقط في حين يفوق عدد افراد اولاد يخلف المتواجدون بالخارج العدد بكثير .وكانت فرصة لذات المتحدث توجيه رسالة شفوية للجميع من اجل المساهمة و المادية منها على الخصوص وكذا أن يلتزم المنخرطون المسجلون بأداء مساهماتهم . وسواء بتلك المتعلقة بالمشاريع او بواجب الانخراط .حتى تتمكن الجمعية وتسهر بالتالي على توفير كافة الشروط الضرورية لإنجاح عملها من خلال تمكينها من المستلزمات المادية والتقنية الكفيلة بأداء المهام المنوطة بها.
وتم الاشارة الى جميع المداخيل الأخرى التي دخلت صندوق الجمعية والتي كانت ثمرة جهود الجمعية وبعض الغيورين على اولاد يخلف، نذكر منها على سبيل المثال، بعض الدوريات الرياضية التي اشرفت عليها الجمعية وكذا بعض المبادرات الفردية الخاصة كتلك التي نادت وقامت بها السيدة أسماء عمروش بتنظيمها لحفل خاص للنساء ودفع كامل ريعه للجمعية .
ليتم بعد ذلك فتح باب المناقشة للجميع، وقد تم تسجيل عدد من مداخلات المنخرطين تركزت بالأساس حول طلب مزيد من التوضيحات حول بعض المشاريع خاصة مشروع الماء موضوع الجمع، كما طرح البعض مشكل عدم دفع البعض لمستحقات "الانخراط" والمساهمات المادية للمشاريع، كما تمت الإشارة إلى ضرورة التفكير في كيفية جعل الساكنة تنخرط في مسار التنمية المنشودة ، وضرورة التفكير في حلول ناجعة كمرحلة أولى منها جعل المنخرطين هم الآخرون ينخرطون في مشروع توعية وتحسيس أهاليهم بالامر.
كما أشاد الجميع بطرق التواصل التي ينهجها المكتب الحالي وعلى رأسها تنظيم لقاءات صيف كل سنة بالدوار والذي يشكل مناسبة للتلاقي و تجديد صلة الرحم باولاد يخلف.
وقد شهد الجمع مناقشة تطرقت لبعض جوانب اشتغال الجمعية، وقد أجاب الرئيس والاعضاء كل من جانب اختصاصه ( السادة : توفيق مرزوقي ، عبدالله عمروش ، سعدالدين فائز ، عبدالله شوراق و رشيد بوتخريط ) عن جميع التساؤلات بشكل مستفيض كذلك، مذكرين الجميع بالتضحيات التي يقوم بها أعضاء المكتب لأجل الرقي بالعمل الجمعوي با ولاد يخلف ،والتحامهم الدائم حول الجمعية التي أخذت على عاتقها مهمة بلسمة جراح اهالي المنطقة .والحفاض بالتالي على الجمعية، هذا الحلم الذي رسمه اهالي اولاد يخلف على ارض الواقع . وجسدوا المعاني الاجتماعية والخيرية من خلال تجدد المفهوم التعاوني الخيري في سبيل استنهاض طاقات أولاد يخلف وشحذ الهمم وتحويلها إلى عناصر فعالة.
وفي ختام الجمع وبعد صلاة العشاء قُدمت وباسم الجميع الدعوة لتناول مأدبة العشاء التي أعدت لهذه المناسبة..والتي اصبحت عرفا التزمت به الجمعية منذ تأسيسها، ان يتكلف أحد الأعضاء او أحد المنخرطين او احد اهالي أولاد يخلف بها..ذات المأدبة التي تكلفت بها هذه المرة عائلة السيد توفيق المرزوقي الكاتب العام للجمعية .وهي المأدبة التي تناولها الحاضرون في صورة تحمل الكثير من معاني الألفة والود والمحبة بين الأهالي. هذا بالإضافة إلى حضور أسماء أخرى من أهالي أولاد يخلف لها اهتمامات أدبية، ساهمت بدورها في تأثيث الفضاء الجميل لهذا الجمع العام.
افتتح شهية السماع إلى سحر قراءات الشعر، الشاعر ابن اولاد يخلف محمد كنوف، بقصيدتين مختارتين من دواوينه.
بعد ذلك كان للحضور موعد مع مداخلة 'دينية' للدكتور عبدالرحمن القادري إمام مسجد التوحيد مكان الجمع، والذي نجح في ملاحقة وتفسيرعلاقة العمل الجمعوي بالجانب الديني، بخلاصات مفادها أن حماس الشباب وانتمائهم لمجتمعهم يجب ان يكونا كفيلان بدعم ومساندة العمل الجمعوي الجاد والرقي بمستواه ومضمونه والدفع به إلى الأمام، مع مراعات التوسعية وبعيدا عن كل عصبية وبنكران الذات وتغليب الكلمة الطيبة وتسييد ثقافة ربط العمل الجمعوي بالخير كون كل هذا، الرأسمال الوحيد المحرك الذي يجب ان يكون لعزيمة كل الغيورين على مستقبل أفضل لاولاد يخلف.
تبعتهما بعد ذلك وبعد مأدبة العشاء بعض الموشحات الدينية لبعض الشباب الذين ألقوا بدورهم ببعض جميل إبداعاتهم .
وتم ختم هذا الجمع وسط أجواء أخوية بالدعاء الصالح لكل من ساهم من بعيد او من قريب في انجاح هذا الجمع، بعد ان تقاسم الجميع نسائم الاخوة والفرح في جو أخوي وحميمي، ليختتم بعد ذلك اللقاء ومن خلاله الجمع العام ضاربين الموعد في مناسبات قادمة.
الحلم الذي رسمه أهالي أولاد يخلف / كبدانة على ارض الواقع
أولاد يخلف التابع للنفوذ الترابي لجماعة أركمان قيادة كبدانة دائرة لوطا بالناظور، تعتبر من بين أبرز مناطق كبدانة على مستوى البوعلاتيين التي تحققت بها على امتداد السنوات الاخيرة نهضة تنموية يمكن اعتبارها الى حد ما مهمة ومشجعة ، مقارنة مع الجمود الذي كانت تعرفه المنطقة من قبل، ويبرز ذلك من خلال بعض المؤشرات كتوفر الطريق الذي تم تهيئته واصلاحه. الى جانب التنوير المنزلي من خلال تزويد المنطقة بالطاقة الكهربائية .
لكن الاشكال الذي يؤرق ساكنة هذه المنطقة الحالمة، هو صعوبة تزودهم بالماء الصالح للشرب وذلك على مستوى التجمع السكني اولاد يخلف حيث يذوق الاهالي هناك الويلات في الحصول على الماء لندرته اولا و كذلك من خلال تنقلهم احيانا بل و بشكل شبه يومي في رحلات محفوفة بالمخاطر وخاصة بالنسبة للأطفال الذين يتم إرسالهم لجلب الماء على متن الدواب. وكيف لا يكون في الوضع معاناة والحال أن الماء أساس وشريان الحياة واستحقاق بشري أكيد.
وإيماناً من جمعية اولاد يخلف للتنمية التي أخذت على عاتقها خلال الأعوام السابقة مهمة المساهمة في تحسين وتطوير وبناء المنطقة، برسالتها الهادفة أساسا إلى خدمة المنطقة حسب اولويات احتياجاتها ، وحيث الحاجة أكيدة وماسة في إلحاق المنطقة بركب التنمية وكون ذات الامور تتطلب التعجيل لإيجاد حلول لها. كان موضوع تزويد المنطقة بالماء الصالح للشرب من النقاط الاولى المدرجة بجدول أعمال جمعها العام العادي لهذه الدورة .
وفي خضم هذا الموضوع كما في إطار عملياتها التواصلية عقدت الجمعية ، أمس السبت 25 ابريل 2015، على الساعة السادسة مساء جمعها العام العادي بقاعة الاجتماعات التابعة لمسجد التوحيد بمدينة فيسبادن الالمانية ، بحضور عدد من أعضاء ومنخرطي الجمعية، و عدد من الفعاليات واهالي اولاد يخلف المتواجدين بالخارج .
وقد تضمن جدول أعمال الجمع العام النقاط التالية : عرض التصور العام للجمعية، مناقشة المشروع الثاني للجمعية المتضمن لتزويد الدوار بالماء الصالح للشرب، تلاوة التقريرين الادبي والمالي والمصادقة عليهما.
في البداية افتتح الاجتماع بآيات بينات من الذكر الحكيم ، تلت بعد ذلك مداخلات أعضاء الجمعية الذين تولوا مهمة التحضير لهذا الجمع بمساهمة بعض المنخرطين، حيث تناول الكلمة في البداية السيد عبدالله عمروش رئيس الجمعية، مرحبا من خلالها بالحضور الكريم، وشكر الجميع على تلبية الدعوة و تأكيد حضورهم في هذا اللقاء الهام .و مشيرا الى اهمية انعقاد مثل هذا الجمع وحضور مثل هذه الجموع وإشراك كافة المنخرطين من ساكنة اولاد يخلف عامة .
وتمت خلال الكلمة مناقشة برنامج عمل الجمعية خلال سنة 2014، والذي تم تحديده في لقاء تواصلي سابق، وتم التذكير في هذا الصدد بجملة من اللقاءات والاجتماعات التي عقدت خلال السنة ، كما تم استعراض بعض الفعاليات التي تم التواصل معها والتي أبدت تجندها للانخراط في إنجاح هذه المبادرة..ذلك بعقد علاقات شراكة مع جمعيات أخرى تشتغل في نفس المجال تعمل في إطار شبكات تنسيقية ..متواجد مقراتها بالخارج منها جمعيات لدواوير مجاورة كالزاوية وأيلمام ...
كما تم التطرق إلى منهج الجمعية وطريقة عملها في جمع شمل اهل اولاد يخلف واشراكهم في عملية تنمية المنطقة ، كما تم البحث والتفكير في إيجاد سبل الدعم المالي حتى تتمكن الجمعية من السير قدما نحو تحقيق متطلبات المنطقة وتمكين الأعضاء من القيام بمهامهم وتسهيل تعاملهم مع المشاريع المستقبلية.
وانتقل الحضور بعد ذلك إلى الاستماع للاطار العام للجمعية ، حيث تم استحضار جملة من المعطيات والأسباب الداعية إلى خلق الجمعية وفي مقدمتها القضايا والتحديات التنموية التي تواجهها المنطقة في مختلف المستويات .
وقد تركزت المداخلات بعد ذلك على مناقشة مختلف النقاط المقترحة والمتناولة وتم التركيز على ضرورة أجرأة الخطوات الكفيلة بتحقيق غايات وأهداف الجمعية .
واستعرض بعد ذلك ذات المتحدث خلال كلمته أهم مشاريع الجمعية وعلى رأسها مشروع اصلاح الطريق والذي أعاد الحياة للمنطقة برمتها، وقد نوه و"بتحفض شديد" بالمساهمة والدعم الكبير الذي قدمته الساكنة في هذا الإطار وقدم لها الشكر والامتنان باسمه ونيابة عن كافة اولاد يخلف. كما ذكر بباقي الأوراش الأخرى التي انخرطت فيها الجمعية من قبيل مساعدة التلاميذ خلال الموسم الدراسي ، ومشروع إصلاح الطريق ، بالإضافة إلى انطلاق مشروع إصلاح وتوسيع آبار المياه .
وتناول الكلمة بعد ذلك سعد الدين فائز نائب الرئيس الذي خص تدخله للحديث عن مشروع تزويد المنطقة بالماء الصالح للشرب.عن طريق القنوات التي بالامكان إحداثها في شكل خزان اوشبكة مائية (بوسيطو) يتم من خلالها وعبرها ربط المنطقة بالنقاط المائية (الآبار). وتوزيع صنابير المياة ( السقايات) على طول الطريق الرابطة بين( الخزان) والدواوير عبر طريق (حذيفة) و (السرير) .
المشروع الذي قال عنه المحدث انه راود الجمعية و معها كل ساكنة اولاد يخلف كثيرا بعد انجاز مشروع الطريق في الموسم الجمعوي الأول، رغم العلم المسبق بضخامة تكاليفه المادية التي يتطلبها الانجاز ، إلا أن ذلك لم يحد أبدا من طموحات الجمعية المتمثلة أساسا في إخراج هذا المشروع إلى حيز الوجود ، يضيف المتحدث ذاته. مشيرا ومنوها كذلك في هذا المجال بالمساهمة والعمل الذي تقدمه جمعية أولاد يخلف للتنمية الاجتماعية المتواجد مقرها بالمغرب (كبدانة) التي سبق و تقدمت بطلب تمويل المشروع في إطار برنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والذي تم قبوله ، الامر الذي سيخفف كثيرا من عبئ تكاليف المشروع ، فضلا عن مناخ الارتياح الذي خلقته المبادرة بمساهمتها المادية في مشروع خزان المياه المزمع إنشاءه بمبلغ 128 الف درهم وكذلك حجم الرهانات المعقودة عليها للنهوض بالتنمية الشاملة للمنطقة.
في هذا الاطار تناول ذات المتحدث بالشرح والتوضيح الزيارة الميدانية لجمعية أولاد يخلف للتنمية الاجتماعية لمنطقة الآبار المعروفة لدى الساكنة باسم (آنو) وذلك في افق إنجاز دراسة لمشروع بناء الخزان . ذلك تنفيذا لمقتضيات مساطر المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، حيث عبأت الجمعية إمكانياتها المتواضعة، وبتعاون مع مهندس مختص من أجل تنفيذ برنامج دقيق ومتنوع، يهدف أساسا إلى إنجاز دراسة شاملة للمشروع . حيث عبر ذات المهندس عن يقينه في القدرة على ايجاد حلول لاشكالية التشكيلة التضاريسية في المنطقة موضحا ان انجاز الدراسة سيمكن من تحديد كلفة المشروع وتركيبته التقنية والمالية .حيث تشير الحسابات الأولية للمشروع الى تكلفة ما يناهز 40 الى 50 مليون سيكلفها المشروع. وهو تقريبا نفس التكلفة التي عرفها مشروع اصلاح وتهيئة الطريق.
وحيث أن المدة الزمنية التي تلزم ذلك قد تطول شيئا ما -يضيف المتحدث ذاته- وحيث تعاني جل الساكنة بهده المطقة من ندرة المياه خاصة مع اقتراب فصل الصيف وضعف الصبيب والانقطاعات المتكررة تقرر البحث عن حلول استثنائية استعجالية بغرض الزيادة في حجم الصبيب خاصة ان الساكنة تشتكي من ضعف صبيب المياه الحالي فتم إعادة حفر الأبار التي كانت تملؤها الاتربة والاحجار .. كانت الآبار شبه مطمورة ومنذ سنوات .
حيث اعترى فريق العمل هناك العديد من التحديات أثناء عمله كان أهمها كمية الأتربة والأحجار الساقطة في البئر، ناهيك عن كميات الوحل. وكذا لطبيعة الآبار والمنطقة المحيطة بها. وبدأ فعلا العمل بإخراج كمي الأتربة والصخور التي جرفتها المياه إلى البئر. فلم تكن هذه العملية بتلك السهولة حيث واجه الفريق عدة عقبات أثناء تأديته لعمله أهمها عدم استعداد بعض ساكنة اولاد يخلف في المساهمة في ذات العملية .
ولم يغفل ذات المتحدث كما رئيس الجمعية وآخرون الاشارة الى تقاعس وتكاسل بعض ساكنة اولاد يخلف وعدم تلبيتهم لنداءات الجمعيتين المكلفتين بتدبير المشاريع هناك من اجل العمل والمساهمة في بعض الاشغال التي تتطلبها ذات المشاريع كالمشاركة ( على سبيل المثال وليس الحصر ) في عمليات "ثويزا" التي نادت اليها الجمعيتين السالفتي الذكر. وموجها في ذات الوقت نداءا الى الساكنة من اجل العمل والمساهمة من اجل تسهيل عمليات المشاريع المزمع تنفيذها بالنمطقة. وبالتالي تثمين النهج السليم الذي تسلكه الجمعيتين سواءا منها المتواجد مقرها بعين المكان( كبدانة) او التي تحتضنها مدينة فيسبادن بالمانيا و العمل الجبار الذي تقوما به والتضحيات الجسام التي يقوم بها أعضاءها لأجل الرقي بالمنطقة ، وربطهم الصلة الدائمة بها عبر الزيارات الميدانية وكذلك عبر نكران الذات وتغليب الكلمة الطيبة وتسييد ثقافة التشجيع كون ذلك ، الرأسمال الوحيد المحرك لعزيمة كل الغيورين على مستقبل أفضل لاولاد يخلف.
بعد ذلك تمت تلاوة التقرير المالي الذي تعاقب على تناوله كل من عبدالله شوراق الامين العام للجمعية الذي اكتفى في تدخله وبكلمة موجزة ومعبرة جدا بالاشارة الى حاجة الجمعية ومن خلالها كل اولاد يخلف الى كل الدعم المعنوي والمادي على الخصوص من اجل انجاح مشاريع التنمية في المنطقة.
تم تناول بعد ذلك نائب امين المال رشيد بوتخريط الكلمة حيث تم تقديم جميع التفاصيل المرتبطة بالجانب المادي و المتعلقة بالمشاريع المنجزة وتلك التي لازالت في طور الإنجاز كما تم تقديم جميع تفاصيل الحسابات من المداخيل والمصاريف مدعمة بالحجج والبراهين .وكذا جميع لوائح مساهمات المنخرطين المادية.
ذات المنخرطين الذين يبلغ عددهم حسب لائحة المساهمات 71 فردا فقط في حين يفوق عدد افراد اولاد يخلف المتواجدون بالخارج العدد بكثير .وكانت فرصة لذات المتحدث توجيه رسالة شفوية للجميع من اجل المساهمة و المادية منها على الخصوص وكذا أن يلتزم المنخرطون المسجلون بأداء مساهماتهم . وسواء بتلك المتعلقة بالمشاريع او بواجب الانخراط .حتى تتمكن الجمعية وتسهر بالتالي على توفير كافة الشروط الضرورية لإنجاح عملها من خلال تمكينها من المستلزمات المادية والتقنية الكفيلة بأداء المهام المنوطة بها.
وتم الاشارة الى جميع المداخيل الأخرى التي دخلت صندوق الجمعية والتي كانت ثمرة جهود الجمعية وبعض الغيورين على اولاد يخلف، نذكر منها على سبيل المثال، بعض الدوريات الرياضية التي اشرفت عليها الجمعية وكذا بعض المبادرات الفردية الخاصة كتلك التي نادت وقامت بها السيدة أسماء عمروش بتنظيمها لحفل خاص للنساء ودفع كامل ريعه للجمعية .
ليتم بعد ذلك فتح باب المناقشة للجميع، وقد تم تسجيل عدد من مداخلات المنخرطين تركزت بالأساس حول طلب مزيد من التوضيحات حول بعض المشاريع خاصة مشروع الماء موضوع الجمع، كما طرح البعض مشكل عدم دفع البعض لمستحقات "الانخراط" والمساهمات المادية للمشاريع، كما تمت الإشارة إلى ضرورة التفكير في كيفية جعل الساكنة تنخرط في مسار التنمية المنشودة ، وضرورة التفكير في حلول ناجعة كمرحلة أولى منها جعل المنخرطين هم الآخرون ينخرطون في مشروع توعية وتحسيس أهاليهم بالامر.
كما أشاد الجميع بطرق التواصل التي ينهجها المكتب الحالي وعلى رأسها تنظيم لقاءات صيف كل سنة بالدوار والذي يشكل مناسبة للتلاقي و تجديد صلة الرحم باولاد يخلف.
وقد شهد الجمع مناقشة تطرقت لبعض جوانب اشتغال الجمعية، وقد أجاب الرئيس والاعضاء كل من جانب اختصاصه ( السادة : توفيق مرزوقي ، عبدالله عمروش ، سعدالدين فائز ، عبدالله شوراق و رشيد بوتخريط ) عن جميع التساؤلات بشكل مستفيض كذلك، مذكرين الجميع بالتضحيات التي يقوم بها أعضاء المكتب لأجل الرقي بالعمل الجمعوي با ولاد يخلف ،والتحامهم الدائم حول الجمعية التي أخذت على عاتقها مهمة بلسمة جراح اهالي المنطقة .والحفاض بالتالي على الجمعية، هذا الحلم الذي رسمه اهالي اولاد يخلف على ارض الواقع . وجسدوا المعاني الاجتماعية والخيرية من خلال تجدد المفهوم التعاوني الخيري في سبيل استنهاض طاقات أولاد يخلف وشحذ الهمم وتحويلها إلى عناصر فعالة.
وفي ختام الجمع وبعد صلاة العشاء قُدمت وباسم الجميع الدعوة لتناول مأدبة العشاء التي أعدت لهذه المناسبة..والتي اصبحت عرفا التزمت به الجمعية منذ تأسيسها، ان يتكلف أحد الأعضاء او أحد المنخرطين او احد اهالي أولاد يخلف بها..ذات المأدبة التي تكلفت بها هذه المرة عائلة السيد توفيق المرزوقي الكاتب العام للجمعية .وهي المأدبة التي تناولها الحاضرون في صورة تحمل الكثير من معاني الألفة والود والمحبة بين الأهالي. هذا بالإضافة إلى حضور أسماء أخرى من أهالي أولاد يخلف لها اهتمامات أدبية، ساهمت بدورها في تأثيث الفضاء الجميل لهذا الجمع العام.
افتتح شهية السماع إلى سحر قراءات الشعر، الشاعر ابن اولاد يخلف محمد كنوف، بقصيدتين مختارتين من دواوينه.
بعد ذلك كان للحضور موعد مع مداخلة 'دينية' للدكتور عبدالرحمن القادري إمام مسجد التوحيد مكان الجمع، والذي نجح في ملاحقة وتفسيرعلاقة العمل الجمعوي بالجانب الديني، بخلاصات مفادها أن حماس الشباب وانتمائهم لمجتمعهم يجب ان يكونا كفيلان بدعم ومساندة العمل الجمعوي الجاد والرقي بمستواه ومضمونه والدفع به إلى الأمام، مع مراعات التوسعية وبعيدا عن كل عصبية وبنكران الذات وتغليب الكلمة الطيبة وتسييد ثقافة ربط العمل الجمعوي بالخير كون كل هذا، الرأسمال الوحيد المحرك الذي يجب ان يكون لعزيمة كل الغيورين على مستقبل أفضل لاولاد يخلف.
تبعتهما بعد ذلك وبعد مأدبة العشاء بعض الموشحات الدينية لبعض الشباب الذين ألقوا بدورهم ببعض جميل إبداعاتهم .
وتم ختم هذا الجمع وسط أجواء أخوية بالدعاء الصالح لكل من ساهم من بعيد او من قريب في انجاح هذا الجمع، بعد ان تقاسم الجميع نسائم الاخوة والفرح في جو أخوي وحميمي، ليختتم بعد ذلك اللقاء ومن خلاله الجمع العام ضاربين الموعد في مناسبات قادمة.