مصطفى تلاندين
وقعت نقاشات حادة وطويلة وتتسم في كثير من الأحيان بالعنف والشدة بين أطراف متعددة سياسية واجتماعية وثقافية ... تتعلق بحصيلة الانجازات التي قامت بها حكومة العدالة والتنمية خلال هذه الفترة التي تقارب على الانتهاء. وإن ما يأسف له المرء وما يحز في النفس أن نجد أناسا من قليلي الثقافة والوعي وليس لهم حظ من العلم والفهم والدراية بمجريات الأمور ينصبون أنفسهم في موقع المحامي المدافع عن حكومة فاشلة يشهد القاصي والداني أنها لم تقدم للمغاربة إلا لهيبا وجحيما يحترق به هذا الإنسان المغربي الكادح والفقير والعادي والبسيط. بل إن أول من اصطلى بنار هذه الحكومة الغريبة والعجيبة هو هذا المواطن البسيط والذي لا يكاد يجد لقمة عيشه وقد أجهزت هذه الحكومة على رزقه ولقمة عيشه بينما نجدها قد زادت من شحم ظهر المعلوف كما يقول المثل السائر في الوقت الذي قصمت ظهر البعير وأثقلت كاهله بأرطال وأطنان من الحمل الثقيل الذي تنوء بحمله الجبال الراسخات الشاهقات. إننا الآن على بعد أمتار قليلة وأيام معدودة من نهاية الفترة الحكومية لحزب العدالة والتنمية ولا أدري أنا شخصيا الذي أعد مواطنا بسيطا ينتمي لهذا الشعب الذي يرزح أغلبه تحت خط الفقر ما هي هذه الانجازات والإصلاحات التي أنجزتها هذه الحكومة للشعب المغربي. ليس هناك إلا القلة القليلة فقط من الشعب التي تتوهم بأن الحكومة قد قامت بإنجازات فعلا أما الأغلبية الساحقة من هذا الشعب فإنها قد أجمعت على الفشل الذريع الذي وقعت فيه هذه الحكومة ولا أدري حقا وحقيقة كيف انقلبت المعايير وطاشت الموازين في عقول وأذهان هذه الفئة على قلتها فأصبحت ترى كل شيء بالمقلوب كما قال الله تعالى: "كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً ". أجل فإن هذه الحكومة لم تقدم لنا إلا السراب والأوهام وأنا أستغرب حقيقة لكل من يرى عكس ذلك ومقياسه في ذلك مجرد العاطفة الدينية لا غير فهؤلاء المدافعين عن هذه الحكومة ينطلقون من الحماس العاطفي الديني السريع والانفعال العابر فيريدون نصرة حكومة تدعي أنها إسلامية وترفع شعار العدالة والتنمية والمساواة الاجتماعية أية عدالة وأية تنمية؟ فهل هذا هو المقياس الصحيح الذي يأمرنا به ديننا الحنيف وهل هذه هي أوامر القرآن في الحكم على الناس بالصلاح أو الفساد؟ . ألم يستحضر هؤلاء قول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم وهو يعرض على أمته الميزان الصحيح للحكم على الناس. ألم يسمعوا قوله تعالى " وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان " ألم يسمعوا إلى قوله صلى الله عليه وسلم حينما قال " انصر أخاك ظالما أو مظلوما قالوا يا رسول الله هذا ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما قال تأخذ فوق يديه" أم هل يكفي أن يرفع شخص أو رئيس شعار الإسلام دون أن يطبقه حتى نحكم عليه بالصلاح والفلاح؟ لا والله ما هكذا تكون الأمور ثم ألم يتذكر هؤلاء المحتكمين إلى العاطفة الإسلامية قول أبي بكر رضي الله عنه حينما تولى الخلافة قائلا: " أما بعد أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتى أريح عليه حقه إن شاء الله، والقوى فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم".. هذا هو الميزان والمعيار الذي ينبغي أن نحتكم إليه ونستند عليه في حكمنا على الحكومات ورؤسائها. وأنا أقول لكم إن الحكومات السابقة في المغرب والتي لم ترفع شعار الإسلام أبدا كانت أكثر عدالة وأكثر تنمية من هذه الحكومة التي ترفع هذا الشعار ولا تطبقه. نعم ليس المهم أن ترفع شعار العدل والمساواة بل الأهم من ذلك تطبيقه على أرض الواقع فنحن نريد أفعالا لا أقولا وإن كنتم فعلا ترفعون شعار العدالة والتنمية فينبغي عليكم أن تزيلوا الفوارق الطبقية بين الفئات الاجتماعية المختلفة لا أن تعملوا على تكريسها وحمايتها بقوة القانون والسلطة. وإذا كنتم ترفعون هذا الشعار فيجب عليكم أن تحققوا المساواة في العطاء والتقسيم العادل للثروة لا أن تقوموا بقسمة ظالمة تعطي نصيب الأسد للفئة الغنية والثرية فتزيدها غنى على غنى بينما تحرم من هذه الثروة السواد الأعظم من هذه الأمة لا لشيء إلا أنهم فقراء وضعفاء وعاجزون. ألم يتذكر هؤلاء ما قام به الخليفة العادل سيدنا عمر ابن عبد العزيز حينما وزع ثروة المسلمين على جميع الأمة من بيت مال المسلمين بالتساوي والعدل حتى لم يبق جائع ولا عازب ولا محتاج؟ أين أنتم منه يا دعاة العدالة والتنمية؟ ألم يتذكر هؤلاء أيضا ما قام به الخليفة العادل الفاروق عمر رضي الله عنه حينما ردد قولته الشهيرة حينما أصاب المسلمين الجوع والقحط والجفاف خاطب بطنه قائلا : "قرقر أيها البطن ، أو لا تقرقر ، فو الله لن تذوق اللحم حتى يشبع منه صبية المسلمين"؟.
هذه هي العدالة والتنمية الحقيقية في ميزان الإسلام الحنيف وعرف الشرع الحكيم لا ما نعرفه عنكم وننكره من استغلال للدين وتوظيف سيء لمبادئه من أجل تحقيق غايات شخصية نقولها لكم أيتها الحكومة ولكم أيضا يا من تساعدونها في تصرفاتها غير العادلة نقولها بقوة ولا نخشى في الله لومة لائم ولنتذكر أيضا قول أبي بكر وهو يخاطب أمته ورعيته قائلا : " لا خير فيكم إن لم تقولوها، ولا خير فينا إن لم نسمعها " فأين نحن من هذا الميزان وهذا المعيار؟. وكيف يتصور شخص أن يقدم أحد على العفو على من سلب ونهب مال الأمة لسنوات وقرون عديدة ثم يقوم باستخراجها عنوة من ظهور الشعب؟. أي عدالة وأية تنمية؟. قال تعالى : " تلك إذا قسمة ضيزى ". ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وعند الله تلتقي الخصوم، والله المستعان على ما تصفون.
وقعت نقاشات حادة وطويلة وتتسم في كثير من الأحيان بالعنف والشدة بين أطراف متعددة سياسية واجتماعية وثقافية ... تتعلق بحصيلة الانجازات التي قامت بها حكومة العدالة والتنمية خلال هذه الفترة التي تقارب على الانتهاء. وإن ما يأسف له المرء وما يحز في النفس أن نجد أناسا من قليلي الثقافة والوعي وليس لهم حظ من العلم والفهم والدراية بمجريات الأمور ينصبون أنفسهم في موقع المحامي المدافع عن حكومة فاشلة يشهد القاصي والداني أنها لم تقدم للمغاربة إلا لهيبا وجحيما يحترق به هذا الإنسان المغربي الكادح والفقير والعادي والبسيط. بل إن أول من اصطلى بنار هذه الحكومة الغريبة والعجيبة هو هذا المواطن البسيط والذي لا يكاد يجد لقمة عيشه وقد أجهزت هذه الحكومة على رزقه ولقمة عيشه بينما نجدها قد زادت من شحم ظهر المعلوف كما يقول المثل السائر في الوقت الذي قصمت ظهر البعير وأثقلت كاهله بأرطال وأطنان من الحمل الثقيل الذي تنوء بحمله الجبال الراسخات الشاهقات. إننا الآن على بعد أمتار قليلة وأيام معدودة من نهاية الفترة الحكومية لحزب العدالة والتنمية ولا أدري أنا شخصيا الذي أعد مواطنا بسيطا ينتمي لهذا الشعب الذي يرزح أغلبه تحت خط الفقر ما هي هذه الانجازات والإصلاحات التي أنجزتها هذه الحكومة للشعب المغربي. ليس هناك إلا القلة القليلة فقط من الشعب التي تتوهم بأن الحكومة قد قامت بإنجازات فعلا أما الأغلبية الساحقة من هذا الشعب فإنها قد أجمعت على الفشل الذريع الذي وقعت فيه هذه الحكومة ولا أدري حقا وحقيقة كيف انقلبت المعايير وطاشت الموازين في عقول وأذهان هذه الفئة على قلتها فأصبحت ترى كل شيء بالمقلوب كما قال الله تعالى: "كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً ". أجل فإن هذه الحكومة لم تقدم لنا إلا السراب والأوهام وأنا أستغرب حقيقة لكل من يرى عكس ذلك ومقياسه في ذلك مجرد العاطفة الدينية لا غير فهؤلاء المدافعين عن هذه الحكومة ينطلقون من الحماس العاطفي الديني السريع والانفعال العابر فيريدون نصرة حكومة تدعي أنها إسلامية وترفع شعار العدالة والتنمية والمساواة الاجتماعية أية عدالة وأية تنمية؟ فهل هذا هو المقياس الصحيح الذي يأمرنا به ديننا الحنيف وهل هذه هي أوامر القرآن في الحكم على الناس بالصلاح أو الفساد؟ . ألم يستحضر هؤلاء قول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم وهو يعرض على أمته الميزان الصحيح للحكم على الناس. ألم يسمعوا قوله تعالى " وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان " ألم يسمعوا إلى قوله صلى الله عليه وسلم حينما قال " انصر أخاك ظالما أو مظلوما قالوا يا رسول الله هذا ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما قال تأخذ فوق يديه" أم هل يكفي أن يرفع شخص أو رئيس شعار الإسلام دون أن يطبقه حتى نحكم عليه بالصلاح والفلاح؟ لا والله ما هكذا تكون الأمور ثم ألم يتذكر هؤلاء المحتكمين إلى العاطفة الإسلامية قول أبي بكر رضي الله عنه حينما تولى الخلافة قائلا: " أما بعد أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتى أريح عليه حقه إن شاء الله، والقوى فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم".. هذا هو الميزان والمعيار الذي ينبغي أن نحتكم إليه ونستند عليه في حكمنا على الحكومات ورؤسائها. وأنا أقول لكم إن الحكومات السابقة في المغرب والتي لم ترفع شعار الإسلام أبدا كانت أكثر عدالة وأكثر تنمية من هذه الحكومة التي ترفع هذا الشعار ولا تطبقه. نعم ليس المهم أن ترفع شعار العدل والمساواة بل الأهم من ذلك تطبيقه على أرض الواقع فنحن نريد أفعالا لا أقولا وإن كنتم فعلا ترفعون شعار العدالة والتنمية فينبغي عليكم أن تزيلوا الفوارق الطبقية بين الفئات الاجتماعية المختلفة لا أن تعملوا على تكريسها وحمايتها بقوة القانون والسلطة. وإذا كنتم ترفعون هذا الشعار فيجب عليكم أن تحققوا المساواة في العطاء والتقسيم العادل للثروة لا أن تقوموا بقسمة ظالمة تعطي نصيب الأسد للفئة الغنية والثرية فتزيدها غنى على غنى بينما تحرم من هذه الثروة السواد الأعظم من هذه الأمة لا لشيء إلا أنهم فقراء وضعفاء وعاجزون. ألم يتذكر هؤلاء ما قام به الخليفة العادل سيدنا عمر ابن عبد العزيز حينما وزع ثروة المسلمين على جميع الأمة من بيت مال المسلمين بالتساوي والعدل حتى لم يبق جائع ولا عازب ولا محتاج؟ أين أنتم منه يا دعاة العدالة والتنمية؟ ألم يتذكر هؤلاء أيضا ما قام به الخليفة العادل الفاروق عمر رضي الله عنه حينما ردد قولته الشهيرة حينما أصاب المسلمين الجوع والقحط والجفاف خاطب بطنه قائلا : "قرقر أيها البطن ، أو لا تقرقر ، فو الله لن تذوق اللحم حتى يشبع منه صبية المسلمين"؟.
هذه هي العدالة والتنمية الحقيقية في ميزان الإسلام الحنيف وعرف الشرع الحكيم لا ما نعرفه عنكم وننكره من استغلال للدين وتوظيف سيء لمبادئه من أجل تحقيق غايات شخصية نقولها لكم أيتها الحكومة ولكم أيضا يا من تساعدونها في تصرفاتها غير العادلة نقولها بقوة ولا نخشى في الله لومة لائم ولنتذكر أيضا قول أبي بكر وهو يخاطب أمته ورعيته قائلا : " لا خير فيكم إن لم تقولوها، ولا خير فينا إن لم نسمعها " فأين نحن من هذا الميزان وهذا المعيار؟. وكيف يتصور شخص أن يقدم أحد على العفو على من سلب ونهب مال الأمة لسنوات وقرون عديدة ثم يقوم باستخراجها عنوة من ظهور الشعب؟. أي عدالة وأية تنمية؟. قال تعالى : " تلك إذا قسمة ضيزى ". ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وعند الله تلتقي الخصوم، والله المستعان على ما تصفون.