المزيد من الأخبار






ابنة الريف سعاد بنقدور.. قصة اشهر مساعدة للاجئين في أوروبا


ابنة الريف سعاد بنقدور.. قصة اشهر مساعدة للاجئين في أوروبا
ناظورسيتي: متابعة

نالت سعاد بنقدور، 53 سنة، تتحذر من الحسيمة، قسطا وافرا من اهتمام وسائل الإعلام الأجنبية، بعد بزوغ نجمها في مجال مساعدة اللاجئين القادمين من بلدان التوتر إلى اسبانيا عبر مدينة مليلية المحتلة، ما جعل صحفيين يهتمون بالعمل الانساني الذي تقوم بها لإنقاذ لاجئين من التشرد و الوقوف بجانبهم إلى أن يعثروا على مأوى يستقرون به.

وتعتبر سعاد بنقدور، واحدة من الريفيات اللواتي أصبح يضرب بهن المثل في المجتمع الغربي في العمل الخيري والانساني، وتقول في هذا الإطار حول بداية تضامنها مع أول لاجئة سورية ’’كانت فيروز أول لاجئة سورية أساعدها.. لقد كان بطنها منتفخا بجنين جاء في زمن الحرب، حين وصلت إلى محطة منديز ألفارو الطرقية بمدريد رفقة أطفالها الثلاثة،''، وأشارت سعاد إلى أنها كانت ذلك اليوم في طريقها إلى شِقُوبية، التي تبعد عن مدريد بحوالي 30 كلم، رفقة عائلتها.

وكشفت بنقدور في حوار مع صحيفة الباييس الإسبانية أنها ألغت سفرها رفقة العائلة حين طلب منها بعض الجيران أن تترجم لهم ما تقوله اللاجئة السورية فيروز. تم تحديد موعد اللقاء حوالي الساعة الخامسة مساء، لكن سعاد كانت في المكان حوالي الساعة الثالثة. وأضافت ’’بالرغم من اتقاني للعربية، الا انني لم أستطع فهم ما كانت تقوله فيروز باللهجة السورية، وبالتالي طلبت منها أن نتحدث باللغة العربية الفصحى،'' تحكي سعاد عن هذه القصة التي حدثت شهر شتنبر 2015. سعاد لم تكن تعلم أنها ومنذ ذلك اليوم ستساعد أكثر من 500 لاجئ سوري آخر.

وتمكنت سعاد رفقة جيرانها من معرفة أن فيروز تقطعت بها السبل في مدريد حين كانت تحاول الذهاب إلى ألمانيا، التي فتحت أبوبها للاجئين. وقدمت المرأة المغربية المقيمة بإسبانيا المساعدة اللازمة رفقة الجيران لفيروز من أجل الوصول إلى حيث تريد.

وحول اللاجئة السورية فيروز التي ساعدها سعاد بنقدور، فقد عبرت من مليلية المحتلة إلى إسبانيا رفقة أطفالها مختبئين تحت أربعة سيارات، قبل أن تصل إلى محطة منديز ألفارو الطرقية بمدريد، حيث كانت تحاول السفر إلى باريس عبر إحدى الحافلات. وكانت تنام أمام المحطة الطريقة رفقة أطفالها ضمن مجموعة من اللاجئين السوريين الآخرين.

سعاد بنقدور وجيرانها، الذي يقطنون على مقربة من المحطة، قرروا مساعدة بعض اللاجئين على قدر المستطاع بتوفير السكن والأكل والشرب، خصوصا للنساء والمسنين، قبل إيجاد طرق لنقلهم إلى ألمانيا. وذكرت صحيفة البايس، أن المذكورة ساعدت ازيد من 500 شخص قادمين من سوريا وفلسطين والعراق وبنغلادش لمواصلة رحلتهم إلى شمال اوروبا.

فيروز كانت تحتاج إلى شخص كي يستقبلها في باريس لحظة وصولها، وأخذت سعاد بقدور هذه المهمة على عاتقها، حيث اتصلت بعديد من الأقارب والأصدقاء في العاصمة الفرنسية من أجل هذا الغرض. وفي الأخير تمكنت من الحصول على مساعدة صديقة من باريس، التي تكلفت بفيروز بعد وصولها.بعد أسابيع وصلت فيوز إلى مدينة ساربروكن، التي تقع في أقصى غرب ألمانيا. حصلت فيروز وأطفالها على اللجوء هناك، وأضحت تبعث لها صورا مع أطفالها وهم يلعبون بالثلج.

تقول سعاد إن فيروز كانت اللاجئة السورية الأولى التي ساعدتها من ضمن أكثر من 500 لاجئين آخرين، مضيفة أنها فرضت عليهم قاعدة أساسية قبل مساعدتهم. ’’إذا ساعدتكم أنا، يجب أن تساعدوا لاجئين آخرين بعد الوصول إلى ألمانيا‘‘، هذه الجملة تقولها سعاد إلى كل لاجئ قبل تقديم المساعدة له.

هاتف سعاد بنقدور لم يكن يكف عن الرنين، في كل يوم ترد عليها أكثر من 50 مكالمة، من الصليب الأحمر كلما وصل فوج من اللاجئين إلى مدريد، ومن المحطة الطرقية كلما أراد لاجئ المغادرة إلى فرنسا. أمام هذا الوضع سخرت سعاد وقتها بأكمله لمساعدة اللاجئين، فكان هذا الأمر على حساب عائلتها، حيث انزعج في الأول زوجها من الأمر، قبل أن تجد طريقة إلى المزاوجة بين مسؤولياتها تجاه العائلة وأعمالها الخيرية تجاه اللاجئين.

هذه المكالمات انخفضت نوعا ما بعد وصول الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق مع تركيا، حصل بموجبه انخفاض في عدد اللاجئين الوافدين على إسبانيا. لكن المكالمات انخفضت ولم تنته بعد، حيث تقول سعاد: ''سأستطيع إقفال هاتفي فقط، حين تنتهي الحرب في سوريا وتنتهي معها أزمة اللاجئين.'' وتختم سعاد ’’سأغلق هاتفي حين تنتهي الحرب في سوريا‘‘.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح