بقلم: محمد بوزكو
آح...آح...!!
صبرت حتى وحرت. لا أستطيع الصبر أكثر. يجبدونني بتفكيرهم وبإفرازاتهم الدماغية المعتوهة... يصعب علي أن أترك عملي وأتفرغ لمقاومة التفكير المعطوب... ولكن ما باليد حيلة... يأكلني قلبي...هكذا أنا... سأضحي ولا أنام الليلة...
قرأت وسمعت ورأيت عبر فيديوهات كيف تناقش الأمور هنا في هذه البلدة/ المزرعة الغير السعيدة... تتبعت كيف يتكتل الأمي والتافه وأشباه المثقفين لتأييد أفكار بالية مزقها الزمن وشوهها العقل المفكر... وفوق ذاك وذاك تصدر عن "زعماء" يعتمدون النقل عوض العقل معتقدين أنهم ينتجون أفكارا لكنهم بالكاد ينجحون أحرارا والعلم منهم يتقطّر مدرارا...
من الجراثيم الفكرية التي أصبحت تتجول بيننا في هذه الأيام على حل شعرها حتى أضحى كل من يقشّر الحروف يفتي ويفرز آراء على شاكلة... المهرجانات من المبيقات وأصل كل فساد ومهدرة للمال والبنون وأن المسابح مضرة بالحياء... وأنكم يا شعب الناظور لا حق لكم في الرقص والفرح والاستمتاع... فانتم في الحياة كما لو أنكم في قاعة انتظار الموت... فلا تضحكوا ولا تفرحوا ولكن حق لكم أن تنكحوا... فانكحوا ما طاب لكم حتى ما لا ينكح... وأنتم يا شعب وان كنتم "غيور" فأنتم من فصيلة الضباع وهي فصيلة تحل لكم حق الافتراس... لحوما مطبوخة ونيئة، اسماك السردين والغامبا، ودلاحات حمراء وهندية صفراء... وعند الحصار والقصف والقبض لكم أيضا حق اللجوء للمرحاض...
قد يبدو لكم هذا المشهد مبالغا فيه... لكن الواقع يعلو ولا يعلى عليه... تلكم هي الحقيقة المأساوية... الشعوب تريد أن تحيى وتمرح وتعيش الدنيا بما فيها من متاع... دون وصاية ولا حجر من أحد... فالله بقومه عليم... وبشر نفوس عباده مطلع ورحيم... هو الذي يهدي من يشاء ولا أحد يهدي من أحب ولا من يشاء...
ما ذنب هذا الشعب المغلوب على أمره المحاصر بالأزبال والأسمنت والأفكار الشاحبة الفارغة الغارقة في الجهل والتخلف... ؟
ما ذنب هؤلاء المواطنين الذين انقلب عليهم الزمن بعد بطولات وأمجاد في التاريخ... وأصبحوا الآن مسيجين بسياج سميك كأنما حيوانات بلا حيوات... ؟
لماذا تريدون أن تعتقلوا الناس في دماغكم وبأفكاركم العتيقة... وتحاولون تحويلهم لكائنات ميتة احساسيا وحياتيا...؟ لماذا تغالطون ذوي النيات الحسنة وتوهمونهم أنهم بشرب ماء زمزم ستحل مشاكلهم الصحية وغير الصحية وبتناول دواء العقم الآتي من شبه الجزيرة ستلد النساء نوابغا وجهابذة... ويكثر سواد الأمة لنهجم على الغرب اللعين لنقضي على الكفار والمشركين... والحال أننا بقليلنا دوخنا الروم ومن حولهم وجعلناهم يخافون من اللحية ومن اللون الأسمر... لماذا تريدون تحويل هؤلاء الناس المساكين السذج لدجاجات وديكة مهمتهم الوحيدة هي النقب والصياح وبيض البيض بعد كل نكاح...؟
هل المهرجانات هي التي شوهت تربية أولادنا أم أن الجهل القابع فينا هو من جعلنا متخلفين أكثر من التخلف؟ هل أولئك الطيبون الباحثون عن البهجة والسرور بين ثنايا الموسيقى والأغنيات هم من يذهب للقتال في الشام والعراق وفي أوروبا؟ أبالتعاويذ والبخور والقصص ستربون جيل المستقبل؟ هل وقعت معصية أو رذيلة أيام المهرجان؟ هل حبلت فتاة هناك؟ هل تخلت فتاة ما عن رضيع تحت المنصة؟ ما يقع في البيوت خفية أفضع وأبشع من شباب وشابات حملوا أحلامهم في ثنايا قلوبهم الدافئة الرهيفة، وتسلحوا بالتسامح والمحبة لينتصروا على الكآبة والتعاسة محاولين إيجاد لحظات سعيدة على هامش المهرجان ووسط هذا الركام من القرف والقبح الذي يغزو المدينة.
يا من تسيدتم علينا...
لقد أفرغتم المدينة من كل جميل فيها... شنقتم الثقافة والأدب فيها كما تشنق الأغنام... حطمتم مسارحها وقاعاتها السينمائية... أجهزتهم على حدائقها وفراشاتها... وانبتتم مكانها فرّاشين زحفوا على كل شارع ورصيف... والآن ها أنتم تريدون محو ما تبقى في هذا المجمع السكاني من نسيم الحياة... تريدون خلق شعب على مقاسكم... تفصلون له الجلباب الذين تريدون وتشذبوا لحيته على هواكم... تختارون له أجمل وألون حجاب وكتبتم لهم شعارات زائفة سهلة للانخداع... حجابي عفتي... أميرة في حجابي... لحيتي جنتي... سواكي جمالي... خدّاي لذتي... أه عفوا، هذه لا سقطت سهوا... إنها تحث على الدعارة والفسق والفجور.
لا يمكن لشعب أعرج أن يسير سويا... النفس كالجسد تحتاج هي أيضا للتغذية بالفرحة والمتعة والبهجة... فان كانت أبداننا عند كل سقم تحتاج للدواء والمستشفيات فإن نفوسنا تحتاج هي الأخرى للمسابح والملاعب والموسيقى...
إن هذا الكل الجامع ما يشكل التوازن النفسي والجسدي للإنسان... فرجاء لا تساهموا في خلق مواطنين معتلين ومشوهين... لأنكم بذلك، شئتم أم لا، تساهمون في إسراع وثيرة عملية التحول نحو الدعشنة وبسلاسة خارقة...
استرخصتم في الناس حق الاستمتاع جهرا وأنتم المستمتعون خلسة...
رجاء لا تنصبوا أنفسكم أولياء على الله... لا تمنحوا لأنفسكم حق الكلام باسمه جل جلاله... لا تتدخلوا بينه وبين عباده... فأنتم أيضا عبادا تفعلون في سركم ما يندى له الجبين...
الإنسان لا يحتاج للمستشفى فقط. ولا للأكل فقط. ولا للأموال فقط. ولا للصلاة فقط. ولا للصوم فقط. ولا للنكاح وفبركة الأطفال فقط. الإنسان يحتاج للعب أيضا. لدراسة العلم أيضا. للترفيه عن النفس أيضا. للجنون أيضا. وللجمال أيضا. هو ذا الإنسان الذي خلقه الله وأنعمه بكل الحواس... فلا تعطلوا حواسا أنعمنا الله بها.
فيا حالما بالحكم... وسلطة الحكم... وراحة الكراسي...
رجاء...
لا تزايدوا علينا من أجل أربعة كراسي فارغة...
لا تسترخصونا... احترموا ذكاء أهل هذه المدينة...
لا تشيطنوا أحدا وبداخلكم سوقا للشياطين...
لا توزعوا علينا ورعكم وابتساماتكم وأنتم وراء الستار تلعنونا...
السكان لا يريدون ماء زمزم... يريدون ماء في الصنابير وبأثمنة معقولة...
المواطن لا يريد دواء للعقم... والانتصاب... يريد أجرة يغذي بها أولاده ويدرسهم ويسيلهم في فضاءات للأطفال كما أطفال العالم...
الشعب يريد مستشفيات للتداوي ومهراجانات للترفيه... ويطمح لدار للعجزة ومسابح للتذويب الضغط... يريد أيضا فضاءات وحدائق وشوارع نظيفة... يريد التحرر من الأزبال...
أما أشباه المثقفين... المارقين... فليشربوا ماء زمزم livraison à domicile وليحاربوا العقم بالانتصاب مدافعين عن الكلخ المبيق.
آح...آح...!!
صبرت حتى وحرت. لا أستطيع الصبر أكثر. يجبدونني بتفكيرهم وبإفرازاتهم الدماغية المعتوهة... يصعب علي أن أترك عملي وأتفرغ لمقاومة التفكير المعطوب... ولكن ما باليد حيلة... يأكلني قلبي...هكذا أنا... سأضحي ولا أنام الليلة...
قرأت وسمعت ورأيت عبر فيديوهات كيف تناقش الأمور هنا في هذه البلدة/ المزرعة الغير السعيدة... تتبعت كيف يتكتل الأمي والتافه وأشباه المثقفين لتأييد أفكار بالية مزقها الزمن وشوهها العقل المفكر... وفوق ذاك وذاك تصدر عن "زعماء" يعتمدون النقل عوض العقل معتقدين أنهم ينتجون أفكارا لكنهم بالكاد ينجحون أحرارا والعلم منهم يتقطّر مدرارا...
من الجراثيم الفكرية التي أصبحت تتجول بيننا في هذه الأيام على حل شعرها حتى أضحى كل من يقشّر الحروف يفتي ويفرز آراء على شاكلة... المهرجانات من المبيقات وأصل كل فساد ومهدرة للمال والبنون وأن المسابح مضرة بالحياء... وأنكم يا شعب الناظور لا حق لكم في الرقص والفرح والاستمتاع... فانتم في الحياة كما لو أنكم في قاعة انتظار الموت... فلا تضحكوا ولا تفرحوا ولكن حق لكم أن تنكحوا... فانكحوا ما طاب لكم حتى ما لا ينكح... وأنتم يا شعب وان كنتم "غيور" فأنتم من فصيلة الضباع وهي فصيلة تحل لكم حق الافتراس... لحوما مطبوخة ونيئة، اسماك السردين والغامبا، ودلاحات حمراء وهندية صفراء... وعند الحصار والقصف والقبض لكم أيضا حق اللجوء للمرحاض...
قد يبدو لكم هذا المشهد مبالغا فيه... لكن الواقع يعلو ولا يعلى عليه... تلكم هي الحقيقة المأساوية... الشعوب تريد أن تحيى وتمرح وتعيش الدنيا بما فيها من متاع... دون وصاية ولا حجر من أحد... فالله بقومه عليم... وبشر نفوس عباده مطلع ورحيم... هو الذي يهدي من يشاء ولا أحد يهدي من أحب ولا من يشاء...
ما ذنب هذا الشعب المغلوب على أمره المحاصر بالأزبال والأسمنت والأفكار الشاحبة الفارغة الغارقة في الجهل والتخلف... ؟
ما ذنب هؤلاء المواطنين الذين انقلب عليهم الزمن بعد بطولات وأمجاد في التاريخ... وأصبحوا الآن مسيجين بسياج سميك كأنما حيوانات بلا حيوات... ؟
لماذا تريدون أن تعتقلوا الناس في دماغكم وبأفكاركم العتيقة... وتحاولون تحويلهم لكائنات ميتة احساسيا وحياتيا...؟ لماذا تغالطون ذوي النيات الحسنة وتوهمونهم أنهم بشرب ماء زمزم ستحل مشاكلهم الصحية وغير الصحية وبتناول دواء العقم الآتي من شبه الجزيرة ستلد النساء نوابغا وجهابذة... ويكثر سواد الأمة لنهجم على الغرب اللعين لنقضي على الكفار والمشركين... والحال أننا بقليلنا دوخنا الروم ومن حولهم وجعلناهم يخافون من اللحية ومن اللون الأسمر... لماذا تريدون تحويل هؤلاء الناس المساكين السذج لدجاجات وديكة مهمتهم الوحيدة هي النقب والصياح وبيض البيض بعد كل نكاح...؟
هل المهرجانات هي التي شوهت تربية أولادنا أم أن الجهل القابع فينا هو من جعلنا متخلفين أكثر من التخلف؟ هل أولئك الطيبون الباحثون عن البهجة والسرور بين ثنايا الموسيقى والأغنيات هم من يذهب للقتال في الشام والعراق وفي أوروبا؟ أبالتعاويذ والبخور والقصص ستربون جيل المستقبل؟ هل وقعت معصية أو رذيلة أيام المهرجان؟ هل حبلت فتاة هناك؟ هل تخلت فتاة ما عن رضيع تحت المنصة؟ ما يقع في البيوت خفية أفضع وأبشع من شباب وشابات حملوا أحلامهم في ثنايا قلوبهم الدافئة الرهيفة، وتسلحوا بالتسامح والمحبة لينتصروا على الكآبة والتعاسة محاولين إيجاد لحظات سعيدة على هامش المهرجان ووسط هذا الركام من القرف والقبح الذي يغزو المدينة.
يا من تسيدتم علينا...
لقد أفرغتم المدينة من كل جميل فيها... شنقتم الثقافة والأدب فيها كما تشنق الأغنام... حطمتم مسارحها وقاعاتها السينمائية... أجهزتهم على حدائقها وفراشاتها... وانبتتم مكانها فرّاشين زحفوا على كل شارع ورصيف... والآن ها أنتم تريدون محو ما تبقى في هذا المجمع السكاني من نسيم الحياة... تريدون خلق شعب على مقاسكم... تفصلون له الجلباب الذين تريدون وتشذبوا لحيته على هواكم... تختارون له أجمل وألون حجاب وكتبتم لهم شعارات زائفة سهلة للانخداع... حجابي عفتي... أميرة في حجابي... لحيتي جنتي... سواكي جمالي... خدّاي لذتي... أه عفوا، هذه لا سقطت سهوا... إنها تحث على الدعارة والفسق والفجور.
لا يمكن لشعب أعرج أن يسير سويا... النفس كالجسد تحتاج هي أيضا للتغذية بالفرحة والمتعة والبهجة... فان كانت أبداننا عند كل سقم تحتاج للدواء والمستشفيات فإن نفوسنا تحتاج هي الأخرى للمسابح والملاعب والموسيقى...
إن هذا الكل الجامع ما يشكل التوازن النفسي والجسدي للإنسان... فرجاء لا تساهموا في خلق مواطنين معتلين ومشوهين... لأنكم بذلك، شئتم أم لا، تساهمون في إسراع وثيرة عملية التحول نحو الدعشنة وبسلاسة خارقة...
استرخصتم في الناس حق الاستمتاع جهرا وأنتم المستمتعون خلسة...
رجاء لا تنصبوا أنفسكم أولياء على الله... لا تمنحوا لأنفسكم حق الكلام باسمه جل جلاله... لا تتدخلوا بينه وبين عباده... فأنتم أيضا عبادا تفعلون في سركم ما يندى له الجبين...
الإنسان لا يحتاج للمستشفى فقط. ولا للأكل فقط. ولا للأموال فقط. ولا للصلاة فقط. ولا للصوم فقط. ولا للنكاح وفبركة الأطفال فقط. الإنسان يحتاج للعب أيضا. لدراسة العلم أيضا. للترفيه عن النفس أيضا. للجنون أيضا. وللجمال أيضا. هو ذا الإنسان الذي خلقه الله وأنعمه بكل الحواس... فلا تعطلوا حواسا أنعمنا الله بها.
فيا حالما بالحكم... وسلطة الحكم... وراحة الكراسي...
رجاء...
لا تزايدوا علينا من أجل أربعة كراسي فارغة...
لا تسترخصونا... احترموا ذكاء أهل هذه المدينة...
لا تشيطنوا أحدا وبداخلكم سوقا للشياطين...
لا توزعوا علينا ورعكم وابتساماتكم وأنتم وراء الستار تلعنونا...
السكان لا يريدون ماء زمزم... يريدون ماء في الصنابير وبأثمنة معقولة...
المواطن لا يريد دواء للعقم... والانتصاب... يريد أجرة يغذي بها أولاده ويدرسهم ويسيلهم في فضاءات للأطفال كما أطفال العالم...
الشعب يريد مستشفيات للتداوي ومهراجانات للترفيه... ويطمح لدار للعجزة ومسابح للتذويب الضغط... يريد أيضا فضاءات وحدائق وشوارع نظيفة... يريد التحرر من الأزبال...
أما أشباه المثقفين... المارقين... فليشربوا ماء زمزم livraison à domicile وليحاربوا العقم بالانتصاب مدافعين عن الكلخ المبيق.