من خط بياني لآخر. موسيقى عربية كخلفية ولا أثر لكائن حي في الصورة. رعب سمج، ممل وقاتل. هذا ما يمكن قوله عن فيلم يتداوله زوار الإنترنيت، شاهده ملايين من الناس عبر العالم. قد يكون ذلك بسبب رسالته المستفزة، وادعائه بأن نصف سكان أوربا سيصبحوا في العام 2050 مسلمين.
"تغير العالم ولن تبقى الثقافة العالمية والإرث الثقافي لأحفادنا كما هي. ما العمل الآن؟ أنت الشاهد هنا على التحولات السكانية عبر العالم".
بهذه العبارات المكتوبة بخط أبيض تظهر وتختفي في خلفية سوداء، ترافقها موسيقى رعب ثم موسيقى عربية، يبدأ فيلم ’الديموغرافيا الإسلامية‘. زمن الفيلم أكثر من سبع دقائق، لا تشاهد فيه صورة لأي كائن حي. فقط أرقام وخطوط بيانية تترى، قبل أن ينتهي بنداء تحذيري موجه للمسيحيين المؤمنين من أجل القيام قومة رجل واحد، ضد ’خطر‘ زحف الإسلام على الغرب. جلب الفيلم إلى حدود الآن أكثر من 10 ملايين نقرة.
تناكحوا تناسلوا
مدعومون مما يعتبرونه أرقاما مؤكدة، يحاول معدو الفيلم إبراز أن الحضارة الغربية مهددة بالزوال في أقصر الآجال، إذا لم يتدارك الغرب الأمر. أمثلة من الفيلم: لكي تستمر أية حضارة مهما كانت في الوجود، ينبغي أن يكون معدل الخصوبة فيها 2.11% للأسرة الواحدة. وبحسب الفيلم فإن معدل الخصوبة في بلدان الاتحاد الأوربي في العام 2007 كان 1.38 %. وبلغ في إسبانيا 1.1%. في حين أن معدل الخصوبة في أسرة مسلمة فرنسية يبلغ 8.1% مقابل 1.8% للأسرة الفرنسية الواحدة! ويظهر الفيلم فرنسا وألمانيا ستصبحان جمهوريات إسلامية في المستقبل المنظور. بل إن نصف عدد سكان هولندا على سبيل المثال سيكون مسلما بعد أقل من 15 سنة.
يستشهد الفيلم أيضا بالزعيم الليبي معمر القذافي الذي يقول:
"لسنا بحاجة إلى إرهابيين، لسنا بحاجة إلى انتحاريين. يعيش في أوربا خمسون مليون مسلما، وهم قادرون على جعلها قارة مسلمة خلال بضعة عقود".
من لم يكن مهتما بـ ’الزحف الإسلامي‘ حتى الآن، سترتعد فرائصه خوفا عند سماعه هذه الأرقام. لكن هل هي صحيحة من الناحية العلمية؟ يقول الأستاذ يان لاتان من المكتب المركزي للإحصاء في هولندا:
"لنقل أولا إن طريقة الحساب هذه خاطئة، لكن الاتجاه التصاعدي صحيح. بطبيعة الحال يولد أطفال مسلمون أكثر مما كان عليه الحال قبل 30 سنة. ولكنه معطى غير دقيق من حيث النوعية. في الوقت الحالي يمكن القول إن حوالي 20% من الأطفال يولدون من أمهات غير أوربيات. ولكننا نعرف أيضا أن أمّا غير أوربية لا تعني بالضرورة أمّا مسلمة. فحوالي النصف فقط يُسجل على أنه مسلم. إذن من مجموع 20% من المواليد من أمهات غير أوربيات، يبقى النصف فقط. الحصيلة النهائية هي أن 10% من المولودين الجدد يعتبرون مسلمين".
قلق اجتماعي
نهاية الأسبوع الماضي، نشرت بدورها الصحيفة البريطانية ’ديلي تلغراف‘ أرقاما حول المسلمين في دول الاتحاد الأوربي. وذكرت أن عددهم تضاعف خلال الثلاثين سنة الماضية، وسيتضاعف مرة أخرى في حدود 2015. تقول الصحيفة البريطانية إنها اعتمدت على مصادرها وأبحاثها الخاصة، وتحذر بالتالي من أنه في غياب سياسة إدماج جيدة لهؤلاء، قد نشأ قلاقل اجتماعية كبرى مستقبلا في أوربا.
أيكون هذا مبعث قلق؟ على أية حال ليس بالنسبة لعمرو خالد، الداعية المصري المشهور. في إحدى الأفلام المتداولة عبر اليوتوب كذلك، نرى الداعية المصري يتحدث مسرورا عن تتكاثر المسلمين وتناسلهم في أوربا. يقول لمحاوره:
"أهم كلمة الآن هو أن عدد المسلمين في أوربا بين 25 و30 مليون. هذا الرقم له دلالات ومعاني كبيرة. المسلمون يلدون وأوربا لا تلد. مما يعني أنه خلال العشرين سنة القادمة سيكون للمسلمين غالبية يمكن أن يكون لها تأثير غير عادي في التحكم على القرار وفي صنع القرار".
ردود
لا يوجد صدى يذكر للفلم المحذر من انتشار الإسلام في أوربا. فباستثناء مقال للبي بي سي العربية نقلته عنها بعض المواقع قبل أن تسحبه يوم الثلاثاء، لم نتمكن من العثور على أثر أو رجع صدى له في وسائل الإعلام العربية والمنتديات الجادة.
زوار اليوتيوب من العرب، يمكن لهم مشاهدة نسخة مترجمة. وهناك تعليقات وردود باهتة عن الفيلم الذي يقول البعض إنه صنع في كندا العام الماضي. أحد المعلقين المجهولين كتب: أجمل خبر سمعته في حياتي.
أما الأستاذ يان لاتان، المتخصص في الديمغرافيا، فيرى أن ازدياد عدد الأجانب والمسلمين في أوربا، سيجعل النقاش حول اندماج وإدماج هؤلاء، يمتد على مدى الأربعين سنة القادمة، وسيشارك فيه بالتأكيد حتى من يحملون أفكارا مغايرة. وقال لإذاعة هولندا العالمية:
"سيبقى موضوع الاندماج بطبيعة الحال ميدانا للنقاش والحوار الاجتماعي حتى 2050. لأن استمرار نمو أعداد الأجانب، ومنهم المسلمين سيؤثر بالتأكيد عدديا على مجمل السكان. وستقحم أعداد متزايدة ممن يحملون أفكارا مغايرة نفسها في هذا النقاش".
إذاعة هولندا العالمية
"تغير العالم ولن تبقى الثقافة العالمية والإرث الثقافي لأحفادنا كما هي. ما العمل الآن؟ أنت الشاهد هنا على التحولات السكانية عبر العالم".
بهذه العبارات المكتوبة بخط أبيض تظهر وتختفي في خلفية سوداء، ترافقها موسيقى رعب ثم موسيقى عربية، يبدأ فيلم ’الديموغرافيا الإسلامية‘. زمن الفيلم أكثر من سبع دقائق، لا تشاهد فيه صورة لأي كائن حي. فقط أرقام وخطوط بيانية تترى، قبل أن ينتهي بنداء تحذيري موجه للمسيحيين المؤمنين من أجل القيام قومة رجل واحد، ضد ’خطر‘ زحف الإسلام على الغرب. جلب الفيلم إلى حدود الآن أكثر من 10 ملايين نقرة.
تناكحوا تناسلوا
مدعومون مما يعتبرونه أرقاما مؤكدة، يحاول معدو الفيلم إبراز أن الحضارة الغربية مهددة بالزوال في أقصر الآجال، إذا لم يتدارك الغرب الأمر. أمثلة من الفيلم: لكي تستمر أية حضارة مهما كانت في الوجود، ينبغي أن يكون معدل الخصوبة فيها 2.11% للأسرة الواحدة. وبحسب الفيلم فإن معدل الخصوبة في بلدان الاتحاد الأوربي في العام 2007 كان 1.38 %. وبلغ في إسبانيا 1.1%. في حين أن معدل الخصوبة في أسرة مسلمة فرنسية يبلغ 8.1% مقابل 1.8% للأسرة الفرنسية الواحدة! ويظهر الفيلم فرنسا وألمانيا ستصبحان جمهوريات إسلامية في المستقبل المنظور. بل إن نصف عدد سكان هولندا على سبيل المثال سيكون مسلما بعد أقل من 15 سنة.
يستشهد الفيلم أيضا بالزعيم الليبي معمر القذافي الذي يقول:
"لسنا بحاجة إلى إرهابيين، لسنا بحاجة إلى انتحاريين. يعيش في أوربا خمسون مليون مسلما، وهم قادرون على جعلها قارة مسلمة خلال بضعة عقود".
من لم يكن مهتما بـ ’الزحف الإسلامي‘ حتى الآن، سترتعد فرائصه خوفا عند سماعه هذه الأرقام. لكن هل هي صحيحة من الناحية العلمية؟ يقول الأستاذ يان لاتان من المكتب المركزي للإحصاء في هولندا:
"لنقل أولا إن طريقة الحساب هذه خاطئة، لكن الاتجاه التصاعدي صحيح. بطبيعة الحال يولد أطفال مسلمون أكثر مما كان عليه الحال قبل 30 سنة. ولكنه معطى غير دقيق من حيث النوعية. في الوقت الحالي يمكن القول إن حوالي 20% من الأطفال يولدون من أمهات غير أوربيات. ولكننا نعرف أيضا أن أمّا غير أوربية لا تعني بالضرورة أمّا مسلمة. فحوالي النصف فقط يُسجل على أنه مسلم. إذن من مجموع 20% من المواليد من أمهات غير أوربيات، يبقى النصف فقط. الحصيلة النهائية هي أن 10% من المولودين الجدد يعتبرون مسلمين".
قلق اجتماعي
نهاية الأسبوع الماضي، نشرت بدورها الصحيفة البريطانية ’ديلي تلغراف‘ أرقاما حول المسلمين في دول الاتحاد الأوربي. وذكرت أن عددهم تضاعف خلال الثلاثين سنة الماضية، وسيتضاعف مرة أخرى في حدود 2015. تقول الصحيفة البريطانية إنها اعتمدت على مصادرها وأبحاثها الخاصة، وتحذر بالتالي من أنه في غياب سياسة إدماج جيدة لهؤلاء، قد نشأ قلاقل اجتماعية كبرى مستقبلا في أوربا.
أيكون هذا مبعث قلق؟ على أية حال ليس بالنسبة لعمرو خالد، الداعية المصري المشهور. في إحدى الأفلام المتداولة عبر اليوتوب كذلك، نرى الداعية المصري يتحدث مسرورا عن تتكاثر المسلمين وتناسلهم في أوربا. يقول لمحاوره:
"أهم كلمة الآن هو أن عدد المسلمين في أوربا بين 25 و30 مليون. هذا الرقم له دلالات ومعاني كبيرة. المسلمون يلدون وأوربا لا تلد. مما يعني أنه خلال العشرين سنة القادمة سيكون للمسلمين غالبية يمكن أن يكون لها تأثير غير عادي في التحكم على القرار وفي صنع القرار".
ردود
لا يوجد صدى يذكر للفلم المحذر من انتشار الإسلام في أوربا. فباستثناء مقال للبي بي سي العربية نقلته عنها بعض المواقع قبل أن تسحبه يوم الثلاثاء، لم نتمكن من العثور على أثر أو رجع صدى له في وسائل الإعلام العربية والمنتديات الجادة.
زوار اليوتيوب من العرب، يمكن لهم مشاهدة نسخة مترجمة. وهناك تعليقات وردود باهتة عن الفيلم الذي يقول البعض إنه صنع في كندا العام الماضي. أحد المعلقين المجهولين كتب: أجمل خبر سمعته في حياتي.
أما الأستاذ يان لاتان، المتخصص في الديمغرافيا، فيرى أن ازدياد عدد الأجانب والمسلمين في أوربا، سيجعل النقاش حول اندماج وإدماج هؤلاء، يمتد على مدى الأربعين سنة القادمة، وسيشارك فيه بالتأكيد حتى من يحملون أفكارا مغايرة. وقال لإذاعة هولندا العالمية:
"سيبقى موضوع الاندماج بطبيعة الحال ميدانا للنقاش والحوار الاجتماعي حتى 2050. لأن استمرار نمو أعداد الأجانب، ومنهم المسلمين سيؤثر بالتأكيد عدديا على مجمل السكان. وستقحم أعداد متزايدة ممن يحملون أفكارا مغايرة نفسها في هذا النقاش".
إذاعة هولندا العالمية