في خضم الحديث المكثف عن الإصلاح، وتنامي الأصوات المطالبة به في شوارع كثير من بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والعالم الإسلامي عموما، ارتأى مركز مغارب للدراسات في الاجتماع الإنساني أنْ يخصّص الدورة الثانية لجامعته الصيفية، التي انطلقت أولى جلساتها العلمية مساء الجمعة بالرباط، والتي ستستمر إلى غاية يوم غد الأحد، لموضوع "أولويات الإصلاح بين السياسي والثقافي".
ويأتي اختيار موضوع "أولويات الإصلاح بين السياسي والثقافي" لكون سؤال الإصلاح يُعدّ من أكثر الأسئلة إلحاحا في التاريخ الحديث، حسب مصطفى المرابط، مدير مركز مغاربة للدراسات في الاجتماع الإنساني، مُبرزا أنّ حصيلة الإصلاح في العالم العربي "دُون مستوى التطلعات، بلْ إنّ مجتمعات هذه المنطقة لم تُراوحْ مكانَها فحسب، فيما يخصُّ أسئلة الإصلاح، بل تراجعتْ عمّا كانت عليه في السابق".
واعتبر المرابط أنَّ ثمّة ضرورة مُلحّة للتعمّق في إشكالية الإصلاح، وإعادة تركيبها، باعتبارها مدخلا رئيسا لقراءة خارطة المجتمعات العربية والإسلامية. وأضافَ أنّ مفردة "الإصلاح" هي من السّهل الممتنع، خاصة في ظلّ الأهمية التي تكتسيها المنطقة العربية الإسلامية، حيث تتضافر العوامل الداخلية والخارجية المؤجّجة للصراعات السياسية والإيديولوجية، وهو ما يجعل عملية النهوض والإصلاح "شاقة ومُعقّدة"، على حد تعبيره.
وفي هذا الإطار، أشار المرابط إلى أنّ الحَراك الاجتماعي، الذي عرفته المنطقة منذ مطلع سنة 2011، بقدْر ما كشف هشاشة التيارات السياسية والفكرية، فيما يخص معرفة البنيات المجتمعية العميقة لهذه المنطقة، بقدر ما كشف عن ثقل الإيديولوجيا وتصلّبها في بنائها الفكري والتنظيري، وهو ما أبان، يُوضح المتحدث ذاته، عن تفاوت كبير بين المجتمع ونُخبه السياسية والثقافية في تفاعلها مع التحولات واستجابتها للتحديات التي تطال الدولة والمجتمع، وهو ما يطرح سؤالَ مدى تناسُب المجتمع وتياراته السياسية والثقافية.
وسجّل مدير مركز مغاربة للدراسات في الاجتماع الإنساني أن الإصلاح وإن تعددت مداخله، فإن المدخل المجتمعي والثقافي يحتل قلب مشروع الإصلاح، مُبرزا أن التوازنات المجتمعية تقتضي زمنا طويلا لإرسائها، وهي هشّة، يُنذر المساس بها بالكوارث. وأكد أن ذلك يستدعي من النخب السياسية والفكرية عدم المغامرة بالتوازنات المجتمعية في إطار التدافع السياسي والإيديولوجي، بل يجب أن تكون هذه التوازنات المجتمعية موضع توافق بين مختلف التيارات والارتقاء بها إلى مستوى القاسم المشترك، يضيف المرابط.
من جهته، قال خالد حاجي، الذي سيَّر الجلسة الافتتاحية لجامعة مغارب، إنَّ سؤالَ الإصلاح يجبُ أن يُطرحَ بتعدّد أوجُهه، في زمن تعيش البشرية مرحلة ثقافة رقميّة تقوّض السلط القديمة التي كانت تحكم العالم، بفعل قوّتها وسرعة انتشارها، مما يجعلها تُعيد تشكيل الوعي السياسي عبر العالم وتُعيد ترتيب الأولويات.
ويأتي اختيار موضوع "أولويات الإصلاح بين السياسي والثقافي" لكون سؤال الإصلاح يُعدّ من أكثر الأسئلة إلحاحا في التاريخ الحديث، حسب مصطفى المرابط، مدير مركز مغاربة للدراسات في الاجتماع الإنساني، مُبرزا أنّ حصيلة الإصلاح في العالم العربي "دُون مستوى التطلعات، بلْ إنّ مجتمعات هذه المنطقة لم تُراوحْ مكانَها فحسب، فيما يخصُّ أسئلة الإصلاح، بل تراجعتْ عمّا كانت عليه في السابق".
واعتبر المرابط أنَّ ثمّة ضرورة مُلحّة للتعمّق في إشكالية الإصلاح، وإعادة تركيبها، باعتبارها مدخلا رئيسا لقراءة خارطة المجتمعات العربية والإسلامية. وأضافَ أنّ مفردة "الإصلاح" هي من السّهل الممتنع، خاصة في ظلّ الأهمية التي تكتسيها المنطقة العربية الإسلامية، حيث تتضافر العوامل الداخلية والخارجية المؤجّجة للصراعات السياسية والإيديولوجية، وهو ما يجعل عملية النهوض والإصلاح "شاقة ومُعقّدة"، على حد تعبيره.
وفي هذا الإطار، أشار المرابط إلى أنّ الحَراك الاجتماعي، الذي عرفته المنطقة منذ مطلع سنة 2011، بقدْر ما كشف هشاشة التيارات السياسية والفكرية، فيما يخص معرفة البنيات المجتمعية العميقة لهذه المنطقة، بقدر ما كشف عن ثقل الإيديولوجيا وتصلّبها في بنائها الفكري والتنظيري، وهو ما أبان، يُوضح المتحدث ذاته، عن تفاوت كبير بين المجتمع ونُخبه السياسية والثقافية في تفاعلها مع التحولات واستجابتها للتحديات التي تطال الدولة والمجتمع، وهو ما يطرح سؤالَ مدى تناسُب المجتمع وتياراته السياسية والثقافية.
وسجّل مدير مركز مغاربة للدراسات في الاجتماع الإنساني أن الإصلاح وإن تعددت مداخله، فإن المدخل المجتمعي والثقافي يحتل قلب مشروع الإصلاح، مُبرزا أن التوازنات المجتمعية تقتضي زمنا طويلا لإرسائها، وهي هشّة، يُنذر المساس بها بالكوارث. وأكد أن ذلك يستدعي من النخب السياسية والفكرية عدم المغامرة بالتوازنات المجتمعية في إطار التدافع السياسي والإيديولوجي، بل يجب أن تكون هذه التوازنات المجتمعية موضع توافق بين مختلف التيارات والارتقاء بها إلى مستوى القاسم المشترك، يضيف المرابط.
من جهته، قال خالد حاجي، الذي سيَّر الجلسة الافتتاحية لجامعة مغارب، إنَّ سؤالَ الإصلاح يجبُ أن يُطرحَ بتعدّد أوجُهه، في زمن تعيش البشرية مرحلة ثقافة رقميّة تقوّض السلط القديمة التي كانت تحكم العالم، بفعل قوّتها وسرعة انتشارها، مما يجعلها تُعيد تشكيل الوعي السياسي عبر العالم وتُعيد ترتيب الأولويات.