احتفالية جمعية سيفاكس بهولندا بالسنة الامازيغية.. أو حين تتوشح الاحتفالية بحراك الريف..
محمد بوتخريط . هولندا
أحيت جمعية سيفاكس بمدينة اوتريخت الهولندية يوم امس السبت 14 يناير 2017 إحتفالية رأس السنة الأمازيغية 2967 بتنظيم العديد من الأطباق الثقافية التربوية الفنية، وهو ما أضفى على الاحتفال حركية غير مسبوقة، وأعاد إلى أذهان الحضور الكبار منهم قبل الصغار، ما كان عليه شكل الاحتفالات قبل عقود، استعدادا لهذا الحدث الاجتماعي.
إلى جانب المعتاد في مثل هذه المناسبة من فقرات فنية ومعارض للكتب وأطباق ثقافية الخ، لم تخل المناسبة من ورشات تخاطب ذهن الطفل وتنمي ذكاءه ببرمجة ورشات تعنى بصقل مواهب مبدعي المستقبل.
وهكذا تمرن الصغار، رفقة مؤطرين ومؤطرات شباب ، على رسم لوحات تعبيرية بالمناسبة برموز و بالوان توحي الى الوان العلم الامازيغي والهوية الامازيغية..
وبما أن المناسبة مناسبة امازيغية ، كان للأطفال لقاء مع ورشة النقش بالحناء الامازيغي حيث تم استحضار مناسبة ناير و تراثنا الشعبي الامازيغي بإدماجه في عملية ترسيخ قيم الهوية والاعتزاز بها من خلال تخضيب أيادي الفتيات بالحناء و نقش أشكال امازيغة وسطها.. الغاية هي المساهمة في صقل وإغناء رصيد الهوية الامازيغية لدى الطفل وإنماء قدرته على التركيز وإمداده بآليات للتعبير عن مكنونه... وهو ما أضاف للاحتفال بـ : ناير عمقا و شساعة اكبر لاستعادة العادات المرتبطة بهذا الحدث، لتفعيل هذه المناسبة وغرسها في ذهن الاطفال .. وإدراك ماهية 'ناير' كأول شهر من السنة الأمازيغية، والذي يتزامن حلوله مع اليوم الثاني عشر من بداية السنة الميلادية. والسنة الأمازيغية تبتدئ من سنة 950 قبل الميلاد.
هذا التاريخ 13 يناير الذي ارتبط، حسب المعتقدات الأمازيغية، والكثير من المؤرخين، بواقعة هزم الأمازيغ للمصريين القدامى واعتلاء الزعيم شيشانغ العرش الفرعوني، بعد الانتصار على الملك رمسيس الثالث من أسرة الفراعنة. وبعد ذلك بدأ الأمازيغ يخلدون كل سنة ذكرى هذا الانتصار التاريخي، ومنذ تلك المعركة أصبح ذلك اليوم رأس سنة أمازيغية.
ومنذ إقرارهذا التاريخ كعيد، دأبت الجمعيات والمؤسسات الامازيغية على الاحتفال به كل على طريقته، غير أن الوضع الراهن في الريف ضاعف التساؤلات حول وجاهة الاحتفال بهذا اليوم كعيد في الوقت الذي تعيش فيه مناطق الريف حراكا شعبيا وتواجه عسكرة المنطقة حيث يجد الكثير من الاهالي أنفسهم محاصرون بالخوف وأهوال العسكرة ، لسان حال هؤلاء يقول عيد بأيّ حال عدت يا عيد؟
جمعية سيفاكس لم تغفل هذا الجانب حيث خصصت الجزء الاول من احتفالية الفقرة المسائية بمائدة او حلقة نقاش حول الوضع الراهن في الريف وكذلك فتح نقاش موسع حول الوضع الراهن بالمنطقة خصوصا على المستوى المحلي، تناول الكلمة فيها الفاعل الامازيغي محمد العتوتي حيث صال وجال في الوضع السائد في البلد ليتوقف عند محطات كثيرة،منها على الخصوص محطة الحراك بالريف.. فكما ان الموضوع كان حساسا وقيما، ﻷنه وضع اليد على الجرح وقام بتشخيص المرض، كان بالمقابل تفاعل الحضور ذكورا وإناثا مماثلا.
فيما تم بعد ذلك فتح المجال للأسئلة والمداخلات بين الحضور حول الوضع الراهن، وقد أبدى كل منهم رأيه فيما طرح وأدلى كل بدلوه..وخلص الجميع الى ان عنوانا عريضا لا زال يجسم على المنطقة من تخويف وترهيب وتجريم، خصوصا بعد الحراك الاجتماعي الأخير .. وما تلى ذلك من تدخلات عنيفة من "المخزن" لم تكن محكومة بالضوابط القانونية ، وما تلى ذلك من عسكرة للمنطقة خاصة منها مدينة الحسيمة، ما صوحب بعد ذلك من قمع ومنع الاحتجاجات وتراجع على مستوى الحريات العامة.
وبعد استراحة قصيرة تناول فيها الحضور وجبة عشاء الكسس الامازيغي.. الطبق الذي تم اعداده خصيصا بهذه المناسبة “رأس السنة الأمازيغية” . تناوب على المنصة عدد من الشعراء والشاعرات لإلقاء قصائدهم، في أمسية شعرية تفتقت فيها قرائحهم عن أجمل القصائد ، نذكر الشاعر حسن البوعزاتي والشاعرة نعيمة الفارسي ونجيم اليندوزي..وكانت هذه الفقرات الشعرية بالتناوب مع فقرات غنائية أداها كل من ماسين زريوحي ،إيغيراس وحماد لجلوفي ..
كانت فعلا أمسية امازيغية بامتياز اختلط فيها الفرح بالجرح .. أمسية جميلة سعيدة توشحت بالسواد..ليلة استثنائية ما منظور مثيلها جَمع الجميع فيها الاحتفال بـ : ناير و فرحة العيد واللقاء وحب الريف.. فَرَحَ الجميع وطرَب وانتَشى.. وحزِن كذلك لوَجَع تُراب الريف الطيّب الذي يئِنّ مِن وطئ أقدام العساكر وأقدام أمثالهم من الخونة والمسترزقين ، ليخلص الجميع في آخر المساء الى عنوانا عريضا رفعوه صرخة وشعارا ورسالة.. " لا للعسكرة"..."لا للحكرة".
أسڭاس اماينو،أسڭاس إغودان أسڭاس أمباركي احلان،اسعدي، ايفولكي، ايزلن...لكل أمازيغ العالم.
أحيت جمعية سيفاكس بمدينة اوتريخت الهولندية يوم امس السبت 14 يناير 2017 إحتفالية رأس السنة الأمازيغية 2967 بتنظيم العديد من الأطباق الثقافية التربوية الفنية، وهو ما أضفى على الاحتفال حركية غير مسبوقة، وأعاد إلى أذهان الحضور الكبار منهم قبل الصغار، ما كان عليه شكل الاحتفالات قبل عقود، استعدادا لهذا الحدث الاجتماعي.
إلى جانب المعتاد في مثل هذه المناسبة من فقرات فنية ومعارض للكتب وأطباق ثقافية الخ، لم تخل المناسبة من ورشات تخاطب ذهن الطفل وتنمي ذكاءه ببرمجة ورشات تعنى بصقل مواهب مبدعي المستقبل.
وهكذا تمرن الصغار، رفقة مؤطرين ومؤطرات شباب ، على رسم لوحات تعبيرية بالمناسبة برموز و بالوان توحي الى الوان العلم الامازيغي والهوية الامازيغية..
وبما أن المناسبة مناسبة امازيغية ، كان للأطفال لقاء مع ورشة النقش بالحناء الامازيغي حيث تم استحضار مناسبة ناير و تراثنا الشعبي الامازيغي بإدماجه في عملية ترسيخ قيم الهوية والاعتزاز بها من خلال تخضيب أيادي الفتيات بالحناء و نقش أشكال امازيغة وسطها.. الغاية هي المساهمة في صقل وإغناء رصيد الهوية الامازيغية لدى الطفل وإنماء قدرته على التركيز وإمداده بآليات للتعبير عن مكنونه... وهو ما أضاف للاحتفال بـ : ناير عمقا و شساعة اكبر لاستعادة العادات المرتبطة بهذا الحدث، لتفعيل هذه المناسبة وغرسها في ذهن الاطفال .. وإدراك ماهية 'ناير' كأول شهر من السنة الأمازيغية، والذي يتزامن حلوله مع اليوم الثاني عشر من بداية السنة الميلادية. والسنة الأمازيغية تبتدئ من سنة 950 قبل الميلاد.
هذا التاريخ 13 يناير الذي ارتبط، حسب المعتقدات الأمازيغية، والكثير من المؤرخين، بواقعة هزم الأمازيغ للمصريين القدامى واعتلاء الزعيم شيشانغ العرش الفرعوني، بعد الانتصار على الملك رمسيس الثالث من أسرة الفراعنة. وبعد ذلك بدأ الأمازيغ يخلدون كل سنة ذكرى هذا الانتصار التاريخي، ومنذ تلك المعركة أصبح ذلك اليوم رأس سنة أمازيغية.
ومنذ إقرارهذا التاريخ كعيد، دأبت الجمعيات والمؤسسات الامازيغية على الاحتفال به كل على طريقته، غير أن الوضع الراهن في الريف ضاعف التساؤلات حول وجاهة الاحتفال بهذا اليوم كعيد في الوقت الذي تعيش فيه مناطق الريف حراكا شعبيا وتواجه عسكرة المنطقة حيث يجد الكثير من الاهالي أنفسهم محاصرون بالخوف وأهوال العسكرة ، لسان حال هؤلاء يقول عيد بأيّ حال عدت يا عيد؟
جمعية سيفاكس لم تغفل هذا الجانب حيث خصصت الجزء الاول من احتفالية الفقرة المسائية بمائدة او حلقة نقاش حول الوضع الراهن في الريف وكذلك فتح نقاش موسع حول الوضع الراهن بالمنطقة خصوصا على المستوى المحلي، تناول الكلمة فيها الفاعل الامازيغي محمد العتوتي حيث صال وجال في الوضع السائد في البلد ليتوقف عند محطات كثيرة،منها على الخصوص محطة الحراك بالريف.. فكما ان الموضوع كان حساسا وقيما، ﻷنه وضع اليد على الجرح وقام بتشخيص المرض، كان بالمقابل تفاعل الحضور ذكورا وإناثا مماثلا.
فيما تم بعد ذلك فتح المجال للأسئلة والمداخلات بين الحضور حول الوضع الراهن، وقد أبدى كل منهم رأيه فيما طرح وأدلى كل بدلوه..وخلص الجميع الى ان عنوانا عريضا لا زال يجسم على المنطقة من تخويف وترهيب وتجريم، خصوصا بعد الحراك الاجتماعي الأخير .. وما تلى ذلك من تدخلات عنيفة من "المخزن" لم تكن محكومة بالضوابط القانونية ، وما تلى ذلك من عسكرة للمنطقة خاصة منها مدينة الحسيمة، ما صوحب بعد ذلك من قمع ومنع الاحتجاجات وتراجع على مستوى الحريات العامة.
وبعد استراحة قصيرة تناول فيها الحضور وجبة عشاء الكسس الامازيغي.. الطبق الذي تم اعداده خصيصا بهذه المناسبة “رأس السنة الأمازيغية” . تناوب على المنصة عدد من الشعراء والشاعرات لإلقاء قصائدهم، في أمسية شعرية تفتقت فيها قرائحهم عن أجمل القصائد ، نذكر الشاعر حسن البوعزاتي والشاعرة نعيمة الفارسي ونجيم اليندوزي..وكانت هذه الفقرات الشعرية بالتناوب مع فقرات غنائية أداها كل من ماسين زريوحي ،إيغيراس وحماد لجلوفي ..
كانت فعلا أمسية امازيغية بامتياز اختلط فيها الفرح بالجرح .. أمسية جميلة سعيدة توشحت بالسواد..ليلة استثنائية ما منظور مثيلها جَمع الجميع فيها الاحتفال بـ : ناير و فرحة العيد واللقاء وحب الريف.. فَرَحَ الجميع وطرَب وانتَشى.. وحزِن كذلك لوَجَع تُراب الريف الطيّب الذي يئِنّ مِن وطئ أقدام العساكر وأقدام أمثالهم من الخونة والمسترزقين ، ليخلص الجميع في آخر المساء الى عنوانا عريضا رفعوه صرخة وشعارا ورسالة.. " لا للعسكرة"..."لا للحكرة".
أسڭاس اماينو،أسڭاس إغودان أسڭاس أمباركي احلان،اسعدي، ايفولكي، ايزلن...لكل أمازيغ العالم.
