مراسلة
سعيا لتحقيق أهدافها، ارتقت جمعية اصوراف للفكر الأمازيغي إلى تنظيم يومين ثقافيين تكريميين، للشاعر الكبير أحمد الصادقي والفنان الراقي فكري ثيسكرين، وذلك يومي 25 و26 يوليوز 2015 تحت شعار "الأدب الأمازيغي... تنوع وغنى، وابداع متواصل" بقاعة محمد بن عبد الكريم الخطابي بآيث بوعياش .
في اليوم الأول على الساعة الرابعة زوالا انطلقت اطوار العرس الثقافي بتنظيم لقاء فكري في موضوع "الشعر والأغنية الأمازيغيتين .. اشعاع و ابداع''.
المداخلة الأولى تفضل بها رئيس مركز الأبحاث والدراسات الأمازيغية بالريف د. قسوح اليماني، تحت عنوان قراءة في تجربة ديوان "رعياض ن تمورث "للشاعر أحمد الصادقي. الذي صدر بهولندا ومترجم إلى لغتها. واستهل الأستاذ مداخلته بتقديم نبذة تعريفية عن الشاعر ابتداءً من ولادته وترعرعه في مدشر آيث طاعا وبلدة آيث بوعياش ومرورا بدراسته في كلية الحقوق بظهر المهراز بفاس وحصوله على الإجازة في العلوم السياسية وانتهاء باضطراره للهجرة إلى الخارج. بعدها انتقل الأستاذ إلى تقديم قراءة في عنوان وغلاف ديوان "رعياض ن ثمورث" وحاول تفكيك الرموز والشفرات التي تحتويها صورة الغلاف، وأشار إلى أن الثيمات المهيمنة على قصائد الديوان هي التطرق لسياسة التهجير والمعاناة المرتبطة بالهجرة والاغتراب التي عاشها الشاعر وتيمة الأرض أيضا تحتل حيزا مهما في شعر أحمد الصادقي مثال قصيدة "جار أوجنا د تمورث" وقصيدة "أفيغارأزكزا".
تناول الأستاذ بالدرس والتحليل مجموع قصائد الديوان واستعرض المواضيع التي تعالجها مثل الهوية والتاريخ والأرض واستغلال الدين لطمس الهوية وذلك من جوانب مختلفة كما تناول الشكل والأسلوب والمعجم الموظف في القصائد، على مستوى الشكل مشيرا إلى أن جميع قصائد الديوان تتميز بطولها وتنتهي بقافية تعطي للقصائد موسيقية خاصة أما الأسلوب يعتمد فيه الشاعر على مجموعة من الرموز الثقافية والطبيعية المرتبطة دائما بالأرض أما المعجم فهو مستمد من القبيلة والمدشر أي من المحيط الذي عاش فيه الشاعر.
المداخلة الثانية ألقاها أستاذ الدراسات الأمازيغية بجامعة محمد الأول د. جواد الرضواني ، المعنونة بـ الأغنية الراقية: تجربة الفنان فكري ثيسكرين. باعتباره موهبة، وعلامة فنية استثنائية، وصوت "بوعياشي" صداح ينادي العالم ويخاطبه باسم الريف. رغم جميع الأحكام والتأويلات التي يمكن أن تنطلق من مقاربات وزوايا نظر جد مختلفة، لا يمكن في النهاية إلا أن يعترف المجتمع الريفي، والمغربي، والدولي لشعراء وفنانين ريفيين أحرارا تحدوا كل الصعاب وخرجوا إلى الوجود من رحم المعاناة، والتهميش، والنسيان، وقلة الموارد، وأخرجوا معهم الريف من حالة الغياب إلى حالة الوجود الثقافي في محاولة لتحديد الملامح الهوياتية لهذا الشق من العالم والتعريف بها.
لقد ألف "فكري تسكرين" أشعارا وأخضعها لنغمات صوته الشجي في زمن لم يكن إلا القليل يجرؤ على التغني بمواضيع مثل "الأرض،" "الأم،" الهجرة،" "التاريخ،" "المقاومة،"الحياة،" "الموت،" و "الحب." لقد عبر فكري عن صوت "آيث بوعياش" وحمل مشعل مجتمعه الصغير كمناضل حر اعتمد الفن كوسيلة لعكس مجموعة من القضايا والاهتمامات التي تهمه. فإذا كانت اليوم المجتمعات ستفتخر بأبنائها، فإن بلدة "آيث بوعياش" الواقعة بالريف شمال المغرب، مثلها مثل جميع باقي القبائل، والشعوب، والأمم والحضارات، ستفخر، بالتأكيد، بأبنائها الذين شقوا طريقهم بكل فخر واعتزاز في ميدان الفن، والثقافة، والعلوم، وخصوصا منهم من حمل مشعل التثقيف في زمن ساد فيه التراجع الفكري والتأخر الثقافي، وأثبتوا لأنفسهم ولغيرهم بأنهم قادرين على التعبير والتواصل مع الذات والآخر بشكل إنساني جد راقي.
أما اليوم الثاني فكان موعد ساكنة آيث بوعياش والمناطق المجاورة لها، الذين توافدوا بشكل غزير الى العرس الثقافي باعتباره حدث سيبقى راسخا في الذاكرة و التاريخ ، وهو تكريم الشاعر المقتدر أحمد الصادقي والفنان المحبوب فكري ثيسكرين، في أمسية غنائية و شعرية هادفة بمشاركة ألمع الفنانين بالمنطقة، كالفنان فريد ثوزرين، وموح ثاغرسث، وكريم إحوذرين، والفنان الساخر سيفاو لهانيس، والفنان الصاعد حمزة أجظيظ، لم تفوت الفرصة كذلك في مشاركة الشاعر المكرم أحمد الصادقي بقصائد ذات دلالات عميقة و لأول مرة يشارك بها، وكان موعد الحضور مع مشاركة الفنان المغترب بالديار الأوربية فكري ثيسكرين، وكما يحلو لأبناء المنطقة بتسميته بالكلمة الاسبانية" خوبين" التي تعني الشاب.
وفي لحظة التكريم وقفت القاعة بحضورها كاملة تقديرا وتعظيما وتشجيعا لهذين الهرمين اللذين قدما الشيء الكثير للفن الأمازيغي وللثقافة الأمازيغية برمتها.
وقدم الناشط الأمازيغي بالديار الأوربية السيد عبد الغفور أحلي، كلمة مؤثرة في حق الشاعر الأمازيغي أحمد الصادقي ، وتحدث عن مراحله الإبداعية واعتبره مثقفا عضويا مرتبطا دائما بهموم المجتمع الأمازيغي، ويشارك في كل الأشكال النضالية التي تنظم خارج الوطن. و تحدث عن انتاجاته الشعرية الفنية و قصائده الغنية الزاخرة بحمولة ثقافية و انطولوجية.
و الكلمة الثانية كانت من تقديم الأستاذ والصحفي ابن المنطقة محمد بوطسغونت، الذي قدم بدوره كلمة مؤثرة عن الفنان العصامي فكري ثيسكرين، وعن حياته مع الفن، وقال في حقه أنه اختار الفن ليس بهدف الربح وكسب المال بل لحبه وعشقه للموسيقى هو الذي جعله يختار هذا المشوار. وتحدث عن جانبه الأخلاقي وعن طيبوبته وهدوئه الدائم وحبه للامحدود للريف ولأبنائها. وتمنى له حياه مليئة بالسرور والهناء.
و في الأخير تم تقديم لوحات تشكيلية فنية للمكرمين، من إبداع الفنانين التشكيلين إبراهيم أواغي وخليل أݣزناي، وباقات من الورود كهدايا رمزية.
وتتمنى جمعية اصوراف ان يكون هذا النشاط الأول لها، بداية لمسار حافل بالأنشطة الهادفة والراقية من أجل الدفع بعجلة اللغة والثقافة الأمازيغتين إلى الأمام.
سعيا لتحقيق أهدافها، ارتقت جمعية اصوراف للفكر الأمازيغي إلى تنظيم يومين ثقافيين تكريميين، للشاعر الكبير أحمد الصادقي والفنان الراقي فكري ثيسكرين، وذلك يومي 25 و26 يوليوز 2015 تحت شعار "الأدب الأمازيغي... تنوع وغنى، وابداع متواصل" بقاعة محمد بن عبد الكريم الخطابي بآيث بوعياش .
في اليوم الأول على الساعة الرابعة زوالا انطلقت اطوار العرس الثقافي بتنظيم لقاء فكري في موضوع "الشعر والأغنية الأمازيغيتين .. اشعاع و ابداع''.
المداخلة الأولى تفضل بها رئيس مركز الأبحاث والدراسات الأمازيغية بالريف د. قسوح اليماني، تحت عنوان قراءة في تجربة ديوان "رعياض ن تمورث "للشاعر أحمد الصادقي. الذي صدر بهولندا ومترجم إلى لغتها. واستهل الأستاذ مداخلته بتقديم نبذة تعريفية عن الشاعر ابتداءً من ولادته وترعرعه في مدشر آيث طاعا وبلدة آيث بوعياش ومرورا بدراسته في كلية الحقوق بظهر المهراز بفاس وحصوله على الإجازة في العلوم السياسية وانتهاء باضطراره للهجرة إلى الخارج. بعدها انتقل الأستاذ إلى تقديم قراءة في عنوان وغلاف ديوان "رعياض ن ثمورث" وحاول تفكيك الرموز والشفرات التي تحتويها صورة الغلاف، وأشار إلى أن الثيمات المهيمنة على قصائد الديوان هي التطرق لسياسة التهجير والمعاناة المرتبطة بالهجرة والاغتراب التي عاشها الشاعر وتيمة الأرض أيضا تحتل حيزا مهما في شعر أحمد الصادقي مثال قصيدة "جار أوجنا د تمورث" وقصيدة "أفيغارأزكزا".
تناول الأستاذ بالدرس والتحليل مجموع قصائد الديوان واستعرض المواضيع التي تعالجها مثل الهوية والتاريخ والأرض واستغلال الدين لطمس الهوية وذلك من جوانب مختلفة كما تناول الشكل والأسلوب والمعجم الموظف في القصائد، على مستوى الشكل مشيرا إلى أن جميع قصائد الديوان تتميز بطولها وتنتهي بقافية تعطي للقصائد موسيقية خاصة أما الأسلوب يعتمد فيه الشاعر على مجموعة من الرموز الثقافية والطبيعية المرتبطة دائما بالأرض أما المعجم فهو مستمد من القبيلة والمدشر أي من المحيط الذي عاش فيه الشاعر.
المداخلة الثانية ألقاها أستاذ الدراسات الأمازيغية بجامعة محمد الأول د. جواد الرضواني ، المعنونة بـ الأغنية الراقية: تجربة الفنان فكري ثيسكرين. باعتباره موهبة، وعلامة فنية استثنائية، وصوت "بوعياشي" صداح ينادي العالم ويخاطبه باسم الريف. رغم جميع الأحكام والتأويلات التي يمكن أن تنطلق من مقاربات وزوايا نظر جد مختلفة، لا يمكن في النهاية إلا أن يعترف المجتمع الريفي، والمغربي، والدولي لشعراء وفنانين ريفيين أحرارا تحدوا كل الصعاب وخرجوا إلى الوجود من رحم المعاناة، والتهميش، والنسيان، وقلة الموارد، وأخرجوا معهم الريف من حالة الغياب إلى حالة الوجود الثقافي في محاولة لتحديد الملامح الهوياتية لهذا الشق من العالم والتعريف بها.
لقد ألف "فكري تسكرين" أشعارا وأخضعها لنغمات صوته الشجي في زمن لم يكن إلا القليل يجرؤ على التغني بمواضيع مثل "الأرض،" "الأم،" الهجرة،" "التاريخ،" "المقاومة،"الحياة،" "الموت،" و "الحب." لقد عبر فكري عن صوت "آيث بوعياش" وحمل مشعل مجتمعه الصغير كمناضل حر اعتمد الفن كوسيلة لعكس مجموعة من القضايا والاهتمامات التي تهمه. فإذا كانت اليوم المجتمعات ستفتخر بأبنائها، فإن بلدة "آيث بوعياش" الواقعة بالريف شمال المغرب، مثلها مثل جميع باقي القبائل، والشعوب، والأمم والحضارات، ستفخر، بالتأكيد، بأبنائها الذين شقوا طريقهم بكل فخر واعتزاز في ميدان الفن، والثقافة، والعلوم، وخصوصا منهم من حمل مشعل التثقيف في زمن ساد فيه التراجع الفكري والتأخر الثقافي، وأثبتوا لأنفسهم ولغيرهم بأنهم قادرين على التعبير والتواصل مع الذات والآخر بشكل إنساني جد راقي.
أما اليوم الثاني فكان موعد ساكنة آيث بوعياش والمناطق المجاورة لها، الذين توافدوا بشكل غزير الى العرس الثقافي باعتباره حدث سيبقى راسخا في الذاكرة و التاريخ ، وهو تكريم الشاعر المقتدر أحمد الصادقي والفنان المحبوب فكري ثيسكرين، في أمسية غنائية و شعرية هادفة بمشاركة ألمع الفنانين بالمنطقة، كالفنان فريد ثوزرين، وموح ثاغرسث، وكريم إحوذرين، والفنان الساخر سيفاو لهانيس، والفنان الصاعد حمزة أجظيظ، لم تفوت الفرصة كذلك في مشاركة الشاعر المكرم أحمد الصادقي بقصائد ذات دلالات عميقة و لأول مرة يشارك بها، وكان موعد الحضور مع مشاركة الفنان المغترب بالديار الأوربية فكري ثيسكرين، وكما يحلو لأبناء المنطقة بتسميته بالكلمة الاسبانية" خوبين" التي تعني الشاب.
وفي لحظة التكريم وقفت القاعة بحضورها كاملة تقديرا وتعظيما وتشجيعا لهذين الهرمين اللذين قدما الشيء الكثير للفن الأمازيغي وللثقافة الأمازيغية برمتها.
وقدم الناشط الأمازيغي بالديار الأوربية السيد عبد الغفور أحلي، كلمة مؤثرة في حق الشاعر الأمازيغي أحمد الصادقي ، وتحدث عن مراحله الإبداعية واعتبره مثقفا عضويا مرتبطا دائما بهموم المجتمع الأمازيغي، ويشارك في كل الأشكال النضالية التي تنظم خارج الوطن. و تحدث عن انتاجاته الشعرية الفنية و قصائده الغنية الزاخرة بحمولة ثقافية و انطولوجية.
و الكلمة الثانية كانت من تقديم الأستاذ والصحفي ابن المنطقة محمد بوطسغونت، الذي قدم بدوره كلمة مؤثرة عن الفنان العصامي فكري ثيسكرين، وعن حياته مع الفن، وقال في حقه أنه اختار الفن ليس بهدف الربح وكسب المال بل لحبه وعشقه للموسيقى هو الذي جعله يختار هذا المشوار. وتحدث عن جانبه الأخلاقي وعن طيبوبته وهدوئه الدائم وحبه للامحدود للريف ولأبنائها. وتمنى له حياه مليئة بالسرور والهناء.
و في الأخير تم تقديم لوحات تشكيلية فنية للمكرمين، من إبداع الفنانين التشكيلين إبراهيم أواغي وخليل أݣزناي، وباقات من الورود كهدايا رمزية.
وتتمنى جمعية اصوراف ان يكون هذا النشاط الأول لها، بداية لمسار حافل بالأنشطة الهادفة والراقية من أجل الدفع بعجلة اللغة والثقافة الأمازيغتين إلى الأمام.