
من إنجاز : محمد العلالي
تصوير : حمزة حجلة
المشروع يخلق الجدل و يطرح أسئلة عالقة و يفتح نقاش عمومي إختلط فيه الرياضي بالسياسي
إعلان الخبر وبداية الجدل ..
خلّف البلاغ الصادر عن عمالة الناظور، نهاية الأسبوع المنصرم، بشأن الإعلان عن قرب إنطلاقة أشغال إحداث الملعب الرياضي الجديد بالناظور، نقاشا كبيرا، لدى مختلف الفعاليات المدنية بالمنطقة، بشتى أطيافها الرياضية والثقافية والإجتماعية، إضافة إلى الهيآت السياسية والنقابية، والجدال الذي صاحب بلاغ عمالة الناظور، خاصة على مستوى مواقع التواصل الإجتماعي.
وتباينت الآراء حول قرار إحداث مشروع الملعب الرياضي الجديد، الذي رصدت له ميزانية 50 مليار سنتيم ووعاء عقاري يقدّر بــ 20 هكتار، وطاقة إستيعابية تسع لــ 20 ألف متفرج، و الذي لم تحدد عمالة الناظور، عبر بلاغها الرسمي، موقع إنجاز المشروع ( الحلم )، وتاريخ بداية ونهاية أشغال المشروع الرياضي، الذي طالما إنتظرته ساكنة المنطقة والفعاليات الرياضية لعقود من الزمن، وهو ما فتح الباب على مصراعيه، لمجموعة من التأويلات والفرضيات، إختلط فيها النقاش المدني بالحسابات السياسية وحتى الصراع القبلي، وهي خلاصة رد الفعل الذي واكب خاصة في العالم الإفتراضي عبر مختلف وسائل التواصل الإجتماعي، قرار الإعلان الرسمي، لإحداث الملعب الرياضي الجديد، من طرف السلطات الإقليمية بالناظور.
الجماهير الناظورية .. نحن الأحق والأولى بالمشروع
يكمن الجدال الكبير و النقاش العمومي المفتوح، حول الموضوع، في إختلاف وجهات النظر والرأي و الرأي الآخر، الدائر أساسا في مواقع التواصل الإجتماعي، بين الفعاليات الجمعوية والرياضية، المنتمية منها تحديدا إلى الجماعة الترابية للناظور و الجماعة الترابية للعروي بإقليم الناظور، حيث تدافع الجماهير الرياضية بمدينة الناظور، عن قرار إنجاز المشروع الرياضي، بالنفوذ الترابي للمدينة.
وتؤكد الجماهير الرياضية والفعاليات المدنية بالناظور، على شرعية وأحقّية إنجاز المشروع الرياضي المعلن عنه، على مستوى النفوذ الترابي للجماعة الحضرية للناظور، لإعتبارات عديدة، أبرزها الوضعية الهشّة للبنيات التحتية الرياضية بالمدينة، التي لا تسمح بإحتضان المنافسات الكروية، وفق القوانين المعمول بها وطنيا وقاريا ودوليا، في ظل إفتقار الملعب البلدي للناظور، إلى أبسط الشروط والمعايير الضرورية، للمنافسات الكروية الرسمية، إضافة إلى مطلب إنصاف الفعاليات الرياضية والجمعوية التي ترافعت بإلحاح وإصرار عبر حقب زمنية متفرقة مضت، على ضرورة تحقيق حلم إخراج ملعب رياضي بالنفوذ الترابي لمدينة الناظور، تتوفر فيه جميع المواصفات الحديثة، تماشيا مع الموقع الإستراتيجي لمدينة الناظور، باب أوروبا وعاصمة إقليم الناظور، وتجاوبا مع إحتياجات الأندية الكروية والجماهير الرياضية بالمدينة.
الفعاليات الرياضية بمدينة العروي .. الوعاء العقاري يسمح لنا بإحتضان المركب الرياضي
من جانب آخر، تناقش فعاليات جمعوية ورياضية بمدينة العروي، عبر مواقع التواصل الإجتماعي، موضوع إمكانية إحداث مركب رياضي بطاقة إستيعابية تنطبق مع المعايير المعمول بها دوليا وقاريا، على مستوى النفوذ الترابي للجماعة الحضرية للعروي، بحكم توفر الأخيرة على وعاء عقاري هام يقدّر بــ 90 هكتار، تم وضعه من طرف مجلس جماعة العروي عقب مراسلة رسمية، رهن إشارة وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، بإعتبارها الوصية عن القطاع، قصد إستغلال الوعاء المسجّل في ملكية الجماعة الحضرية للعروي، لإنجاز مشروع المركب الرياضي الذي يسمح لإقليم الناظور، بإستضافة التظاهرات الكبرى ومباريات المنتخب الوطني على غرار مدينة وجدة بالجهة الشرقية وباقي جهات المملكة.
دوافع وأسباب غموض بلاغ عمالة الناظور .. الأسئلة الشائكة
وفي ظل النقاش الدائر إعلاميا وعبر مواقع التواصل الإجتماعي، بين مختلف الفعاليات الجمعوية والرياضية أساسا على مستوى مدينة وإقليم الناظور، تطرح مجموعة من الأسئلة حول الدوافع الرئيسية، التي تقف وراء ضبابية بلاع عمالة الناظور، وعدم توضيح التفاصيل الدقيقة للمشروع الرياضي المعلن عنه، للرأي العام المهتم،خاصة ما يتعلق بالوعاء العقاري والمكان الرسمي الذي سيشهد أشغال إنجاز المشروع، إضافة إلى تحديد الحيّز الزمني المتعلق بتاريخ بداية ونهاية الأشغال، من أجل وضع حد للنقاش العمومي الدائر بالمنطقة، بشأن الموضوع، في ظل غياب المعلومات الرسمية الهامة المشار إليها.
في إنتظار إكتمال الفرحة ..
وفي ذات السياق، يذكر أن مجموعة من الفعاليات المهتمة بالمنطقة، إستقبلت خبر عمالة الناظور، بشأن قرار إنجاز الملعب الرياضي الجديد، بفرحة عارمة و إنشراح كبير، غير أنها طالبت السلطات والجهات المختصة، بضرورة إخبار الرأي العام بإقليم الناظور، بالمعطيات المتعلقة أساسا بمكان إنجاز المشروع، وتاريخ بداية ونهاية الأشغال.
من أبعد ولماذا مجلس جماعة الناظور ومجلس إقليم الناظور من المشروع.. الحسابات السياسية والإنتخابات المقبلة واردة.
وحسب بلاغ عمالة الناظور في ذات الشأن، سيتم تمويل مشروع الملعب الرياضي الجديد المشار إليه، بشراكة بين وزارة الداخلية ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ومجلس جهة الشرق، وهو ما يطرح أيضا جملة من الأسلئة، حول أسباب عدم الإشارة إلى إنخراط مؤسسة منتخبة إقليمية متمثلة في مجلس إقليم الناظور ومؤسسة الجماعة الحضرية للناظور، في تمويل المشروع، أو المساهمة فيه من خلال تحديد نوعية هذه الأخيرة و مسؤولية المجلسين معا في المشروع، الذي يهم ساكنة مدينة الناظور والإقليم ككل، في ظل إنخراط مؤسسة جهوية منتخبة متمثلة في مجلس جهة الشرق، وتطرح مجموعة من الفرضيات حول علاقة ذلك بالحسابات السياسية وأجندة الإنتخابات المقبلة الجماعية والتشريعية، قصد عدم توظيف مختلف الفعاليات السياسية المرتبطة بمختلف المحطات الإنتخابية، لمشروع رياضي يحضى بإجماع الساكنة والفعاليات المدنية المؤثرة على المستوى المحلي والإقليمي.