بقلم: محمد بوزكو
في الأسبوع الفارط كتبت عن المفهوم الجديد لرمضان وقلت بأنه أصبح شهرا للأكل والعلف والشهوات وكذا للعنف. وها هي سيمانا قد فاتت، فاتت وقد خلفت على الأقل قتيلين وضحايا عديدة للإجرام والاعتداء في مختلف المدن المغربية كما خلفت رمي جنينين في الشارع دون الحديث عن الشجار وتبادل الكلام النابي والساقط.
الحاصول الذي هو مؤكد هو أن الإجرام والاعتداءات والشجار يكثر في رمضان شهر العبادة والغفران والتسامح. هاد الشي اللي عطا الله ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن ننفي ذلك.
السؤال المؤرق هو: لماذا هذا؟
الجواب على هذا السؤال يطرح الكثير من الأسئلة الجريئة والصريحة...
هل نحن متدينون فعلا؟ هل نعرف حقيقة ديننا؟ هل نحن متشبعين بقيم التسامح والأخوة والفضيلة؟
الطبيعي أن هذا الكم الهائل من الناس الذين تعج بهم المساجد، وهذا التسابق نحو ممارسة الطقوس الدينية واللهفة المفرطة نحو قطف أكبر عدد من الحسنات... لا يمكن إلا أن يفرز مجتمعا متسامحا، متآخ ومتآزر... لكن واقع الحال غير ذلك... إذ أنه كلما حل رمضان يحل العنف بجميع أشكاله وكلما غصت المساجد بالمصلين كلما فرغت القلوب من الرحمة... وكلما رفع الإمام أكف الضراعة طالبا الهداية لفعل الخير كلما تاه الناس نحو فعل الشر... قتل هنا وذبح هناك، شجار هنا وكلام ناب هناك... هذا سكين وذاك ساطور وتلك لطمة وهذه ركلة... ومسلسل من اللقطات العنيفة تفوق المسلسلات التلفزية...
هل نحن فعلا متشبعين بديننا؟ أم أننا نلعب لعبة الغميضة مع الله ومع أنفسنا؟ نسبح ليلا ونسلخ نهارا، نصلي التراويح في خشوع وبنفس الخشوع نصفي بعضنا البعض، نصوم عن الأكل والشرب ونتآكل بيننا، نقترب من المساجد ونبتعد عن فعل الخير والإحسان... نعبد الله وبالله نتبادل القذف والسب... نعتمر لنخوي السيئات ونعمر الحسنات ثم سرعان ما أن نعود لنخوي الحسنات ونعمر السيئات...
هكذا نحن قوم فيه من الميكروبات أكثر مما فيه من الفيتامينات... يلزمنا الأطنان من الأنتيبيوتيكات والعديد من العمليات الجراحية حتى نجفف ينابيع الشر والأنا التي تسيل فينا مدرارا مدرارا... بل نحتاج لسنوات من جلسات الطب النفسي والبسيكولوجي اُشوف تشوف !!!
نحن قوم للسربيس فقط. مسلمون بالسربيس. الصلاة عندنا سربيس، والصوم سربيس، الحج والصدقة سربيس... كل الدين نراه سربيس... أي إكراه سوسيولوجي وجب فعله لترتاح نفسيا كي تفعل النقيض... كورشي سجمير !
الدين عندنا مظهر، لافتة، يافطة، عنوان... ونقطة سوداء في الجبين... والحال أن الدين هو سلوك مسترسل ودائم، هو تربية هو إحساس وشعور بالصفاء الداخلي... هذا الصفاء الداخلي متى كان فعلا سينعكس أوتوماتيكيا على سلوكنا الخارجي... أجدادنا لم تكن لهم تلك النقطة السوداء في الجبين رغم كثرة صلاتهم... لم تكن لديهم لحي بهذا الشكل ولم تكن في أفواههم عيدان يمصونها وكذلك أمهاتنا كن يرتدين الفونارا وضفائر شعرهن ملفوفة فوقها بعناية... وكان التسامح والكرم والقناعة والكلمة سلوك يومي.
والآن... والآن ماذا نرى؟ لحي مسدولة ومعروضة وكأننا في معرض دائم للحي، أفواه تمص عيدان... سراويل، عباءات وقبعات أفغانية، براقع وحجب بمختلف الأصناف والأشكال وكثير من الألوان فيما قليل من الحياء والقناعة والتسامح والكلمة... دون الحديث عما يروج وراء الحجاب وخلف الأبواب الموصدة وتحت الطاولات... وفي الظلمات...
نحن قوم نريد كل شيء... نريد الدنيا بمتاعها، ولذتها... وعيننا على الجنية بخيراتها... الحصول نريد الجنة بأقل تكلفة وبقلب فارغ من الإيمان...
وماذا لوم طلب منا الله أن نعبده وكفى دون وجود جنة ولا نار... أن نشهد به وبرسوله، أن نصلي له، نزكي، نحج... ولكن دون أن تكون هناك لا جنة ولا نار، كيف سيكون تصرفنا؟ انه مجرد سؤال.
في الأسبوع الفارط كتبت عن المفهوم الجديد لرمضان وقلت بأنه أصبح شهرا للأكل والعلف والشهوات وكذا للعنف. وها هي سيمانا قد فاتت، فاتت وقد خلفت على الأقل قتيلين وضحايا عديدة للإجرام والاعتداء في مختلف المدن المغربية كما خلفت رمي جنينين في الشارع دون الحديث عن الشجار وتبادل الكلام النابي والساقط.
الحاصول الذي هو مؤكد هو أن الإجرام والاعتداءات والشجار يكثر في رمضان شهر العبادة والغفران والتسامح. هاد الشي اللي عطا الله ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن ننفي ذلك.
السؤال المؤرق هو: لماذا هذا؟
الجواب على هذا السؤال يطرح الكثير من الأسئلة الجريئة والصريحة...
هل نحن متدينون فعلا؟ هل نعرف حقيقة ديننا؟ هل نحن متشبعين بقيم التسامح والأخوة والفضيلة؟
الطبيعي أن هذا الكم الهائل من الناس الذين تعج بهم المساجد، وهذا التسابق نحو ممارسة الطقوس الدينية واللهفة المفرطة نحو قطف أكبر عدد من الحسنات... لا يمكن إلا أن يفرز مجتمعا متسامحا، متآخ ومتآزر... لكن واقع الحال غير ذلك... إذ أنه كلما حل رمضان يحل العنف بجميع أشكاله وكلما غصت المساجد بالمصلين كلما فرغت القلوب من الرحمة... وكلما رفع الإمام أكف الضراعة طالبا الهداية لفعل الخير كلما تاه الناس نحو فعل الشر... قتل هنا وذبح هناك، شجار هنا وكلام ناب هناك... هذا سكين وذاك ساطور وتلك لطمة وهذه ركلة... ومسلسل من اللقطات العنيفة تفوق المسلسلات التلفزية...
هل نحن فعلا متشبعين بديننا؟ أم أننا نلعب لعبة الغميضة مع الله ومع أنفسنا؟ نسبح ليلا ونسلخ نهارا، نصلي التراويح في خشوع وبنفس الخشوع نصفي بعضنا البعض، نصوم عن الأكل والشرب ونتآكل بيننا، نقترب من المساجد ونبتعد عن فعل الخير والإحسان... نعبد الله وبالله نتبادل القذف والسب... نعتمر لنخوي السيئات ونعمر الحسنات ثم سرعان ما أن نعود لنخوي الحسنات ونعمر السيئات...
هكذا نحن قوم فيه من الميكروبات أكثر مما فيه من الفيتامينات... يلزمنا الأطنان من الأنتيبيوتيكات والعديد من العمليات الجراحية حتى نجفف ينابيع الشر والأنا التي تسيل فينا مدرارا مدرارا... بل نحتاج لسنوات من جلسات الطب النفسي والبسيكولوجي اُشوف تشوف !!!
نحن قوم للسربيس فقط. مسلمون بالسربيس. الصلاة عندنا سربيس، والصوم سربيس، الحج والصدقة سربيس... كل الدين نراه سربيس... أي إكراه سوسيولوجي وجب فعله لترتاح نفسيا كي تفعل النقيض... كورشي سجمير !
الدين عندنا مظهر، لافتة، يافطة، عنوان... ونقطة سوداء في الجبين... والحال أن الدين هو سلوك مسترسل ودائم، هو تربية هو إحساس وشعور بالصفاء الداخلي... هذا الصفاء الداخلي متى كان فعلا سينعكس أوتوماتيكيا على سلوكنا الخارجي... أجدادنا لم تكن لهم تلك النقطة السوداء في الجبين رغم كثرة صلاتهم... لم تكن لديهم لحي بهذا الشكل ولم تكن في أفواههم عيدان يمصونها وكذلك أمهاتنا كن يرتدين الفونارا وضفائر شعرهن ملفوفة فوقها بعناية... وكان التسامح والكرم والقناعة والكلمة سلوك يومي.
والآن... والآن ماذا نرى؟ لحي مسدولة ومعروضة وكأننا في معرض دائم للحي، أفواه تمص عيدان... سراويل، عباءات وقبعات أفغانية، براقع وحجب بمختلف الأصناف والأشكال وكثير من الألوان فيما قليل من الحياء والقناعة والتسامح والكلمة... دون الحديث عما يروج وراء الحجاب وخلف الأبواب الموصدة وتحت الطاولات... وفي الظلمات...
نحن قوم نريد كل شيء... نريد الدنيا بمتاعها، ولذتها... وعيننا على الجنية بخيراتها... الحصول نريد الجنة بأقل تكلفة وبقلب فارغ من الإيمان...
وماذا لوم طلب منا الله أن نعبده وكفى دون وجود جنة ولا نار... أن نشهد به وبرسوله، أن نصلي له، نزكي، نحج... ولكن دون أن تكون هناك لا جنة ولا نار، كيف سيكون تصرفنا؟ انه مجرد سؤال.