المزيد من الأخبار






أعلام الرّيف: نبذة من حياة المناضل عبد السلام حدّو أمزيان


أعلام الرّيف: نبذة من حياة المناضل عبد السلام حدّو أمزيان
بقلم: ذ. عمر لمعلم

هو من مواليد سنة 1938 بقرية أيث بوخلف، قبيلة أيث ورياغل، إقليم الحسيمة .والده هو حدو موح أمزيان الذي كان قائدا في المقاومة الريفية التي تزعمها المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي في عشرينيات القرن المنصرم، وهو إبن عم المجاهد محمد الحاج سلام أمزيان الذي قاد انتفاضة الريف سنتي 1958 و1959.

التكوين..

تابع تعليمه الأولي ودراسته الابتدائية بإقليم الحسيمة، والتحق سنة 1951 بمدينة تطوان ليتابع دراسته الثانوية بالمعهد الرسمي، بعد ذلك ولج المدرسة البوليتكنيكية التي تابع فيها الدراسة لمدة سنتين في شعبة التجارة. كما التحق سنة 1956 بمدرسة الشرطة بمدينة القنيطرة ضمن أول فوج يلج هذه المدرسة، وتخرج منها سنة 1957 وعين مفتشا للشرطة بمدينة الحسيمة.

بعد ستة أشهر من تعيينه سيعتقل ويزج به في السجن، دون سبب، عدا كونه قام بزيارة عائلية محضة لابن عمه محمد الحاج سلام أمزيان الذي كان حينذاك معتقلا بالسجن. وبعد شهرين من اعتقاله سيطلق سراحه ويعاد إلى وظيفته وينقل إلى المركز "الحدودي" بالفنيدق (تطوان). وبعد أشهر قليلة من إعادته إلى وظيفته، ولكونه ينتمي إلى عائلة أمزيان التي كان بعض أفرادها يمارسون العمل السياسي (مثل ابن عمه محمد سلام امزيان وأخيه الشيخ محمد أمزيان)، سيعتقل من جديد ويقضي في السجن أزيد من 3 أشهر، تعرض خلالها لمختلف أنواع التعذيب والتنكيل.

بعد خروجه من السجن سيطرد من سلك الشرطة، ويبدأ مسلسل التضييق على تحركاته ومراقبته واستفزازه من قبل عصابة المدعو السكوري التابعة لحزب الاستقلال بمدينة تطوان، وصلت حد تهديده بالاختطاف والقتل. بعد ذلك سيلتحق بالحركة التي أسسها ابن عمه محمد الحاج سلام أمزيان والتي عقدت أول لقاء لها سنة 1957، والتي كانت تهدف إلى مواجهة غطرسة واعتداءات حزب الاستقلال الذي كان يحتكر جل مراكز السلطة والوظائف الحكومية، والذي كان يسخر ميليشيات وعصابات لزرع الرعب والإرهاب وسط السكان عبر الاختطاف والقتل والتعذيب... كما كانت تهدف (أي الحركة) إلى المطالبة بالديمقراطية وإشراك الريفيين في التسيير والتدبير.

دوره في الإنتفاضة

خلال انتفاضة الريف سنتي 1958 و1959 سيتكلف السيد عبد السلام أمزيان بالعديد من المهام، منها مساهمته في تنظيم وتدريب بعض الفرق والكوماندوهات التي كانت متواجدة بتطوان، وبإجراء عدد من الاتصالات الخارجية عبر مدينة سبتة. وبعد القمع الدموي الشرس الذي ووجهت به الانتفاضة، سيتمكن من العبور إلى اسبانيا التي منحت له صفة لاجئ سياسي مع منعه من مزاولة أي نشاط سياسي. حيث مارس عليه النظام الفرنكاوي عدة ضغوطات وصلت حد تهديده بتسليمه للنظام المغربي لثنيه عن ممارسة أي نشاط سياسي. وفي سنة 1962 سيتمكن أغلب المغاربة المنفيين الذين كانوا يتواجدون بإسبانيا من الدخول إلى المغرب، ويستثنى من ذلك السيد عبد السلام أمزيان وابن عمه القائد محمد الحاج سلام أمزيان.

استقر منذ سنة 1970 بمدينة ألميريا الإسبانية، وظل يرفض باستمرار وبشكل قاطع المساعدات المادية التي كان النظام الإسباني يحاول تقديمها له، ولكسب عيشه فتح محلا تجاريا لبيع الصحف والمجلات وأدوات المكتب، واستمر على هذه الحال حتى تقاعده سنة 2005.

تزوج سنة 1971 من سيدة إسبانية، له ولد إسمه عبد السلام يشتغل مهندسا وانتخب مستشارا ببلدية ألميريا، وبنت إسمها فاطمة تعمل في ميدان علم النفس.

ساهم بفعالية في تأسيس جمعية أصدقاء الريف بألميريا التي يتكون النشيطون فيها من مغاربة وإسبان. كما قام السيد عبد السلام أمزيان بعدة محاولات للحصول على جواز سفر مغربي ( 1969 و1991 و1998 و2005) لكن دون جدوى. قبل أن يتمكن في أبريل 2006 من جواز سفر مغربي، ويقرر العودة إلى بلده الحسيمة في 16 يوليوز 2006.



تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح