محمد بوتخريط . هولندا
هل هي فعلا "انتخابات"؟
لن يستغرق الجواب على هذا السؤال كثيرا من الوقت.. كل الامور تبدوا واضحة و كل الظواهر والملامح صريحة و معطيات حالة المدينة العامة تساعدنا على تأكيد الجواب و هو طبعا "لا" !.
هي على الابواب .. واقصد طبعا ذات"الانتخابات ".. بل وتطرقها هذه المرة بعنف شديد وحملتها ظهرت بوادرها، وإذا التقى اثنان ، كانت الانتخابات ثالثهما..
يبدو أن هذه الانتخابات سوف تكون هذه المرة قوية في المدينة وعاصفية أحيانا في مناطق الاقليم المجاورة، إذ اتسعت دائرة الاهتمام بها بشكل لم يألفه الناس..
ظهور وجوه جديدة.. انشقاق وانصهار وانفصال.. ثم استقلال ومواطنة وتقدم واتحاد وتجمع وحركة وجبهة وطليعة وعدالة ونهضة ومنظمة وعهد “ديمقراطي” جديد ثم معاصرة وما أدراك ما المعاصرة...
في المكان متسع للجميع إلا لمن صنًفوا "عملاء " دون أن يفكر أحد حتى باستجوابهم قبل أن يصنفوهم خونة على مشارف الوطن...وهلم جرا...
من بعيد ..من هنا .. أتابع نصفي الضائع هناك ..أرى كل الأشياء كما هي هناك..
على الطريق ... صور المرشحين تحاصرنا من كلّ الاتجاهات... حرب ألوان وصور وشعارات.
تفتح الجرائد والمجلات يصًبح أو يمًسي عليك فلان وعلان من يحمل كتابا في يده ومن يحمل وردة او سنبلة او مصباحا او ميزانا ..ومن يركب حصانا او سيارة او جرارا او حتى فيلا...
إذا قرّرنا نيل قسط من الراحة في بيوتنا أو في المقاهي أو أحيانا حتى ونحن جالسين أمام حاسوباتنا الصغيرة الحجم والمتوسطة او حتى الكبيرة منها... نرى الوجوه نفسها و لكن هذه المرّة ناطقة... نعم ناطقة ببرامج ومقترحات ومشاريع مستقبلية إنمائية “انتقائية ” مفاجئة.. الخ...الخ...الخ..
مجالس ،اجتماعات ، لقاءات ، ندوات.. يتحدثون عن المحرمات والطرقات والسيارات و الخروقات وعودة المعتقلين والمهاجرين ..
يتحدثون عن الغازات السامة والديمقراطية والوطن والريف والاحتلال الإسباني..ومليلية و..و..و يتحدثون عن التواصل الودّي بين طبقات المجتمع.. عن كل شيء... كل شيء!
جميعهم و دون استثناء احد ، شاركو ولا زالو يشاركون في "سوق الأحلام" الذّي يسبق كل استحقاق انتخابي ، وجميعهم دون استثناء وعدو..ووعدوا.. ووعدو بل ووعدوا حتى بالقضاء على الفقر نهائيا...
يا سبحان الله ، ويا مغيّر الأحوال.. ما بين الصباح والمساء حال غير الحال لمرشحي هذا الزمن .. إنهم أصبحوا الآن بدراية بكل شيء ..
يتكلمون كثيرًا عن كل شيء ويفهمون في كل شيء... لكن وبكل أسف أغبياء لدرجة تجعلنا أحيانا نخجل عنهم ..لأننا نعرفهم وعرفناهم لسنوات وسنبقى نعرفهم حتى مماتهم أو مماتنا... والأرجح أن مماتنا سيكون أسرع على أيديهم .
يتأهبون لخدمتنا في الريف بكل ما لديهم من طاقة...
وإن كان قد هدرت كرامتنا بالأمس القريب دون ذنب..وكفرنا أحيانا وهجرنا وصنفنا عملاء ..” فعفا الله عما مضى ”... فنحن في زمن الانتخابات ، يقولون قولهم هذا ويمضون ناسين أن التاريخ ليس غفور ولا هو رحيم..
وأن الأقوال في زمن الانتخابات والاختيار الحر تقارن بما قبلها من أفعال..وليس بما تفرضه حمى الانتخابات... أو بكل من يعبّد الطرقات بزفتها..
هي وسائل إعلانية رخيصة ولت إلى غير رجعة.. فالريفي عشق دائما ولا زال يعشق الخفايا السياسية و'زواريبها' وكل خباياها، فكيف إذا كان الزمن هو زمن الانتخابات؟!!
حتى الشيوخ و المقدمين أصبحوا يشجعون الجميع للحصول على البطائق الوطنية وذلك كي يكون صوتهم "مسموعًا" – طبعا كما تريده الانتخابات – فمن دون بطاقة التعريف الوطنية – التي تجعلنا ليوم واحد ذات قيمة – لا أهمية لنا...
فنحن غير مرئيين وصوتنا غير مسموع وإن كانوا يوهموننا بعكس ذلك.. فهذا الوهم صالح ليوم واحد فقط .
سمعت أحد هؤلاء اللذين يريدون تمثيلنا يقول: "يجب أن تكون الكلمة لكم..يجب تغيير القانون الانتخابي..يجب المحاسبة لكي يحس المرشح أنه مسئول ويكون مهتما بالناس في كل زمان ومكان وليس في زمن الانتخابات فقط.. والانتخابات المقبلة ستكون الانطلاقة الفعلية لما أقوله و لمسيرة التغيير والإصلاح... و المحاسبة."
ويومها ضحكت وقلت في نفسي لننتظر ونرى إن كان هناك من شرف قد تبقى !
يا من لا يرون فينا إلا رقما وصوتا ليوم واحد فقط .
أين كنتم وأين تختبئون حين كانت / وتكون شوارع مدينتي الغير المزفتة المليئة بالأزبال أو مخلفاتها فارغة إلا من بعض المارة أو بائع متجول ينتظر رزقا يعود به إلى أفواه جائعة...ولا يجد في طريقه إلا ملصقاتكم ملأت الجدران وشعارات متراكمة بخطوط رديئة لا تحمل فيها من معنى أكثر من عنتريات فارغة أو عبارات أكل عليها الدهر وشرب.
متى تفهمون أننا نستحق الحياة كما أنتم في كل الأوقات ؟
متى تفهمون أننا نستحق أن نُعامل كبشر؟
متى تفهمون أننا نستحق أنّ نُقّدّر كقيمة إنسانية وليس كصوت .. وليوم واحد فقط ؟
حين تفهمون هذا وقتها سنذهب جميعا لممارسة واجبنا الوطني في اختيار من يمثلنا على مدى سنوات من عمرنا... ولا نسمح لأحد أن يتاجر بصوتنا حتى يصل إلى ذلك الكرسي ...
فصوتنا حق لنا ولا نريد له هذه المرة أن يضيع من قبل أشخاص ليس لهم هم إلا تحقيق راحتهم الذاتية.
فحين لا تتحقق للآلاف من الشباب المعطل ، خريجي المعاهد والجامعات الالتحاق بوظيفة محترمة تحقق لهم الكرامة الإنسانية فإن ذلك يجعلني أحتفظ بصوتي لنفسي، وحين ترتفع الأسعار ولا نجد من يوقف المتلاعبين بهذه الأسعار عند حدهم فإن ذلك أيضا يجعلني أحتفظ بصوتي لنفسي..
وحين تخترق حرية الكثير منا بحجج واهية فإن تأثير ذلك يكون شديدا على صوتي، وحين.. وحين... إلخ.
فمن أجل هذا وذاك.. فلن نقبل أن نتحول من إنسان / مواطن إلى مجرد صوت.
نفضل أن نكون صوتا واحدا... على ان نكون صوتا... لمجرد يوم واحد.
هل هي فعلا "انتخابات"؟
لن يستغرق الجواب على هذا السؤال كثيرا من الوقت.. كل الامور تبدوا واضحة و كل الظواهر والملامح صريحة و معطيات حالة المدينة العامة تساعدنا على تأكيد الجواب و هو طبعا "لا" !.
هي على الابواب .. واقصد طبعا ذات"الانتخابات ".. بل وتطرقها هذه المرة بعنف شديد وحملتها ظهرت بوادرها، وإذا التقى اثنان ، كانت الانتخابات ثالثهما..
يبدو أن هذه الانتخابات سوف تكون هذه المرة قوية في المدينة وعاصفية أحيانا في مناطق الاقليم المجاورة، إذ اتسعت دائرة الاهتمام بها بشكل لم يألفه الناس..
ظهور وجوه جديدة.. انشقاق وانصهار وانفصال.. ثم استقلال ومواطنة وتقدم واتحاد وتجمع وحركة وجبهة وطليعة وعدالة ونهضة ومنظمة وعهد “ديمقراطي” جديد ثم معاصرة وما أدراك ما المعاصرة...
في المكان متسع للجميع إلا لمن صنًفوا "عملاء " دون أن يفكر أحد حتى باستجوابهم قبل أن يصنفوهم خونة على مشارف الوطن...وهلم جرا...
من بعيد ..من هنا .. أتابع نصفي الضائع هناك ..أرى كل الأشياء كما هي هناك..
على الطريق ... صور المرشحين تحاصرنا من كلّ الاتجاهات... حرب ألوان وصور وشعارات.
تفتح الجرائد والمجلات يصًبح أو يمًسي عليك فلان وعلان من يحمل كتابا في يده ومن يحمل وردة او سنبلة او مصباحا او ميزانا ..ومن يركب حصانا او سيارة او جرارا او حتى فيلا...
إذا قرّرنا نيل قسط من الراحة في بيوتنا أو في المقاهي أو أحيانا حتى ونحن جالسين أمام حاسوباتنا الصغيرة الحجم والمتوسطة او حتى الكبيرة منها... نرى الوجوه نفسها و لكن هذه المرّة ناطقة... نعم ناطقة ببرامج ومقترحات ومشاريع مستقبلية إنمائية “انتقائية ” مفاجئة.. الخ...الخ...الخ..
مجالس ،اجتماعات ، لقاءات ، ندوات.. يتحدثون عن المحرمات والطرقات والسيارات و الخروقات وعودة المعتقلين والمهاجرين ..
يتحدثون عن الغازات السامة والديمقراطية والوطن والريف والاحتلال الإسباني..ومليلية و..و..و يتحدثون عن التواصل الودّي بين طبقات المجتمع.. عن كل شيء... كل شيء!
جميعهم و دون استثناء احد ، شاركو ولا زالو يشاركون في "سوق الأحلام" الذّي يسبق كل استحقاق انتخابي ، وجميعهم دون استثناء وعدو..ووعدوا.. ووعدو بل ووعدوا حتى بالقضاء على الفقر نهائيا...
يا سبحان الله ، ويا مغيّر الأحوال.. ما بين الصباح والمساء حال غير الحال لمرشحي هذا الزمن .. إنهم أصبحوا الآن بدراية بكل شيء ..
يتكلمون كثيرًا عن كل شيء ويفهمون في كل شيء... لكن وبكل أسف أغبياء لدرجة تجعلنا أحيانا نخجل عنهم ..لأننا نعرفهم وعرفناهم لسنوات وسنبقى نعرفهم حتى مماتهم أو مماتنا... والأرجح أن مماتنا سيكون أسرع على أيديهم .
يتأهبون لخدمتنا في الريف بكل ما لديهم من طاقة...
وإن كان قد هدرت كرامتنا بالأمس القريب دون ذنب..وكفرنا أحيانا وهجرنا وصنفنا عملاء ..” فعفا الله عما مضى ”... فنحن في زمن الانتخابات ، يقولون قولهم هذا ويمضون ناسين أن التاريخ ليس غفور ولا هو رحيم..
وأن الأقوال في زمن الانتخابات والاختيار الحر تقارن بما قبلها من أفعال..وليس بما تفرضه حمى الانتخابات... أو بكل من يعبّد الطرقات بزفتها..
هي وسائل إعلانية رخيصة ولت إلى غير رجعة.. فالريفي عشق دائما ولا زال يعشق الخفايا السياسية و'زواريبها' وكل خباياها، فكيف إذا كان الزمن هو زمن الانتخابات؟!!
حتى الشيوخ و المقدمين أصبحوا يشجعون الجميع للحصول على البطائق الوطنية وذلك كي يكون صوتهم "مسموعًا" – طبعا كما تريده الانتخابات – فمن دون بطاقة التعريف الوطنية – التي تجعلنا ليوم واحد ذات قيمة – لا أهمية لنا...
فنحن غير مرئيين وصوتنا غير مسموع وإن كانوا يوهموننا بعكس ذلك.. فهذا الوهم صالح ليوم واحد فقط .
سمعت أحد هؤلاء اللذين يريدون تمثيلنا يقول: "يجب أن تكون الكلمة لكم..يجب تغيير القانون الانتخابي..يجب المحاسبة لكي يحس المرشح أنه مسئول ويكون مهتما بالناس في كل زمان ومكان وليس في زمن الانتخابات فقط.. والانتخابات المقبلة ستكون الانطلاقة الفعلية لما أقوله و لمسيرة التغيير والإصلاح... و المحاسبة."
ويومها ضحكت وقلت في نفسي لننتظر ونرى إن كان هناك من شرف قد تبقى !
يا من لا يرون فينا إلا رقما وصوتا ليوم واحد فقط .
أين كنتم وأين تختبئون حين كانت / وتكون شوارع مدينتي الغير المزفتة المليئة بالأزبال أو مخلفاتها فارغة إلا من بعض المارة أو بائع متجول ينتظر رزقا يعود به إلى أفواه جائعة...ولا يجد في طريقه إلا ملصقاتكم ملأت الجدران وشعارات متراكمة بخطوط رديئة لا تحمل فيها من معنى أكثر من عنتريات فارغة أو عبارات أكل عليها الدهر وشرب.
متى تفهمون أننا نستحق الحياة كما أنتم في كل الأوقات ؟
متى تفهمون أننا نستحق أن نُعامل كبشر؟
متى تفهمون أننا نستحق أنّ نُقّدّر كقيمة إنسانية وليس كصوت .. وليوم واحد فقط ؟
حين تفهمون هذا وقتها سنذهب جميعا لممارسة واجبنا الوطني في اختيار من يمثلنا على مدى سنوات من عمرنا... ولا نسمح لأحد أن يتاجر بصوتنا حتى يصل إلى ذلك الكرسي ...
فصوتنا حق لنا ولا نريد له هذه المرة أن يضيع من قبل أشخاص ليس لهم هم إلا تحقيق راحتهم الذاتية.
فحين لا تتحقق للآلاف من الشباب المعطل ، خريجي المعاهد والجامعات الالتحاق بوظيفة محترمة تحقق لهم الكرامة الإنسانية فإن ذلك يجعلني أحتفظ بصوتي لنفسي، وحين ترتفع الأسعار ولا نجد من يوقف المتلاعبين بهذه الأسعار عند حدهم فإن ذلك أيضا يجعلني أحتفظ بصوتي لنفسي..
وحين تخترق حرية الكثير منا بحجج واهية فإن تأثير ذلك يكون شديدا على صوتي، وحين.. وحين... إلخ.
فمن أجل هذا وذاك.. فلن نقبل أن نتحول من إنسان / مواطن إلى مجرد صوت.
نفضل أن نكون صوتا واحدا... على ان نكون صوتا... لمجرد يوم واحد.