ناظورستي/خاص
بعد الروبورتاج الذي أنجزته "ناظورسيتي" حول الدوافع التي تجعل إريفيين من بين أكثر المغاربة التحاقا بتنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام، وتزايد انخراطهم في صفوف ما يسمى ب"الحركات الجهادية"، لاسيما من أبناء الريف المقيمين بالخارج، وهو الروبرتاج الذي حاولنا فيه أن نعالج هذا الموضوع من زاوية أراء متعددة، نشر سعيد شعو، المقيم بهولندا، مقالا تحت عنوان "حملات الانتقام من الريف باسم داعش وأشياء أخرى"، يرد فيه على ما جاء في تصريح محمد زريوح الذي كان قد أكد فيه تفسيره لهذه الظاهرة إلى جانب آراء أخرى.
بعد الروبورتاج الذي أنجزته "ناظورسيتي" حول الدوافع التي تجعل إريفيين من بين أكثر المغاربة التحاقا بتنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام، وتزايد انخراطهم في صفوف ما يسمى ب"الحركات الجهادية"، لاسيما من أبناء الريف المقيمين بالخارج، وهو الروبرتاج الذي حاولنا فيه أن نعالج هذا الموضوع من زاوية أراء متعددة، نشر سعيد شعو، المقيم بهولندا، مقالا تحت عنوان "حملات الانتقام من الريف باسم داعش وأشياء أخرى"، يرد فيه على ما جاء في تصريح محمد زريوح الذي كان قد أكد فيه تفسيره لهذه الظاهرة إلى جانب آراء أخرى.
سعيد شعو
نص مقال سعيد شعو كما تم نشره
تابعنا في الآونة الأخيرة حملات إعلامية واسعة النطاق تستهدف الشباب الريفيين بالداخل والخارج في محاولات ربطهم بالتنظيمات الإرهابية المتطرفة، مستغلين في ذلك التحاق بعض المغرر بهم بتنظيم داعش بعد أن تشبعوا بالإيديولوجيات المتهالكة الآتية من الشرق الأوسط والمدعمة من طرف النظام المغربي العروبي الإسلاموي عبر التعليم، المساجد، الإعلام، المؤسسات الدينية الرسمية وشبه الرسمية، وبيادقه من الداعشيين أمثال محمد زريوح من الناظور الذي حاول خلط الأوراق وتشويه صورة الريفيين بالداخل والخارج في تصريح لموقع ناظورسيتي في روبورطاج بعنوان "لماذا إريفيين اكثر المغاربة التحاقا بداعش" بهدف تقديم صورة خطيرة عن الريفيين كشعب غير واعي وغير متعلم ومندفع إلى أبعد الحدود. لنعرج على بعض النقاط.
فالشيخ زريوح الذي هو بالمناسبة أحد ناشري ودعاة الفكر الداعشي بالريف حاول الربط بين الضغوطات الاجتماعية التي يعيشها الشباب جراء الفقر والحكرة وغير ذلك والالتحاق بداعش، علما أن واقع الحال عكس ذلك تماما، فالشباب الملتحقين بهذا التنظيم يحملون الجنسيات الأوروبية، ما معناه أن أسباب ومحفزات التحاقهم بذات التنظيم الإرهابي مرتبط أساسا بالغزو الفكري الداعشي في أروبا وغيرها من بقاع المعمور، وهو ما يتحاشى الحديث عنه أمثال هؤلاء من فقهاء الظلام لأسباب باتت معروفة.
وفي مفارقة غريبة، تحدث عن غياب العلماء (يقصد علماء الدين طبعا) الذين يوجهون الشباب في الريف مما يدفعهم إلى الآخذ بفتاوي التكفيريين بالشرق الأوسط، ناسيا أو متناسيا أن العلماء الذين يتحدث عنهم لا يجمع بينهم وبين العلم إلا الخير والإحسان، ولا يعدوا أن يكونوا مرددي الإيديولوجيات المتهالكة الآتية من الشرق حتى حولوا كل أتباعهم إلى قنابل موقوتة يمكن أن تنفجر في كل لحظة وحين، وما زريوح إلا واحد من هؤلاء.
وتحدث أيضا عن علاقات الصداقة بين الريفيين الملتحقين بداعش الذين يقومون بدورهم بإقناع باقي الشباب، حسب فهم هذا الأكاديمي الداعشي، والحال أن الذي قام ولا يزال يقوم بإقناع هؤلاء الضحايا هم الفقهاء الذين يروجون لإيديولوجيات العنف والخراب، ويزرعون بذور الحقد والكراهية من خلال نصوصهم الجامدة ضد كل من لم يوافقهم أفكارهم التي أكل عليها وشرب والمنتمية إلى القرون الغابرة، والتي هي نفس الإيديولوجية التي يعتمد عليها النظام العلوي لاستمراريته في الاحتلال.
والحديث عن التحاق الشباب بداعش، الذي يأخذ حجما أكبر منه بكثير كلما تعلق الأمر بشباب من الريف، يجرنا للحديث عن الرسائل المشفرة أحيانا والواضحة أحيانا أخرى والدلالات التي يحملها هذا الحديث على المستوى السياسي والإعلامي. فكلما تعلق الأمر بأفعال غير مقبولة كالالتحاق بداعش والإجرام وغير ذلك، إلا ونلاحظ الآلة الإعلامية والسياسية وحتى الدعوية تربط مرتكبي هذه الأفعال بالريف، في حين عندما يتعلق الأمر بالنجاح الذي يحققه الريفيون نلاحظ ربطهم بالمغرب.
فعندما التحق ثلة من الشباب من ضحايا فقهاء الظلام ومروجي الإيديولوجيات المتهالكة بتنظيم داعش، سارع الكل إلى الحديث عن التحاق ريفيين بداعش، في نفس الوقت يتم السكوت عن المغاربة الملتحقين بذات التنظيم، وعندما قام قاصرين بالتعبير عن أفكار مؤيدة لداعش تم اعتقالهم بتهمة "الإشادة بالإرهاب" مع ما صاحب ذلك من ضجة إعلامية أصبحت مراميها معروفة، في حين أن الإشادة بالإرهاب من خلال نشر الحقد والكراهية وخلق البيئة المواتية لذلك يتم برعاية المؤسسات الرسمية للدولة، وعلى رأسها إمارة المؤمنين التي تسهر على بناء المساجد في كل بلاد الريف عوض بناء مؤسسات اقتصادية، تربوية، استشفائية ...الخ.
لكن بالمقابل، عندما برز اسم اللاعب الدولي الريفي "منير الحدادي" وقبله "أفلاي ابراهيم" وغيرهم كنجوم ريفيون في كرة القدم الأوروبية سارعت ذات الآلة الإعلامية والإيديولوجية إلى ربطهم بالمغرب. نفس الملاحظة تسري على الأسماء الريفية اللامعة في عالم السياسة، الاقتصاد، العلم ...الخ في الدول الأوروبية، حيث يتم ربطهم بالمغرب.
باختصار، عندما يتعلق الأمر بأفعال غير مقبولة يتم إلصاقها بالريفيين، في حين ينسبون كل نجاحات الريفيين للمغرب، وهذا يحمل الكثير من الإشارات والدلالات ذات العلاقة باحتلال النظام الديكتاتوري المغربي لبلاد الريف، وسعيه الحثيث إلى تدمير كل مقوماته كما تفعل داعش مع الأكراد في كوباني الصامدة وغيرها، وكما فعل المستعمرين العرب في بلادنا منذ بداية الغزو الداعشي قبل 14 قرنا.
إن اللعبة باتت مكشوفة، والنظام الاستعماري المغربي الذي تسقط عنه أوراق التوت، وبالتالي فلا يتواني في اللعب بكل الأوراق التي يمكن من خلالها تصفية حسابات وضغائنه مع الريف والريفيين الأحرار، وما البراحين الداعشيين والإعلاميين إلا أبواقه وبيادقه، لكن اللعب بالنار يحرق صاحبه في الكثير من الأحيان.
الروبورتاج الذي أنجزته ناظورستي
تابعنا في الآونة الأخيرة حملات إعلامية واسعة النطاق تستهدف الشباب الريفيين بالداخل والخارج في محاولات ربطهم بالتنظيمات الإرهابية المتطرفة، مستغلين في ذلك التحاق بعض المغرر بهم بتنظيم داعش بعد أن تشبعوا بالإيديولوجيات المتهالكة الآتية من الشرق الأوسط والمدعمة من طرف النظام المغربي العروبي الإسلاموي عبر التعليم، المساجد، الإعلام، المؤسسات الدينية الرسمية وشبه الرسمية، وبيادقه من الداعشيين أمثال محمد زريوح من الناظور الذي حاول خلط الأوراق وتشويه صورة الريفيين بالداخل والخارج في تصريح لموقع ناظورسيتي في روبورطاج بعنوان "لماذا إريفيين اكثر المغاربة التحاقا بداعش" بهدف تقديم صورة خطيرة عن الريفيين كشعب غير واعي وغير متعلم ومندفع إلى أبعد الحدود. لنعرج على بعض النقاط.
فالشيخ زريوح الذي هو بالمناسبة أحد ناشري ودعاة الفكر الداعشي بالريف حاول الربط بين الضغوطات الاجتماعية التي يعيشها الشباب جراء الفقر والحكرة وغير ذلك والالتحاق بداعش، علما أن واقع الحال عكس ذلك تماما، فالشباب الملتحقين بهذا التنظيم يحملون الجنسيات الأوروبية، ما معناه أن أسباب ومحفزات التحاقهم بذات التنظيم الإرهابي مرتبط أساسا بالغزو الفكري الداعشي في أروبا وغيرها من بقاع المعمور، وهو ما يتحاشى الحديث عنه أمثال هؤلاء من فقهاء الظلام لأسباب باتت معروفة.
وفي مفارقة غريبة، تحدث عن غياب العلماء (يقصد علماء الدين طبعا) الذين يوجهون الشباب في الريف مما يدفعهم إلى الآخذ بفتاوي التكفيريين بالشرق الأوسط، ناسيا أو متناسيا أن العلماء الذين يتحدث عنهم لا يجمع بينهم وبين العلم إلا الخير والإحسان، ولا يعدوا أن يكونوا مرددي الإيديولوجيات المتهالكة الآتية من الشرق حتى حولوا كل أتباعهم إلى قنابل موقوتة يمكن أن تنفجر في كل لحظة وحين، وما زريوح إلا واحد من هؤلاء.
وتحدث أيضا عن علاقات الصداقة بين الريفيين الملتحقين بداعش الذين يقومون بدورهم بإقناع باقي الشباب، حسب فهم هذا الأكاديمي الداعشي، والحال أن الذي قام ولا يزال يقوم بإقناع هؤلاء الضحايا هم الفقهاء الذين يروجون لإيديولوجيات العنف والخراب، ويزرعون بذور الحقد والكراهية من خلال نصوصهم الجامدة ضد كل من لم يوافقهم أفكارهم التي أكل عليها وشرب والمنتمية إلى القرون الغابرة، والتي هي نفس الإيديولوجية التي يعتمد عليها النظام العلوي لاستمراريته في الاحتلال.
والحديث عن التحاق الشباب بداعش، الذي يأخذ حجما أكبر منه بكثير كلما تعلق الأمر بشباب من الريف، يجرنا للحديث عن الرسائل المشفرة أحيانا والواضحة أحيانا أخرى والدلالات التي يحملها هذا الحديث على المستوى السياسي والإعلامي. فكلما تعلق الأمر بأفعال غير مقبولة كالالتحاق بداعش والإجرام وغير ذلك، إلا ونلاحظ الآلة الإعلامية والسياسية وحتى الدعوية تربط مرتكبي هذه الأفعال بالريف، في حين عندما يتعلق الأمر بالنجاح الذي يحققه الريفيون نلاحظ ربطهم بالمغرب.
فعندما التحق ثلة من الشباب من ضحايا فقهاء الظلام ومروجي الإيديولوجيات المتهالكة بتنظيم داعش، سارع الكل إلى الحديث عن التحاق ريفيين بداعش، في نفس الوقت يتم السكوت عن المغاربة الملتحقين بذات التنظيم، وعندما قام قاصرين بالتعبير عن أفكار مؤيدة لداعش تم اعتقالهم بتهمة "الإشادة بالإرهاب" مع ما صاحب ذلك من ضجة إعلامية أصبحت مراميها معروفة، في حين أن الإشادة بالإرهاب من خلال نشر الحقد والكراهية وخلق البيئة المواتية لذلك يتم برعاية المؤسسات الرسمية للدولة، وعلى رأسها إمارة المؤمنين التي تسهر على بناء المساجد في كل بلاد الريف عوض بناء مؤسسات اقتصادية، تربوية، استشفائية ...الخ.
لكن بالمقابل، عندما برز اسم اللاعب الدولي الريفي "منير الحدادي" وقبله "أفلاي ابراهيم" وغيرهم كنجوم ريفيون في كرة القدم الأوروبية سارعت ذات الآلة الإعلامية والإيديولوجية إلى ربطهم بالمغرب. نفس الملاحظة تسري على الأسماء الريفية اللامعة في عالم السياسة، الاقتصاد، العلم ...الخ في الدول الأوروبية، حيث يتم ربطهم بالمغرب.
باختصار، عندما يتعلق الأمر بأفعال غير مقبولة يتم إلصاقها بالريفيين، في حين ينسبون كل نجاحات الريفيين للمغرب، وهذا يحمل الكثير من الإشارات والدلالات ذات العلاقة باحتلال النظام الديكتاتوري المغربي لبلاد الريف، وسعيه الحثيث إلى تدمير كل مقوماته كما تفعل داعش مع الأكراد في كوباني الصامدة وغيرها، وكما فعل المستعمرين العرب في بلادنا منذ بداية الغزو الداعشي قبل 14 قرنا.
إن اللعبة باتت مكشوفة، والنظام الاستعماري المغربي الذي تسقط عنه أوراق التوت، وبالتالي فلا يتواني في اللعب بكل الأوراق التي يمكن من خلالها تصفية حسابات وضغائنه مع الريف والريفيين الأحرار، وما البراحين الداعشيين والإعلاميين إلا أبواقه وبيادقه، لكن اللعب بالنار يحرق صاحبه في الكثير من الأحيان.
الروبورتاج الذي أنجزته ناظورستي