محمد الزياني
بتنسيق بين مجموعة صفحة الفضاء الأزرق لقدماء البادسيين والبادسيات وجمعية أمهات وآباء وأولياء التلاميذ بذات المؤسسة، شهدت رحاب قاعة المحاضرات بهذه المعلمة التربوية (البادسي) يوم الخميس 26 ماي 2016 مراسيم تكريم إحدى الوجوه الأدبية والثقافية والتربوية بشمال المغرب : الفقيدة أمينة اللوه ابنة الحسيمة التي تجاوز صيتها وإشعاعها الأدبي والعلمي والتربوي حدود الجغرافيا المحلية والوطنية لتضاهي بذلك كبريات رجالات الفكر ونسائه بما حققته من مجد أدبي قل نظيره، عبر مسار علمي متشعب المسالك : آداب، فلسفة، تاريخ، قانون، تربية و آداب بفروعه: قصة، شعر، رواية مقالات صحفية وإبداعات متنوعة أغنت الخزانة والمكتبة الوطنيتين رغم أن ما عرف طريقه للنشر هو النزر القليل منها.. وباقيته في انتظار مبادرات آمنه وصادقة لإتمام المشوار..
حدث شكل مناسبة لالتحام هذه الوجوه الكريمة التي طبعت هذا اللقاء بحميمية مطلقة محكومة بنوسطالجيا تسرت أشعتها إلى الباطن تسرت وسرت بين ضلوع أهلها رجالا ونساء إكسيرا لتلك الحياة الشبابية الممتدة إلى أواخر سبعينيات القرن الماضي وجعلتنا نشرئب بذاكرتنا لاستجلاء ما يثبت شغبنا الطفولي برحاب مؤسستها الفسيحة هذه، وها نحن اليوم نجدد معها العهد.. اعترافا بما أسدته ولا تزال من جميل العلم وحسن التربية لمختلف لأجيالنا المتعاقبة...
افتتاح اللقاء كان بكلمة ترحيبية لمدير الصفحة الفيسبوكية لقدماء البادسين والبادسيات : فريد بنقدور الذي أحاط الحضور ـ المكون أساسا من عائلة الفقيدة، و فعاليات المدينة المهتمة بمجال الثقافة الفن وكذا بعض إخواننا بالديار الأوروبية (جلهم من قدماء البادسي )ـ أحاط الجميع بأهمية الحدث الذي نجتمع حول تخليده اليوم بمناسبة الذكرى الأولى لرحيل أيقونة الأدب والثقافة المغربية، ابنة الحسيمة الفقيدة أمينة اللوه.
بعده، وقف المتدخلون، كل حسب منطلقاته و اهتماماته ودرايته بالإرث الأدبي للفقيدة، بالأوضاع العامة التي أحاطت بعائلة اللوه عموما، مع إماطة اللثام عن أهم الجوانب التي ساهمت في إبراز هذه المَعْلمة وهذا الهرم الأدبي الشامخ من قلب ريف محكوم بشروط تاريخية ووضع اجتماعي خاصين..وجدير بالذكر: أن ولادة الفقيدة أمينة اللوه بتاريخ 1926 تزامن مع تاريخ استسلام المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي...
وهو ما كشف عنه الأستاذ محمد أونيا محاولا النبش في ثنايا تاريخ المنطقة في المرحلة نفسها التي كان فيها لعائلة اللوه حضورها في دواليب صنع القرار سواء كأعيان لقبيلة بقيوة أو كفاعلين مباشرين ضمن أدوار سياسية واقتصادية لا يزال البحث التاريخي عندنا بحاجة إلى تدقيقها بالموضوعية المطلوبة. كما تطرق المتدخل لانتقال العائلة اللوهية إلى مدينة تطوان ضمن الحملة " البوشتوية " التي نعتبرها نحن ـ قد لطخت بالسواد القاتم،جانبا مهما من تاريخ الريف المشرق وظلت(الحملة) تلقي بظلالها على حاضر الريف ومستقبله وهي القضية، التي نعتبر أن الاقتراب منها، تحجبه الخطوط الحمراء سواء عن الباحثين المختصين بالمجال أو لمهندسي الإنصاف والمصالحة..لما يثيره هذا الموضوع من ضرورة تحديد المسؤوليات وما قد يتداعى عنها من حساسية سواء للكتلة القبيلة المحلية أو للخصوم الخارجيين بمختلف مستوياتهم، وهي المسألة التي ـ حسب علمنا المتواضع ـ لم يجرؤ أي باحث إلى اليوم على إثارتها ومقاربتها بالموضوعية العلمية المطلوبة...
في ذات السياق، تحدث الأستاذ، المفتوحي أحمد بوقرب عن دقائق الأمور المرتبطة بحياة الفقيدة أمينة اللوه بحكم قرابته العائلية كما قدم شهادته حول المسار العلمي والأدبي و الاجتماعي للفقيدة متتبعا مسار تدرجها المتميز عبر مختلف الأسلاك والمسؤوليات المهنية والمراتب العلمية التي نالت فيها الفقيدة عن جدارة واستحقاق شهادات عليا وأوسمة، هي التي قال في حقها المرحوم عبد السلام محمد بوعزة الصغير رحمة الله عليه وهو يتحدث عن فترة دراسته عند الفقيه الغماري بالمسجد العتيق بالحسيمة سنة 1934" كانت بيننا خمس إناث، إحداهن ابنة قاضي الناحية، وأخرى تدعى الريفية ابنة جندي في قبيلة لمطالسة وأخرى يدعى والدها السي بلفقيه التمسماني، إضافة إلى أختين اثنتين كريمتي باشا المدينة : السي عبد الكريم اللوه، كانتا على قدر كبير من الحسن والجمال : خدوج واختها أمينة التي ستذهب في مشوارها بعيدا ( أول امرأة مغربية ستحصل على شهادة الدكتوراة) ) " المصدر : عبد السلام محمد بوعزة الصغير : وجوه خزامية ـ جريدة ثفراز نريف ـ عدد 42 ماي 2009 الصفحة الأخيرة. قبل أن يعرج هو الآخر، على المسار التاريخي لعائلة اللوه ودور والد الفقيدة عبد الكريم اللوه أثناء المقاومة الريفية من موقعه كمطلع نسبيا على السياسة الدولية بحكم علاقته التجارية مع الخارج وجمعه بين السلطة والمال وتمكنه، حسب المتدخل، من ست لغات نُطْقاً وكتابة ومميزات أخرى أهلته للقيام بادوار دبلوماسية متعددة،هي الآخرى، لازالت بحاجة إلى التنقيب والبحث العلمي الرزين للكشف عن أهميتها التاريخية في مرحلة حساسة من تاريخ حرب الريف التحريرية...وما بعدها.
الأستاذة : زهور كوسكوسي اللوه بدورها انخرطت بكل جوارحها في تطريز فسيفساء هذا الحدث المتميز عبر شهادتها الدالة في حق ابنة عم والدتها : الفقيدة أمينة، كاشفة هي الأخرى عن قيمتها : الأدبية والعلمية التربوية وكذا رمزيتها كفتاة ريفية تحدت كل الصعاب و تخطت كل العقبات لتنال ما نالته من حضوة ونجاحات متتالية في مشوارها الأدبي و العلمي الأكاديمي، رافعة بذلك مجد و همة المرأة الريفية والمغربية إلى القمة، بما أهلها للانخراط في المشروع المجتمعي كواحدة من أعلام الفكر والقلم بالريف نذرت حياتها سبيلا لتربية النشء على الخلق والإبداع والمساهمة في بناء مجتمع تسوده قيم التسامح والعدالة الاجتماعية...كما أحالت شهادة زهور على واجب إيلاء الأهمية القصوى لهذا التراث الغني والمتشعب الذي خلفته الفقيدة ليظل نبراسا ينير طريق الأجيال القادمة، مع العمل على أن يتبوأ إسم الفقيدة لموقعه المستحق ضمن اهتمامات المؤسسات الثقافية والعلمية ببلادنا ومكانة تليق بمجدها وعطاءاتها السخية من أجل هذا البلد وأبنائه...
زبيدة البركاني : في كلمتها المستقاة من اطلاعها على المنتوج الأدبي والعلمي للفقيدة، أشادت بمجهود هذه المرأة وبجرأتها العلمية والأدبية النادرة في تخطي عباب العلم والمعرفة، هي التي ثابرت من أجل ترسيخ القيم النبيلة في محيطها وبيئتها كما في المجتمع...وعددت زبيدة بعض إسهامات الفقيدة المنشورة منها و الغير المنشورة التي تحتاج منا، تضيف، إلى تكثيف الجهود لجعل هذا المتن يرى النور لما يتضمنه من إضافات أدبية وعلمية إلى الموروث الوطني. والذي علينا تمثله بأمانة في مشوارنا الدراسي والمهني...مثمنة أهمية هذا التكريم لما يرمز إليه من وفاء لروح الفقيدة الذي نستحضره اليوم في قلب مسقط رأسها، الحسيمة، وفي رحاب ثانوية البادسي : هذه المؤسسة التربوية التاريخية التي تحتضن اليوم بحنان أمومي هذه الوجوه المنتمية لمختلف أجيالها التي مرت من هنا....
سميرة لزهاري، كانت تغريدتها في اللقاء شعرية بامتياز ناسجة رداء خزاميا لحدث اليوم عبر قصائد ثلاثية الأبعاد : عربية فرنسية وإسبانية محملة بعبق الذكرى الأولى لرحيل الفقيدة، مستلهمة روحها الخلاق والمبدع عبر بصماتها التي طبعت مجال الأدب والصحافة والتربية عندنا، كما عكست قصائد لزهاري و بعمق إبداعي رفيع أهمية هذه الذكرى وحجم دروسها التي تفيد بأن هذه الأرض ترفض نسيان أبناءها رغم قساوة العشق وعذاب الفقدان... فاستحضار روح الفقيدة سيظل مبثوثا بين دفتي ما تزخر به المكتبة المغربية من منتوجها الأدبي والمعرفي، زادا لا ينضب لارتواء اللأجيال القادمة... وهي أعظم رسالة تربوية وأخلاقية تركتها الفقيدة للإنسانية جمعاء ...
بموازاة ذلك حضر الزجل من خلال مطولة للزجال حسن بودوح، في حق الفقيدة مستلهما قيمتها الأدبية ورمزية انتمائها لهذا الريف الشاسع بأبنائه وتاريخه.. بعده كانت للأستاذ عبد الكريم صديق قصيدة في ذات المنحى التأبيني لامرأة استثنائية عاشت وتألقت في زمن وتربة استثنائيتين...
بعد هذا، قدمت هدايا تذكارية للمشاركين في هذا التكريم / التأبين : الأستاذ محمد اونيا لكل من الأستاذ لمفتوحي أحمد بوقرب، وزهور كوسكوسي اللوه، وزبيدة البركاني: إدارية بصفحة قدماء البادسي، والشاعر حسن بودوح، تقديرا لمشاركتهم في إنجاح الحدث.
وفي الفقرة الختامية، عبر ذ. مصطفى أمغار : رئيس جمعية أمهات وآباء وأولياء تلاميذ البادسي، بدوره عن عميق شكره للحضور ولمجموعة البادسيين/ات عن اعتزاز أعضاء جمعيته وافتخارهم بنجاح هذا الحدث الذي يأتي في سياق ما تشهده رحاب هذه المؤسسة من أنشطة متنوعة لما تحظى به لديكم جميعا من عظيم التقدير والعناية والاهتمام معبرا عن عميق امتنانه لكل من ساهم في إنجاح هذا الحدث ومنهم هذه الوجوه الكريمة التي انبثقت من قلب هذه المؤسسة التي كانت ولا تزال منشغلة بتأدية أدوار ومسؤوليات تربوية وتعليمية انتفع بها الوطن كله عبركم أبناء وبنات البادسي...وهو الهدف الذي ظل طاقمه التربوي قديمه وحديثه حاملا لمشعله الوقاد... في هذا السياق يأتي تكريم ثلة من هؤلاء الجنود الذين تفانوا في التربية والتسيير والتوجيه بما تشهد به أعمالهم الجليلة التي ستنضاف إلى سجل تاريخ هذه المؤسسة العزيزة علينا جميعا : وتناوب على منصة التكريم تباعا كل من : عبد الوحيد بنقدور مدير المؤسسة، و الوردي احميدو ومحيا حدو حارسين عامين، وعبد الكريم صديق أستاذ اللغة الانجليزية، عبد العزيز الشعاتي أستاذ التربية البدينة، إدريس بوجدايني أستاذ العلوم الطبيعية.....
بتنسيق بين مجموعة صفحة الفضاء الأزرق لقدماء البادسيين والبادسيات وجمعية أمهات وآباء وأولياء التلاميذ بذات المؤسسة، شهدت رحاب قاعة المحاضرات بهذه المعلمة التربوية (البادسي) يوم الخميس 26 ماي 2016 مراسيم تكريم إحدى الوجوه الأدبية والثقافية والتربوية بشمال المغرب : الفقيدة أمينة اللوه ابنة الحسيمة التي تجاوز صيتها وإشعاعها الأدبي والعلمي والتربوي حدود الجغرافيا المحلية والوطنية لتضاهي بذلك كبريات رجالات الفكر ونسائه بما حققته من مجد أدبي قل نظيره، عبر مسار علمي متشعب المسالك : آداب، فلسفة، تاريخ، قانون، تربية و آداب بفروعه: قصة، شعر، رواية مقالات صحفية وإبداعات متنوعة أغنت الخزانة والمكتبة الوطنيتين رغم أن ما عرف طريقه للنشر هو النزر القليل منها.. وباقيته في انتظار مبادرات آمنه وصادقة لإتمام المشوار..
حدث شكل مناسبة لالتحام هذه الوجوه الكريمة التي طبعت هذا اللقاء بحميمية مطلقة محكومة بنوسطالجيا تسرت أشعتها إلى الباطن تسرت وسرت بين ضلوع أهلها رجالا ونساء إكسيرا لتلك الحياة الشبابية الممتدة إلى أواخر سبعينيات القرن الماضي وجعلتنا نشرئب بذاكرتنا لاستجلاء ما يثبت شغبنا الطفولي برحاب مؤسستها الفسيحة هذه، وها نحن اليوم نجدد معها العهد.. اعترافا بما أسدته ولا تزال من جميل العلم وحسن التربية لمختلف لأجيالنا المتعاقبة...
افتتاح اللقاء كان بكلمة ترحيبية لمدير الصفحة الفيسبوكية لقدماء البادسين والبادسيات : فريد بنقدور الذي أحاط الحضور ـ المكون أساسا من عائلة الفقيدة، و فعاليات المدينة المهتمة بمجال الثقافة الفن وكذا بعض إخواننا بالديار الأوروبية (جلهم من قدماء البادسي )ـ أحاط الجميع بأهمية الحدث الذي نجتمع حول تخليده اليوم بمناسبة الذكرى الأولى لرحيل أيقونة الأدب والثقافة المغربية، ابنة الحسيمة الفقيدة أمينة اللوه.
بعده، وقف المتدخلون، كل حسب منطلقاته و اهتماماته ودرايته بالإرث الأدبي للفقيدة، بالأوضاع العامة التي أحاطت بعائلة اللوه عموما، مع إماطة اللثام عن أهم الجوانب التي ساهمت في إبراز هذه المَعْلمة وهذا الهرم الأدبي الشامخ من قلب ريف محكوم بشروط تاريخية ووضع اجتماعي خاصين..وجدير بالذكر: أن ولادة الفقيدة أمينة اللوه بتاريخ 1926 تزامن مع تاريخ استسلام المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي...
وهو ما كشف عنه الأستاذ محمد أونيا محاولا النبش في ثنايا تاريخ المنطقة في المرحلة نفسها التي كان فيها لعائلة اللوه حضورها في دواليب صنع القرار سواء كأعيان لقبيلة بقيوة أو كفاعلين مباشرين ضمن أدوار سياسية واقتصادية لا يزال البحث التاريخي عندنا بحاجة إلى تدقيقها بالموضوعية المطلوبة. كما تطرق المتدخل لانتقال العائلة اللوهية إلى مدينة تطوان ضمن الحملة " البوشتوية " التي نعتبرها نحن ـ قد لطخت بالسواد القاتم،جانبا مهما من تاريخ الريف المشرق وظلت(الحملة) تلقي بظلالها على حاضر الريف ومستقبله وهي القضية، التي نعتبر أن الاقتراب منها، تحجبه الخطوط الحمراء سواء عن الباحثين المختصين بالمجال أو لمهندسي الإنصاف والمصالحة..لما يثيره هذا الموضوع من ضرورة تحديد المسؤوليات وما قد يتداعى عنها من حساسية سواء للكتلة القبيلة المحلية أو للخصوم الخارجيين بمختلف مستوياتهم، وهي المسألة التي ـ حسب علمنا المتواضع ـ لم يجرؤ أي باحث إلى اليوم على إثارتها ومقاربتها بالموضوعية العلمية المطلوبة...
في ذات السياق، تحدث الأستاذ، المفتوحي أحمد بوقرب عن دقائق الأمور المرتبطة بحياة الفقيدة أمينة اللوه بحكم قرابته العائلية كما قدم شهادته حول المسار العلمي والأدبي و الاجتماعي للفقيدة متتبعا مسار تدرجها المتميز عبر مختلف الأسلاك والمسؤوليات المهنية والمراتب العلمية التي نالت فيها الفقيدة عن جدارة واستحقاق شهادات عليا وأوسمة، هي التي قال في حقها المرحوم عبد السلام محمد بوعزة الصغير رحمة الله عليه وهو يتحدث عن فترة دراسته عند الفقيه الغماري بالمسجد العتيق بالحسيمة سنة 1934" كانت بيننا خمس إناث، إحداهن ابنة قاضي الناحية، وأخرى تدعى الريفية ابنة جندي في قبيلة لمطالسة وأخرى يدعى والدها السي بلفقيه التمسماني، إضافة إلى أختين اثنتين كريمتي باشا المدينة : السي عبد الكريم اللوه، كانتا على قدر كبير من الحسن والجمال : خدوج واختها أمينة التي ستذهب في مشوارها بعيدا ( أول امرأة مغربية ستحصل على شهادة الدكتوراة) ) " المصدر : عبد السلام محمد بوعزة الصغير : وجوه خزامية ـ جريدة ثفراز نريف ـ عدد 42 ماي 2009 الصفحة الأخيرة. قبل أن يعرج هو الآخر، على المسار التاريخي لعائلة اللوه ودور والد الفقيدة عبد الكريم اللوه أثناء المقاومة الريفية من موقعه كمطلع نسبيا على السياسة الدولية بحكم علاقته التجارية مع الخارج وجمعه بين السلطة والمال وتمكنه، حسب المتدخل، من ست لغات نُطْقاً وكتابة ومميزات أخرى أهلته للقيام بادوار دبلوماسية متعددة،هي الآخرى، لازالت بحاجة إلى التنقيب والبحث العلمي الرزين للكشف عن أهميتها التاريخية في مرحلة حساسة من تاريخ حرب الريف التحريرية...وما بعدها.
الأستاذة : زهور كوسكوسي اللوه بدورها انخرطت بكل جوارحها في تطريز فسيفساء هذا الحدث المتميز عبر شهادتها الدالة في حق ابنة عم والدتها : الفقيدة أمينة، كاشفة هي الأخرى عن قيمتها : الأدبية والعلمية التربوية وكذا رمزيتها كفتاة ريفية تحدت كل الصعاب و تخطت كل العقبات لتنال ما نالته من حضوة ونجاحات متتالية في مشوارها الأدبي و العلمي الأكاديمي، رافعة بذلك مجد و همة المرأة الريفية والمغربية إلى القمة، بما أهلها للانخراط في المشروع المجتمعي كواحدة من أعلام الفكر والقلم بالريف نذرت حياتها سبيلا لتربية النشء على الخلق والإبداع والمساهمة في بناء مجتمع تسوده قيم التسامح والعدالة الاجتماعية...كما أحالت شهادة زهور على واجب إيلاء الأهمية القصوى لهذا التراث الغني والمتشعب الذي خلفته الفقيدة ليظل نبراسا ينير طريق الأجيال القادمة، مع العمل على أن يتبوأ إسم الفقيدة لموقعه المستحق ضمن اهتمامات المؤسسات الثقافية والعلمية ببلادنا ومكانة تليق بمجدها وعطاءاتها السخية من أجل هذا البلد وأبنائه...
زبيدة البركاني : في كلمتها المستقاة من اطلاعها على المنتوج الأدبي والعلمي للفقيدة، أشادت بمجهود هذه المرأة وبجرأتها العلمية والأدبية النادرة في تخطي عباب العلم والمعرفة، هي التي ثابرت من أجل ترسيخ القيم النبيلة في محيطها وبيئتها كما في المجتمع...وعددت زبيدة بعض إسهامات الفقيدة المنشورة منها و الغير المنشورة التي تحتاج منا، تضيف، إلى تكثيف الجهود لجعل هذا المتن يرى النور لما يتضمنه من إضافات أدبية وعلمية إلى الموروث الوطني. والذي علينا تمثله بأمانة في مشوارنا الدراسي والمهني...مثمنة أهمية هذا التكريم لما يرمز إليه من وفاء لروح الفقيدة الذي نستحضره اليوم في قلب مسقط رأسها، الحسيمة، وفي رحاب ثانوية البادسي : هذه المؤسسة التربوية التاريخية التي تحتضن اليوم بحنان أمومي هذه الوجوه المنتمية لمختلف أجيالها التي مرت من هنا....
سميرة لزهاري، كانت تغريدتها في اللقاء شعرية بامتياز ناسجة رداء خزاميا لحدث اليوم عبر قصائد ثلاثية الأبعاد : عربية فرنسية وإسبانية محملة بعبق الذكرى الأولى لرحيل الفقيدة، مستلهمة روحها الخلاق والمبدع عبر بصماتها التي طبعت مجال الأدب والصحافة والتربية عندنا، كما عكست قصائد لزهاري و بعمق إبداعي رفيع أهمية هذه الذكرى وحجم دروسها التي تفيد بأن هذه الأرض ترفض نسيان أبناءها رغم قساوة العشق وعذاب الفقدان... فاستحضار روح الفقيدة سيظل مبثوثا بين دفتي ما تزخر به المكتبة المغربية من منتوجها الأدبي والمعرفي، زادا لا ينضب لارتواء اللأجيال القادمة... وهي أعظم رسالة تربوية وأخلاقية تركتها الفقيدة للإنسانية جمعاء ...
بموازاة ذلك حضر الزجل من خلال مطولة للزجال حسن بودوح، في حق الفقيدة مستلهما قيمتها الأدبية ورمزية انتمائها لهذا الريف الشاسع بأبنائه وتاريخه.. بعده كانت للأستاذ عبد الكريم صديق قصيدة في ذات المنحى التأبيني لامرأة استثنائية عاشت وتألقت في زمن وتربة استثنائيتين...
بعد هذا، قدمت هدايا تذكارية للمشاركين في هذا التكريم / التأبين : الأستاذ محمد اونيا لكل من الأستاذ لمفتوحي أحمد بوقرب، وزهور كوسكوسي اللوه، وزبيدة البركاني: إدارية بصفحة قدماء البادسي، والشاعر حسن بودوح، تقديرا لمشاركتهم في إنجاح الحدث.
وفي الفقرة الختامية، عبر ذ. مصطفى أمغار : رئيس جمعية أمهات وآباء وأولياء تلاميذ البادسي، بدوره عن عميق شكره للحضور ولمجموعة البادسيين/ات عن اعتزاز أعضاء جمعيته وافتخارهم بنجاح هذا الحدث الذي يأتي في سياق ما تشهده رحاب هذه المؤسسة من أنشطة متنوعة لما تحظى به لديكم جميعا من عظيم التقدير والعناية والاهتمام معبرا عن عميق امتنانه لكل من ساهم في إنجاح هذا الحدث ومنهم هذه الوجوه الكريمة التي انبثقت من قلب هذه المؤسسة التي كانت ولا تزال منشغلة بتأدية أدوار ومسؤوليات تربوية وتعليمية انتفع بها الوطن كله عبركم أبناء وبنات البادسي...وهو الهدف الذي ظل طاقمه التربوي قديمه وحديثه حاملا لمشعله الوقاد... في هذا السياق يأتي تكريم ثلة من هؤلاء الجنود الذين تفانوا في التربية والتسيير والتوجيه بما تشهد به أعمالهم الجليلة التي ستنضاف إلى سجل تاريخ هذه المؤسسة العزيزة علينا جميعا : وتناوب على منصة التكريم تباعا كل من : عبد الوحيد بنقدور مدير المؤسسة، و الوردي احميدو ومحيا حدو حارسين عامين، وعبد الكريم صديق أستاذ اللغة الانجليزية، عبد العزيز الشعاتي أستاذ التربية البدينة، إدريس بوجدايني أستاذ العلوم الطبيعية.....