ناظورسيتي: متابعة
نظم مختبر السوسيولوجيا والسيكولوجيا (LSP) بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، المؤتمر الدولي التاسع للعلوم الاجتماعية والصحة، وذلك بتعاون مع مجموعة من المؤسسات العلمية والأكاديمية الشريكة: المركز الوطني للبحث العلمي والتقني (CNRST)، معهد الدراسات السياسية بوردو، المركز الوطني للبحث العلمي "الأفارقة في العالم"، بوردو، منصة إيبورا (IPORA) (متعددة التخصصات للسياسات العامة في أفريقيا)، مركز البحر الأبيض المتوسط لعلم الاجتماع والعلوم السياسية والتاريخ ((MESOPOLHIS، جامعة إيكس مارسيليا، فرنسا، المختبر المتعدد التخصصات لعلم الاجتماع الاقتصادي، المركز الوطني للبحث العلمي، فرنسا (LES/ CNRS et le cnam)، شعبة علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، ظهر المهراز، فاس، شعبة الفلسفة، علم الاجتماع وعلم النفس، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة مولاي إسماعيل، مكناس. وبعد أن صار هذا المؤتمر مناسبة قارة للاتقاء العديد من الباحثين والخبراء المحليين والدوليين بهدف مناقشة ما استجد من تجاربهم البحثية بكل تجرد وموضوعية، فإن محطته التاسعة هاته انعقدت تحت عنوان: "سياسات الصحة والحماية الاجتماعية في مواجهة التفاوتات مقاربة بين ــــ تخصصية للمسارات والتجارب الصحية". وشكلت هذه الفعالية العلمية محطة مهمة لإنجاز نوع من التقييم الأوّلي للسياسات العمومية الجديدة، وللإصلاحات التي يجري تنفيذها في هذا المجال، ولتطوير مقاربات نظرية جديدة وتقديم بعض الاقتراحات الملائمة في هذا الصدد بالنسبة للسياق الوطني المغربي.
كما أن هذا المؤتمر ليس وليد اليوم، وإنما هو امتداد لسنوات من العمل الجماعي في تيمة الصحة والمرض؛ حيث بدأ مؤتمر العلوم الاجتماعية والصحة سنة 2008، أي منذ ما يناهز 16 عاما في وقت كانت فيه الصحة محتكرة طبيا، وكان هذا المؤتمر ٱنا ذاك الطريقة الوحيدة الناجعة التي يمكننا من خلالها أن نجتمع كباحثين وباحثات من تخصصات علمية مختلفة ومن أوطان ومجالات بحثية مختلفة لتحليل ومناقشة ظواهر الصحة والمرض من منظور العلوم الاجتماعية المنفتحة على بعضها البعض.
وإيمانا منا بأهمية هذا الميدان البحثي وبضرورة تطوير وتعضيد التراكم العلمي، اتخذ هذا المؤتمر من ثنائية المرض/الصحة موضوعا للبحث السوسيولوجي، عبر تناول العديد من الإشكالات المرتبطة بهما، من قبيل التمثلات الاجتماعية للمرض والصحة، المحددات الاجتماعية للصحة، الرعاية الصحية، التعايش مع الأمراض المزمنة، الأمراض الجنسية والمعدية، تدبير الهوية الموصومة الناجمة عن المرض، الصحة والنوع الاجتماعي، الشيخوخة والصحة،...إلخ.
وإذا ما كان هنالك من قاسم معرفي مشترك تتأطر ضمنه الاهتمامات والانتاجات البحثية للمؤتمر، فهو بكل تأكيد التفاوتات والمحددات الاجتماعية للصحة والمرض، باعتبارها مقاربة مركزية في مجال الصحة العامة؛ إذ تُمكن من فهم منطق وأشكال اللامساواة في مجال الصحة والمرض، وتسمح أيضا على المستوى الوقائي بفهم وتطوير مداخل لتعزيز الصحة والوقاية والحد من تأثير الفوارق الاجتماعية على الحق في الصحة.
ولعل هذا ما أظهرته نتائج أبحاثنا الميدانية في الحقل الصحي؛ إذ أظهرت التأثير الواضح للتفاوتات الاجتماعية والمحددات الاجتماعية للصحة على تمثلات المجتمع والمرضى للمرض، وعلى الممارسات الوقائية، وعلى الولوج المنصف للرعاية الصحية، وعلى نمط الحياة، وعلى أشكال التعايش مع المرض وعلى الروابط الاجتماعية...إلخ.
وهو ما يتماشى مع خلاصات "تقرير النموذج التنموي الجديد" الذي رصد جملة من الاختلالات التي تشوب المنظومة الصحية، بدءً بضعف جودة الخدمات الصحية، وضعف التغطية الصحية، مروراً بتزايد حدة التفاوتات الاجتماعية، وصولا إلى ضعف التكوين والبحث في المجالي الصحي، وضعف تأهيل وتأطير مهني الصحة بشكل لا يواكب الطلب الاجتماعي المتزايد على الصحة، ولا يساير الإيقاع المتسارع للتحولات الديموغرافية والابيدمولوجية الموسومة، بتزايد كثلة الأمراض المزمنة في مقابل ضعف جودة العرض الصحي العمومي.
لهذا، كان الغرض من هذا المؤتمر هو تبادل التجارب والخبرات المستخلصة من الممارسات البحثية الميدانية، وإقامة تواصل علمي بين الباحثين المتخصصين في العلوم الاجتماعية والصحة بأجيالهم الحالية والناشئة ومناقشة الإشكالات النظرية والتجريبية الناشئة عن دراسة جوانب بحثية جديدة في الصحة والمرض. الدكتور صلاح الدين لعريني، أستاذ باحث في سوسيولوجيا الصحة، مختبر السوسيولوجا والسيكولوجيا، جامعة سيدي محمد بن عبد الله
نظم مختبر السوسيولوجيا والسيكولوجيا (LSP) بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، المؤتمر الدولي التاسع للعلوم الاجتماعية والصحة، وذلك بتعاون مع مجموعة من المؤسسات العلمية والأكاديمية الشريكة: المركز الوطني للبحث العلمي والتقني (CNRST)، معهد الدراسات السياسية بوردو، المركز الوطني للبحث العلمي "الأفارقة في العالم"، بوردو، منصة إيبورا (IPORA) (متعددة التخصصات للسياسات العامة في أفريقيا)، مركز البحر الأبيض المتوسط لعلم الاجتماع والعلوم السياسية والتاريخ ((MESOPOLHIS، جامعة إيكس مارسيليا، فرنسا، المختبر المتعدد التخصصات لعلم الاجتماع الاقتصادي، المركز الوطني للبحث العلمي، فرنسا (LES/ CNRS et le cnam)، شعبة علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، ظهر المهراز، فاس، شعبة الفلسفة، علم الاجتماع وعلم النفس، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة مولاي إسماعيل، مكناس. وبعد أن صار هذا المؤتمر مناسبة قارة للاتقاء العديد من الباحثين والخبراء المحليين والدوليين بهدف مناقشة ما استجد من تجاربهم البحثية بكل تجرد وموضوعية، فإن محطته التاسعة هاته انعقدت تحت عنوان: "سياسات الصحة والحماية الاجتماعية في مواجهة التفاوتات مقاربة بين ــــ تخصصية للمسارات والتجارب الصحية". وشكلت هذه الفعالية العلمية محطة مهمة لإنجاز نوع من التقييم الأوّلي للسياسات العمومية الجديدة، وللإصلاحات التي يجري تنفيذها في هذا المجال، ولتطوير مقاربات نظرية جديدة وتقديم بعض الاقتراحات الملائمة في هذا الصدد بالنسبة للسياق الوطني المغربي.
كما أن هذا المؤتمر ليس وليد اليوم، وإنما هو امتداد لسنوات من العمل الجماعي في تيمة الصحة والمرض؛ حيث بدأ مؤتمر العلوم الاجتماعية والصحة سنة 2008، أي منذ ما يناهز 16 عاما في وقت كانت فيه الصحة محتكرة طبيا، وكان هذا المؤتمر ٱنا ذاك الطريقة الوحيدة الناجعة التي يمكننا من خلالها أن نجتمع كباحثين وباحثات من تخصصات علمية مختلفة ومن أوطان ومجالات بحثية مختلفة لتحليل ومناقشة ظواهر الصحة والمرض من منظور العلوم الاجتماعية المنفتحة على بعضها البعض.
وإيمانا منا بأهمية هذا الميدان البحثي وبضرورة تطوير وتعضيد التراكم العلمي، اتخذ هذا المؤتمر من ثنائية المرض/الصحة موضوعا للبحث السوسيولوجي، عبر تناول العديد من الإشكالات المرتبطة بهما، من قبيل التمثلات الاجتماعية للمرض والصحة، المحددات الاجتماعية للصحة، الرعاية الصحية، التعايش مع الأمراض المزمنة، الأمراض الجنسية والمعدية، تدبير الهوية الموصومة الناجمة عن المرض، الصحة والنوع الاجتماعي، الشيخوخة والصحة،...إلخ.
وإذا ما كان هنالك من قاسم معرفي مشترك تتأطر ضمنه الاهتمامات والانتاجات البحثية للمؤتمر، فهو بكل تأكيد التفاوتات والمحددات الاجتماعية للصحة والمرض، باعتبارها مقاربة مركزية في مجال الصحة العامة؛ إذ تُمكن من فهم منطق وأشكال اللامساواة في مجال الصحة والمرض، وتسمح أيضا على المستوى الوقائي بفهم وتطوير مداخل لتعزيز الصحة والوقاية والحد من تأثير الفوارق الاجتماعية على الحق في الصحة.
ولعل هذا ما أظهرته نتائج أبحاثنا الميدانية في الحقل الصحي؛ إذ أظهرت التأثير الواضح للتفاوتات الاجتماعية والمحددات الاجتماعية للصحة على تمثلات المجتمع والمرضى للمرض، وعلى الممارسات الوقائية، وعلى الولوج المنصف للرعاية الصحية، وعلى نمط الحياة، وعلى أشكال التعايش مع المرض وعلى الروابط الاجتماعية...إلخ.
وهو ما يتماشى مع خلاصات "تقرير النموذج التنموي الجديد" الذي رصد جملة من الاختلالات التي تشوب المنظومة الصحية، بدءً بضعف جودة الخدمات الصحية، وضعف التغطية الصحية، مروراً بتزايد حدة التفاوتات الاجتماعية، وصولا إلى ضعف التكوين والبحث في المجالي الصحي، وضعف تأهيل وتأطير مهني الصحة بشكل لا يواكب الطلب الاجتماعي المتزايد على الصحة، ولا يساير الإيقاع المتسارع للتحولات الديموغرافية والابيدمولوجية الموسومة، بتزايد كثلة الأمراض المزمنة في مقابل ضعف جودة العرض الصحي العمومي.
لهذا، كان الغرض من هذا المؤتمر هو تبادل التجارب والخبرات المستخلصة من الممارسات البحثية الميدانية، وإقامة تواصل علمي بين الباحثين المتخصصين في العلوم الاجتماعية والصحة بأجيالهم الحالية والناشئة ومناقشة الإشكالات النظرية والتجريبية الناشئة عن دراسة جوانب بحثية جديدة في الصحة والمرض. الدكتور صلاح الدين لعريني، أستاذ باحث في سوسيولوجيا الصحة، مختبر السوسيولوجا والسيكولوجيا، جامعة سيدي محمد بن عبد الله