بقلم: محمد بوزكو
أستسمحك... لأني لم أتمكن من حضور جنازتك وتوديعك الوداع الأخير لأسباب قاهرة...
أستسمحك لأني وان أتيت إليك أحيانا وسلمت عليك وتبادلنا كلاما سريعا داخل محل بيع الأحذية الرياضية في المركب التجاري فاني مرارا كنت أمر قرب نفس المحل وكنت أراقبك من الباب خلسة وأنت تقرأ كتابا فأبتسم وأمر...
أستسمحك لأني لم أعِد قراءة دواوينك منذ القراءة الأولى...
لا زلت أتذكر سفرنا لدار الكبداني حيث ألقيت شعرا وأنت في حضن جمعية آيث سعيذ... وأتذكر بالأخص تلك القصيدة التي لم تكتبها ولم تلقها إلا حين عودتنا، وكم كنت بارعا في غزل الكلمات وشحذها بالأحاسيس الرهيفة الممزوجة باللذة الناعمة بحيث جعلتني أتيه بين الأبيات، والقوافي لأنتبه لنفسي واقفة على شفا مصيدة وقلبي يسرع من نبضاته تأثرا وإشفاقا على تلك الفتاة المسكينة كيف أيقظتها في عز الحلم لتعجن الخبز تماما كما أيقظتنا أمس على خبر رحيلك.
توقفت ورحلت في صمت.
توقف القلب عن النبض.
توقف الكلام.
خرس الكلام.
خلص الكلام.
لا شعر بعد اليوم ولا قصيدة.
هي جنازة لشعر... كي يحيى شاعر.
أتأسف لك يا حجر، لا كتابة عليك بعد اليوم، لن تنعم بنعيم المعنى ونعامة المغزى ولن تصنع لك الكلمات فروة تقيك من العراء. وأنت يا عريس من لك يزغرد؟ زفافك مأتم بعد اليوم. لن تجد كلمات تواجه بها لهفة العروسة ولا همسات تطفئ بها بحور الحب فالأحسن لك ألاّ تتزوج وان أصريت فلا تحب لأنك لن تجدا شعرا في الحب ولن تجد ما تشفي به غليل حبيبتك بعد اليوم.
توقف القلب. توقف الشعر. توقف البحث عن ملامح وجوهنا في ملامح الماء. وهل للماء ملامحا غير ملامحنا؟. من سيبحث لنا عن ملامح بعد اليوم؟ آه علينا من وجوهنا التي لا ملامح لها !. من نحن؟ من يحدد ملامحنا؟. لا ملامح لنا غير ملامح الماء. ننساب كالماء، ننفلت كالماء وسرعان ما نيبس كالماء فتغيب ملامحنا. هل هذا ما كنت تريد قوله يا شاعرنا؟ هل أتعبك البحث عن ملامح لنا ثم اخترت الانصراف في صمت؟ ونحن، هل سنعيش من وراءك بلا ملامح؟ أنت ملامحنا التي كانت تتشكل وحين غادرت هوى التشكيل.
سأكب على الحجر، زغرودة للعريس والبحث عن ملاح لوجوهنا في ملامح الماء. هذه هي خلاصة تجربة 30 سنة من الكاتبة الشعرية لدى أحمد الزياني. تجربة حملها علال في حقيبته المثقوبة مغادرا آيث سعيذ نحو هولاندة في منتصف الثمانينات. وهناك في الأراضي المنخفضة زرع أحلى الكلام فخط أروع الصور ونفخ فيها أعذب إحساس. بعصاميته واستلهامه للتراث وتفانيه في القراءة واطلاعه على الآداب العالمي استطاع أحمد أن يجد لقصائده ملامحا لا تشبهها ملامح. وكم كانت طريقته في إلقاء الشعر تغري السامعين، نبرات صوتية تتغير تباعا وفق تغيرات القصيدة وترسل ذبذبات فوق صوتية تدب كالنمل في جسد المتلقي فيذوب المعنى في الذات إيذانا لأحلى عملية تطهير.
ورغم أنك وحبيبتك قد خبأتما قلبا وكنتما تتقاسمان قلبا واحدا به كنتما تعيشان معا، إلا أنك أبيت أن ترحل وتترك لها القلب المتبقي لتحيى به وحيدة. ما أروعك.
Ticti n wur inu dg wur nnm at fsi
anddar s yij n wur an xmmer wennedni
ويبقى هذا أجمل بيت كتبه احمد الزياني:
Rami zrigh izryawn war jjigh min war nnigh
Rami zrigh azri nnm war ufigh min gha yinigh
رحمك الله.
أستسمحك... لأني لم أتمكن من حضور جنازتك وتوديعك الوداع الأخير لأسباب قاهرة...
أستسمحك لأني وان أتيت إليك أحيانا وسلمت عليك وتبادلنا كلاما سريعا داخل محل بيع الأحذية الرياضية في المركب التجاري فاني مرارا كنت أمر قرب نفس المحل وكنت أراقبك من الباب خلسة وأنت تقرأ كتابا فأبتسم وأمر...
أستسمحك لأني لم أعِد قراءة دواوينك منذ القراءة الأولى...
لا زلت أتذكر سفرنا لدار الكبداني حيث ألقيت شعرا وأنت في حضن جمعية آيث سعيذ... وأتذكر بالأخص تلك القصيدة التي لم تكتبها ولم تلقها إلا حين عودتنا، وكم كنت بارعا في غزل الكلمات وشحذها بالأحاسيس الرهيفة الممزوجة باللذة الناعمة بحيث جعلتني أتيه بين الأبيات، والقوافي لأنتبه لنفسي واقفة على شفا مصيدة وقلبي يسرع من نبضاته تأثرا وإشفاقا على تلك الفتاة المسكينة كيف أيقظتها في عز الحلم لتعجن الخبز تماما كما أيقظتنا أمس على خبر رحيلك.
توقفت ورحلت في صمت.
توقف القلب عن النبض.
توقف الكلام.
خرس الكلام.
خلص الكلام.
لا شعر بعد اليوم ولا قصيدة.
هي جنازة لشعر... كي يحيى شاعر.
أتأسف لك يا حجر، لا كتابة عليك بعد اليوم، لن تنعم بنعيم المعنى ونعامة المغزى ولن تصنع لك الكلمات فروة تقيك من العراء. وأنت يا عريس من لك يزغرد؟ زفافك مأتم بعد اليوم. لن تجد كلمات تواجه بها لهفة العروسة ولا همسات تطفئ بها بحور الحب فالأحسن لك ألاّ تتزوج وان أصريت فلا تحب لأنك لن تجدا شعرا في الحب ولن تجد ما تشفي به غليل حبيبتك بعد اليوم.
توقف القلب. توقف الشعر. توقف البحث عن ملامح وجوهنا في ملامح الماء. وهل للماء ملامحا غير ملامحنا؟. من سيبحث لنا عن ملامح بعد اليوم؟ آه علينا من وجوهنا التي لا ملامح لها !. من نحن؟ من يحدد ملامحنا؟. لا ملامح لنا غير ملامح الماء. ننساب كالماء، ننفلت كالماء وسرعان ما نيبس كالماء فتغيب ملامحنا. هل هذا ما كنت تريد قوله يا شاعرنا؟ هل أتعبك البحث عن ملامح لنا ثم اخترت الانصراف في صمت؟ ونحن، هل سنعيش من وراءك بلا ملامح؟ أنت ملامحنا التي كانت تتشكل وحين غادرت هوى التشكيل.
سأكب على الحجر، زغرودة للعريس والبحث عن ملاح لوجوهنا في ملامح الماء. هذه هي خلاصة تجربة 30 سنة من الكاتبة الشعرية لدى أحمد الزياني. تجربة حملها علال في حقيبته المثقوبة مغادرا آيث سعيذ نحو هولاندة في منتصف الثمانينات. وهناك في الأراضي المنخفضة زرع أحلى الكلام فخط أروع الصور ونفخ فيها أعذب إحساس. بعصاميته واستلهامه للتراث وتفانيه في القراءة واطلاعه على الآداب العالمي استطاع أحمد أن يجد لقصائده ملامحا لا تشبهها ملامح. وكم كانت طريقته في إلقاء الشعر تغري السامعين، نبرات صوتية تتغير تباعا وفق تغيرات القصيدة وترسل ذبذبات فوق صوتية تدب كالنمل في جسد المتلقي فيذوب المعنى في الذات إيذانا لأحلى عملية تطهير.
ورغم أنك وحبيبتك قد خبأتما قلبا وكنتما تتقاسمان قلبا واحدا به كنتما تعيشان معا، إلا أنك أبيت أن ترحل وتترك لها القلب المتبقي لتحيى به وحيدة. ما أروعك.
Ticti n wur inu dg wur nnm at fsi
anddar s yij n wur an xmmer wennedni
ويبقى هذا أجمل بيت كتبه احمد الزياني:
Rami zrigh izryawn war jjigh min war nnigh
Rami zrigh azri nnm war ufigh min gha yinigh
رحمك الله.