ناظورسيتي - لوديسك
عانق المرتضى إعمراشا، المعتقل على خلفية حراك الريف، الحرية، يوم الأربعاء المنصرم، في إطار عفو ملكي بمناسبة عيد العرش، بعد قضائه ثلاث سنوات في السجن.
المرتضى إعمراشا، 33 سنة، أحد أبرز وجوه حراك الريف، حكمت عليه محكمة مكافحة الإرهاب في سلا بخمس سنوات سجنا نافذا، بتهمة “الإشادة بالارهاب والتحريض على ارتكاب أعمال ارهابية” ، واعتقل يوم 10 يونيو 2017، في مدينة الحسيمة، في إطار حملة اعتقالات واسعة استهدفت نشطاء وقادة حراك الريف.
يحكي المرتضى في هذا الحوار الذي خص به موقع “لوديسك” ، في أول خروج إعلامي له بعد معانقته للحرية، عن ظروف اعتقاله وتجربته داخل السجن وتأثيرها على مواقفه ومعتقداته، وكذا عن آماله في غد أفضل..
متى وكيف تلقيت خبر حصولك على عفو ملكي؟ وهل كنت تتوقع ذلك؟
مرحبا، شكرا لكم على متابعتكم لقضيتي وقضية رفاقي معتقلي احتجاجات الحسيمة، الخبر كان مفاجئا ولم أتوقعه بالمرة، حتى بعدما قمنا أنا ورفاقي من معتقلي الحسيمة بإجراء تحليل الكشف عن كورونا يوم الثلاثاء قلنا أن الأمر قد يكون إجراءا عاديا وبعد المناداة علي لاشعاري بنتيجة التحليل التي خرجت سلبية تم إخباري من طرف مدير السجن بالعفو الملكي، وكانت فرحتي لا توصف خاصة أني كنت راسلت السيد المندوب الأسبوع الماضي طالبا نقلي إلى سجن الحسيمة لأن شوقي لابنتي أمل كان كبيرا ولم أرها منذ يناير الماضي.
كيف ترى قرار العفو الملكي عنك؟
هو قرار حكيم خاصة أننا في ظل هذه الظروف الخاصة التي تمر بها بلادنا نحتاج لمزيد من الطاقة الإيجابية وهذه خطوة كريمة نرجو أن تفتح الباب للقطع مع الاعتقال السياسي ببلادنا ولا نعيد اجترار أخطاء الماضي، فالمغاربة أبانوا عن حس وطني وشهامة منقطعة النظير بتضامنهم مع محنة إخوانهم بالريف ويستحقون منا كل ما يدعم مسار بناء دولة المؤسسات وبعث الأمل في مستقبل أفضل داخل المملكة.
عانق المرتضى إعمراشا، المعتقل على خلفية حراك الريف، الحرية، يوم الأربعاء المنصرم، في إطار عفو ملكي بمناسبة عيد العرش، بعد قضائه ثلاث سنوات في السجن.
المرتضى إعمراشا، 33 سنة، أحد أبرز وجوه حراك الريف، حكمت عليه محكمة مكافحة الإرهاب في سلا بخمس سنوات سجنا نافذا، بتهمة “الإشادة بالارهاب والتحريض على ارتكاب أعمال ارهابية” ، واعتقل يوم 10 يونيو 2017، في مدينة الحسيمة، في إطار حملة اعتقالات واسعة استهدفت نشطاء وقادة حراك الريف.
يحكي المرتضى في هذا الحوار الذي خص به موقع “لوديسك” ، في أول خروج إعلامي له بعد معانقته للحرية، عن ظروف اعتقاله وتجربته داخل السجن وتأثيرها على مواقفه ومعتقداته، وكذا عن آماله في غد أفضل..
متى وكيف تلقيت خبر حصولك على عفو ملكي؟ وهل كنت تتوقع ذلك؟
مرحبا، شكرا لكم على متابعتكم لقضيتي وقضية رفاقي معتقلي احتجاجات الحسيمة، الخبر كان مفاجئا ولم أتوقعه بالمرة، حتى بعدما قمنا أنا ورفاقي من معتقلي الحسيمة بإجراء تحليل الكشف عن كورونا يوم الثلاثاء قلنا أن الأمر قد يكون إجراءا عاديا وبعد المناداة علي لاشعاري بنتيجة التحليل التي خرجت سلبية تم إخباري من طرف مدير السجن بالعفو الملكي، وكانت فرحتي لا توصف خاصة أني كنت راسلت السيد المندوب الأسبوع الماضي طالبا نقلي إلى سجن الحسيمة لأن شوقي لابنتي أمل كان كبيرا ولم أرها منذ يناير الماضي.
كيف ترى قرار العفو الملكي عنك؟
هو قرار حكيم خاصة أننا في ظل هذه الظروف الخاصة التي تمر بها بلادنا نحتاج لمزيد من الطاقة الإيجابية وهذه خطوة كريمة نرجو أن تفتح الباب للقطع مع الاعتقال السياسي ببلادنا ولا نعيد اجترار أخطاء الماضي، فالمغاربة أبانوا عن حس وطني وشهامة منقطعة النظير بتضامنهم مع محنة إخوانهم بالريف ويستحقون منا كل ما يدعم مسار بناء دولة المؤسسات وبعث الأمل في مستقبل أفضل داخل المملكة.
بالإضافة إلى تهمة “الإشادة بالارهاب والتحريض على ارتكاب أعمال إرهابية” التي وجهت لك، هل تم ذكر حراك الريف خلال مرحلة التحقيق؟ إذا كان الجواب نعم، في أي سياق تم ذكره؟
التحقيق معي كان على أساس أني معتقل في حراك الريف لم أدرك أني ضيف عند الخيام حتى اليوم الثالث من البحث، وكنت أعتبر قبل ذلك هذا الرجل هو سوبرمان المغرب وأحترمه كثيرا لكن تصرفهم معي شيء لا يمت للقانون بصلة، وينبغي عدم الزج بجهاز محترم كالمكتب المركزي للأبحاث القضائية في الحسابات السياسية لأن نتائج ذلك وخيمة على منسوب الثقة في أجهزة الأمن المخول لها حماية المواطن.
لكن لدي رؤية أخرى للأمر قد يأتي الوقت المناسب للكشف عنها حال يغادر كل رفاقي السجون وتعيد الدولة مسار المصالحة مع الريف إلى سكته الصحيحة.
كيف كانت تجربتك في السجن، وكيف كنت تقضي يومك؟
قضيت الستة أشهر الأولى من السجن على حصيرة واحدة في عز البرد وكان المطر يحاصرني كلما نزل ودخل من الشرفة، كنت بالكاد أستطيع النوم حدث ذلك ما إن دخلت السجن واستقبلني المدير ووبخني لأني تحدثت عن الصراصير والفئران المتواجدة بسجن “سلا 2” في فترة سراحي، عانيت الأمرين ولم أخبر عائلتي رأفة بأمي المسكينة التي تحملت ما لا طاقة لأحد به، ورغم كل ما بذلته لتحسين وضعي لكن دون جدوى وكنت ممنوعا من الاتصال هاتفيا بالعائلة لمدة الأشهر الثلاثة الأولى والزيارة لمدة 20 دقيقة مرة في الأسبوع ولم يتم مساواتي بباقي سجناء سلا 2 إلى رمضان 2018، لكن كل المدة التي قضيتها هناك كانت في غرفة انفرادية، واستغللت ذلك لمراجعة حفظي للقرآن واستثمرت رصيدي في المعرفة الصوفية التي ساعدتني على تجاوز هذه المحنة، لقد عشت فترات غاية في المرارة، ولحسن الحظ أني كتبت كل ذلك واستطعت إخراج مذكراتي معي يوم الأربعاء وسأنشرها حال يتسنى لي ذلك، واستغللت وقتي في قراءة القرآن والروايات التي سمح بإدخال بعضها، وفي أبريل 2018 سمح لي بإدخال راديو، وفي العموم هذه الأشهر الأولى كانت جحيما، وخلفت في نفسي جروحا غائرة، وبعد السماح لي بمشاهدة التلفزيون مع انطلاقة مونديال روسيا بدأت أتابع المباريات وبعض الأفلام على القنوات الوطنية.
هل تظن بأن مواقفك ونشاطك في حراك الريف كانا مبررا للحكم عليك بخمس سنوات سجنا؟
لقد علمتني هذه التجربة أن السلطة (المخزن) في المغرب لا يحتاج لمبرر لاعتقال أحد ونشاطي في حراك الريف قد يكون أزعج النظام خاصة أني كنت أعبر دائما عن احترامي للمؤسسات وثوابتنا الوطنية وهذا عكس الصورة التي يريدون ترويجها عنا كنشطاء، لا أنكر أني في حالات معينة وجهت نقدا لاذعا لبعض الجهات لكن ذلك لا يبرر تلفيق هذه التهم لي وبهذه الطريقة الفجة، كيف يعقل لقاضي أن يتلاعب بتدويناتي ويحذف ما شاء ويزيد ما شاء، هل يمكن احترام قاض وجد في الملف أن المرتضى إعمراشا كان ناشطا مواظبا على حضور وقفات حركة 20 فبراير في 2011 وأنه في نفس الوقت كان في أفغانستان مع أيمن الظواهري في تورا بورا فقام القاضي بتحريف التاريخ والمنطق والجغرافيا زاعما أني كنت ناشطا في حركة 20 فبراير سنة 2010 ! ! عاما قبل إنشاء الحركة وقام غفر الله له بحذف كلمة تفجيرات إرهابية من تدوينتي عن عملية 16 ماي الأليمة، وغير ذلك وفي نسخة الحكم في الاستئناف كانت تحريفات القاضي العلقاوي أبشع وأوضح..، عموما أحتاج لوضع المستندات بين أيديكم لإيضاحه.. لكني أعتقد أن القضاء لم يكن بيده حيلة في هذا الملف وكالعادة استعمل أداة ضد النشطاء السياسيين هذا إن كان هذا الوصف يصلح وصفا لي.
ما هو تقييمك لمشاركتك في برنامج “مصالحة” للتأهيل الفكري للسجناء في قضايا الإرهاب ومجلة “دفاتر السجين” ؟
أنا سعيد بالمشاركة في برنامج مصالحة وكانت تجربة متميزة واستفدت من أساتذتنا الكرام على رأسهم الأستاذ أحمد عبادي أمين عام الرابطة المحمدية والأستاذ هشام الملاطي ومحمد صبري وغيرهم من الأساتذة من مختلف المؤسسات الوطنية كذا الأستاذ مصطفى الرزرازي، هذا البرنامج هو النقطة المضيئة الوحيدة في هذه الفترة، وأرجو أن يتم دعمه بشكل أكبر من طرف المؤسسات الأخرى وينفتح على هيئات ومنظمات المجتمع المدني لملأ بعض جوانب النقص فيه، أما مجلة دفاتر السجين فراسلت المندوبية بمقال لنشره فيها وقامت بذلك مشكورة رغم الأخطاء المطبعية التي خرجت في نسختها تلك.
ما يمكنك قوله عن لقائك بمعتقلي السلفية الجهادية داخل السجن؟ وهل أثر هذا عليك؟
لقد قضيت ألف يوم في السجن إلا قليلا في عزلة وغرفة انفرادية ولم احتك بباقي المعتقلين في إطار قضايا التطرف والإرهاب إلا مرور الكرام، حتى عندما أرادت إدارة السجن المحلي “طنجة 2” وضعي في غرفة جماعية بعد عودتي من المشاركة في برنامج مصالحة مع نزلاء آخرين لم أستطع تحمل الأمر وطالبت باعادتي لغرفة انفرادية لأني تعودت على العزلة لسنتين قبلها، لكن من خلال محادثاتي مع بعض هؤلاء المعتقلين في الفسحة أحيانا وعندما كنت أنقل لجلسات المحكمة استطعت جمع أزيد من 40 قصة حول القضايا المختلفة المتابعين بشأنها وكتبتها جميعا وهي من ضمن المذكرات والوثائق التي أخرجتها من السجن وبعضها يحكي مآسي عاشها هؤلاء الشباب الذين تغيرت نظرتي عنهم تماما.. وسيأتي الوقت المناسب لنشر كل ذلك وفي المجمل أقول الأمور لا تبدو كما يصورها الإعلام الرسمي ولا أجهزة النظام والدولة بحاجة لمراجعة وتقييم لطريقة تعاملها مع ملفات هؤلاء المعتقلين، والإرهاب محارب ومرفوض من جميع أبناء الشعب المغربي الذي تربا على قيم الوسطية والاعتدال، أما بعض تصرفات بعض هذه الأجهزة إن وطنيا أو دوليا فهي تصنعه أكثر مما تحاربه.
بعد ثلاث سنوات من الاعتقال، هل أثر السجن في مواقفك ومعتقداتك؟
إذا لم يؤثر أكثر من 30 شهرا من العزلة في مواقف المرتضى فلن يؤثر فيه شيء للأبد، لقد تغيرت كثيرا، خاصة في علاقتي بالدين، لقد كنت قبل السجن بالكاد أؤدي طقوس دينية، لكن بعد مدة من العزلة قمت باستعادة ذاتي وحاولت ربط الصلة بالله مرة أخرى، وعززت قناعاتي بقيم التسامح واحترام الأديان وحرية المعتقد، كما انفتحت على ثقافات أخرى، ونفعني كثيرا حصولي مؤخرا على مجموعة من الكتب حول الفقه المقاصدي أهداها لي الأستاذ أحمد عبادي خاصة أن دستور 2011 نص على مقاصد الشريعة، لكن للأسف رغم ارثنا الغني بها في تراثنا الديني المغربي، وكوننا رواد الفكر المقاصدي إلا أن هذا لم يوضع موضعه على الساحة الوطنية خاصة في مواجهة التطرف والتطرف العنيف وتبقى جهود الرابطة المحمدية رغم ضعف الإمكانات مهمة وتحتاج لإشعاع أكبر من طرف الإعلام المرئي والمسموع.
ما تعليقك على اعتقال الصحفيين سليمان الريسوني وعمر الراضي؟
علمت بالمضايقات التي يتعرض الصديق عمر الراضي عن طريق الأستاذ عمر بلافريج في مداخلة له بالبرلمان، أما الصديق سليمان الريسوني فلم أعلم بالخبر إلا اليوم، هذا شيء محزن ومؤسف للغاية، المغرب بحاجة إلى كل أبنائه البررة والاستمرار في سياسة قمع الأصوات الحرة يكلفنا غاليا ولكن لا حياة لمن تنادي، اليوم نجني تبعات سياسة الدولة في هذا الصدد عبر عدم الانخراط في جهود مكافحة وباء كورونا لأن الرأي العام فقد الثقة في كل ما هو رسمي.
كيف ترى مستقبل الريف بعد ما يقارب أربع سنوات من انطلاق الحراك؟
لقد بذلت جهود للمصالحة مع الريف وكانت زيارات عاهل البلاد للمنطقة بشكل دائم والحب الكبير الذي جمع أبناء المنطقة بجلالة الملك سواء المتواجدين بالمغرب أو في أوروبا وهو ما شهدناه في مرابطة أبناء هولندا عند الإقامة الملكية للقاء الملك يوحي أن مسار المصالحة يسير بشكل ناجح لكن القمع الذي تعرضنا له بعد احتجاجاتنا السلمية وسقوط شهداء ومصابين والزج بنا في السجون والحملة الإعلامية الشرسة ضدنا أعادت هذه الجهود إلى نقطة الصف، وكان سيكون مشروع منارة المتوسط ذروة هذه المصالحة لولا الممارسات التي تعرض لها الساكنة واستمرار اعتقال رفاقنا وعدم اعتراف الدولة بتورطها في انتهاكات حقوق الإنسان ضدنا كأفراد و منطقة، واليوم ما زلنا نأمل في دفعة جديدة لهذه المصالحة بالافراج عن كل المعتقلين السياسيين وعلى رأسهم المناضل ناصر الزفزافي، وأنا على يقين أن هؤلاء المعتقلين هم من سيبني مستقبل الريف بسواعدهم إن تهيأت الظروف المناسبة للانخراط المؤسساتي وأن يملك الشباب الريفي زمام المبادرة لتسيير شؤون منطقتنا بنفسه كذا الشأن لكل مناطق المملكة المغربية.
التحقيق معي كان على أساس أني معتقل في حراك الريف لم أدرك أني ضيف عند الخيام حتى اليوم الثالث من البحث، وكنت أعتبر قبل ذلك هذا الرجل هو سوبرمان المغرب وأحترمه كثيرا لكن تصرفهم معي شيء لا يمت للقانون بصلة، وينبغي عدم الزج بجهاز محترم كالمكتب المركزي للأبحاث القضائية في الحسابات السياسية لأن نتائج ذلك وخيمة على منسوب الثقة في أجهزة الأمن المخول لها حماية المواطن.
لكن لدي رؤية أخرى للأمر قد يأتي الوقت المناسب للكشف عنها حال يغادر كل رفاقي السجون وتعيد الدولة مسار المصالحة مع الريف إلى سكته الصحيحة.
كيف كانت تجربتك في السجن، وكيف كنت تقضي يومك؟
قضيت الستة أشهر الأولى من السجن على حصيرة واحدة في عز البرد وكان المطر يحاصرني كلما نزل ودخل من الشرفة، كنت بالكاد أستطيع النوم حدث ذلك ما إن دخلت السجن واستقبلني المدير ووبخني لأني تحدثت عن الصراصير والفئران المتواجدة بسجن “سلا 2” في فترة سراحي، عانيت الأمرين ولم أخبر عائلتي رأفة بأمي المسكينة التي تحملت ما لا طاقة لأحد به، ورغم كل ما بذلته لتحسين وضعي لكن دون جدوى وكنت ممنوعا من الاتصال هاتفيا بالعائلة لمدة الأشهر الثلاثة الأولى والزيارة لمدة 20 دقيقة مرة في الأسبوع ولم يتم مساواتي بباقي سجناء سلا 2 إلى رمضان 2018، لكن كل المدة التي قضيتها هناك كانت في غرفة انفرادية، واستغللت ذلك لمراجعة حفظي للقرآن واستثمرت رصيدي في المعرفة الصوفية التي ساعدتني على تجاوز هذه المحنة، لقد عشت فترات غاية في المرارة، ولحسن الحظ أني كتبت كل ذلك واستطعت إخراج مذكراتي معي يوم الأربعاء وسأنشرها حال يتسنى لي ذلك، واستغللت وقتي في قراءة القرآن والروايات التي سمح بإدخال بعضها، وفي أبريل 2018 سمح لي بإدخال راديو، وفي العموم هذه الأشهر الأولى كانت جحيما، وخلفت في نفسي جروحا غائرة، وبعد السماح لي بمشاهدة التلفزيون مع انطلاقة مونديال روسيا بدأت أتابع المباريات وبعض الأفلام على القنوات الوطنية.
هل تظن بأن مواقفك ونشاطك في حراك الريف كانا مبررا للحكم عليك بخمس سنوات سجنا؟
لقد علمتني هذه التجربة أن السلطة (المخزن) في المغرب لا يحتاج لمبرر لاعتقال أحد ونشاطي في حراك الريف قد يكون أزعج النظام خاصة أني كنت أعبر دائما عن احترامي للمؤسسات وثوابتنا الوطنية وهذا عكس الصورة التي يريدون ترويجها عنا كنشطاء، لا أنكر أني في حالات معينة وجهت نقدا لاذعا لبعض الجهات لكن ذلك لا يبرر تلفيق هذه التهم لي وبهذه الطريقة الفجة، كيف يعقل لقاضي أن يتلاعب بتدويناتي ويحذف ما شاء ويزيد ما شاء، هل يمكن احترام قاض وجد في الملف أن المرتضى إعمراشا كان ناشطا مواظبا على حضور وقفات حركة 20 فبراير في 2011 وأنه في نفس الوقت كان في أفغانستان مع أيمن الظواهري في تورا بورا فقام القاضي بتحريف التاريخ والمنطق والجغرافيا زاعما أني كنت ناشطا في حركة 20 فبراير سنة 2010 ! ! عاما قبل إنشاء الحركة وقام غفر الله له بحذف كلمة تفجيرات إرهابية من تدوينتي عن عملية 16 ماي الأليمة، وغير ذلك وفي نسخة الحكم في الاستئناف كانت تحريفات القاضي العلقاوي أبشع وأوضح..، عموما أحتاج لوضع المستندات بين أيديكم لإيضاحه.. لكني أعتقد أن القضاء لم يكن بيده حيلة في هذا الملف وكالعادة استعمل أداة ضد النشطاء السياسيين هذا إن كان هذا الوصف يصلح وصفا لي.
ما هو تقييمك لمشاركتك في برنامج “مصالحة” للتأهيل الفكري للسجناء في قضايا الإرهاب ومجلة “دفاتر السجين” ؟
أنا سعيد بالمشاركة في برنامج مصالحة وكانت تجربة متميزة واستفدت من أساتذتنا الكرام على رأسهم الأستاذ أحمد عبادي أمين عام الرابطة المحمدية والأستاذ هشام الملاطي ومحمد صبري وغيرهم من الأساتذة من مختلف المؤسسات الوطنية كذا الأستاذ مصطفى الرزرازي، هذا البرنامج هو النقطة المضيئة الوحيدة في هذه الفترة، وأرجو أن يتم دعمه بشكل أكبر من طرف المؤسسات الأخرى وينفتح على هيئات ومنظمات المجتمع المدني لملأ بعض جوانب النقص فيه، أما مجلة دفاتر السجين فراسلت المندوبية بمقال لنشره فيها وقامت بذلك مشكورة رغم الأخطاء المطبعية التي خرجت في نسختها تلك.
ما يمكنك قوله عن لقائك بمعتقلي السلفية الجهادية داخل السجن؟ وهل أثر هذا عليك؟
لقد قضيت ألف يوم في السجن إلا قليلا في عزلة وغرفة انفرادية ولم احتك بباقي المعتقلين في إطار قضايا التطرف والإرهاب إلا مرور الكرام، حتى عندما أرادت إدارة السجن المحلي “طنجة 2” وضعي في غرفة جماعية بعد عودتي من المشاركة في برنامج مصالحة مع نزلاء آخرين لم أستطع تحمل الأمر وطالبت باعادتي لغرفة انفرادية لأني تعودت على العزلة لسنتين قبلها، لكن من خلال محادثاتي مع بعض هؤلاء المعتقلين في الفسحة أحيانا وعندما كنت أنقل لجلسات المحكمة استطعت جمع أزيد من 40 قصة حول القضايا المختلفة المتابعين بشأنها وكتبتها جميعا وهي من ضمن المذكرات والوثائق التي أخرجتها من السجن وبعضها يحكي مآسي عاشها هؤلاء الشباب الذين تغيرت نظرتي عنهم تماما.. وسيأتي الوقت المناسب لنشر كل ذلك وفي المجمل أقول الأمور لا تبدو كما يصورها الإعلام الرسمي ولا أجهزة النظام والدولة بحاجة لمراجعة وتقييم لطريقة تعاملها مع ملفات هؤلاء المعتقلين، والإرهاب محارب ومرفوض من جميع أبناء الشعب المغربي الذي تربا على قيم الوسطية والاعتدال، أما بعض تصرفات بعض هذه الأجهزة إن وطنيا أو دوليا فهي تصنعه أكثر مما تحاربه.
بعد ثلاث سنوات من الاعتقال، هل أثر السجن في مواقفك ومعتقداتك؟
إذا لم يؤثر أكثر من 30 شهرا من العزلة في مواقف المرتضى فلن يؤثر فيه شيء للأبد، لقد تغيرت كثيرا، خاصة في علاقتي بالدين، لقد كنت قبل السجن بالكاد أؤدي طقوس دينية، لكن بعد مدة من العزلة قمت باستعادة ذاتي وحاولت ربط الصلة بالله مرة أخرى، وعززت قناعاتي بقيم التسامح واحترام الأديان وحرية المعتقد، كما انفتحت على ثقافات أخرى، ونفعني كثيرا حصولي مؤخرا على مجموعة من الكتب حول الفقه المقاصدي أهداها لي الأستاذ أحمد عبادي خاصة أن دستور 2011 نص على مقاصد الشريعة، لكن للأسف رغم ارثنا الغني بها في تراثنا الديني المغربي، وكوننا رواد الفكر المقاصدي إلا أن هذا لم يوضع موضعه على الساحة الوطنية خاصة في مواجهة التطرف والتطرف العنيف وتبقى جهود الرابطة المحمدية رغم ضعف الإمكانات مهمة وتحتاج لإشعاع أكبر من طرف الإعلام المرئي والمسموع.
ما تعليقك على اعتقال الصحفيين سليمان الريسوني وعمر الراضي؟
علمت بالمضايقات التي يتعرض الصديق عمر الراضي عن طريق الأستاذ عمر بلافريج في مداخلة له بالبرلمان، أما الصديق سليمان الريسوني فلم أعلم بالخبر إلا اليوم، هذا شيء محزن ومؤسف للغاية، المغرب بحاجة إلى كل أبنائه البررة والاستمرار في سياسة قمع الأصوات الحرة يكلفنا غاليا ولكن لا حياة لمن تنادي، اليوم نجني تبعات سياسة الدولة في هذا الصدد عبر عدم الانخراط في جهود مكافحة وباء كورونا لأن الرأي العام فقد الثقة في كل ما هو رسمي.
كيف ترى مستقبل الريف بعد ما يقارب أربع سنوات من انطلاق الحراك؟
لقد بذلت جهود للمصالحة مع الريف وكانت زيارات عاهل البلاد للمنطقة بشكل دائم والحب الكبير الذي جمع أبناء المنطقة بجلالة الملك سواء المتواجدين بالمغرب أو في أوروبا وهو ما شهدناه في مرابطة أبناء هولندا عند الإقامة الملكية للقاء الملك يوحي أن مسار المصالحة يسير بشكل ناجح لكن القمع الذي تعرضنا له بعد احتجاجاتنا السلمية وسقوط شهداء ومصابين والزج بنا في السجون والحملة الإعلامية الشرسة ضدنا أعادت هذه الجهود إلى نقطة الصف، وكان سيكون مشروع منارة المتوسط ذروة هذه المصالحة لولا الممارسات التي تعرض لها الساكنة واستمرار اعتقال رفاقنا وعدم اعتراف الدولة بتورطها في انتهاكات حقوق الإنسان ضدنا كأفراد و منطقة، واليوم ما زلنا نأمل في دفعة جديدة لهذه المصالحة بالافراج عن كل المعتقلين السياسيين وعلى رأسهم المناضل ناصر الزفزافي، وأنا على يقين أن هؤلاء المعتقلين هم من سيبني مستقبل الريف بسواعدهم إن تهيأت الظروف المناسبة للانخراط المؤسساتي وأن يملك الشباب الريفي زمام المبادرة لتسيير شؤون منطقتنا بنفسه كذا الشأن لكل مناطق المملكة المغربية.