طارق العاطفي ـ طارق الشامي:
تنطلق نهاية الأسبوع الجاري فعاليات الدورة الأولى من بطولة الدوري المغربي المُمتاز لكرة السلّة، وهي الدورة التي سيستقبل ضمن فعالياتها فريق إثري الريف الرياضي الناظوري ندّه الفتح الرياضي الرباطي في مُقابلة تشي بمعالم القوّة على ضوء مُقابلتي الفريقين برسم مرحلتي الذهاب والإياب لبطولة الموسم الفارط.
الجمهور الغفير الذي ألف الحج إلى القاعة المُغطّاة للرياضات بالآلاف لمٌشاهدة تفاصل لقاءات إثري الريف بالنّاظور لا يسوده إلاّ هاجس واحد، هاجس يلبس قالب سؤال فرض نفسه على مُجريات الرياضة بالمنطقة: "هل يكرر فريق إثري الريف الرياضي الناظوري إنجاز السنة الماضية؟".
تنطلق نهاية الأسبوع الجاري فعاليات الدورة الأولى من بطولة الدوري المغربي المُمتاز لكرة السلّة، وهي الدورة التي سيستقبل ضمن فعالياتها فريق إثري الريف الرياضي الناظوري ندّه الفتح الرياضي الرباطي في مُقابلة تشي بمعالم القوّة على ضوء مُقابلتي الفريقين برسم مرحلتي الذهاب والإياب لبطولة الموسم الفارط.
الجمهور الغفير الذي ألف الحج إلى القاعة المُغطّاة للرياضات بالآلاف لمٌشاهدة تفاصل لقاءات إثري الريف بالنّاظور لا يسوده إلاّ هاجس واحد، هاجس يلبس قالب سؤال فرض نفسه على مُجريات الرياضة بالمنطقة: "هل يكرر فريق إثري الريف الرياضي الناظوري إنجاز السنة الماضية؟".
قبل التساؤل.. هل للفريق جمهور حقيقي؟
تجربة السنة الماضية أثبتت أنّ فريق إثري الريف الرياضي الناظوري لا يتوفر على جمهور حقيقي، فطيلة توالي الانتصارات ظلت قاعة الناظور تمتلئ عن آخرها مُخلّفة مئات الأفراد خارجها، إلاّ أن تسجيل بعض التعثرات جعلت نسبة المُشاهدة الحية تتناقص للربع، وهو ما يعني بأنّ مُتتبعي الفريق من جماهير المدينة لا تهتمّ سوى بعاملي الربح والخسارة.
إنّ التجارب الرياضية أثبتت على أنّ همّ الجمهور يجب أن يبقى مقتصرا على دعم التجارب المحلية للنهوض بالرياضات المُمارسة، وأن هذا الدعم لا يُمكن أن يُنال في جانبه المادي سوى بآداء مُستحقات الولوج للقاعة كصنف من أصناف السند للفريق، زيادة على الجانب التأطيري الذي لا يقوم إلاّ عبر خلق رابطة قانونية للمُشجعين في صيغة جمعية قانونية تكون هي السند الشعبي لفريق يُجابه الكبار من مُمارسي كرة السلّة وطنيا.
هل ولج فريق إثري الريف أزمة تسيير؟
قد يكون الجواب هو "لا" بالنظر إلى انسجام المجموعة المُسيّرة والتفافُها على دعم الفريق خلال مُختلف أطوار المُمارسة منذ النشأة، حيث أنّ قيام النادي الريفي لكرة السلّة على التدبير الذاتي انطلاقا من مردودية الإسهامات الجماعية لأفراد المكتب المُسير، على اختلاف قيمتها، لا يُمكن أن يصبّ إلاّ في الجانب الإيجابي من فريق التدبير لمسيرة إثري الريف الرياضي الناظوري لكرة السلّة.
وقد يكون الجواب هو "نعم" بالنظر إلى الأزمة التي خُلقت مؤخرا مع قدوم الإسباني خْوَانْمَا بَاستُور للإشراف على دواليب التدريب والإشراف على المجموعة البشرية للفريق، فأولى مُباريات إثري أمام نادي بْلُونْسِيسْتُو المليلي كانت قد أُعقبت بالإعلان عن التخلي عن خدمات هذا الإطار الفني القادم من إسبانيا للسهر على سير فريق كرة السلّة الأوّل بالمنطقة ضمن الدوري المُمتاز الوطني، وهو القرار الذي تمّ التراجع عنه بُعيد عودة الكاتب العام للفريق إلى أرض الوطن، بعدما كان الإعلان عن النبأ مُتصادفا مع تواجده خارجه، وهو قرار التشبّث بالمُدرب الإسباني الذي مازال ساري المفعول رغم النتائج السلبية المُسجلة ضمن ثلاث مُقابلات ودّية خاضها الفريق تحت إشراف خوانما المُتشبث ـ وسط الاستغراب ـ بلاعبين ذوي عطاءات تقنية استقدمهم معه
إثري الريف.. من أين ستنال كل هذا؟؟
ميزانيات التسيير المُرتبطة بآداء أجور اللاعبين، وتغطية مصاريف التنقّل لإجراء المُباريات خارج الميدان، ودفع مُستحقات التحكيم ، وغيرها من الإلزامات المادية، عناصر مُحدّدة لقوة أو ضعف أي فريق إذا ما قورنت بجدول مداخيله، وهو ما يعني، إذا ما عكسنا زاوية الرؤية، أنّ ضرورة التوفّر على فريق قويّ قادر على التنافُس بخلق انتدابات وتغطية مصاريفه تقتضي التوفر على ميزانية تسيير مواكبة لمُختلف التزامات النادي.
وفريق إثري الريف الرياضي الناظوري أنفق لحد أوائل شهر أكتوبر ما قيمته ستّمائة ألف درهم (60 مليونا من السنتيمات) في أداء أجور اللاعبين واعتماد الانتقالات الجديدة وتدبير مصاريف التنقلات، وهو المبلغ الذي نيل ثلثاه من لدن أحد الأبناك وكذا مجلس الجهة الشرقية، في حين جُمع ثلثه الباقي من لدن اسهامات المكتب الإداري.
وتُعد صفقة انتقال الإيفواري ميشال من الوداد الرياضي البيضاوي صوب فريق إثري الريف الرياضي الناظوري من الصفقات التي أنهكت ميزانية الفريق بنيلها لعشرين مليون من السنتيمات، في حين غادر هذا اللاعب المغرب مُتوجها إلى الولايات المُتـحدة الأمريكية دون أن يظهر له أثر لحد الآن، وهو ما يُعد خرقا للعقدة التي تربطه بالفريق الناظوري.
تحمّل الإرهاق المادي.. إلى متى؟
سبق وأن هدد مسؤولو فريق إثري بتقديم استقالة جماعية احتجاجا على غياب الدعم الخاص والعام عن الفريق، وهي الاستقالة التي من المُمكن أن تعصف بالفريق صوب الحل النهائي لاعتبارها بمثابة اعتذار عام من لدن الجامعة الملكية المغربية لكرة السلّة.
ويرى مُتتبعون لمسيرة الفرق الرياضية بأن محنة إثري الريف لا تكمن سوى في امتناع أغنياء المنطقة ومؤسساتها عن الاستثمار في المجال الرياضي باعتباره قطاعا مُدرّا للربح المادي والمعنوي، زيادة على كونه واجبا أخلاقيا تُجاه مجهود بناء أسس التنمية الرياضية، زيادة على عدم تعاطي المشاريع الاقتصادية بالناظور بشكل إيجابي مع إمكانية الاحتضان، وهو التعاطي السلبي المُستغرَب لكون مثل هذه الاحتضانات تجرّ إعفاءات ضريبية قانونية.
هل يتحمل خوانما عواقب تغيير معالم فريق الناظور الأوّل؟
آخر شيء كان يُمكن أن يتمّ توقّعه هو أن يُغادر الإطار الوطني حسن بنخدوج دكة التدريب بفريق إثري الريف الرياضي الناظوري لكرة السلّة، خصوصا وأنّ نتائج السنة الفراطة تعني الاستمرارية ضمن القاموس الرياضي، بالنظر إلى وصف الفريق بـ "الظاهرة" عقب فلاحه في ولوج البطولة المُصغرة في أولى مواسمه بقسم الأضواء. خصوصا وأنّ بنخدوج كان حاملا لمشروع تطعيم للفريق بعنصرين أو ثلاث من أجل استمرار التجربة وكذا عدم إرهاق مالية الفريق، وهو ما جعله مُتفاجئا عقب استقدام المُدرب الإسباني خوانما وهو الذي رفض عرضا مُسبقا من لدن مسيري فريق شباب الريف الحسيمي لكرة السلة الوالج الجديد للدوري المُمتاز.
خوانما يجب أن يتحمل أولى مسؤولياته في عدم تمكن إثري الريف من الحفاظ على لقبه كوصيف لدوري المرحوم منصور لحريزي، حيث غادر دورة 2009 صاغرا بهزيمتين مُدوّيتين أمام الجمعية السلاوية والمغرب الفاسي رغم اختياراته التقنية المُتشبثة بإشراك عناصر أجنبية مُستقدمة من لدنه بعطاء بدني جدّ عاد، زيادة على إصراره الصارم على استبعاد الموزّع البيضاوي رضوان أرزان الذي غادر الفريق نهائيا تجاه الرجاء، وعدم اقتناع نفس المُدرب بعطاءات دودو فاي والحاج سليمان، وتفضيله للاعبين غير مُقنعين مثل مايك كوتن الذي يزن 120 كيلوغراما زيادة على أجانب آخرين في ظل وصفه اللاعبين المغاربة بـ "الفُقراء تقنيا" كما جاء في تصريح له للموقع الإلكتروني "إينكانشا".
مُباحثات فريق إثري الريف وخوانما بدأت شهر أبريل الماضي، حسب تصريحات خوانما، وهو ما يعني أنّ النية في الاستغناء عن بنخدوج كانت أثناء إدارته لمباريات الفريق، وهي المُباحثات التي تُثير الاستغراب بحكم الخبرة القليلة للمُدرب المُتأصل من مليلية والذي لم يشرع في دراسة التدريب سوى سنة 2005 بمدينة مالقة.
دعوة للالتفاف من موقع ناظورسيتي..
رغبة في صيانة فريق صنع الأفراح طيلة موسم، وإيمانا بضرورة خدمة مدينة الناظور من لدن الجميع وفقا لمبدأ "كلّ من موقعه واستنادا لما يمتلك من مجهود"، وإصرارا على عدم إقبار أي حلم برؤية تنمية شاملة ـ بما فيها الرياضية ـ بالمنطقة، يدعو موقع ناظورسيتي كافة ذوي الأريحية إلى دعم فريق إثري الريف ماديا، وذلك من لدن الأفراد والمؤسّسات، خاصة كانت أو عمومية، زيادة على دعوة الجماهير الرياضية إلى الوقوف ماديا ومعنويا مع فريق إثري
الريف كيفما كانت النتائج وحيثما رام مُستقبله.