المزيد من الأخبار






لماذا نشعر بالعياء والخمول في فصل الصيف؟


ناظورسيتي

تتغير طاقة الجسم خلال فترة الصيف، حيث يشعر معظم الناس بالتعب والخمول، بالإضافة إلى آلام الرأس وعدم القدرة على إكمال الأنشطة اليومية المعتادة ويرجح الاختصاصيون ذلك إلى مجموعة من العوامل أبرزها، المجهود الدهني والجسدي الذي يبدله الشخص خلال السنة، بالإضافة إلى النمط الغذائي اليومي، الذي يجهل العديدون بأنه يجب أن يتغير خلال هذه الفترة، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعتمدون عادات غذائية سيئة.
أرق وإرهاق وصعوبة في الاستيقاظ وغيرها من الأعراض، التي تظهر عند الكثيرين، مع حلول فترة الصيف وارتفاع درجة الحرارة، بهذا الصدد يكشف الاختصاصيون عن الأسباب التي تجعل طاقة الجسم تتغير خلال فترة الصيف، بالإضافة إلى الحلول الممكنة لتفادي ذلك.

الأسباب
بهذا الصدد يكشف ربيع الحسني، اختصاصي في العلاج النفسي-السلوكي المعرفي، بأن هذه الأعراض تظهر عند معظم الناس، عند بداية تغير الطقس إلى حار، بسبب عدم تكيف الجسم مع تغير الطقس في الأيام الأولى مشيرا، إلى أن الطقس الحار، يساهم في جعل الجسم ينفق المزيد من الطاقة من أجل الحفاظ على درجة حرارة الجسم الطبيعية وذلك من خلال عملية التعرق التي تنعش الجلد بواسطة سحب الحرارة.

ويعدد الحسني باقي الأسباب في:

السهر ومشاكل النوم

"يميل معظم الناس، إلى السهر لساعات متأخرة، خلال فصل الصيف، بعضهم بسبب تغير نمط حياته خلال هذه الفترة، بسبب العطلة بينما يعاني البعض من الأرق بسبب التعب الناجم عن ارتفاع الحرارة، حيث أتثبت الدراسات أن، الجسم قد يجد صعوبة في الاسترخاء وبالتالي النوم، في حال كانت درجة الحرارة تفوق 25، مما يساهم في معاناة العديدين من مشكل الأرق" يوضح ربيع الحسني.

ويؤكد أن ذلك، يعد من العوامل الرئيسة التي تجعل الناس الذين يمتلكون نمط حياة يومي مليء بالأنشطة، كالذهاب إلى العمل والدراسة والقيام بباقي الالتزامات، يعانون من صعوبة في الاستيقاظ وبالتالي استكمال الأنشطة اليومية بكل نشاط وحيوية.

ويعتبر المتحدث ذاته، أن النوم في فصل الصيف، خاصة في الأيام التي تشهد ارتفاها كبيرا في درجات الحرارة، يعتبر أكثر صعوبة من النوم في باقي الفصول، مشيرا إلى أن ذلك يعتبر من العوامل المباشرة التي تسبب صعوبة التركيز وتراجع طاقة الجسم.

وعن الفئة الأكثر عرضة لهذه الأعراض، يقول الحسني، بأن الأمر يتعلق خصوصا، بالأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة كارتفاع ضغط الدم والسكري والأطفال والأشخاص المسنون، مشددا على ضرورة ألا يتعرض جسم هؤلاء للجفاف خلال فصل الصيف، لذلك يجب الحرص على شرب كميات كبيرة من المياه والسوائل.

عدم الراحة

يعتبر الاختصاصي، أن بدل المجهود الجسماني والعقلي، خلال فترة الصيف والعطلة، يساهم أيضا في الشعور بالإرهاق والخمول، مشددا على ضرورة الاستفادة من فترات للراحة والاستجمام رغم الانشغال، مبرزا أن ذلك يساهم تجديد الطاقة، خاصة أنه في هذه الفترة، تزداد رغبة الجسم في الحصول على الراحة بعد شهور طويلة من الدراسة أو العمل أو غيرها من الالتزامات.

النمط الغذائي "أبرز الأسباب"

بهذا الصدد تكشف صابرين المكاوي اختصاصية الحمية والتغذية، بأن النمط الغذائي، يعد من العوامل الرئيسية التي تساهم في الشعور بالخمول والإرهاق، خلال فترة الصيف، بالخصوص عندما يتم الاعتماد على سلوكات غذائية غير صحية، كتناول الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات وعدم شرب المياه بكميات كافية.

وتشير إلى أهمية أن يحتوي النظام الغذائي اليومي خلال هذه الفترة، على المكونات التي تزود الجسم بالطاقة، من خلال العناصر الأساسية، كالبروتينات والفيتامينات والألياف والسوائل والابتعاد عن تلك التي تحتوي على الدهنيات، كاللحوم والمقليات والوجبات السريعة، التي من شأنها أن تؤدي إلى الإصابة بالخمول، بالإضافة إلى عدم القدرة على إكمال الأنشطة اليومية خلال الطقس الحار.

ولتفادي الشعور بالإرهاق والخمول خلال هذه الفترة، تدعو المكاوي، إلى تناول وجبة صباحية خفيفة وفي نفس الوقت غنية بالألياف، كرقائق الشوفان مع الحليب البارد والفواكه الجافة، أو الخبز الكامل مع زيت الزيتون، مشيرة إلى أهمية تناول الفاكهة إلى جانب وجبة الفطور، كالبرتقال والكيوي والأناناس، بالإضافة إلى تلك الغنية بالماء كالبطيخ الأحمر والفراولة والخوخ، التي من شأنها أن تحافظ على رطوبة الجسم طوال اليوم.

وعند الشعور بالجوع بين الوجبات، تنصح المتحدثة ذاتها، بتفادي تناول المكسرات والبسكويت خلال هذه الفترة وتعويضها بالفواكه الجافة خاصة التمور، التي تحتوي على الكالسيوم والأحماض الأمينية والماغنيسيوم، أو بالعصائر الطازجة، كعصير الفواكه وعصير الخيار والحامض مع إضافة بعض أوراق النعناع، الذي يساعد على تخليص الجسم من السموم، بالإضافة إلى مده بالطاقة والشعور بالانتعاش.

وبالنسبة لوجبة الغذاء، تدعو الاختصاصية، للتركيز على السلطات المنعشة التي تحتوي على الخضروات الغنية بالماء، كالخس والكرفس والجزر والقرع والبروكولي والفلفل الحلو، كما تدعو إلى الاعتماد على اللحوم البيضاء خلال هذه الفترة.

وبخصوص وجبة المساء، تنصح المكاوي، بتناول وجبة خفيفة كحساء الخضراوات أو سلطة الخيار والطماطم أو الاكتفاء بكوب عصير منعش أو سلطة الفواكه، على ألا يتجاوز وقت الوجبة الساعة الثامنة مساءا، مبرزة أن التأخر في تناول وجبة العشاء خلال فصل الصيف، مع الاعتماد على تلك الغنية بالسعرات الحرارية أو الدهون، يعد من أبرز العوامل التي تساهم في الأرق خلال فترة الصيف وبالتالي الشعور بالتعب والخمول في اليوم الموالي.

كيف نتفادى هذه الأعراض؟

تقول اختصاصية التغذية، إن التأقلم مع طبيعة الفصل باعتماد نمط حياة صحي، يعد من أفضل الحلول على الإطلاق لتفادي تلك الأعراض، أولها تنظيم ساعات النوم والاعتماد على الأكل الصحي والحرص على ترطيب الجسم، عن طريق شرب كميات كبيرة من المياه، بالإضافة إلى ممارسة بعض التمارين الرياضية، خاصة رياضة المشي لمدة 30 دقيقة في اليوم، التي تساعد على مد الجسم بالطاقة وبالتالي تفادي الشعور بالخمول.

وتعتبر المتحدثة ذاتها، أن تنشيط عضلات الجسم عن طريق ممارسة الرياضة، يساعد على التأقلم مع جميع الفصول كيفما كانت طبيعتها.

في سياق آخر، تدعو المكاوي، الأشخاص الذين يعانون من فقدان الشهية وعدم الرغبة في الأكل، بتناول المكملات الغذائية التي تحتوي على مجموعة الفيتامينات الأساسية، بعد الاستشارة الطبية.

وبالنسبة للأشخاص الذين، يجدون صعوبة في شرب كميات كبيرة من المياه، تنصح المتحدثة ذاتها، بإضافة بعض النكهات المنعشة لتحسين مذاق الماء، كإضافة شرائح الليمون وأوراق النعناع، أو بعض الفواكه المفضلة.

من جهة أخرى، تعتبر الاختصاصية، أن الالتزام بهذه النصائح، من شأنه أيضا يجعل من فصل الصيف فرصة، للتخلص من الوزن الزائد أو الحفاظ عليه على الأقل، مشيرة إلى أن الأغلبية قد يعانون من مشاكل زيادة الوزن خلال الفترة الصيفية بسبب "الفاست فود" والسهر والتخلي عن ممارسة الأنشطة البدنية.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح