ناظورسيتي | سارة آيت خرصة
حِكم وتأملات في مآلات الحياة ومُفارقاتها، وحرية الإنسان السليبة وضيق حدودها، ينطق بها "بلعيد" الشاب العشريني، بطل مسرحية "اصمت إنهم قادمون" للفرق الأمازيغية "أريف"، الذي تنعته كل الألسنة في قريته الريفية بالحمق والجنون، فيما يستميت في الدفاع عن نفسه، رغم غرابة سلوكه، مبينا أنه أعقل العاقلين، وأن المجانين يملكون من جسارة البوح بالحقائق المرة ما لا يملكه العقلاء.
فـ"بلعيد" الشاب العشريني المُتهم بارتكاب جرائم قتل في حق والده ووالدته وفقيه القرية، وتقول السلطات إن تورُطه فيها عائد إلى مرض نفسي يُعاني منه، تحاول مسرحية "اصمت إنهم قادمون" التي عرضت ضمن فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان طنجة الدولي للمسرح، أن تنصبه الضمير الحي المتبقي في وسط قرية، تجوس جنابتها، بالفساد، والظلم، والمحاباة، وينطق بلسان المقهورين، الذين يخافون مُصادرة حريتهم في أوطانهم، وسلب قوت يومهم.
جرائم القتل التي ارتكبها، هذا الشاب، بحسب فصول المسرحية، تجد صداها في طفولته المرتبكة، والعلاقات الأسرية المُلتبسة التي عاش في كنفها، وكتمه علمه بخيانات والدته، وبعد أن اشتد عوده، عقد العزم على الانتقام لكل تلك الفضاعات التي عاشها صغيرا، فبادر إلى قتل والده ووالدته وفقيه القرية دفعة واحدة.
الطابع السيكولوجي الخاص، الذي يؤطر مختلف فصول المسرحية الناطقة بأمازيغية الريف، لا ينحصر في استعادة جزء من المشاكل الأسرية والقبلية التي تشهدها بعض المناطق الريفية المحرومة والمهمشة، بل إن المسرحية تنفتح على عوالم أخرى أكثر رحابة، وتخاطب الوطن على شساعة، فقرية "بلعيد" ليس سوى رقعة جغرافية لا تكاد تذكر، بالمقارنة مع المداشر والقرى والمدن الممتدة على طول الجغرافيا المغربية، والتي ماتزال فيها حرية الفرد سليبة، إما رهنا للأعراف والتقاليد البالية، أو خوفا من سلطة عليا، ولا يخضع الفرد فيها لإرادة الحرة، فتغادر الحقائق والتأملات أفواه العوام، ولا تستقر إلا في ألسنة المجانين.
وفي معتقله، لا يستعيد بلعيد إلا ذكرى حبيبته التي سيكتشف متأخرا أنها أخت له، ليزيده ذلك كرها للواقع، ويلوذ هذه المرة بصمت مطلق لهول صدمته، فلا يجيب وهو سجين في حبسه، لا عن أسئلة المحققين، ولا تساؤلات الفضوليين، ولا استفسارات الأقربين.
حِكم وتأملات في مآلات الحياة ومُفارقاتها، وحرية الإنسان السليبة وضيق حدودها، ينطق بها "بلعيد" الشاب العشريني، بطل مسرحية "اصمت إنهم قادمون" للفرق الأمازيغية "أريف"، الذي تنعته كل الألسنة في قريته الريفية بالحمق والجنون، فيما يستميت في الدفاع عن نفسه، رغم غرابة سلوكه، مبينا أنه أعقل العاقلين، وأن المجانين يملكون من جسارة البوح بالحقائق المرة ما لا يملكه العقلاء.
فـ"بلعيد" الشاب العشريني المُتهم بارتكاب جرائم قتل في حق والده ووالدته وفقيه القرية، وتقول السلطات إن تورُطه فيها عائد إلى مرض نفسي يُعاني منه، تحاول مسرحية "اصمت إنهم قادمون" التي عرضت ضمن فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان طنجة الدولي للمسرح، أن تنصبه الضمير الحي المتبقي في وسط قرية، تجوس جنابتها، بالفساد، والظلم، والمحاباة، وينطق بلسان المقهورين، الذين يخافون مُصادرة حريتهم في أوطانهم، وسلب قوت يومهم.
جرائم القتل التي ارتكبها، هذا الشاب، بحسب فصول المسرحية، تجد صداها في طفولته المرتبكة، والعلاقات الأسرية المُلتبسة التي عاش في كنفها، وكتمه علمه بخيانات والدته، وبعد أن اشتد عوده، عقد العزم على الانتقام لكل تلك الفضاعات التي عاشها صغيرا، فبادر إلى قتل والده ووالدته وفقيه القرية دفعة واحدة.
الطابع السيكولوجي الخاص، الذي يؤطر مختلف فصول المسرحية الناطقة بأمازيغية الريف، لا ينحصر في استعادة جزء من المشاكل الأسرية والقبلية التي تشهدها بعض المناطق الريفية المحرومة والمهمشة، بل إن المسرحية تنفتح على عوالم أخرى أكثر رحابة، وتخاطب الوطن على شساعة، فقرية "بلعيد" ليس سوى رقعة جغرافية لا تكاد تذكر، بالمقارنة مع المداشر والقرى والمدن الممتدة على طول الجغرافيا المغربية، والتي ماتزال فيها حرية الفرد سليبة، إما رهنا للأعراف والتقاليد البالية، أو خوفا من سلطة عليا، ولا يخضع الفرد فيها لإرادة الحرة، فتغادر الحقائق والتأملات أفواه العوام، ولا تستقر إلا في ألسنة المجانين.
وفي معتقله، لا يستعيد بلعيد إلا ذكرى حبيبته التي سيكتشف متأخرا أنها أخت له، ليزيده ذلك كرها للواقع، ويلوذ هذه المرة بصمت مطلق لهول صدمته، فلا يجيب وهو سجين في حبسه، لا عن أسئلة المحققين، ولا تساؤلات الفضوليين، ولا استفسارات الأقربين.