بقلم : عبد الكريم هرواش
بين "الأرنبات" و"النّوادي" مسافةُ براءة وجهل!
براءةُ طفلة تنطقُ الكلمة بقالب صّرفي خاطئ وبسليقة تلقائيّة، وجهلِ وزير بالقالب الصّرفيّ عامةً لكلمة هي شائعةٌ على وسائل الإعلام، والحديث اليومي للسّياسيّين، شيوعَ النّور في واضحةِ النّهار.. لكن الوزير مع الأسف لا يعلمها، لأن الفرنسيّة أبلغُ تأثيرًا على سليقته من العربيّة التي هي اللغة الرّسميّة للبلاد..
إذا كانتِ الطّفلةُ البريئة ضحيّة التّعليم بالمغرب، قد أخطأتْ في جمعِ "أرنب" فقالت :"أرنبات" في عفويّة بناءً على سليقتها اللغويّة التي تعلّمتها من قِبل أساتذة عديمي الكفاءة والمهنيّة، فإنّ شخصًا بحجمِ وزير التربيّة الوطنيّة؛ الرّجلِ الأوّل على رأس مؤسّسة التّعليم بالمغرب، هو الآخر أخطأ في جمعِ "ندوة" فقال بكل "غبويّة" : "نوادي".. فما الفرقُ إذن بين تلميذة طفلة تتابع دارستها في المستوى الابتدائي، وبين رجل يتبوّأ منزلة وزير للتعليم؟!
الطّفلةُ البريئة قالت "أرنبات" لتتحوّل هي و"أرنباتُها" إلى مادة دسمة للتهكّم والاستهزاء على مستوى واسع من مواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب والمواقع الإلكترونية الأخرى، إذْ أُنتجَت بـ"أرنباتها" سكيتشات، وأغانٍ فكاهيّةٌ، ونوادر وطرائف كثيرة.. تناقلها الآلاف على سبيل التهكّم في مجمتعٍ لا يحترمُ الطّفولة بقدر ما يُروّج للضحك على الأذقان!
اليوم وقد ضحكنا كثيرًا على "الأرنبات" وأكملناها لا ندري ضحكًا أم بكاءً على "نوادي"، أدركنا أن الخطأ لم يعدْ متجذّرًا في الأساسِ بقدر ما هو في السّقفِ.. لا نستطيعُ أن نصلح تعليمًا لا سقف له بتاتًا في العمليّة التعليمية التعلمية الّتي، يمرّر خلالها المدرّس المعلومات والمعطيات إلى الفئة المتعلّمة.. فما الّذي تتوقّعون أن يمرّره هذا المدرسّ إلى تلاميذه إذا كان الخلل في معلوماته هو أصلًا؟!
أمّا وزيرُنا الذي جاء بمُستجدّات معقّدة لم ترقَ إلى مستوى قَبول أحدٍ من المُتعلّمين ولا المدرّسين ولا حتّى الأطر الإداريّة، فقد عبّر عن فشلِ مُخطّطه بكلمة واحدة كشف من خلالها للجميع أنه لا يستطيعُ أن يُصلح حتّى القالب الصّرفي لجمعِ المؤنّث السّالم، فما بالكمْ بقطاع عملاق بحجم "التّعليم"!
من هنا نستنتجُ أنّ التّعليم في البلادِ يتردّى في لجّة عميقة مظلمة، لا نستطيع إنقاذه من الغرق بحبال هي أوهى من خيوطِ بيت العنكبوت.. فإذا كان وزيرنا لا يعرف جمع كلمة "ندوة" فما الشيء الذي يعرفهُ إذنْ ليُصلح التّعليم الذي
نحنُ، فعلًا، في حاجةٍ إلى إصلاح تعليمٍ فسد على يدِ الكبار، فنُقلتْ العدوى إلى الصّغار، وهكذا بدل أن نتهمّ بالتّطبيق الصّارم لمعظم البرامج التي لم تأتِ أكلها، ويذهبُ في كلّ مرة التلاميذ والأطر التربويّة ضحيّتها.. يجبُ أن نبدأ بأصغر الأمور التي لا تحتاجُ إلى تخطيطٍ وبرمجةٍ وحذف وإضافة ونقص وزيادة.. بل تحتاجُ إلى لمسات خفيفة ومنهجيّة بسيطة للتّطبيق، وهكذا نستطيع أن ندرك الكثير من الأخطاء التي احتاجتْ منا الكثير من الوقت والمال والاهتام لتبقى، في الأخير، دارُ لقمان على حالها.. بل أكثر من ذلك، أصبح الوضعُ أكثر سوءًا.
بين "الأرنبات" و"النّوادي" مسافةُ براءة وجهل!
براءةُ طفلة تنطقُ الكلمة بقالب صّرفي خاطئ وبسليقة تلقائيّة، وجهلِ وزير بالقالب الصّرفيّ عامةً لكلمة هي شائعةٌ على وسائل الإعلام، والحديث اليومي للسّياسيّين، شيوعَ النّور في واضحةِ النّهار.. لكن الوزير مع الأسف لا يعلمها، لأن الفرنسيّة أبلغُ تأثيرًا على سليقته من العربيّة التي هي اللغة الرّسميّة للبلاد..
إذا كانتِ الطّفلةُ البريئة ضحيّة التّعليم بالمغرب، قد أخطأتْ في جمعِ "أرنب" فقالت :"أرنبات" في عفويّة بناءً على سليقتها اللغويّة التي تعلّمتها من قِبل أساتذة عديمي الكفاءة والمهنيّة، فإنّ شخصًا بحجمِ وزير التربيّة الوطنيّة؛ الرّجلِ الأوّل على رأس مؤسّسة التّعليم بالمغرب، هو الآخر أخطأ في جمعِ "ندوة" فقال بكل "غبويّة" : "نوادي".. فما الفرقُ إذن بين تلميذة طفلة تتابع دارستها في المستوى الابتدائي، وبين رجل يتبوّأ منزلة وزير للتعليم؟!
الطّفلةُ البريئة قالت "أرنبات" لتتحوّل هي و"أرنباتُها" إلى مادة دسمة للتهكّم والاستهزاء على مستوى واسع من مواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب والمواقع الإلكترونية الأخرى، إذْ أُنتجَت بـ"أرنباتها" سكيتشات، وأغانٍ فكاهيّةٌ، ونوادر وطرائف كثيرة.. تناقلها الآلاف على سبيل التهكّم في مجمتعٍ لا يحترمُ الطّفولة بقدر ما يُروّج للضحك على الأذقان!
اليوم وقد ضحكنا كثيرًا على "الأرنبات" وأكملناها لا ندري ضحكًا أم بكاءً على "نوادي"، أدركنا أن الخطأ لم يعدْ متجذّرًا في الأساسِ بقدر ما هو في السّقفِ.. لا نستطيعُ أن نصلح تعليمًا لا سقف له بتاتًا في العمليّة التعليمية التعلمية الّتي، يمرّر خلالها المدرّس المعلومات والمعطيات إلى الفئة المتعلّمة.. فما الّذي تتوقّعون أن يمرّره هذا المدرسّ إلى تلاميذه إذا كان الخلل في معلوماته هو أصلًا؟!
أمّا وزيرُنا الذي جاء بمُستجدّات معقّدة لم ترقَ إلى مستوى قَبول أحدٍ من المُتعلّمين ولا المدرّسين ولا حتّى الأطر الإداريّة، فقد عبّر عن فشلِ مُخطّطه بكلمة واحدة كشف من خلالها للجميع أنه لا يستطيعُ أن يُصلح حتّى القالب الصّرفي لجمعِ المؤنّث السّالم، فما بالكمْ بقطاع عملاق بحجم "التّعليم"!
من هنا نستنتجُ أنّ التّعليم في البلادِ يتردّى في لجّة عميقة مظلمة، لا نستطيع إنقاذه من الغرق بحبال هي أوهى من خيوطِ بيت العنكبوت.. فإذا كان وزيرنا لا يعرف جمع كلمة "ندوة" فما الشيء الذي يعرفهُ إذنْ ليُصلح التّعليم الذي
نحنُ، فعلًا، في حاجةٍ إلى إصلاح تعليمٍ فسد على يدِ الكبار، فنُقلتْ العدوى إلى الصّغار، وهكذا بدل أن نتهمّ بالتّطبيق الصّارم لمعظم البرامج التي لم تأتِ أكلها، ويذهبُ في كلّ مرة التلاميذ والأطر التربويّة ضحيّتها.. يجبُ أن نبدأ بأصغر الأمور التي لا تحتاجُ إلى تخطيطٍ وبرمجةٍ وحذف وإضافة ونقص وزيادة.. بل تحتاجُ إلى لمسات خفيفة ومنهجيّة بسيطة للتّطبيق، وهكذا نستطيع أن ندرك الكثير من الأخطاء التي احتاجتْ منا الكثير من الوقت والمال والاهتام لتبقى، في الأخير، دارُ لقمان على حالها.. بل أكثر من ذلك، أصبح الوضعُ أكثر سوءًا.