د بلقاسم الجطاري-- مركز الإعلام والتوجيه والحياة الطلابية -جامعة محمد الاول
الطالب- نورالدين أشرقي – ماستر التواصل والتنمية
من بين الأهداف التي تصبو إليها مصلحة التواصل بمركز الإعلام و التوجيه والحياة الطلابية ،تزويد التلاميذ الحاصلين على شهادة الباكالوريا بمعية الطلبة بجميع المعلومات المتعلقة بالبنى التحتية ومختلف التكوينات التي تتوافر عليها جامعة محمد الأول، لهذا الغرض ستشرع في نشر مقالات خاصة بكل مؤسسة جامعية على حدة تكون بمثابة ورقة تقنية تبرز التطورات التي شهدتها هذه المؤسسات ، وكذا المشاريع المستقبلية التي تعتزم إنجازها والأنشطة الثقافية والرياضية المبرمجة التي تنوي إجراءها.
يعد التعليم العالي قاطرة من قاطرات التنمية المحلية والوطنية.و ركنا أساسيا من أركان بناء الدولة العصرية المنفتحة القائمة على الفكر المتنور. ويرتبط ارتباطا وثيقا بتقدم الدولة ونموها في جميع مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية...
ووعيا منها بأهمية التعليم العالي، ودوره المركزي في التنمية الشاملة والمستدامة، سارعت الدولة المغربية إلى إحداث مجموعة من المؤسسات الجامعية، وعملت على نشرها في أهم وأكبر الحواضر بالمملكة تحقيقا للامركزية التعليم الجامعي ،ومراعاة لمبدإ تكافؤ الفرص بين مختلف شباب الأمة،وتعميما للفائدة.
وقد نالت المنطقة الشرقية نصيبها من هذا الانتشار، فاحتضنت نهاية السبعينات من القرن الماضي جامعة محمد الأول التي كانت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة النواة الأولى لها، حيث تم تأسيسها بمقتضى الظهير الشريف 1-78-884 الصادر في 19-03-1978 وتبعتها في السنة الموالية. كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية ثم كلية العلوم.
وسعيا وراء تنويع المسالك وملاءمة التكوينات لمتطلبات المجتمع والانفتاح على المحيط الخارجي، واستجابة للحاجات المتزايدة للمؤسسات الحكومية وغير الحكومية والمقاولات للأطر العليا، ولتزويد سوق الشغل بالخبرات الضرورية القادرة على التسيير والتدبير والتكيف مع مختلف المتغيرات ،ولإعداد الكفاءات المشبعة بروح التحدي والإبداع والسباقة إلى المبادرة، سارعت الجامعة إلى توسيع بناها التحتية ، فأنشأت العديد من المعاهد والفروع التابعة لها كالمدرسة العليا للتكنولوجيا EST (1990) والمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية ENSA (1990)والمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير ENCG (2004) ، إضافة إلى الكلية المتعددة الاختصاصات بالناضور (2004) والمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بالحسيمة ENHSAH (2008).
فكما سبقت الإشارة إلى ذلك تم احداث كلية الاداب والعلوم الانسانية في نهاية سبعينات القرن الماضي. وقد اقتصرت في بدايتها على شعبتين أساسيتين هما شعبة الآداب العربي والآداب الفرنسي لتفتح بعد ذلك شعبا ومسالك أخرى كالدراسات الإسلامية (1980) والآداب الإنجليزي والجغرافيا والتاريخ والحضارة.
وفي إشارة قوية على تطور رؤية الكلية لواقع الساحة الثقافية والاجتماعية ،واعترافا منها بموقع اللغة الأمازيغية في الحياة العامة،ودورها الأساسي،في الحياة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية،فتحت مسلكا خاصا بالدراسات الأمازيغية. وكدليل على نية الكلية اقتحام جميع مجالات العلوم الإنسانية فتحت هذا الموسم مسلكا خاصا بعلم الاجتماع في انتظار مسالك أخرى كعلم النفس والفلسفة.. حتى تكتمل فسيفساء العلوم الإنسانية التي تشكل الشق الثاني من اسم هذه الكلية.
وتهدف الكلية من خلال هذا التنوع إلى إكساب الطالب الكفايات الأساسية والمهارات الخلقية والعلمية والعملية في شتى العلوم الإنسانية من أدب ولغة وتاريخ وحضارة ودين..حتى يكون قادرا على الاندماج في الحياة العملية ويلج الميادين الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بسهولة ،وينفتح على الثقافات والحضارات الأجنبية ليعرف مظاهر التأثر والتأثير فيها، ومن ثم يحافظ على الخصوصيات الثقافية للبلاد ويحفظ تراثها التاريخي والمعماري... وترمي البرامج المقترحة أيضا إلى تمكين الطالب من فهم مختلف العلوم والعمل بها في اعتدال وتوازن، ومواصلة دراساته العليا المعمقة من خلال التحكم في اللغات المختلفة والأخذ بناصية التكنولوجيا الحديثة وإعمال العقل واعتماد الفكر النقدي البناء والعمل داخل المجموعات بكل استقلالية وتحرر.
وفي هذا الإطار، قامت الكلية بإعادة النظر في البرامج والتخصصات و عملت على تحديثها وترقيتها لمواءمة سوق العمل.كما حرصت على ربط الأبحاث والدراسات بانشغالات المواطن حتى تعزز دورها في حل المشكلات وتصبح أداة من أدوات تحقيق التنمية المرجوة من خلال ربط هذه الأبحاث العلمية بخطط التطوير.
و هكذا فتحت مجموعة من المسالك في الإجازات المهنية والماستر والدكتوراه تميزت خصوصا بتنوع المواضيع، واختلاف حقول العمل التي أصبحت أكثر قربا من قضايا العصر واهتمامات المجتمع ، فطفت على السطح إجازات مهنية في تخصصات جديدة، كالتنشيط السوسيوثقافي والإجازة في وسائل الإعلام والتواصل التفاعلي إضافة إلى وحدات بحث متخصصة كماستر التواصل والتنمية وماستر التراث الشعبي والتنمية، وماستر النوع: المجتمع والتنمية البشرية، وماستر فقه المهجر: أصوله وقضاياه، وماستر ديداكتيك اللغات والتواصل، وماستر الديداكتيك والتكنولوجيات التربوية،وماستر متخصص في السياحة والتراث...
وتجدر الإشارة إلى أن مسلك الدكتوراه عرف بدوره إصلاحات جديدة تمثلت أساسا في استفادة الطالب الباحث من 200 ساعة من التكوينات التي تساعده في تحقيق مشروعه.
ولتحقيق هذه الأهداف على أرض الواقع تعتمد كلية الآداب والعلوم الإنسانية برامج ومناهج متطورة،وخططا أكاديمية مواكبة لآخر المستجدات العالمية ،تحرص ثلة من الأطر البيداغوجية على أجرأتها وتنفيذها وبسطها أمام الطلبة.
وفي هذا الإطار سعت الكلية إلى استقطاب العديد من الكفاءات العلمية والأكاديمية،فأصبحت هيأة التدريس والتأطير والإشراف تتكون من 160 أستاذا باحثا ، منهم 13 أستاذا ملحقا.ويلاحظ ارتفاع طفيف في هذا العدد مقارنة مع السنوات الماضية حيث لم يتجاوز147 أستاذا في الموسم الماضي و144 في الذي قبله.وتعكس هذه الزيادة رغبة المؤسسة في الرفع من جودة التكوين و تحسين أدائها البيداغوجي والعلمي،وإصرارا على تجاوز مشكل الارتفاع المتزايد لعدد الطلبة...
و لتوسيع وتطوير قاعدة الخدمات الطلابية وتحسين المناخ التعليمي عملت الكلية على الرقي بمستوى الأنظمة والإجراءات الإدارية وجعلها تتفق والنظم الإدارية الحديثة.كما نهجت سياسة التدريب والتكوين المستمر لمواردها البشرية.ولتحسين جودة الخدمات تم إنشاء بناية جديدة لمصلحة الشؤون الطلابية ومركز خاص باستقبال وتوجيه وإرشاد الطالب.
ويتكون الجهاز الإداري الساهر على نجاح العملية التكوينية برمتها، من 84 إطارا موزعين على مختلف المصالح التي يرأسها السيد العميد ويساعده في ذلك مجلس للكلية مكون من أعضاء منتخبين عن كل فئات الأساتذة ورؤساء الشعب والإداريين.
وإلى جانب المسؤولية التعليمية والتكوينية المنوطة بها، تلعب الكلية دورا إشعاعيا متميزا من خلال مجموعة من المنشورات والإصدارات الهامة ومن خلال استضافة الملتقيات العلمية والمشاركة فيها وتنظيم الندوات المحلية والوطنية والدولية والمساهمة فيها، وعقد الحلقات والأيام الدراسية، وتنظيم المعارض والو رشات والموائد المستديرة والمحاضرات. و لهذا الغرض تم تشييد جناح خاص أطلق عليه اسم نداء السلام لاحتضان هذه الأنشطة .
وقد بلغ عدد المنشورات في الموسم الجامعي الحالي2010-2011 الذي لازال في بدايته أكثر من 12 إصدارا موزعا بين بحوث ودراسات وندوات ومناظرات وأعمال للطلبة.
أما الأنشطة العلمية والثقافية فقد بلغ مجموعها لسنة 2010 وحدها حوالي 40 نشاطا . أما في الموسم الجامعي الحالي2010-2011 فتم برمجة ما يناهز 7 أنشطة ثقافية.
ومازال في جعبة الكلية المزيد من الأنشطة التي تهدف إلى خدمة المجتمع المحلي والوطني وتناول قضاياه الأساسية بالدراسة والتحليل قصد معالجتها.
وبفضل سياسة الانفتاح على المحيط الخارجي المحلي والجهوي والوطني والدولي تحولت كلية الآداب والعلوم الإنسانية من مؤسسة أحادية التوجه و الوظيفة إلى التعددية في الوظائف و الأقسام و التخصصات، الأمر الذي سيخول لها لعب دور أكثر أهمية داخل المجتمع، ويعزز مكانتها كقطب هام وأساسي ضمن عملية التنمية الشاملة للوطن.
و سمحت خاصية الاستقلال الذاتي للجامعة ككل، و قدرة العاملين فيها على إدارة شؤونهم و تنظيم عملهم و حرية المبادرة و استقلالية القرار، من عقد مجموعة من الشراكات و إبرام العديد من اتفاقيات التعاون، سواء على المستوى الداخلي، بينها وبين المؤسسات الوطنية المختلفة ، أو على المستوى الخارجي بينها وبين الهيئات الدولية أو المؤسسات التابعة للدول الأخرى في كل أنحاء العالم. ولعل أهم الدول التي تربطها بها شراكات مهمة هي فرنسا.بلجيكا. البرتغال. إسبانيا. ألمانيا في القارة الأوربية وأمريكا وكندا في القارة الأمريكية والسينغال ومالي والجزائر وتونس ومصر في إفريقيا واليمن والعراق في آسيا. أما على الصعيد الوطني فكلية الآداب تربطها علاقة مع أكثر من 30 مؤسسة موزعة بين الجامعات الوطنية والمعاهد والمؤسسات والوكالات والجمعيات...
أما على المستوى المحلي فترتبط الكلية من خلال رئاسة الجامعة بالعديد من المؤسسات العامة والشركات الخاصة ولعل أهم شركاء الكلية: مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة. والمجلس العلمي المحلي والجماعة الحضرية لوجدة والمجلس البلدي لفجيج إضافة إلى عدد من جمعيات المجتمع المدني...
وحتى لا تبقى أنشطة الكلية حبيسة أسوارها، تعمل هذه الأخيرة على تنظيم ندوات والمساهمة في الأنشطة الثقافية والاجتماعية في مناطق مختلفة من الجهة. وفي إطارها الإشعاعي والتحسيسي نظمت الكلية قافلة الكتاب و أياما للتوعية بأضرار التدخين والمخدرات وقامت بزيارة تفقدية للأطفال المتخلى عنهم.
أما في مجال الأنشطة الموازية فتتوفر الكلية، إلى جانب المسرح،على مجموعة من النوادي والو رشات في القصة والكتابة والفنون التشكيلية والفيديو والسينما لكنها مازالت في حاجة إلى المزيد من الدعم و الاهتمام من جميع الأطراف ،حتى تحقق الأهداف المرجوة منها، ويكون لها الدور الإشعاعي اللائق بها.
و لا بد من الإشارة هنا،إلى أن الكلية احتضنت في مطلع السنة الجارية فعاليات المهرجان الوطني الثاني للمسرح الجامعي،كما أنها حصدت العديد من الجوائز في هذا المجال، كان أهمها الجائزة الكبرى في كل من مهرجان أكادير الدولي سنة 2006ومهرجان طنجة الوطني سنة2007 إضافة إلى الجائزة الأولى لمنتدى الطلبة بالدار البيضاء سنة2005وجائزة الأداء الجماعي في المهرجان الدولي لأكاد ير سنة 2004وغيرها من الإنجازات.
و خلاصة القول فقد شهدت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة،منذ نشأتها،توسعا كبيرا في تخصصاتها ومرافقها وتجهيزاتها.وخطت خطوات جبارة في اتجاه خدمة العلم والمجتمع في مجال اشتغالها،وأثمرت جهودها العديد من الانجازات الأدبية والعلمية والثقافية.و أنجبت الكثير من الكفاءات و الأطر المتميزة.و مازالت قادرة على إعداد العنصر البشرى القادر على إحداث التنمية المنشودة، ومواجهة التغيرات العلمية والتكنولوجية في العالم المعاصر وبالتالي الإسهام في ترقية المجتمع وحل مشكلاته.
الطالب- نورالدين أشرقي – ماستر التواصل والتنمية
من بين الأهداف التي تصبو إليها مصلحة التواصل بمركز الإعلام و التوجيه والحياة الطلابية ،تزويد التلاميذ الحاصلين على شهادة الباكالوريا بمعية الطلبة بجميع المعلومات المتعلقة بالبنى التحتية ومختلف التكوينات التي تتوافر عليها جامعة محمد الأول، لهذا الغرض ستشرع في نشر مقالات خاصة بكل مؤسسة جامعية على حدة تكون بمثابة ورقة تقنية تبرز التطورات التي شهدتها هذه المؤسسات ، وكذا المشاريع المستقبلية التي تعتزم إنجازها والأنشطة الثقافية والرياضية المبرمجة التي تنوي إجراءها.
يعد التعليم العالي قاطرة من قاطرات التنمية المحلية والوطنية.و ركنا أساسيا من أركان بناء الدولة العصرية المنفتحة القائمة على الفكر المتنور. ويرتبط ارتباطا وثيقا بتقدم الدولة ونموها في جميع مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية...
ووعيا منها بأهمية التعليم العالي، ودوره المركزي في التنمية الشاملة والمستدامة، سارعت الدولة المغربية إلى إحداث مجموعة من المؤسسات الجامعية، وعملت على نشرها في أهم وأكبر الحواضر بالمملكة تحقيقا للامركزية التعليم الجامعي ،ومراعاة لمبدإ تكافؤ الفرص بين مختلف شباب الأمة،وتعميما للفائدة.
وقد نالت المنطقة الشرقية نصيبها من هذا الانتشار، فاحتضنت نهاية السبعينات من القرن الماضي جامعة محمد الأول التي كانت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة النواة الأولى لها، حيث تم تأسيسها بمقتضى الظهير الشريف 1-78-884 الصادر في 19-03-1978 وتبعتها في السنة الموالية. كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية ثم كلية العلوم.
وسعيا وراء تنويع المسالك وملاءمة التكوينات لمتطلبات المجتمع والانفتاح على المحيط الخارجي، واستجابة للحاجات المتزايدة للمؤسسات الحكومية وغير الحكومية والمقاولات للأطر العليا، ولتزويد سوق الشغل بالخبرات الضرورية القادرة على التسيير والتدبير والتكيف مع مختلف المتغيرات ،ولإعداد الكفاءات المشبعة بروح التحدي والإبداع والسباقة إلى المبادرة، سارعت الجامعة إلى توسيع بناها التحتية ، فأنشأت العديد من المعاهد والفروع التابعة لها كالمدرسة العليا للتكنولوجيا EST (1990) والمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية ENSA (1990)والمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير ENCG (2004) ، إضافة إلى الكلية المتعددة الاختصاصات بالناضور (2004) والمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بالحسيمة ENHSAH (2008).
فكما سبقت الإشارة إلى ذلك تم احداث كلية الاداب والعلوم الانسانية في نهاية سبعينات القرن الماضي. وقد اقتصرت في بدايتها على شعبتين أساسيتين هما شعبة الآداب العربي والآداب الفرنسي لتفتح بعد ذلك شعبا ومسالك أخرى كالدراسات الإسلامية (1980) والآداب الإنجليزي والجغرافيا والتاريخ والحضارة.
وفي إشارة قوية على تطور رؤية الكلية لواقع الساحة الثقافية والاجتماعية ،واعترافا منها بموقع اللغة الأمازيغية في الحياة العامة،ودورها الأساسي،في الحياة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية،فتحت مسلكا خاصا بالدراسات الأمازيغية. وكدليل على نية الكلية اقتحام جميع مجالات العلوم الإنسانية فتحت هذا الموسم مسلكا خاصا بعلم الاجتماع في انتظار مسالك أخرى كعلم النفس والفلسفة.. حتى تكتمل فسيفساء العلوم الإنسانية التي تشكل الشق الثاني من اسم هذه الكلية.
وتهدف الكلية من خلال هذا التنوع إلى إكساب الطالب الكفايات الأساسية والمهارات الخلقية والعلمية والعملية في شتى العلوم الإنسانية من أدب ولغة وتاريخ وحضارة ودين..حتى يكون قادرا على الاندماج في الحياة العملية ويلج الميادين الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بسهولة ،وينفتح على الثقافات والحضارات الأجنبية ليعرف مظاهر التأثر والتأثير فيها، ومن ثم يحافظ على الخصوصيات الثقافية للبلاد ويحفظ تراثها التاريخي والمعماري... وترمي البرامج المقترحة أيضا إلى تمكين الطالب من فهم مختلف العلوم والعمل بها في اعتدال وتوازن، ومواصلة دراساته العليا المعمقة من خلال التحكم في اللغات المختلفة والأخذ بناصية التكنولوجيا الحديثة وإعمال العقل واعتماد الفكر النقدي البناء والعمل داخل المجموعات بكل استقلالية وتحرر.
وفي هذا الإطار، قامت الكلية بإعادة النظر في البرامج والتخصصات و عملت على تحديثها وترقيتها لمواءمة سوق العمل.كما حرصت على ربط الأبحاث والدراسات بانشغالات المواطن حتى تعزز دورها في حل المشكلات وتصبح أداة من أدوات تحقيق التنمية المرجوة من خلال ربط هذه الأبحاث العلمية بخطط التطوير.
و هكذا فتحت مجموعة من المسالك في الإجازات المهنية والماستر والدكتوراه تميزت خصوصا بتنوع المواضيع، واختلاف حقول العمل التي أصبحت أكثر قربا من قضايا العصر واهتمامات المجتمع ، فطفت على السطح إجازات مهنية في تخصصات جديدة، كالتنشيط السوسيوثقافي والإجازة في وسائل الإعلام والتواصل التفاعلي إضافة إلى وحدات بحث متخصصة كماستر التواصل والتنمية وماستر التراث الشعبي والتنمية، وماستر النوع: المجتمع والتنمية البشرية، وماستر فقه المهجر: أصوله وقضاياه، وماستر ديداكتيك اللغات والتواصل، وماستر الديداكتيك والتكنولوجيات التربوية،وماستر متخصص في السياحة والتراث...
وتجدر الإشارة إلى أن مسلك الدكتوراه عرف بدوره إصلاحات جديدة تمثلت أساسا في استفادة الطالب الباحث من 200 ساعة من التكوينات التي تساعده في تحقيق مشروعه.
ولتحقيق هذه الأهداف على أرض الواقع تعتمد كلية الآداب والعلوم الإنسانية برامج ومناهج متطورة،وخططا أكاديمية مواكبة لآخر المستجدات العالمية ،تحرص ثلة من الأطر البيداغوجية على أجرأتها وتنفيذها وبسطها أمام الطلبة.
وفي هذا الإطار سعت الكلية إلى استقطاب العديد من الكفاءات العلمية والأكاديمية،فأصبحت هيأة التدريس والتأطير والإشراف تتكون من 160 أستاذا باحثا ، منهم 13 أستاذا ملحقا.ويلاحظ ارتفاع طفيف في هذا العدد مقارنة مع السنوات الماضية حيث لم يتجاوز147 أستاذا في الموسم الماضي و144 في الذي قبله.وتعكس هذه الزيادة رغبة المؤسسة في الرفع من جودة التكوين و تحسين أدائها البيداغوجي والعلمي،وإصرارا على تجاوز مشكل الارتفاع المتزايد لعدد الطلبة...
و لتوسيع وتطوير قاعدة الخدمات الطلابية وتحسين المناخ التعليمي عملت الكلية على الرقي بمستوى الأنظمة والإجراءات الإدارية وجعلها تتفق والنظم الإدارية الحديثة.كما نهجت سياسة التدريب والتكوين المستمر لمواردها البشرية.ولتحسين جودة الخدمات تم إنشاء بناية جديدة لمصلحة الشؤون الطلابية ومركز خاص باستقبال وتوجيه وإرشاد الطالب.
ويتكون الجهاز الإداري الساهر على نجاح العملية التكوينية برمتها، من 84 إطارا موزعين على مختلف المصالح التي يرأسها السيد العميد ويساعده في ذلك مجلس للكلية مكون من أعضاء منتخبين عن كل فئات الأساتذة ورؤساء الشعب والإداريين.
وإلى جانب المسؤولية التعليمية والتكوينية المنوطة بها، تلعب الكلية دورا إشعاعيا متميزا من خلال مجموعة من المنشورات والإصدارات الهامة ومن خلال استضافة الملتقيات العلمية والمشاركة فيها وتنظيم الندوات المحلية والوطنية والدولية والمساهمة فيها، وعقد الحلقات والأيام الدراسية، وتنظيم المعارض والو رشات والموائد المستديرة والمحاضرات. و لهذا الغرض تم تشييد جناح خاص أطلق عليه اسم نداء السلام لاحتضان هذه الأنشطة .
وقد بلغ عدد المنشورات في الموسم الجامعي الحالي2010-2011 الذي لازال في بدايته أكثر من 12 إصدارا موزعا بين بحوث ودراسات وندوات ومناظرات وأعمال للطلبة.
أما الأنشطة العلمية والثقافية فقد بلغ مجموعها لسنة 2010 وحدها حوالي 40 نشاطا . أما في الموسم الجامعي الحالي2010-2011 فتم برمجة ما يناهز 7 أنشطة ثقافية.
ومازال في جعبة الكلية المزيد من الأنشطة التي تهدف إلى خدمة المجتمع المحلي والوطني وتناول قضاياه الأساسية بالدراسة والتحليل قصد معالجتها.
وبفضل سياسة الانفتاح على المحيط الخارجي المحلي والجهوي والوطني والدولي تحولت كلية الآداب والعلوم الإنسانية من مؤسسة أحادية التوجه و الوظيفة إلى التعددية في الوظائف و الأقسام و التخصصات، الأمر الذي سيخول لها لعب دور أكثر أهمية داخل المجتمع، ويعزز مكانتها كقطب هام وأساسي ضمن عملية التنمية الشاملة للوطن.
و سمحت خاصية الاستقلال الذاتي للجامعة ككل، و قدرة العاملين فيها على إدارة شؤونهم و تنظيم عملهم و حرية المبادرة و استقلالية القرار، من عقد مجموعة من الشراكات و إبرام العديد من اتفاقيات التعاون، سواء على المستوى الداخلي، بينها وبين المؤسسات الوطنية المختلفة ، أو على المستوى الخارجي بينها وبين الهيئات الدولية أو المؤسسات التابعة للدول الأخرى في كل أنحاء العالم. ولعل أهم الدول التي تربطها بها شراكات مهمة هي فرنسا.بلجيكا. البرتغال. إسبانيا. ألمانيا في القارة الأوربية وأمريكا وكندا في القارة الأمريكية والسينغال ومالي والجزائر وتونس ومصر في إفريقيا واليمن والعراق في آسيا. أما على الصعيد الوطني فكلية الآداب تربطها علاقة مع أكثر من 30 مؤسسة موزعة بين الجامعات الوطنية والمعاهد والمؤسسات والوكالات والجمعيات...
أما على المستوى المحلي فترتبط الكلية من خلال رئاسة الجامعة بالعديد من المؤسسات العامة والشركات الخاصة ولعل أهم شركاء الكلية: مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة. والمجلس العلمي المحلي والجماعة الحضرية لوجدة والمجلس البلدي لفجيج إضافة إلى عدد من جمعيات المجتمع المدني...
وحتى لا تبقى أنشطة الكلية حبيسة أسوارها، تعمل هذه الأخيرة على تنظيم ندوات والمساهمة في الأنشطة الثقافية والاجتماعية في مناطق مختلفة من الجهة. وفي إطارها الإشعاعي والتحسيسي نظمت الكلية قافلة الكتاب و أياما للتوعية بأضرار التدخين والمخدرات وقامت بزيارة تفقدية للأطفال المتخلى عنهم.
أما في مجال الأنشطة الموازية فتتوفر الكلية، إلى جانب المسرح،على مجموعة من النوادي والو رشات في القصة والكتابة والفنون التشكيلية والفيديو والسينما لكنها مازالت في حاجة إلى المزيد من الدعم و الاهتمام من جميع الأطراف ،حتى تحقق الأهداف المرجوة منها، ويكون لها الدور الإشعاعي اللائق بها.
و لا بد من الإشارة هنا،إلى أن الكلية احتضنت في مطلع السنة الجارية فعاليات المهرجان الوطني الثاني للمسرح الجامعي،كما أنها حصدت العديد من الجوائز في هذا المجال، كان أهمها الجائزة الكبرى في كل من مهرجان أكادير الدولي سنة 2006ومهرجان طنجة الوطني سنة2007 إضافة إلى الجائزة الأولى لمنتدى الطلبة بالدار البيضاء سنة2005وجائزة الأداء الجماعي في المهرجان الدولي لأكاد ير سنة 2004وغيرها من الإنجازات.
و خلاصة القول فقد شهدت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة،منذ نشأتها،توسعا كبيرا في تخصصاتها ومرافقها وتجهيزاتها.وخطت خطوات جبارة في اتجاه خدمة العلم والمجتمع في مجال اشتغالها،وأثمرت جهودها العديد من الانجازات الأدبية والعلمية والثقافية.و أنجبت الكثير من الكفاءات و الأطر المتميزة.و مازالت قادرة على إعداد العنصر البشرى القادر على إحداث التنمية المنشودة، ومواجهة التغيرات العلمية والتكنولوجية في العالم المعاصر وبالتالي الإسهام في ترقية المجتمع وحل مشكلاته.