ناظورسيتي: جمال الفكيكي
المنطقة خلقت إمكانيات استثمارية إضافية في الترفيه والتأهيل الحضري و التشغيل الذاتي:
حظيت الحسيمة بزيارات متعددة للملك محمد السادس، الذي دشن فصلا جديدا لهذا الإقليم عنوانه خلق أفق استثماري وتنموي حقيقي لمدينة تنهل من الماضي لتستشرف المستقبل بكل ثبات.
ويتطلب اليوم تاريخ المدينة وأفقها الاستثماري، أكثر من أي وقت مضى، من نخبها استحضار كل هذا الزخم، وخدمة أهلها بكل صدق وتفان، لتحقيق كل آمال وتطلعات سكانها، لأنهم لم يعودوا يستوعبون أن تظل مدينتهم خارج بوصلة التاريخ.
وشهدت الحسيمة، خلال السنوات الأخيرة، تحولا عميقا من حيث البنيات الأساسية المحدثة. ورغم الإكراهات الكبرى التي عاشتها المنطقة، منذ سنوات، استطاعت مشاريع إعادة الهيكلة أن تجعل منها إقليما متميزا. ويلمس المتتبع والزائر لمدينة الحسيمة تغييرا في كل شيء، فتحولها إلى عاصمة صيفية تحظى بالمقام الملكي، جعلها فعلا جوهرة للبحر الأبيض المتوسط بكل المقاييس، فقد أصبحت لها مجموعة واجهات مفتوحة بعد أن كانت هناك مناطق شبه معزولة.
فكورنيش صباديا وطريق بوجيبار وكورنيش سيدي عابد والشارع الممتد بين ملعب ميمون العرصي وثانوية البادسي، وغيرها، أصبحت فعلا منافذ وممرات ومتنفسات في المستوى. وغيرت الزيارات الملكية المتتالية للحسيمة، منذ اعتلاء الملك محمد السادس العرش، الكثير من الأشياء، ورسمت لها مستقبلا، وصارت لها اليوم هويتها، كما باتت حاضرة في كل البرامج التنموية والمخططات الحكومية، وانتعشت الآمال التي كبرت ذات يوم في أن تكون مدينة سياحية بامتياز.
وعرفت المنطقة مجموعة من المشاريع، كمشروع الميناء الترفيهي الذي سيمكن من خلق إمكانيات استثمارية إضافية في السياحة الترفيهية، ومشاريع التأهيل الحضري، ومشروع تثنية الطريق الرابطة بين الحسيمة وتازة والطريق الساحلي بينها وبين طنجة.
وتظل الحسيمة مدينة متميزة بمؤهلاتها الطبيعية التي تزخر بها والمتمثلة في طقسها المعتدل وساحلها الممتد، ومناظرها الجبلية الخلابة.
ولا يمكن الحديث عن الحسيمة دون أن تكون ساحة فلوريدو على رأسها. إذ تعد هذه الساحة إحدى أعرق الساحات بالمدينة ورمزا لها. وكانت الساحة إلى عهد قريب القلب النابض بالحيوية والجاذبية حين كانت تحتضن المحطة الطرقية.
ومازال العديد من سكان الحسيمة يستحضرون سنة 1957،عندما قام المغفور له محمد الخامس بزيارة المنطقة، واختار الساحة لإلقاء إحدى خطبه، بعد تدشينه القرية الحبسية. ومثلت الساحة نفسها في سبعينات القرن الماضي مسرحا للمطارحات والنقاشات السياسية والفكرية بين طلبة جامعة محمد بن عبد الله بفاس، الذين كانوا يسمرون حتى آخر ساعة من الليل. وتشكل الساحة حاليا ممرا إستراتيجيا نحو عدة أحياء ككالابونيطا وموروبييخو. وعرفت الساحة ببعض المقاهي، كالسلام وفلوريدو وإكونوميكو والجولان وطنجة.
وتطورت المدينة بشكل كبير ومتسارع في السنوات الأخيرة، فظهرت أحياء جديدة ومناطق تابعة لها، كحي السلام وحي المرسى ومدينة بادس ومدينة سيدي عابد والخزامى. وتضم المدينة أزقة وشوارع رئيسية تربط بين ساحات المدينة وبناياتها وحدائقها، إضافة إلى مختلف الأحياء التجارية، كساحة محمد السادس وحديقة 3 مارس المعروفة لدى سكان المدينة بحديقة شيتا وحديقة ألمونيكار وشارع الإسكافيين الذي يعج مساء كل يوم بالمتبضعين.
41 هكتارا لإنشاء منطقة صناعية بآيت قمرة
الورش التنموي سيوفر ما يقارب 3000 منصب شغل
وضعت الجهات المسؤولة رهن إشارة المستثمرين وحاملي رؤوس الأموال، إستراتيجية للتموقع الاقتصادي والتجاري في إطار البرنامج الوطني للإقلاع الاقتصادي، وقررت خلق منطقة الأنشطة الاقتصادية لآيت قمرة على مساحة تفوق 41 هكتارا، على بعد 16 كيلومترا من الحسيمة، قرب المدار المتوسطي بجانب أهم المحاور الطرقية التي تربط المنطقة بالعديد من الأقاليم، وتحديدا بتراب الجماعة القروية آيت قمرة، في موقع إستراتيجي قريب من ميناء الحسيمة ومن مطار الشريف الإدريسي.
وتشكل المنطقة الصناعية، دعامة أساسية لنجاح هذا المشروع الذي أعطى انطلاقة أشغال تهيئته، الملك محمد السادس، خلال زيارته لإقليم الحسيمة في يوليوز 2009 في إطار التوجيهات الملكية الرامية إلى الدفع باقتصاد المنطقة، في أفق جعلها قطبا للتنمية مندمجا في الاقتصاد الوطني، كما أكد ذلك جلالته في خطابه السامي الذي ألقاه يوم 25 مارس 2004 بالحسيمة، والذي بدأت معالم إرسائه تظهر على أرض الواقع من خلال إنجاز العديد من المشاريع والأوراش التنموية التي تعرفها المنطقة.
وتمت تهيئة هذا المشروع، الذي دشن شطره الأول (75 بقعة) صاحب الجلالة السبت 8 أكتوبر 2011 ، من قبل شركة ميد زيدأحد فروع صندوق الإيداع والتدبير للتنمية، بتكلفة إجمالية تفوق 170 مليون درهم، وذلك في إطار الميثاق الوطني للإقلاع الصناعي، سيما ما يتعلق منه ببلورة برنامج لإنجاز مناطق للأنشطة الاقتصادية وتأهيل المناطق الصناعية لضمان المواكبة والدعم اللوجيستيكي للمشاريع الاقتصادية التي ستنجز بالمنطقة استجابة لانتظارات المستثمرين والفاعلين الاقتصاديين، وهو ما حدا بالمركز الجهوي للاستثمار وبالتنسيق مع مصالح ولاية جهة تازة الحسيمة تاونات، ليبادر إلى إنجاز دراسات لخلق منطقة الأنشطة الاقتصادية بأيت قمرة ذات الاختصاصات المتعددة، والتي تشيد اعتمادا على الموارد الطبيعية والبشرية التي يزخر بها الإقليم لتضم مجموعة من القطاعات، منها قطاع الصناعة الغذائية، وقطاع تصنيع مواد البناء، وقطاع المهن التقليدية، والتجارة، وقطاع الخدمات، وذلك تحقيقا لأهداف أساسية، منها تثمين الموارد والمنتوجات المحلية، وتعزيز البنية التحتية للنسيج الاقتصادي إقليميا وجهويا، وخلق قطب لاحتضان الأنشطة المرتبطة بالصناعة والصناعة التقليدية والخدمات وتكنولوجيا المعلوميات.
كما تروم المنطقة نفسها، المساهمة في تعزيز القدرات التنافسية للمجال، وخلق رواج اقتصادي بجماعة آيت قمرة والجماعات القروية المجاورة، والمساهمة في تحسين المؤشرات الاقتصادية بالمنطقة وتطوير المنتوج المحلي، وكذا المساهمة في التخفيف من حدة المشاكل التي يعرفها المستثمرون في مجال العقار المعد للاستثمار عن طريق خلق فضاء ملائم لاحتضان مشاريعهم وفق المواصفات والمعايير المطلوبة، إضافة إلى التشجيع على خلق المقاولات وتوفير فرص الشغل، والاستجابة لانتظارات وتطلعات حاملي أفكار مشاريع، والمستثمرين والفاعلين الاقتصاديين وعموم السكان.
أشغال على قدم وساق
ينتظر من هذا الورش التنموي الهام أن يوفر ما يقارب 2000 منصب شغل قار ومباشر و1000 منصب شغل غير مباشر، ما يساعد على امتصاص نسبة من البطالة على مستوى الإقليم، ويجعل من هذا المشروع رافعة للتنمية المحلية.
واعتبارا للأهمية الاقتصادية والاجتماعية التي تكتسيها منطقة الأنشطة الاقتصادية لأيت قمرة، فقد شارك في إنجازها وتقديم الدعم التقني والمالي لها كل من شركة ميد زيد التابعة لصندوق الإيداع والتدبير، والدولة ممثلة في كل من وزارة الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، ووكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لعمالات وأقاليم الشمال، وولاية الجهة، ومجلس جهة تازة الحسيمة تاونات، والمجلس الإقليمي والمركز الجهوي للاستثمار للجهة نفسها. وتجري الأشغال على قدم وساق بالمنطقة ذاتها، من أجل تشييد وحدة صناعية لإنتاج المورطاديلا واللحوم المحضرة، ووحدة عصرية لإنتاج خبز خاص بمطاعم الوجبات السريعة، ووحدة لتخزين وتثمين وتسويق المنتوجات المجالية.
كما تنظر اللجنة التقنية في ملفات بعض الوحدات التي سيتم إحداثها بالمنطقة، على غرار وحدة لتسويق تجهيزات المرافق الصحية، ومستودع لبيع مواد البناء، ووحدة صناعية للأشغال الميكانيكية العامة للسيارات، ووحدة لوجيستيكية لبيع المنتوجات الغذائية، إضافة إلى إنجاز وحدة تجارية لتوزيع المشروبات الغازية.
الرياضة رافعة جديدة للتنمية
أضحى إقليم الحسيمة يمتلك بنيات تحتية رياضية مهمة، منذ توقيع اتفاقية بين العديد من القطاعات الحكومية، في مقدمتها وزارة الشباب والرياضة ووكالة تنمية الأقاليم الشمالية والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وشكلت 2009 انطلاقة حقيقية للعديد من المشاريع التنموية الرياضية بالحسيمة، بعدما كان يتوفر الإقليم فقط على القاعة المغطاة 3 مارس بالحسيمة والملعب البلدي وملاعب متربة بإمزورن وتارجيست، كانت لا تلبي حاجيات الممارسين.
ويبذل العديد من الفاعلين الجمعويين، والمكاتب المسيرة للجمعيات الرياضية بالحسيمة، مجهودات كبيرة لجعل الرياضة عموما، وكرة القدم خصوصا رافعة للتنمية البشرية.
وساهمت الرياضة على مستوى إقليم الحسيمة، في تكوين عشرات الأطفال من أبناء المنطقة، وأنجبت عددا من اللاعبين، لعبوا في صفوف فرق كبيرة على المستوى الوطني، كاللاعب عمار عابد وفؤاد المعكشاوي وسلمان ولد الحاج وعماد أومغار.
وأنجزت بإقليم الحسيمة العديد من القاعات المغطاة بإمزورن وبني بوعياش وتارجيست، ومركبات سوسيو رياضية وملاعب للقرب في مختلف الأحياء والمؤسسات التعليمية، وفي العديد من المناطق القروية، وحلبة مطاطية بآيت قمرة ومسبح مغطى بمنطقة ميرادور بالحسيمة، إضافة إلى ملعب لكرة القدم مكسو بعشب اصطناعي بإمزورن.
ويمثل فريق شباب الريف الحسيمي لكرة القدم جهة تازة الحسيمة تاونات، والمنطقة الشرقية في البطولة الوطنية الاحترافية، بينما يلعب فريق الرجاء الحسيمي في بطولة القسم الثاني هواة، وفرق المغرب الحسيمي والنادي الحسيمي في القسم الشرفي، في الوقت الذي تألق فريق شباب الريف الحسيمي لكرة السلة في مباريات البلاي أوف، وتمكن من كسب ورقة التأهل لنصف نهائي البطولة وكأس العرش.
واستطاع مسؤولو ومسيرو نواد رياضية بالحسيمة، تمثيل المنطقة على مستوى تدبير الشأن الكروي بجامعتي السلة وكرة القدم، إذ استطاع نور الدين البوشحاتي الرئيس المنتدب لفريق شباب الريف الحسيمي لكرة القدم، الحصول على مقعد ضمن المكتب المسير لجامعة كرة القدم، بتعيينه نائبا ثانيا لرئيس الجامعة فوزي لقجع، ورئيسا للجنة المنتخبات الوطنية، في حين ظفر مصطفى أوراش برأسة جامعة كرة السلة.
ويأمل المسؤولون الرياضيون بإقليم الحسيمة، أن تتحسن نتائج الأندية المحلية، بعد انطلاق سياسة التكوين لدى فريقي شباب الريف للسلة وكرة القدم، إذ تمت برمجة تكسية بعض ملاعب القرب وملعب ميرادور بالعشب الاصطناعي، فضلا عن تكسية ملعب ميمون العرصي بالعشب الطبيعي.
وأصبح فريق شباب الريف الحسيمي محتاجا أكثر من أي وقت مضى، إلى ملاعب إضافية تمكنه من استقطاب مزيد من الممارسين، وتوفر لهم الوسائل الكفيلة بتكوين في المستوى وفي ظروف أحسن.
ولم يكن صعود فريق شباب الريف الحسيمي إلى القسم الأول، منذ خمس سنوات انتصارا للرياضة فحسب، بل انتصارا للمنطقة التي عاشت ماضي المعاناة واجترت ويلات الإهمال لعقود من الزمن. وتوجد بالحسيمة العديد من ملاعب القرب بمختلف أحياء المدينة، وفي العديد من القرى التابعة للإقليم.
سيدي عابد... قطب عمراني من الجيل الجديد
العمران تتكلف بإنجازه على مساحة تقدر بحوالي 53 هكتارا
يعرف قطاع السكنى بجهة تازة الحسيمة تاونات تطورا كبيرا بمختلف مناطق أقاليم الحسيمة وتازة وتاونات وكرسيف.
واختارت شركة العمران العقارية الاستثمار في المجال ذاته، ووفرت عروضا متنوعة تستجيب لطموحات ومتطلبات مختلف الشرائح الاجتماعية بالجهة نفسها.
وساهمت شركة العمران فاس في خلق أقطاب عمرانية بالمدن التابعة لجهة تازة الحسيمة تاونات كرسيف. وعملت الشركة نفسها على مكافحة النقص في السكن الاجتماعي، والجمع بين السكن والأنشطة والمرافق والترفيه، وإنعاش المنهجية التشاركية للفاعلين، والانخراط في التنمية المستدامة.
وفي إطار توفير العرض السكني بالحسيمة، تقوم شركة العمران فاس بإنجاز القطب الحضري سيدي عابد، الذي يمتد على مساحة تقدر بحوالي 53 هكتارا، يوفق في مكوناته بين البنايات والإحداثيات والمساحات الخضراء، وذلك باستثمار إجمالي يبلغ 565 مليون درهم.
ويوفر المشروع سالف الذكر، حسب مصدر من الشركة ذاتها، 1000 سكن اجتماعي و316 قطعة أرضية مخصصة لبناء وتشييد عمارات وفيلات، إضافة إلى 23 قطعة أرضية للبنايات والتجهيزات السوسيو ثقافية والاقتصادية والرياضية.
ويأتي مشروع القطب العمراني لسيدي عابد بالحسيمة لتوفير سكن مناسب لعموم المواطنين والشرائح الاجتماعية، رغبة منه في خلق اندماج وتلاحم قوي بين كل مكونات المجتمع.
وبكرسيف، وفي إطار برنامج مدن بدون صفيح، عملت شركة العمران على تشييد العديد من الشقق، لفائدة آلاف الأسر القاطنة بأحياء الصفيح بالمدينة، وذلك توخيا من الشركة نفسها، لإعادة إيواء هذه الأسر بشكل يضمن لها الاستقرار والكرامة، وتبلغ التكلفة الإجمالية لهذا المشروع 1661 مليون درهم.
كما تساهم المؤسسة نفسها في خلق قطب عمراني حضري بالمدينة نفسها، يمتد على مساحة تبلغ 400 هكتار، وذلك لتحقيق نوع من التوازن بين العرض والطلب.
ورغبة منها في الاستجابة لتطلعات ورغبات المستثمرين، عمدت الشركة ذاتها، إلى تشييد قطب صناعي، الهدف منه خلق فضاء مناسب لإقامة مشاريع صناعية، ستوضع رهن إشارة الفاعلين الاقتصاديين، تروم التخفيف من حدة البطالة والمساهمة في إنعاش الشغل بالمنطقة.
وتستفيد مدينة تازة على غرار مدن الجهة، من البرنامج الإستراتيجي الوطني للتنمية الحضرية. وتعتبر شركة العمران أول مستثمر بالمنطقة، وستنجز في هذا الإطار مشاريع عقارية بالمدينة وكذا بمناطق وادي أمليل وتاهلة وأكنول. ويبلغ حجم الاستثمارات المخصصة لهذا المشروع 50 مليون درهم.
ورغبة منها في تشييد أقطاب عمرانية بالجهة، لتخفيف الضغط على التجمعات السكنية، وتوفير فضاءات مناسبة للسكن، مزودة بالبنيات التحتية الأساسية، تستجيب لحاجيات مختلف الفئات الاجتماعية في مجال سكن الأسر، برمجت شركة العمران بإقليم تاونات مجموعة من المشاريع تندرج في إطار مشاريع السكن الاجتماعي، وذلك في مدن تاونات وتيسة وغفساي والقرية، كما برمجت وبشراكة مع جماعتي بني وليد ومكانسة، مشاريع سكنية تستجيب لتطلعات السكان، وتلبي حاجياتهم، وتستجيب كذلك لقدرتهم الشرائية.
وأكد مصدر من الشركة أنها تسعى دائما من خلال مشاريعها المنجزة أو التي في طور الإنجاز، إلى توفير سكن مندمج يحترم المواصفات التقنية والبيئية المعترف بها، مضيفا أن الشركة تقدم عروضا متنوعة وموزعة على مختلف مناطق الجهة، وعبر تقديم عروض مختلفة من بقع أرضية مجهزة وشقق لمتوسطي الدخل وفيلات، إلى جانب مساهمتها في القضاء على أحياء الصفيح.
ارتفاع ملفات الاستثمار
المركز الجهوي للاستثمار وضع شباكا وحيدا رهن إشارة المقاولين
ارتفعت خلال السنة الماضية، بنسبة مهمة ملفات الاستثمار في مجالات عدة بجهة تازة الحسيمة تاونات، إذ أن المعطيات تؤكد أن المركز الجهوي للاستثمار، سجل ارتفاعا، فيما يتعلق بمؤشر الاستثمار، ما يعطي الانطباع بالأفق الجديد للمدينة. وبلغ عدد المشاريع الاستثمارية والمقاولات المحدثة بها، التي حظيت بالموافقة سنة 2014 حسب مصدر من المركز الجهوي 94 مشروعا، ما سيسمح بخلق ما يقارب 2837 منصب شغل، بقيمة مالية بلغت 681 مليونا و91 ألف درهم. وبخصوص التوزيع العددي للمشاريع التي حظيت بالموافقة، حسب القطاعات، فإن قطاعي الصناعة والصناعة الغذائية، يحتلان على التوالي الرتبة الأولى والثانية، بـ26 و22 مشروعا، الشيء الذي يؤكد أهميتهما في النسيج الاقتصادي للمنطقة.
أما المقاولات المحدثة برسم السنة نفسها على صعيد الجهة، والتي أشرف المركز الجهوي للاستثمار على الإجراءات الإدارية المتعلقة بإحداثها، فقد بلغ عددها 1280 مقاولة برأسمال إجمالي يفوق 336 مليون درهم، والتي ينتظر منها أن تشغل 2361 شخصا، موزعة مابين 1023 مقاولة فردية و 257 شركة، والمصنفة قطاعيا مابين 682 مقاولة بقطاع التجارة، و 267 مقاولة بقطاع الخدمات، و163 مقاولة بقطاع البناء والأشغال العمومية، و77 مقاولة بقطاع الصناعة، و41 مقاولة بكل من قطاع السياحة وقطاع الصناعة، و7 مقاولات بقطاع الفلاحة والصيد البحري ومقاولتين بقطاع الطاقة والمعادن.
وفي ما يتعلق بالشهادات السلبية التي منحت خلال 2014 فقد بلغ عددها 600 شهادة، منها 149 بالنسبة للأشخاص الذاتيين و 453 شهادة بالنسبة إلى الأشخاص المعنويين.
وحظي قطاع الخدمات بالنصيب الأكبر، إذ بلغ عدد الشهادات 190 شهادة سلبية، والبناء والأشغال العمومية 177 شهادة، والتجارة 140 شهادة، فيما بلغ عدد الشهادات المسلمة لقطاع الصناعة والسياحة والفلاحة والصيد البحري والطاقة والمعادن، على التوالي 48 و29 و14 و4 شهادات.
وحظي إقليم الحسيمة بـ 28 مشروعا وتازة بالعدد نفسه، وتاونات ب21 مشروعا وكرسيف ب17 مشروعا.
وسبق للمركز الجهوي للاستثمار بجهة تازة الحسيمة، أن حصل في سنة 2013 على شهادة الجودة إيزو 9001 عن النظام الذي يعتمده في تدبير الجودة.
وتتمحور سياسة الجودة لدى المركز نفسه، حول تقديم خدمات جيدة للمرتفقين، وتلبية حاجياتهم، وتجويد فعالية نظام تدبير الجودة، إلى جانب تنمية وتطوير الموارد البشرية.
وأبرز مصدر من المركز الجهوي للاستثمار بالحسيمة، أن ثقة المستثمرين في مختلف مكونات المنظومة الاقتصادية سيما بالحسيمة، ينبع من سهولة الولوج إلى عوامل الإنتاج، ووجود بنية تحتية ملائمة وتتطور باستمرار، والموقع الإستراتيجي المتميز والمؤهلات الطبيعية والبشرية التي تزخر بها المنطقة، والمعالجة الكافية لكل المشاريع الاستثمارية لضمان نجاحها والتي يسهر عليها والي الجهة عامل إقليم الحسيمة، في مواكبة لعمل المركز الجهوي للاستثمار.
ويطمح المركز الجهوي للاستثمار إلى الاستمرار في جعل جهة تازة الحسيمة تاونات كرسيف قطبا حقيقيا وقادرا على جلب الاستثمار، ومواصلة المجهودات للتعريف بالمؤهلات الاقتصادية والاستثمارية للجهة، وما توفره من بنية تحتية وتحفيزات للراغبين في استثمار رؤوس الأموال في مشاريع حقيقية ولها مردودية.
وتستهوي المؤهلات الاقتصادية والطبيعية للحسيمة العديد من المستثمرين، وتسترعي اهتمام العديد من حاملي أفكار المشاريع من المغاربة والأجانب، وهذا المعطى التحفيزي ما هو إلا ثمرة للبرنامج التنموي الطموح الذي باشرته فعاليات إقليم الحسيمة منذ عشر سنوات بغية تحسين وتعزيز جاذبية المنطقة.
ويزخر إقليم الحسيمة بالعديد من الامتيازات من حيث المؤهلات الطبيعية والبنيات التحتية عالية الجودة، والتي جعلت منه أرضا لاستقبال واستقطاب حاملي أفكار المشاريع. وساعد إشراك المستثمرين الخواص في السنوات الأخيرة، في تطوير وتأهيل العرض الخدماتي بإقليم الحسيمة وتأهيله، سيما ما يتعلق بتحديث التوزيع.
تشجيع المقاولين الخواص
يعد المركز الجهوي للاستثمار أحسن طريق لإنجاز المشاريع بمختلف تراب الجهة، نظرا لمساهمته بالخصوص في التنمية الاقتصادية للجهة عبر تشجيعه لاستثمار المقاولين الخواص، لأنه يبقى كفيلا بخلق قيمة مضافة، وتوفير فرص شغل لآلاف الشباب من أبناء الجهة وخارجها، فضلا عن تبسيطه للمساطر الإدارية رغبة من مسؤوليه في تعزيز دينامية حقيقية لخلق وإنشاء المقاولات.
ووضع المركز الجهوي شباكا وحيدا رهن إشارة المقاولين رغبة من مسؤوليه في دعم الاستثمار وتشجيع المقاولين على إنجاز مشاريع حقيقية تدر أرباحا على حامليها، عبر التعريف بمؤهلات وإمكانيات وجاذبية مختلف المناطق الصناعية بالجهة، وتنزيل مختلف السياسات القطاعية على المستوى الجهوي.
موسم الجلبان يخلق رواجا اقتصاديا
المساحات المزروعة بهذا المنتوج تصل إلى 2752 هكتارا
تنظم جمعية حركة الأيادي الخضراء بالحسيمة سنويا، في الفترة بين 10 أبريل و12 منه، مهرجان موسم الجلبان بمنطقة الأنشطة الاقتصادية بآيت قمرة بإقليم الحسيمة.
ويسعى المنظمون إلى تثمين هذا المنتوج المحلي، الذي يتم جني محصوله خلال مارس وأبريل، ويخلق رواجا تجاريا كبيرا بالمنطقة، حيث عادة ما يتم تصديره إلى معظم مدن الشمال المغربي كتطوان وطنجة والناظور ووجدة.
يتميز منتوج الريف من الجلبان عموما بجودته العالية وحلاوته وطراوته، حيث يسجل تهافت المتبضعين على شرائه، رغم ارتفاع ثمنه نسبيا، مقارنة مع أنواع الجلبان الأخرى التي يتم جلبها من مدن داخلية، لبيعها في الأسواق بالريف خاصة.
ويرافق مهرجان موسم الجلبان عادة، تنظيم احتفالات شعبية بأماكن إنتاج الجلبان بآيت قمرة، تتخللها منتديات اقتصادية واجتماعية. كما يتم خلال أيام المهرجان تنظيم تويزةفي جني محصول الجلبان، لفائدة فلاحي المنطقة، إضافة إلى العديد من الأنشطة الرياضية، كتنظيم كرنفال الجلبان.
وحسب المديرية الجهوية للفلاحة بالحسيمة، فإن الجلبان يعتبر من المنتوجات الفلاحية المجالية التي يتميز بها إقليم الحسيمة عموما، وتتم زراعته عموما بخمس جماعات قروية بإقليم الحسيمة، وهي إزمورن، وآيت قمرة، وبني عبد الله، والرواضي، واسنادة، في نهاية دجنبر من كل سنة، ليتم جني المحصول نهاية مارس، حيث تتطلب هذه الزراعة كمية كافية من الأمطار، وقد يؤدي تأخرها أو قلتها إلى فساد المحصول بأكمله.
وتكمن الأهمية التي أصبح يكتسيها هذا النشاط الزراعي في المنطقة، التي تعرف هشاشة بنياتها الفلاحية، بسبب طبيعتها الجبلية، وانحسار الأراضي السهلية، في خلقه لدينامية اقتصادية بكل الجماعات القروية المذكورة، التي تتميز بهشاشتها الاقتصادية والاجتماعية، كما تخلق هذه الزراعة العديد من فرص الشغل، سواء في العالم القروي أو الحضري، حيث موسم الحج إلى أراضي الجلبانللعمل في جني المحصول قد تدر على العامل الفلاحي قيمة أجرية مقدارها 150 درهما يوميا أو أكثر حيث الأجر يتوقف على كمية المحصول التي يجنيها كل عامل.
كما تخلق هذه الزراعة التسويقية الوحيدة التي تعرفها منطقة الريف عموما إلى جانب الصبار، واللوز، العديد من فرص الشغل للنساء القرويات، اللواتي تمكنهن هذه الزراعة من تحصيل دخل لهن للاستعانة به على تكاليف الحياة. وتروي إحدى النساء العاملات بحقول الجلبان، أن عملها في جني الجلبان، يوفر الملبس لأبنائها الخمسة، علاوة على مساعدتها لرب الأسرة في مصاريف المعيشة المرتفعة. وأكد العديد من الفلاحين أن محصول مادة الجلبان لهذا الموسم سيكون جيدا مقارنة مع السنوات الماضية. وأوضح مصدر من المديرية الفلاحية للحسيمة، أن وزارة الفلاحة وعبر مخططها الإقليمي تعمل على توفير البنيات اللازمة لتجشيع وتثمين المنتجات الفلاحية المحلية، وذلك من خلال إعداد دراسة تشخيصية لمنتوج الجلبان، للوصول إلى ترميزه ووضع علامة تجارية خاصة به، انطلاقا من دراسة كل التفاصيل المتعلقة بإنتاجه، خاصة التسويق والمجال، والمتدخلين والسوق والوسطاء والمدن التي يباع فيها، ما سيمكن من توفير مختلف المستلزمات الضرورية لتثمين وتشجيع هذا المنتوج الفلاحي المتميز، من خلال وقف انهيار أثمانه أثناء فترة العرض الكبيرة، وكذلك الحفاظ على قيمته عبر التحكم في العرض والطلب، لتشجيع الفلاحين على الإنتاج، ولوضع حد للمضاربات والاحتكار اللذين عادة ما يدفعان الفلاحين أثناء ازدهار المنتوج للتخلص منه بأبخس الأثمان، لتفادي كساده.
وتعمل وزارة الفلاحة على بناء وحدتين للتخزين والتبريد، بمنطقة الأنشطة الاقتصادية والصناعية بآيت قمرة، تسع كل واحدة منهما لـ 168 طنا، وستمكن هذه الوضعية الجديدة الفلاحين من التحكم في منتوجهم، وكذلك في ثمنه، ومن المنتظر أن تنتهي الأشغال بهاتين الوحدتين قبل انصرام السنة الحالية.
ويعتبر الجلبانمنتوجا زراعيا يمكن جنيه 3 أو 4 مرات، وحسب المديرية الجهوية للفلاحة بالحسيمة، فإن المساحات المزروعة بالجلبان بإقليم الحسيمة، تصل 2752 هكتارا، موزعة على خمس جماعات قروية تم ذكرها سابقا، حيث يتم إنتاج خلال الموسم الجيد 6 أطنان من الجلبان في الهكتار الواحد، وأضاف المصدر ذاته أن هذه الزراعة عرفت تطورا ملحوظا، وتوسعا في مساحتها المزروعة، وانتقلت بذلك من 1360 هكتارا سنتي 2011 – 2012، إلى 2752 هكتارا خلال الموسم الفلاحي الحالي، مسجلة بذلك ارتفاعا مهما في الإنتاج.
السياحة… قاطرة التنمية بجوهرة المتوسط
المجلس الجهوي يخطط لرفع القدرة الإيوائية للمؤسسات الفندقية المصنفة
يشهد القطاع السياحي بالحسيمة، تطورا مهما بفضل البنيات التحتية التي أصبح يتوفر عليها. وتعرف المدينة حالة من الرواج، في ظل الإقبال المتزايد للمغاربة والأجانب، ما انعكس إيجابا على القطاع السياحي بالمدينة. وتصبح الحسيمة خلال كل صيف، قبلة للزوار والسياح من داخل المغرب وخارجه لما تمتاز به من جو معتدل وهادئ، ولما توفره لهؤلاء من متعة الاستجمام عبر حوالي 30 شاطئا، من أهمها شاطئ كيمادو وصفيحة وكالابونيتا و كالايريس وتلايوسف وبومهدي ، وشواطئ أخرى لا تقل أهمية.
تساهم المهرجانات والأنشطة الكبرى المبرمجة خلال فترة الصيف في جلب الزوار من كل حدب وصوب. كما تساهم الشقق المفروشة في توفير شروط التخييم. وتختلف أسعار الكراء حسب الموقع والقرب من البحر ونوعية البنايات. وتعرف المؤسسات السياحية والمآوي، بالإضافة إلى الشقق المفروشة، انتعاشا في فصل الصيف، حيث يزداد الطلب والإقبال عليها.
وساهم الطريق الساحلي الممتد من الناظور إلى طنجة والمحطة البحرية بميناء الحسيمة ومطار الشريف الإدريسي بالسواني، في رفع نسبة إقبال السياح على المدينة في الفترة الممتدة مابين يونيو وغشت من كل سنة.
وأكد العديد من المهنيين أن إقليم الحسيمة يتوفر على العديد من المؤهلات السياحية، التي تجعل منه منطقة جذب سياحي، إذا ما تم استغلالها استغلالا إيجابيا، وتسويق صورة الحسيمة بالشكل المطلوب سواء من طرف المؤسسات المنتخبة أو الوزارة الوصية على القطاع، أو الإعلام باعتباره شريكا أساسيا في إبراز مؤهلات المنطقة.
ويعمل المجلس الجهوي للسياحة الذي أحدث سنة 2013، بتشاور مع المكتب الوطني المغربي للسياحة، على وضع أدوات للتواصل، تمكنه من تطوير العرض الحالي الخاص بالإيواء والترفيه والإطعام. كما يسعى إلى تثمين التراث الثقافي والتاريخي والطبيعي للحسيمة.
ويعمل المجلس نفسه، على مصاحبة المستثمرين الصغار والمتوسطين وتحفيزهم على المساهمة في الرفع من القدرة الإيوائية للمؤسسات الفندقية المصنفة. ويتوفر المجلس على مخطط عمل يندرج كله ضمن استمرارية الأهداف المشار إليها، برؤية 2020 للسياحة.
وتتوفر الحسيمة على مؤهلات طبيعية وتاريخية وثقافية متنوعة ومتكاملة، تجعل منها بحق قطبا سياحيا مهما، إذ تتوفر على العديد من المؤسسات الفندقية المصنفة، بلغ عددها 19 وحدة، و5 إقامات سياحية، إضافة إلى شريط ساحلي يمتد على أزيد من 70 كيلومترا وسلسلة من الجبال ومجال غابوي ومنتزه وطني، يتوفر على العديد من الطيور النادرة.
وتشكل غابات الأرز والصنوبر بإساكن وكتامة وحريرث وثقيث منتجعات رائعة، وتعد من أهم الخصوصيات، ومصدر جمالية الإقليم، إلى جانب مواقع تاريخية كبادس وقلعة طوريس ومسجد آدوز، ما يتيح للمنطقة تنمية عدد من المنتوجات السياحية، خاصة السياحة الشاطئية والقروية والإيكولوجية.
وتم اختيار خليج الحسيمةيوم 8 مارس من السنة الماضية، من بين أجمل خلجان العالم، بعد قبول ترشيحه بالأغلبية للانضمام إلى نادي أجمل خلجان العالم. ويعلق مهنيو السياحة بالمنطقة آمالهم على التعبئة وروح المبادرة على مستوى الأسواق الرئيسية المزودة، وتأهيل حقيقي للمنتوج على أمل إنعاش قطاع إستراتيجي للتنمية الجهوية وابتكار أساليب جديدة، خاصة السياحة الخدماتية ودولية وإعطاء السياحة القروية والجبلية حقها في الاهتمام جهويا ووطنيا.
وأكد مصدر من المجلس الجهوي للسياحة، أن الأخير سيطلق خطة تسويقية، وذلك عبر الوجود في أهم المعارض والملتقيات السياحية الدولية ذات الشهرة العالمية، وخطة تأهيلية للقطاع تتوخى تحديث بعض بنيات الاستقبال وتأهيل العنصر البشري.
وأهم ما تتوفر عليه الحسيمة، هو تلك الواجهة البحرية المتميزة، بالإضافة إلى موقعها الجغرافي الذي يجعلها مركزا للعديد من المدن التي تعرف رواجا سياحيا، إذ تتوسط المدينة مدن الناظور وتطوان ووجدة وفاس، وهو ما يجعلها منطقة مؤهلة لأن تلعب دورا سياحيا رائدا.
كما تتوفر العديد من المناطق القروية وشبه القروية القريبة من الحسيمة، على مواقع سياحية، وهو ما يتطلب التفكير في خلق خط سياحي، ينطلق مثلا من تازة حيث مغارة فريواطو والجامع الكبير وباب بودير، نحو تاونات، إذ توجد العديد من القصبات مرورا بكتامة لزيارة جبل تدغين وانتهاء بالحسيمة.
ويلعب الموقع الإستراتيجي للحسيمة دورا هاما في استقطاب صنف معين من السياح الذين يتوافدون على المدينة، في فصل الصيف، وهم أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج المتحدرين من المنطقة نفسها ومن مناطق أخرى، والذين يعدون بعشرات المئات، حيث مشهد عبور السيارات المرقمة في مختلف الدول الأوربية لشوارع المدينة، أمرا لافتا للانتباه، خاصة خلال يوليوز وغشت.
وأشاد العديد من المهنيين بالحسيمة بالمبادرات الملكية، مؤكدين أن الملك محمد السادس يولي اهتماما كبيرا للقطاع السياحي بالمنطقة في أفق النهوض به وتطويره، وتحويل الحسيمة إلى منطقة جذب سياحي، خصوصا في ظل العديد من المشاريع الكبرى التي يعرفها الإقليم، منها مشروع تثنية الطريق الرابط بين الحسيمة وتازة عبر قاسيطة.
مدينة للإقامة السياحية
اعتبر المهنيون أن المستقبل السياحي لإقليم الحسيمة، يبعث على الأمل، بالنظر إلى البرنامج الجهوي للتنمية السياحية للمنطقة. ويبذل المجلس الجهوي للسياحة قصارى جهوده لتحقيق المأمول في هذا القطاع، إذ يعمل على تسويق صورة الحسيمة بالشكل المطلوب وإبراز مؤهلاتها. وبات استغلال التقطيع الجهوي الجديد الذي ألحق إقليم الحسيمة بجهة طنجة تطوان سياسيا أمرا ضروريا، من خلال مسار سياحي ينطلق من طنجة مرورا بالقصر الصغير والفنيدق والمضيق والرأس الأسود ومارتيل ووادي لاو وانتهاء بالحسيمة التي صارت مدينة للإقامة السياحية. ولوحظ ارتفاع ملحوظ في عدد السياح القادمين من مختلف مدن المملكة، أومن البلدان الأجنبية والعربية، وفي عدد المبيتات بالوحدات الفندقية الموجودة بها، مما يؤشر على أن مستقبل القطاع السياحي يبقى واعدا، في حال أجرأة العديد من القرارات التي تصب في مصلحة القطاع.
وعرف عدد المبيتات السياحية بالمدينة خلال السنة الماضية ارتفاعا ملحوظا، بلغ 51 ألفا و300 ليلة، وبلغ عدد السياح الوافدين على المدينة في الفترة نفسها 31 ألفا و294 وافدا.
الثقافة تنعش الحركة الاقتصادية
المهرجان المتوسطي موعد سنوي يعزز جاذبية المدينة
تحتضن الحسيمة بعض المهرجانات التي باتت تضمن لها إشعاعا محليا وجهويا ووطنيا. وتشكل الأنشطة الثقافية والفنية المنظمة من قبل جمعيات المجتمع المدني بالحسيمة، خاصة ذات الاهتمام بالمسرح والموسيقى والتشكيل والسينما، واحدة من أهم المصادر التي تعتمدها السياحة بالمنطقة، إذ تجعل هذه المهرجانات الحسيمة، ضمن المناطق التي يمكنها أن تجلب سياحا طيلة السنة.
ويعتبر المهرجان المتوسطي موعدا سنويا، دأبت على تنظيمه جمعية الريف للتنمية والتضامن أريد بتدخل العديد من الشركاء والفاعلين. ويستقطب المهرجان الذي ينظم عادة غشت من كل موسم صيف، عددا كبيرا من المتفرجين، بالنظر إلى تنوع فقراته، إذ يستضيف المهرجان ألوانا غنائية مختلفة.
ويشكل المهرجان فرصة سانحة ومناسبة مهمة لتثمين ثقافة الريف، وتراثها المتنوع. ويعتبر المهرجان المتوسطي واحدا من أهم المحطات الإبداعية الفنية ومشهدا من الثقافة المتنوعة، ويهدف إلى نشر قيم التسامح والاختلاف والحداثة والتعايش، وتعزيز جاذبية الحسيمة السياحية، وتنشيط فضاءاتها ثقافيا واقتصاديا، ما يتيح الفرصة لزوارها وسكانها لإعادة اكتشاف الثقافة المتوسطية، ويستفيد مجموعة من الأطفال وشباب المنطقة من أنشطة رياضية وعروض مسرحية ومعارض تشكيلية تقام خلال مدة انعقاد المهرجان.
من جهته، يحقق مهرجان النكور المتوسطي للمسرح الذي تنظمه جمعية ثفسوين للمسرح الأمازيغي، الاستمرارية رغم بعض العوائق، إلا أنه بقي مع ذلك قادرا على أن يكون في الموعد السنوي، وأن يخلق جمهورا خاصا له من داخل المغرب وخارجه.
ويساهم المهرجان الأمازيغي بدوره في إنعاش القطاع السياحي وحفظ الذاكرة الحضرية للمنطقة في كل تجلياتها المختلفة. وتسعى المهرجانات لإبراز المؤهلات والخصوصيات التاريخية والحضارية للمنطقة نفسها والتعريف بها للنهوض بالتنمية الشاملة والمندمجة.
وتمكنت المهرجانات المنظمة بالحسيمة خلال فصل الصيف، من بلوغ أهدافها الأساسية التي هي فضلا عن إمتاع الجماهير بأطباق غنائية متنوعة، خلق حركة اقتصادية مرتبطة به على مستوى تنشيط الخدمات بكل من الحسيمة وإمزورن وبني بوعياش.
وتصل نسبة ملء الفنادق بالحسيمة أيام المهرجانات 100 في المائة، ويجد زوار المدينة صعوبة في إيجاد غرف شاغرة، كما تنعكس المهرجانات على حركة المرور التي تشهد ازدحاما كبيرا، يتجند له أمنيون لتيسيرها، خاصة وسط الحسيمة.
وتجلب المهرجانات الصيفية آلاف المتتبعين والمتفرجين بحكم أنها تنظم في مسرح الهواء الطلق، ما يجعلها مفتوحة في وجه العموم، كما تجلب السياح وزوار المنطقة الموجودين بها خلال الفترة نفسها. ورغم ذلك، تبقى هذه المهرجانات التي تعرفها المنطقة محدودة، ويمكن استثمارها في التنمية السياحية والتنشيط الثقافي والفني القادر على إخراج المنطقة من موسميتها السياحية المرتكزة على الصيف والشواطئ فقط.
وتعيش الحسيمة خلال تنظيم هذه المهرجانات على إيقاع أنشطة رياضية وترفيه وفن وتحديات مختلفة، يستفيد منها الكبار والصغار والنساء والرجال. وهي مناسبة لتلاقح الثقافات وللقاء السكان الأصليين بزوارهم ورواد المدينة في الفترة الصيفية، حيث تجمع آلاف الزوار، وتصبح عامل استقطاب ورافدا سياحيا للمدينة.
تحتضن الحسيمة بعض المهرجانات التي باتت تضمن لها إشعاعا محليا وجهويا ووطنيا. وتشكل الأنشطة الثقافية والفنية المنظمة من قبل جمعيات المجتمع المدني بالحسيمة، خاصة ذات الاهتمام بالمسرح والموسيقى والتشكيل والسينما، واحدة من أهم المصادر التي تعتمدها السياحة بالمنطقة، إذ تجعل هذه المهرجانات الحسيمة، ضمن المناطق التي يمكنها أن تجلب سياحا طيلة السنة.
ويعتبر المهرجان المتوسطي موعدا سنويا، دأبت على تنظيمه جمعية الريف للتنمية والتضامن أريد بتدخل العديد من الشركاء والفاعلين. ويستقطب المهرجان الذي ينظم عادة غشت من كل موسم صيف، عددا كبيرا من المتفرجين، بالنظر إلى تنوع فقراته، إذ يستضيف المهرجان ألوانا غنائية مختلفة.
ويشكل المهرجان فرصة سانحة ومناسبة مهمة لتثمين ثقافة الريف، وتراثها المتنوع. ويعتبر المهرجان المتوسطي واحدا من أهم المحطات الإبداعية الفنية ومشهدا من الثقافة المتنوعة، ويهدف إلى نشر قيم التسامح والاختلاف والحداثة والتعايش، وتعزيز جاذبية الحسيمة السياحية، وتنشيط فضاءاتها ثقافيا واقتصاديا، ما يتيح الفرصة لزوارها وسكانها لإعادة اكتشاف الثقافة المتوسطية، ويستفيد مجموعة من الأطفال وشباب المنطقة من أنشطة رياضية وعروض مسرحية ومعارض تشكيلية تقام خلال مدة انعقاد المهرجان.
من جهته، يحقق مهرجان النكور المتوسطي للمسرح الذي تنظمه جمعية ثفسوين للمسرح الأمازيغي، الاستمرارية رغم بعض العوائق، إلا أنه بقي مع ذلك قادرا على أن يكون في الموعد السنوي، وأن يخلق جمهورا خاصا له من داخل المغرب وخارجه.
ويساهم المهرجان الأمازيغي بدوره في إنعاش القطاع السياحي وحفظ الذاكرة الحضرية للمنطقة في كل تجلياتها المختلفة. وتسعى المهرجانات لإبراز المؤهلات والخصوصيات التاريخية والحضارية للمنطقة نفسها والتعريف بها للنهوض بالتنمية الشاملة والمندمجة.
وتمكنت المهرجانات المنظمة بالحسيمة خلال فصل الصيف، من بلوغ أهدافها الأساسية التي هي فضلا عن إمتاع الجماهير بأطباق غنائية متنوعة، خلق حركة اقتصادية مرتبطة به على مستوى تنشيط الخدمات بكل من الحسيمة وإمزورن وبني بوعياش.
وتصل نسبة ملء الفنادق بالحسيمة أيام المهرجانات 100 في المائة، ويجد زوار المدينة صعوبة في إيجاد غرف شاغرة، كما تنعكس المهرجانات على حركة المرور التي تشهد ازدحاما كبيرا، يتجند له أمنيون لتيسيرها، خاصة وسط الحسيمة.
وتجلب المهرجانات الصيفية آلاف المتتبعين والمتفرجين بحكم أنها تنظم في مسرح الهواء الطلق، ما يجعلها مفتوحة في وجه العموم، كما تجلب السياح وزوار المنطقة الموجودين بها خلال الفترة نفسها. ورغم ذلك، تبقى هذه المهرجانات التي تعرفها المنطقة محدودة، ويمكن استثمارها في التنمية السياحية والتنشيط الثقافي والفني القادر على إخراج المنطقة من موسميتها السياحية المرتكزة على الصيف والشواطئ فقط.
وتعيش الحسيمة خلال تنظيم هذه المهرجانات على إيقاع أنشطة رياضية وترفيه وفن وتحديات مختلفة، يستفيد منها الكبار والصغار والنساء والرجال. وهي مناسبة لتلاقح الثقافات وللقاء السكان الأصليين بزوارهم ورواد المدينة في الفترة الصيفية، حيث تجمع آلاف الزوار، وتصبح عامل استقطاب ورافدا سياحيا للمدينة.
شق الطرق والمسالك وكهربة القرى ودعم مشاريع التشغيل الذاتي
حققت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم الحسيمة نتائج مهمة، في دعم الأنشطة المدرة للدخل والولوج إلى التجهيزات والخدمات الاجتماعية الأساسية والتنشيط الثقافي والرياضي، وهو ما يعكس ارتفاع عدد الملفات المودعة لدى اللجنة الإقليمية للمبادرة من قبل مجموعة من الشركاء. ونفذت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية خلال الفترة الممتدة بين 2011 و2013 ، ما مجموعه 166 مشروعا، تخص محاربة الفقر بالمجال القروي ومحاربة الإقصاء الاجتماعي بالمجال الحضري ومحاربة الهشاشة والبرنامج الأفقي، بتكلفة إجمالية ناهزت 138 مليونا و77 ألف درهم، ساهم فيها برنامج المبادرة بغلاف مالي قدره 64 مليونا و166 ألفا و784 درهما، وشملت المشاريع المبرمجة 81 ألفا و867 مستفيدا.
ففي ما يتعلق بدعم الولوج إلى التجهيزات والخدمات الاجتماعية الأساسية، فقد تم فتح وتهيئة المسالك القروية ومنشآت العبور، واقتناء سيارات للإسعاف، وتجهيز وتنشيط فضاءات التنشيط الاجتماعي النسائي. وبلغ عدد المشاريع المنجزة بخصوص الأنشطة المدرة للدخل، 27 مشروعا بتكلفة إجمالية ناهزت 7 ملايين و206 دراهم، وهمت دعم الشباب العاطل عبر توفير فرص للتشغيل الذاتي في مجال تكوين وإدماج وتهيئة الأحواض السقوية الصغرى.
ومن أجل تحسين عملية الولوج للتجهيزات التحتية الرياضية الأساسية، ودعم عمليات التنشيط الاجتماعي والثقافي والرياضي لفائدة الشباب، تم إحداث وتجهيز وتهيئة ملعبين للقرب، ومركب سوسيو رياضي للقرب بالجماعة الحضرية بني بوعياش، واقتناء حافلتين للنقل الرياضي، وبناء دار للشباب وملعب رياضي للقرب بمركز سيدي بوعفيف.
كما شمل تدخل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في المجال الحضري، اقتناء 50 دراجة نارية ثلاثية العجلات، لفائدة باعة الخضر والفواكه والأسماك ببلديتي الحسيمة وإمزورن، وإحداث 4 أكشاك لتجارة القرب لفائدة الشباب العاطل بحي كالابونيطا بالحسيمة، وفضاءات للتجارة التضامنية المنصفة وتجارة الأثاث المنزلية وكذا لتسويق الدواجن.
وكانت المبادرة الوطنية حاضرة في صلب الولوج إلى التجهيزات الصحية واقتناء تجهيزات طبية وشبه طبية لفائدة المستشفى الإقليمي للحسيمة، من خلال اقتناء جهاز سكانير وآلة لقياس البصر، وتنفيذ برنامج إقليمي لمعالجة الأسنان وتصحيح البصر لدى التلاميذ المتمدرسين بالمجالين الحضري والقروي بالإقليم، بتكلفة مالية قدرها 6 ملايين درهم، وبلغ عدد المستفيدين 20 ألفا.
المنطقة خلقت إمكانيات استثمارية إضافية في الترفيه والتأهيل الحضري و التشغيل الذاتي:
حظيت الحسيمة بزيارات متعددة للملك محمد السادس، الذي دشن فصلا جديدا لهذا الإقليم عنوانه خلق أفق استثماري وتنموي حقيقي لمدينة تنهل من الماضي لتستشرف المستقبل بكل ثبات.
ويتطلب اليوم تاريخ المدينة وأفقها الاستثماري، أكثر من أي وقت مضى، من نخبها استحضار كل هذا الزخم، وخدمة أهلها بكل صدق وتفان، لتحقيق كل آمال وتطلعات سكانها، لأنهم لم يعودوا يستوعبون أن تظل مدينتهم خارج بوصلة التاريخ.
وشهدت الحسيمة، خلال السنوات الأخيرة، تحولا عميقا من حيث البنيات الأساسية المحدثة. ورغم الإكراهات الكبرى التي عاشتها المنطقة، منذ سنوات، استطاعت مشاريع إعادة الهيكلة أن تجعل منها إقليما متميزا. ويلمس المتتبع والزائر لمدينة الحسيمة تغييرا في كل شيء، فتحولها إلى عاصمة صيفية تحظى بالمقام الملكي، جعلها فعلا جوهرة للبحر الأبيض المتوسط بكل المقاييس، فقد أصبحت لها مجموعة واجهات مفتوحة بعد أن كانت هناك مناطق شبه معزولة.
فكورنيش صباديا وطريق بوجيبار وكورنيش سيدي عابد والشارع الممتد بين ملعب ميمون العرصي وثانوية البادسي، وغيرها، أصبحت فعلا منافذ وممرات ومتنفسات في المستوى. وغيرت الزيارات الملكية المتتالية للحسيمة، منذ اعتلاء الملك محمد السادس العرش، الكثير من الأشياء، ورسمت لها مستقبلا، وصارت لها اليوم هويتها، كما باتت حاضرة في كل البرامج التنموية والمخططات الحكومية، وانتعشت الآمال التي كبرت ذات يوم في أن تكون مدينة سياحية بامتياز.
وعرفت المنطقة مجموعة من المشاريع، كمشروع الميناء الترفيهي الذي سيمكن من خلق إمكانيات استثمارية إضافية في السياحة الترفيهية، ومشاريع التأهيل الحضري، ومشروع تثنية الطريق الرابطة بين الحسيمة وتازة والطريق الساحلي بينها وبين طنجة.
وتظل الحسيمة مدينة متميزة بمؤهلاتها الطبيعية التي تزخر بها والمتمثلة في طقسها المعتدل وساحلها الممتد، ومناظرها الجبلية الخلابة.
ولا يمكن الحديث عن الحسيمة دون أن تكون ساحة فلوريدو على رأسها. إذ تعد هذه الساحة إحدى أعرق الساحات بالمدينة ورمزا لها. وكانت الساحة إلى عهد قريب القلب النابض بالحيوية والجاذبية حين كانت تحتضن المحطة الطرقية.
ومازال العديد من سكان الحسيمة يستحضرون سنة 1957،عندما قام المغفور له محمد الخامس بزيارة المنطقة، واختار الساحة لإلقاء إحدى خطبه، بعد تدشينه القرية الحبسية. ومثلت الساحة نفسها في سبعينات القرن الماضي مسرحا للمطارحات والنقاشات السياسية والفكرية بين طلبة جامعة محمد بن عبد الله بفاس، الذين كانوا يسمرون حتى آخر ساعة من الليل. وتشكل الساحة حاليا ممرا إستراتيجيا نحو عدة أحياء ككالابونيطا وموروبييخو. وعرفت الساحة ببعض المقاهي، كالسلام وفلوريدو وإكونوميكو والجولان وطنجة.
وتطورت المدينة بشكل كبير ومتسارع في السنوات الأخيرة، فظهرت أحياء جديدة ومناطق تابعة لها، كحي السلام وحي المرسى ومدينة بادس ومدينة سيدي عابد والخزامى. وتضم المدينة أزقة وشوارع رئيسية تربط بين ساحات المدينة وبناياتها وحدائقها، إضافة إلى مختلف الأحياء التجارية، كساحة محمد السادس وحديقة 3 مارس المعروفة لدى سكان المدينة بحديقة شيتا وحديقة ألمونيكار وشارع الإسكافيين الذي يعج مساء كل يوم بالمتبضعين.
41 هكتارا لإنشاء منطقة صناعية بآيت قمرة
الورش التنموي سيوفر ما يقارب 3000 منصب شغل
وضعت الجهات المسؤولة رهن إشارة المستثمرين وحاملي رؤوس الأموال، إستراتيجية للتموقع الاقتصادي والتجاري في إطار البرنامج الوطني للإقلاع الاقتصادي، وقررت خلق منطقة الأنشطة الاقتصادية لآيت قمرة على مساحة تفوق 41 هكتارا، على بعد 16 كيلومترا من الحسيمة، قرب المدار المتوسطي بجانب أهم المحاور الطرقية التي تربط المنطقة بالعديد من الأقاليم، وتحديدا بتراب الجماعة القروية آيت قمرة، في موقع إستراتيجي قريب من ميناء الحسيمة ومن مطار الشريف الإدريسي.
وتشكل المنطقة الصناعية، دعامة أساسية لنجاح هذا المشروع الذي أعطى انطلاقة أشغال تهيئته، الملك محمد السادس، خلال زيارته لإقليم الحسيمة في يوليوز 2009 في إطار التوجيهات الملكية الرامية إلى الدفع باقتصاد المنطقة، في أفق جعلها قطبا للتنمية مندمجا في الاقتصاد الوطني، كما أكد ذلك جلالته في خطابه السامي الذي ألقاه يوم 25 مارس 2004 بالحسيمة، والذي بدأت معالم إرسائه تظهر على أرض الواقع من خلال إنجاز العديد من المشاريع والأوراش التنموية التي تعرفها المنطقة.
وتمت تهيئة هذا المشروع، الذي دشن شطره الأول (75 بقعة) صاحب الجلالة السبت 8 أكتوبر 2011 ، من قبل شركة ميد زيدأحد فروع صندوق الإيداع والتدبير للتنمية، بتكلفة إجمالية تفوق 170 مليون درهم، وذلك في إطار الميثاق الوطني للإقلاع الصناعي، سيما ما يتعلق منه ببلورة برنامج لإنجاز مناطق للأنشطة الاقتصادية وتأهيل المناطق الصناعية لضمان المواكبة والدعم اللوجيستيكي للمشاريع الاقتصادية التي ستنجز بالمنطقة استجابة لانتظارات المستثمرين والفاعلين الاقتصاديين، وهو ما حدا بالمركز الجهوي للاستثمار وبالتنسيق مع مصالح ولاية جهة تازة الحسيمة تاونات، ليبادر إلى إنجاز دراسات لخلق منطقة الأنشطة الاقتصادية بأيت قمرة ذات الاختصاصات المتعددة، والتي تشيد اعتمادا على الموارد الطبيعية والبشرية التي يزخر بها الإقليم لتضم مجموعة من القطاعات، منها قطاع الصناعة الغذائية، وقطاع تصنيع مواد البناء، وقطاع المهن التقليدية، والتجارة، وقطاع الخدمات، وذلك تحقيقا لأهداف أساسية، منها تثمين الموارد والمنتوجات المحلية، وتعزيز البنية التحتية للنسيج الاقتصادي إقليميا وجهويا، وخلق قطب لاحتضان الأنشطة المرتبطة بالصناعة والصناعة التقليدية والخدمات وتكنولوجيا المعلوميات.
كما تروم المنطقة نفسها، المساهمة في تعزيز القدرات التنافسية للمجال، وخلق رواج اقتصادي بجماعة آيت قمرة والجماعات القروية المجاورة، والمساهمة في تحسين المؤشرات الاقتصادية بالمنطقة وتطوير المنتوج المحلي، وكذا المساهمة في التخفيف من حدة المشاكل التي يعرفها المستثمرون في مجال العقار المعد للاستثمار عن طريق خلق فضاء ملائم لاحتضان مشاريعهم وفق المواصفات والمعايير المطلوبة، إضافة إلى التشجيع على خلق المقاولات وتوفير فرص الشغل، والاستجابة لانتظارات وتطلعات حاملي أفكار مشاريع، والمستثمرين والفاعلين الاقتصاديين وعموم السكان.
أشغال على قدم وساق
ينتظر من هذا الورش التنموي الهام أن يوفر ما يقارب 2000 منصب شغل قار ومباشر و1000 منصب شغل غير مباشر، ما يساعد على امتصاص نسبة من البطالة على مستوى الإقليم، ويجعل من هذا المشروع رافعة للتنمية المحلية.
واعتبارا للأهمية الاقتصادية والاجتماعية التي تكتسيها منطقة الأنشطة الاقتصادية لأيت قمرة، فقد شارك في إنجازها وتقديم الدعم التقني والمالي لها كل من شركة ميد زيد التابعة لصندوق الإيداع والتدبير، والدولة ممثلة في كل من وزارة الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، ووكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لعمالات وأقاليم الشمال، وولاية الجهة، ومجلس جهة تازة الحسيمة تاونات، والمجلس الإقليمي والمركز الجهوي للاستثمار للجهة نفسها. وتجري الأشغال على قدم وساق بالمنطقة ذاتها، من أجل تشييد وحدة صناعية لإنتاج المورطاديلا واللحوم المحضرة، ووحدة عصرية لإنتاج خبز خاص بمطاعم الوجبات السريعة، ووحدة لتخزين وتثمين وتسويق المنتوجات المجالية.
كما تنظر اللجنة التقنية في ملفات بعض الوحدات التي سيتم إحداثها بالمنطقة، على غرار وحدة لتسويق تجهيزات المرافق الصحية، ومستودع لبيع مواد البناء، ووحدة صناعية للأشغال الميكانيكية العامة للسيارات، ووحدة لوجيستيكية لبيع المنتوجات الغذائية، إضافة إلى إنجاز وحدة تجارية لتوزيع المشروبات الغازية.
الرياضة رافعة جديدة للتنمية
أضحى إقليم الحسيمة يمتلك بنيات تحتية رياضية مهمة، منذ توقيع اتفاقية بين العديد من القطاعات الحكومية، في مقدمتها وزارة الشباب والرياضة ووكالة تنمية الأقاليم الشمالية والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وشكلت 2009 انطلاقة حقيقية للعديد من المشاريع التنموية الرياضية بالحسيمة، بعدما كان يتوفر الإقليم فقط على القاعة المغطاة 3 مارس بالحسيمة والملعب البلدي وملاعب متربة بإمزورن وتارجيست، كانت لا تلبي حاجيات الممارسين.
ويبذل العديد من الفاعلين الجمعويين، والمكاتب المسيرة للجمعيات الرياضية بالحسيمة، مجهودات كبيرة لجعل الرياضة عموما، وكرة القدم خصوصا رافعة للتنمية البشرية.
وساهمت الرياضة على مستوى إقليم الحسيمة، في تكوين عشرات الأطفال من أبناء المنطقة، وأنجبت عددا من اللاعبين، لعبوا في صفوف فرق كبيرة على المستوى الوطني، كاللاعب عمار عابد وفؤاد المعكشاوي وسلمان ولد الحاج وعماد أومغار.
وأنجزت بإقليم الحسيمة العديد من القاعات المغطاة بإمزورن وبني بوعياش وتارجيست، ومركبات سوسيو رياضية وملاعب للقرب في مختلف الأحياء والمؤسسات التعليمية، وفي العديد من المناطق القروية، وحلبة مطاطية بآيت قمرة ومسبح مغطى بمنطقة ميرادور بالحسيمة، إضافة إلى ملعب لكرة القدم مكسو بعشب اصطناعي بإمزورن.
ويمثل فريق شباب الريف الحسيمي لكرة القدم جهة تازة الحسيمة تاونات، والمنطقة الشرقية في البطولة الوطنية الاحترافية، بينما يلعب فريق الرجاء الحسيمي في بطولة القسم الثاني هواة، وفرق المغرب الحسيمي والنادي الحسيمي في القسم الشرفي، في الوقت الذي تألق فريق شباب الريف الحسيمي لكرة السلة في مباريات البلاي أوف، وتمكن من كسب ورقة التأهل لنصف نهائي البطولة وكأس العرش.
واستطاع مسؤولو ومسيرو نواد رياضية بالحسيمة، تمثيل المنطقة على مستوى تدبير الشأن الكروي بجامعتي السلة وكرة القدم، إذ استطاع نور الدين البوشحاتي الرئيس المنتدب لفريق شباب الريف الحسيمي لكرة القدم، الحصول على مقعد ضمن المكتب المسير لجامعة كرة القدم، بتعيينه نائبا ثانيا لرئيس الجامعة فوزي لقجع، ورئيسا للجنة المنتخبات الوطنية، في حين ظفر مصطفى أوراش برأسة جامعة كرة السلة.
ويأمل المسؤولون الرياضيون بإقليم الحسيمة، أن تتحسن نتائج الأندية المحلية، بعد انطلاق سياسة التكوين لدى فريقي شباب الريف للسلة وكرة القدم، إذ تمت برمجة تكسية بعض ملاعب القرب وملعب ميرادور بالعشب الاصطناعي، فضلا عن تكسية ملعب ميمون العرصي بالعشب الطبيعي.
وأصبح فريق شباب الريف الحسيمي محتاجا أكثر من أي وقت مضى، إلى ملاعب إضافية تمكنه من استقطاب مزيد من الممارسين، وتوفر لهم الوسائل الكفيلة بتكوين في المستوى وفي ظروف أحسن.
ولم يكن صعود فريق شباب الريف الحسيمي إلى القسم الأول، منذ خمس سنوات انتصارا للرياضة فحسب، بل انتصارا للمنطقة التي عاشت ماضي المعاناة واجترت ويلات الإهمال لعقود من الزمن. وتوجد بالحسيمة العديد من ملاعب القرب بمختلف أحياء المدينة، وفي العديد من القرى التابعة للإقليم.
سيدي عابد... قطب عمراني من الجيل الجديد
العمران تتكلف بإنجازه على مساحة تقدر بحوالي 53 هكتارا
يعرف قطاع السكنى بجهة تازة الحسيمة تاونات تطورا كبيرا بمختلف مناطق أقاليم الحسيمة وتازة وتاونات وكرسيف.
واختارت شركة العمران العقارية الاستثمار في المجال ذاته، ووفرت عروضا متنوعة تستجيب لطموحات ومتطلبات مختلف الشرائح الاجتماعية بالجهة نفسها.
وساهمت شركة العمران فاس في خلق أقطاب عمرانية بالمدن التابعة لجهة تازة الحسيمة تاونات كرسيف. وعملت الشركة نفسها على مكافحة النقص في السكن الاجتماعي، والجمع بين السكن والأنشطة والمرافق والترفيه، وإنعاش المنهجية التشاركية للفاعلين، والانخراط في التنمية المستدامة.
وفي إطار توفير العرض السكني بالحسيمة، تقوم شركة العمران فاس بإنجاز القطب الحضري سيدي عابد، الذي يمتد على مساحة تقدر بحوالي 53 هكتارا، يوفق في مكوناته بين البنايات والإحداثيات والمساحات الخضراء، وذلك باستثمار إجمالي يبلغ 565 مليون درهم.
ويوفر المشروع سالف الذكر، حسب مصدر من الشركة ذاتها، 1000 سكن اجتماعي و316 قطعة أرضية مخصصة لبناء وتشييد عمارات وفيلات، إضافة إلى 23 قطعة أرضية للبنايات والتجهيزات السوسيو ثقافية والاقتصادية والرياضية.
ويأتي مشروع القطب العمراني لسيدي عابد بالحسيمة لتوفير سكن مناسب لعموم المواطنين والشرائح الاجتماعية، رغبة منه في خلق اندماج وتلاحم قوي بين كل مكونات المجتمع.
وبكرسيف، وفي إطار برنامج مدن بدون صفيح، عملت شركة العمران على تشييد العديد من الشقق، لفائدة آلاف الأسر القاطنة بأحياء الصفيح بالمدينة، وذلك توخيا من الشركة نفسها، لإعادة إيواء هذه الأسر بشكل يضمن لها الاستقرار والكرامة، وتبلغ التكلفة الإجمالية لهذا المشروع 1661 مليون درهم.
كما تساهم المؤسسة نفسها في خلق قطب عمراني حضري بالمدينة نفسها، يمتد على مساحة تبلغ 400 هكتار، وذلك لتحقيق نوع من التوازن بين العرض والطلب.
ورغبة منها في الاستجابة لتطلعات ورغبات المستثمرين، عمدت الشركة ذاتها، إلى تشييد قطب صناعي، الهدف منه خلق فضاء مناسب لإقامة مشاريع صناعية، ستوضع رهن إشارة الفاعلين الاقتصاديين، تروم التخفيف من حدة البطالة والمساهمة في إنعاش الشغل بالمنطقة.
وتستفيد مدينة تازة على غرار مدن الجهة، من البرنامج الإستراتيجي الوطني للتنمية الحضرية. وتعتبر شركة العمران أول مستثمر بالمنطقة، وستنجز في هذا الإطار مشاريع عقارية بالمدينة وكذا بمناطق وادي أمليل وتاهلة وأكنول. ويبلغ حجم الاستثمارات المخصصة لهذا المشروع 50 مليون درهم.
ورغبة منها في تشييد أقطاب عمرانية بالجهة، لتخفيف الضغط على التجمعات السكنية، وتوفير فضاءات مناسبة للسكن، مزودة بالبنيات التحتية الأساسية، تستجيب لحاجيات مختلف الفئات الاجتماعية في مجال سكن الأسر، برمجت شركة العمران بإقليم تاونات مجموعة من المشاريع تندرج في إطار مشاريع السكن الاجتماعي، وذلك في مدن تاونات وتيسة وغفساي والقرية، كما برمجت وبشراكة مع جماعتي بني وليد ومكانسة، مشاريع سكنية تستجيب لتطلعات السكان، وتلبي حاجياتهم، وتستجيب كذلك لقدرتهم الشرائية.
وأكد مصدر من الشركة أنها تسعى دائما من خلال مشاريعها المنجزة أو التي في طور الإنجاز، إلى توفير سكن مندمج يحترم المواصفات التقنية والبيئية المعترف بها، مضيفا أن الشركة تقدم عروضا متنوعة وموزعة على مختلف مناطق الجهة، وعبر تقديم عروض مختلفة من بقع أرضية مجهزة وشقق لمتوسطي الدخل وفيلات، إلى جانب مساهمتها في القضاء على أحياء الصفيح.
ارتفاع ملفات الاستثمار
المركز الجهوي للاستثمار وضع شباكا وحيدا رهن إشارة المقاولين
ارتفعت خلال السنة الماضية، بنسبة مهمة ملفات الاستثمار في مجالات عدة بجهة تازة الحسيمة تاونات، إذ أن المعطيات تؤكد أن المركز الجهوي للاستثمار، سجل ارتفاعا، فيما يتعلق بمؤشر الاستثمار، ما يعطي الانطباع بالأفق الجديد للمدينة. وبلغ عدد المشاريع الاستثمارية والمقاولات المحدثة بها، التي حظيت بالموافقة سنة 2014 حسب مصدر من المركز الجهوي 94 مشروعا، ما سيسمح بخلق ما يقارب 2837 منصب شغل، بقيمة مالية بلغت 681 مليونا و91 ألف درهم. وبخصوص التوزيع العددي للمشاريع التي حظيت بالموافقة، حسب القطاعات، فإن قطاعي الصناعة والصناعة الغذائية، يحتلان على التوالي الرتبة الأولى والثانية، بـ26 و22 مشروعا، الشيء الذي يؤكد أهميتهما في النسيج الاقتصادي للمنطقة.
أما المقاولات المحدثة برسم السنة نفسها على صعيد الجهة، والتي أشرف المركز الجهوي للاستثمار على الإجراءات الإدارية المتعلقة بإحداثها، فقد بلغ عددها 1280 مقاولة برأسمال إجمالي يفوق 336 مليون درهم، والتي ينتظر منها أن تشغل 2361 شخصا، موزعة مابين 1023 مقاولة فردية و 257 شركة، والمصنفة قطاعيا مابين 682 مقاولة بقطاع التجارة، و 267 مقاولة بقطاع الخدمات، و163 مقاولة بقطاع البناء والأشغال العمومية، و77 مقاولة بقطاع الصناعة، و41 مقاولة بكل من قطاع السياحة وقطاع الصناعة، و7 مقاولات بقطاع الفلاحة والصيد البحري ومقاولتين بقطاع الطاقة والمعادن.
وفي ما يتعلق بالشهادات السلبية التي منحت خلال 2014 فقد بلغ عددها 600 شهادة، منها 149 بالنسبة للأشخاص الذاتيين و 453 شهادة بالنسبة إلى الأشخاص المعنويين.
وحظي قطاع الخدمات بالنصيب الأكبر، إذ بلغ عدد الشهادات 190 شهادة سلبية، والبناء والأشغال العمومية 177 شهادة، والتجارة 140 شهادة، فيما بلغ عدد الشهادات المسلمة لقطاع الصناعة والسياحة والفلاحة والصيد البحري والطاقة والمعادن، على التوالي 48 و29 و14 و4 شهادات.
وحظي إقليم الحسيمة بـ 28 مشروعا وتازة بالعدد نفسه، وتاونات ب21 مشروعا وكرسيف ب17 مشروعا.
وسبق للمركز الجهوي للاستثمار بجهة تازة الحسيمة، أن حصل في سنة 2013 على شهادة الجودة إيزو 9001 عن النظام الذي يعتمده في تدبير الجودة.
وتتمحور سياسة الجودة لدى المركز نفسه، حول تقديم خدمات جيدة للمرتفقين، وتلبية حاجياتهم، وتجويد فعالية نظام تدبير الجودة، إلى جانب تنمية وتطوير الموارد البشرية.
وأبرز مصدر من المركز الجهوي للاستثمار بالحسيمة، أن ثقة المستثمرين في مختلف مكونات المنظومة الاقتصادية سيما بالحسيمة، ينبع من سهولة الولوج إلى عوامل الإنتاج، ووجود بنية تحتية ملائمة وتتطور باستمرار، والموقع الإستراتيجي المتميز والمؤهلات الطبيعية والبشرية التي تزخر بها المنطقة، والمعالجة الكافية لكل المشاريع الاستثمارية لضمان نجاحها والتي يسهر عليها والي الجهة عامل إقليم الحسيمة، في مواكبة لعمل المركز الجهوي للاستثمار.
ويطمح المركز الجهوي للاستثمار إلى الاستمرار في جعل جهة تازة الحسيمة تاونات كرسيف قطبا حقيقيا وقادرا على جلب الاستثمار، ومواصلة المجهودات للتعريف بالمؤهلات الاقتصادية والاستثمارية للجهة، وما توفره من بنية تحتية وتحفيزات للراغبين في استثمار رؤوس الأموال في مشاريع حقيقية ولها مردودية.
وتستهوي المؤهلات الاقتصادية والطبيعية للحسيمة العديد من المستثمرين، وتسترعي اهتمام العديد من حاملي أفكار المشاريع من المغاربة والأجانب، وهذا المعطى التحفيزي ما هو إلا ثمرة للبرنامج التنموي الطموح الذي باشرته فعاليات إقليم الحسيمة منذ عشر سنوات بغية تحسين وتعزيز جاذبية المنطقة.
ويزخر إقليم الحسيمة بالعديد من الامتيازات من حيث المؤهلات الطبيعية والبنيات التحتية عالية الجودة، والتي جعلت منه أرضا لاستقبال واستقطاب حاملي أفكار المشاريع. وساعد إشراك المستثمرين الخواص في السنوات الأخيرة، في تطوير وتأهيل العرض الخدماتي بإقليم الحسيمة وتأهيله، سيما ما يتعلق بتحديث التوزيع.
تشجيع المقاولين الخواص
يعد المركز الجهوي للاستثمار أحسن طريق لإنجاز المشاريع بمختلف تراب الجهة، نظرا لمساهمته بالخصوص في التنمية الاقتصادية للجهة عبر تشجيعه لاستثمار المقاولين الخواص، لأنه يبقى كفيلا بخلق قيمة مضافة، وتوفير فرص شغل لآلاف الشباب من أبناء الجهة وخارجها، فضلا عن تبسيطه للمساطر الإدارية رغبة من مسؤوليه في تعزيز دينامية حقيقية لخلق وإنشاء المقاولات.
ووضع المركز الجهوي شباكا وحيدا رهن إشارة المقاولين رغبة من مسؤوليه في دعم الاستثمار وتشجيع المقاولين على إنجاز مشاريع حقيقية تدر أرباحا على حامليها، عبر التعريف بمؤهلات وإمكانيات وجاذبية مختلف المناطق الصناعية بالجهة، وتنزيل مختلف السياسات القطاعية على المستوى الجهوي.
موسم الجلبان يخلق رواجا اقتصاديا
المساحات المزروعة بهذا المنتوج تصل إلى 2752 هكتارا
تنظم جمعية حركة الأيادي الخضراء بالحسيمة سنويا، في الفترة بين 10 أبريل و12 منه، مهرجان موسم الجلبان بمنطقة الأنشطة الاقتصادية بآيت قمرة بإقليم الحسيمة.
ويسعى المنظمون إلى تثمين هذا المنتوج المحلي، الذي يتم جني محصوله خلال مارس وأبريل، ويخلق رواجا تجاريا كبيرا بالمنطقة، حيث عادة ما يتم تصديره إلى معظم مدن الشمال المغربي كتطوان وطنجة والناظور ووجدة.
يتميز منتوج الريف من الجلبان عموما بجودته العالية وحلاوته وطراوته، حيث يسجل تهافت المتبضعين على شرائه، رغم ارتفاع ثمنه نسبيا، مقارنة مع أنواع الجلبان الأخرى التي يتم جلبها من مدن داخلية، لبيعها في الأسواق بالريف خاصة.
ويرافق مهرجان موسم الجلبان عادة، تنظيم احتفالات شعبية بأماكن إنتاج الجلبان بآيت قمرة، تتخللها منتديات اقتصادية واجتماعية. كما يتم خلال أيام المهرجان تنظيم تويزةفي جني محصول الجلبان، لفائدة فلاحي المنطقة، إضافة إلى العديد من الأنشطة الرياضية، كتنظيم كرنفال الجلبان.
وحسب المديرية الجهوية للفلاحة بالحسيمة، فإن الجلبان يعتبر من المنتوجات الفلاحية المجالية التي يتميز بها إقليم الحسيمة عموما، وتتم زراعته عموما بخمس جماعات قروية بإقليم الحسيمة، وهي إزمورن، وآيت قمرة، وبني عبد الله، والرواضي، واسنادة، في نهاية دجنبر من كل سنة، ليتم جني المحصول نهاية مارس، حيث تتطلب هذه الزراعة كمية كافية من الأمطار، وقد يؤدي تأخرها أو قلتها إلى فساد المحصول بأكمله.
وتكمن الأهمية التي أصبح يكتسيها هذا النشاط الزراعي في المنطقة، التي تعرف هشاشة بنياتها الفلاحية، بسبب طبيعتها الجبلية، وانحسار الأراضي السهلية، في خلقه لدينامية اقتصادية بكل الجماعات القروية المذكورة، التي تتميز بهشاشتها الاقتصادية والاجتماعية، كما تخلق هذه الزراعة العديد من فرص الشغل، سواء في العالم القروي أو الحضري، حيث موسم الحج إلى أراضي الجلبانللعمل في جني المحصول قد تدر على العامل الفلاحي قيمة أجرية مقدارها 150 درهما يوميا أو أكثر حيث الأجر يتوقف على كمية المحصول التي يجنيها كل عامل.
كما تخلق هذه الزراعة التسويقية الوحيدة التي تعرفها منطقة الريف عموما إلى جانب الصبار، واللوز، العديد من فرص الشغل للنساء القرويات، اللواتي تمكنهن هذه الزراعة من تحصيل دخل لهن للاستعانة به على تكاليف الحياة. وتروي إحدى النساء العاملات بحقول الجلبان، أن عملها في جني الجلبان، يوفر الملبس لأبنائها الخمسة، علاوة على مساعدتها لرب الأسرة في مصاريف المعيشة المرتفعة. وأكد العديد من الفلاحين أن محصول مادة الجلبان لهذا الموسم سيكون جيدا مقارنة مع السنوات الماضية. وأوضح مصدر من المديرية الفلاحية للحسيمة، أن وزارة الفلاحة وعبر مخططها الإقليمي تعمل على توفير البنيات اللازمة لتجشيع وتثمين المنتجات الفلاحية المحلية، وذلك من خلال إعداد دراسة تشخيصية لمنتوج الجلبان، للوصول إلى ترميزه ووضع علامة تجارية خاصة به، انطلاقا من دراسة كل التفاصيل المتعلقة بإنتاجه، خاصة التسويق والمجال، والمتدخلين والسوق والوسطاء والمدن التي يباع فيها، ما سيمكن من توفير مختلف المستلزمات الضرورية لتثمين وتشجيع هذا المنتوج الفلاحي المتميز، من خلال وقف انهيار أثمانه أثناء فترة العرض الكبيرة، وكذلك الحفاظ على قيمته عبر التحكم في العرض والطلب، لتشجيع الفلاحين على الإنتاج، ولوضع حد للمضاربات والاحتكار اللذين عادة ما يدفعان الفلاحين أثناء ازدهار المنتوج للتخلص منه بأبخس الأثمان، لتفادي كساده.
وتعمل وزارة الفلاحة على بناء وحدتين للتخزين والتبريد، بمنطقة الأنشطة الاقتصادية والصناعية بآيت قمرة، تسع كل واحدة منهما لـ 168 طنا، وستمكن هذه الوضعية الجديدة الفلاحين من التحكم في منتوجهم، وكذلك في ثمنه، ومن المنتظر أن تنتهي الأشغال بهاتين الوحدتين قبل انصرام السنة الحالية.
ويعتبر الجلبانمنتوجا زراعيا يمكن جنيه 3 أو 4 مرات، وحسب المديرية الجهوية للفلاحة بالحسيمة، فإن المساحات المزروعة بالجلبان بإقليم الحسيمة، تصل 2752 هكتارا، موزعة على خمس جماعات قروية تم ذكرها سابقا، حيث يتم إنتاج خلال الموسم الجيد 6 أطنان من الجلبان في الهكتار الواحد، وأضاف المصدر ذاته أن هذه الزراعة عرفت تطورا ملحوظا، وتوسعا في مساحتها المزروعة، وانتقلت بذلك من 1360 هكتارا سنتي 2011 – 2012، إلى 2752 هكتارا خلال الموسم الفلاحي الحالي، مسجلة بذلك ارتفاعا مهما في الإنتاج.
السياحة… قاطرة التنمية بجوهرة المتوسط
المجلس الجهوي يخطط لرفع القدرة الإيوائية للمؤسسات الفندقية المصنفة
يشهد القطاع السياحي بالحسيمة، تطورا مهما بفضل البنيات التحتية التي أصبح يتوفر عليها. وتعرف المدينة حالة من الرواج، في ظل الإقبال المتزايد للمغاربة والأجانب، ما انعكس إيجابا على القطاع السياحي بالمدينة. وتصبح الحسيمة خلال كل صيف، قبلة للزوار والسياح من داخل المغرب وخارجه لما تمتاز به من جو معتدل وهادئ، ولما توفره لهؤلاء من متعة الاستجمام عبر حوالي 30 شاطئا، من أهمها شاطئ كيمادو وصفيحة وكالابونيتا و كالايريس وتلايوسف وبومهدي ، وشواطئ أخرى لا تقل أهمية.
تساهم المهرجانات والأنشطة الكبرى المبرمجة خلال فترة الصيف في جلب الزوار من كل حدب وصوب. كما تساهم الشقق المفروشة في توفير شروط التخييم. وتختلف أسعار الكراء حسب الموقع والقرب من البحر ونوعية البنايات. وتعرف المؤسسات السياحية والمآوي، بالإضافة إلى الشقق المفروشة، انتعاشا في فصل الصيف، حيث يزداد الطلب والإقبال عليها.
وساهم الطريق الساحلي الممتد من الناظور إلى طنجة والمحطة البحرية بميناء الحسيمة ومطار الشريف الإدريسي بالسواني، في رفع نسبة إقبال السياح على المدينة في الفترة الممتدة مابين يونيو وغشت من كل سنة.
وأكد العديد من المهنيين أن إقليم الحسيمة يتوفر على العديد من المؤهلات السياحية، التي تجعل منه منطقة جذب سياحي، إذا ما تم استغلالها استغلالا إيجابيا، وتسويق صورة الحسيمة بالشكل المطلوب سواء من طرف المؤسسات المنتخبة أو الوزارة الوصية على القطاع، أو الإعلام باعتباره شريكا أساسيا في إبراز مؤهلات المنطقة.
ويعمل المجلس الجهوي للسياحة الذي أحدث سنة 2013، بتشاور مع المكتب الوطني المغربي للسياحة، على وضع أدوات للتواصل، تمكنه من تطوير العرض الحالي الخاص بالإيواء والترفيه والإطعام. كما يسعى إلى تثمين التراث الثقافي والتاريخي والطبيعي للحسيمة.
ويعمل المجلس نفسه، على مصاحبة المستثمرين الصغار والمتوسطين وتحفيزهم على المساهمة في الرفع من القدرة الإيوائية للمؤسسات الفندقية المصنفة. ويتوفر المجلس على مخطط عمل يندرج كله ضمن استمرارية الأهداف المشار إليها، برؤية 2020 للسياحة.
وتتوفر الحسيمة على مؤهلات طبيعية وتاريخية وثقافية متنوعة ومتكاملة، تجعل منها بحق قطبا سياحيا مهما، إذ تتوفر على العديد من المؤسسات الفندقية المصنفة، بلغ عددها 19 وحدة، و5 إقامات سياحية، إضافة إلى شريط ساحلي يمتد على أزيد من 70 كيلومترا وسلسلة من الجبال ومجال غابوي ومنتزه وطني، يتوفر على العديد من الطيور النادرة.
وتشكل غابات الأرز والصنوبر بإساكن وكتامة وحريرث وثقيث منتجعات رائعة، وتعد من أهم الخصوصيات، ومصدر جمالية الإقليم، إلى جانب مواقع تاريخية كبادس وقلعة طوريس ومسجد آدوز، ما يتيح للمنطقة تنمية عدد من المنتوجات السياحية، خاصة السياحة الشاطئية والقروية والإيكولوجية.
وتم اختيار خليج الحسيمةيوم 8 مارس من السنة الماضية، من بين أجمل خلجان العالم، بعد قبول ترشيحه بالأغلبية للانضمام إلى نادي أجمل خلجان العالم. ويعلق مهنيو السياحة بالمنطقة آمالهم على التعبئة وروح المبادرة على مستوى الأسواق الرئيسية المزودة، وتأهيل حقيقي للمنتوج على أمل إنعاش قطاع إستراتيجي للتنمية الجهوية وابتكار أساليب جديدة، خاصة السياحة الخدماتية ودولية وإعطاء السياحة القروية والجبلية حقها في الاهتمام جهويا ووطنيا.
وأكد مصدر من المجلس الجهوي للسياحة، أن الأخير سيطلق خطة تسويقية، وذلك عبر الوجود في أهم المعارض والملتقيات السياحية الدولية ذات الشهرة العالمية، وخطة تأهيلية للقطاع تتوخى تحديث بعض بنيات الاستقبال وتأهيل العنصر البشري.
وأهم ما تتوفر عليه الحسيمة، هو تلك الواجهة البحرية المتميزة، بالإضافة إلى موقعها الجغرافي الذي يجعلها مركزا للعديد من المدن التي تعرف رواجا سياحيا، إذ تتوسط المدينة مدن الناظور وتطوان ووجدة وفاس، وهو ما يجعلها منطقة مؤهلة لأن تلعب دورا سياحيا رائدا.
كما تتوفر العديد من المناطق القروية وشبه القروية القريبة من الحسيمة، على مواقع سياحية، وهو ما يتطلب التفكير في خلق خط سياحي، ينطلق مثلا من تازة حيث مغارة فريواطو والجامع الكبير وباب بودير، نحو تاونات، إذ توجد العديد من القصبات مرورا بكتامة لزيارة جبل تدغين وانتهاء بالحسيمة.
ويلعب الموقع الإستراتيجي للحسيمة دورا هاما في استقطاب صنف معين من السياح الذين يتوافدون على المدينة، في فصل الصيف، وهم أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج المتحدرين من المنطقة نفسها ومن مناطق أخرى، والذين يعدون بعشرات المئات، حيث مشهد عبور السيارات المرقمة في مختلف الدول الأوربية لشوارع المدينة، أمرا لافتا للانتباه، خاصة خلال يوليوز وغشت.
وأشاد العديد من المهنيين بالحسيمة بالمبادرات الملكية، مؤكدين أن الملك محمد السادس يولي اهتماما كبيرا للقطاع السياحي بالمنطقة في أفق النهوض به وتطويره، وتحويل الحسيمة إلى منطقة جذب سياحي، خصوصا في ظل العديد من المشاريع الكبرى التي يعرفها الإقليم، منها مشروع تثنية الطريق الرابط بين الحسيمة وتازة عبر قاسيطة.
مدينة للإقامة السياحية
اعتبر المهنيون أن المستقبل السياحي لإقليم الحسيمة، يبعث على الأمل، بالنظر إلى البرنامج الجهوي للتنمية السياحية للمنطقة. ويبذل المجلس الجهوي للسياحة قصارى جهوده لتحقيق المأمول في هذا القطاع، إذ يعمل على تسويق صورة الحسيمة بالشكل المطلوب وإبراز مؤهلاتها. وبات استغلال التقطيع الجهوي الجديد الذي ألحق إقليم الحسيمة بجهة طنجة تطوان سياسيا أمرا ضروريا، من خلال مسار سياحي ينطلق من طنجة مرورا بالقصر الصغير والفنيدق والمضيق والرأس الأسود ومارتيل ووادي لاو وانتهاء بالحسيمة التي صارت مدينة للإقامة السياحية. ولوحظ ارتفاع ملحوظ في عدد السياح القادمين من مختلف مدن المملكة، أومن البلدان الأجنبية والعربية، وفي عدد المبيتات بالوحدات الفندقية الموجودة بها، مما يؤشر على أن مستقبل القطاع السياحي يبقى واعدا، في حال أجرأة العديد من القرارات التي تصب في مصلحة القطاع.
وعرف عدد المبيتات السياحية بالمدينة خلال السنة الماضية ارتفاعا ملحوظا، بلغ 51 ألفا و300 ليلة، وبلغ عدد السياح الوافدين على المدينة في الفترة نفسها 31 ألفا و294 وافدا.
الثقافة تنعش الحركة الاقتصادية
المهرجان المتوسطي موعد سنوي يعزز جاذبية المدينة
تحتضن الحسيمة بعض المهرجانات التي باتت تضمن لها إشعاعا محليا وجهويا ووطنيا. وتشكل الأنشطة الثقافية والفنية المنظمة من قبل جمعيات المجتمع المدني بالحسيمة، خاصة ذات الاهتمام بالمسرح والموسيقى والتشكيل والسينما، واحدة من أهم المصادر التي تعتمدها السياحة بالمنطقة، إذ تجعل هذه المهرجانات الحسيمة، ضمن المناطق التي يمكنها أن تجلب سياحا طيلة السنة.
ويعتبر المهرجان المتوسطي موعدا سنويا، دأبت على تنظيمه جمعية الريف للتنمية والتضامن أريد بتدخل العديد من الشركاء والفاعلين. ويستقطب المهرجان الذي ينظم عادة غشت من كل موسم صيف، عددا كبيرا من المتفرجين، بالنظر إلى تنوع فقراته، إذ يستضيف المهرجان ألوانا غنائية مختلفة.
ويشكل المهرجان فرصة سانحة ومناسبة مهمة لتثمين ثقافة الريف، وتراثها المتنوع. ويعتبر المهرجان المتوسطي واحدا من أهم المحطات الإبداعية الفنية ومشهدا من الثقافة المتنوعة، ويهدف إلى نشر قيم التسامح والاختلاف والحداثة والتعايش، وتعزيز جاذبية الحسيمة السياحية، وتنشيط فضاءاتها ثقافيا واقتصاديا، ما يتيح الفرصة لزوارها وسكانها لإعادة اكتشاف الثقافة المتوسطية، ويستفيد مجموعة من الأطفال وشباب المنطقة من أنشطة رياضية وعروض مسرحية ومعارض تشكيلية تقام خلال مدة انعقاد المهرجان.
من جهته، يحقق مهرجان النكور المتوسطي للمسرح الذي تنظمه جمعية ثفسوين للمسرح الأمازيغي، الاستمرارية رغم بعض العوائق، إلا أنه بقي مع ذلك قادرا على أن يكون في الموعد السنوي، وأن يخلق جمهورا خاصا له من داخل المغرب وخارجه.
ويساهم المهرجان الأمازيغي بدوره في إنعاش القطاع السياحي وحفظ الذاكرة الحضرية للمنطقة في كل تجلياتها المختلفة. وتسعى المهرجانات لإبراز المؤهلات والخصوصيات التاريخية والحضارية للمنطقة نفسها والتعريف بها للنهوض بالتنمية الشاملة والمندمجة.
وتمكنت المهرجانات المنظمة بالحسيمة خلال فصل الصيف، من بلوغ أهدافها الأساسية التي هي فضلا عن إمتاع الجماهير بأطباق غنائية متنوعة، خلق حركة اقتصادية مرتبطة به على مستوى تنشيط الخدمات بكل من الحسيمة وإمزورن وبني بوعياش.
وتصل نسبة ملء الفنادق بالحسيمة أيام المهرجانات 100 في المائة، ويجد زوار المدينة صعوبة في إيجاد غرف شاغرة، كما تنعكس المهرجانات على حركة المرور التي تشهد ازدحاما كبيرا، يتجند له أمنيون لتيسيرها، خاصة وسط الحسيمة.
وتجلب المهرجانات الصيفية آلاف المتتبعين والمتفرجين بحكم أنها تنظم في مسرح الهواء الطلق، ما يجعلها مفتوحة في وجه العموم، كما تجلب السياح وزوار المنطقة الموجودين بها خلال الفترة نفسها. ورغم ذلك، تبقى هذه المهرجانات التي تعرفها المنطقة محدودة، ويمكن استثمارها في التنمية السياحية والتنشيط الثقافي والفني القادر على إخراج المنطقة من موسميتها السياحية المرتكزة على الصيف والشواطئ فقط.
وتعيش الحسيمة خلال تنظيم هذه المهرجانات على إيقاع أنشطة رياضية وترفيه وفن وتحديات مختلفة، يستفيد منها الكبار والصغار والنساء والرجال. وهي مناسبة لتلاقح الثقافات وللقاء السكان الأصليين بزوارهم ورواد المدينة في الفترة الصيفية، حيث تجمع آلاف الزوار، وتصبح عامل استقطاب ورافدا سياحيا للمدينة.
تحتضن الحسيمة بعض المهرجانات التي باتت تضمن لها إشعاعا محليا وجهويا ووطنيا. وتشكل الأنشطة الثقافية والفنية المنظمة من قبل جمعيات المجتمع المدني بالحسيمة، خاصة ذات الاهتمام بالمسرح والموسيقى والتشكيل والسينما، واحدة من أهم المصادر التي تعتمدها السياحة بالمنطقة، إذ تجعل هذه المهرجانات الحسيمة، ضمن المناطق التي يمكنها أن تجلب سياحا طيلة السنة.
ويعتبر المهرجان المتوسطي موعدا سنويا، دأبت على تنظيمه جمعية الريف للتنمية والتضامن أريد بتدخل العديد من الشركاء والفاعلين. ويستقطب المهرجان الذي ينظم عادة غشت من كل موسم صيف، عددا كبيرا من المتفرجين، بالنظر إلى تنوع فقراته، إذ يستضيف المهرجان ألوانا غنائية مختلفة.
ويشكل المهرجان فرصة سانحة ومناسبة مهمة لتثمين ثقافة الريف، وتراثها المتنوع. ويعتبر المهرجان المتوسطي واحدا من أهم المحطات الإبداعية الفنية ومشهدا من الثقافة المتنوعة، ويهدف إلى نشر قيم التسامح والاختلاف والحداثة والتعايش، وتعزيز جاذبية الحسيمة السياحية، وتنشيط فضاءاتها ثقافيا واقتصاديا، ما يتيح الفرصة لزوارها وسكانها لإعادة اكتشاف الثقافة المتوسطية، ويستفيد مجموعة من الأطفال وشباب المنطقة من أنشطة رياضية وعروض مسرحية ومعارض تشكيلية تقام خلال مدة انعقاد المهرجان.
من جهته، يحقق مهرجان النكور المتوسطي للمسرح الذي تنظمه جمعية ثفسوين للمسرح الأمازيغي، الاستمرارية رغم بعض العوائق، إلا أنه بقي مع ذلك قادرا على أن يكون في الموعد السنوي، وأن يخلق جمهورا خاصا له من داخل المغرب وخارجه.
ويساهم المهرجان الأمازيغي بدوره في إنعاش القطاع السياحي وحفظ الذاكرة الحضرية للمنطقة في كل تجلياتها المختلفة. وتسعى المهرجانات لإبراز المؤهلات والخصوصيات التاريخية والحضارية للمنطقة نفسها والتعريف بها للنهوض بالتنمية الشاملة والمندمجة.
وتمكنت المهرجانات المنظمة بالحسيمة خلال فصل الصيف، من بلوغ أهدافها الأساسية التي هي فضلا عن إمتاع الجماهير بأطباق غنائية متنوعة، خلق حركة اقتصادية مرتبطة به على مستوى تنشيط الخدمات بكل من الحسيمة وإمزورن وبني بوعياش.
وتصل نسبة ملء الفنادق بالحسيمة أيام المهرجانات 100 في المائة، ويجد زوار المدينة صعوبة في إيجاد غرف شاغرة، كما تنعكس المهرجانات على حركة المرور التي تشهد ازدحاما كبيرا، يتجند له أمنيون لتيسيرها، خاصة وسط الحسيمة.
وتجلب المهرجانات الصيفية آلاف المتتبعين والمتفرجين بحكم أنها تنظم في مسرح الهواء الطلق، ما يجعلها مفتوحة في وجه العموم، كما تجلب السياح وزوار المنطقة الموجودين بها خلال الفترة نفسها. ورغم ذلك، تبقى هذه المهرجانات التي تعرفها المنطقة محدودة، ويمكن استثمارها في التنمية السياحية والتنشيط الثقافي والفني القادر على إخراج المنطقة من موسميتها السياحية المرتكزة على الصيف والشواطئ فقط.
وتعيش الحسيمة خلال تنظيم هذه المهرجانات على إيقاع أنشطة رياضية وترفيه وفن وتحديات مختلفة، يستفيد منها الكبار والصغار والنساء والرجال. وهي مناسبة لتلاقح الثقافات وللقاء السكان الأصليين بزوارهم ورواد المدينة في الفترة الصيفية، حيث تجمع آلاف الزوار، وتصبح عامل استقطاب ورافدا سياحيا للمدينة.
شق الطرق والمسالك وكهربة القرى ودعم مشاريع التشغيل الذاتي
حققت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم الحسيمة نتائج مهمة، في دعم الأنشطة المدرة للدخل والولوج إلى التجهيزات والخدمات الاجتماعية الأساسية والتنشيط الثقافي والرياضي، وهو ما يعكس ارتفاع عدد الملفات المودعة لدى اللجنة الإقليمية للمبادرة من قبل مجموعة من الشركاء. ونفذت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية خلال الفترة الممتدة بين 2011 و2013 ، ما مجموعه 166 مشروعا، تخص محاربة الفقر بالمجال القروي ومحاربة الإقصاء الاجتماعي بالمجال الحضري ومحاربة الهشاشة والبرنامج الأفقي، بتكلفة إجمالية ناهزت 138 مليونا و77 ألف درهم، ساهم فيها برنامج المبادرة بغلاف مالي قدره 64 مليونا و166 ألفا و784 درهما، وشملت المشاريع المبرمجة 81 ألفا و867 مستفيدا.
ففي ما يتعلق بدعم الولوج إلى التجهيزات والخدمات الاجتماعية الأساسية، فقد تم فتح وتهيئة المسالك القروية ومنشآت العبور، واقتناء سيارات للإسعاف، وتجهيز وتنشيط فضاءات التنشيط الاجتماعي النسائي. وبلغ عدد المشاريع المنجزة بخصوص الأنشطة المدرة للدخل، 27 مشروعا بتكلفة إجمالية ناهزت 7 ملايين و206 دراهم، وهمت دعم الشباب العاطل عبر توفير فرص للتشغيل الذاتي في مجال تكوين وإدماج وتهيئة الأحواض السقوية الصغرى.
ومن أجل تحسين عملية الولوج للتجهيزات التحتية الرياضية الأساسية، ودعم عمليات التنشيط الاجتماعي والثقافي والرياضي لفائدة الشباب، تم إحداث وتجهيز وتهيئة ملعبين للقرب، ومركب سوسيو رياضي للقرب بالجماعة الحضرية بني بوعياش، واقتناء حافلتين للنقل الرياضي، وبناء دار للشباب وملعب رياضي للقرب بمركز سيدي بوعفيف.
كما شمل تدخل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في المجال الحضري، اقتناء 50 دراجة نارية ثلاثية العجلات، لفائدة باعة الخضر والفواكه والأسماك ببلديتي الحسيمة وإمزورن، وإحداث 4 أكشاك لتجارة القرب لفائدة الشباب العاطل بحي كالابونيطا بالحسيمة، وفضاءات للتجارة التضامنية المنصفة وتجارة الأثاث المنزلية وكذا لتسويق الدواجن.
وكانت المبادرة الوطنية حاضرة في صلب الولوج إلى التجهيزات الصحية واقتناء تجهيزات طبية وشبه طبية لفائدة المستشفى الإقليمي للحسيمة، من خلال اقتناء جهاز سكانير وآلة لقياس البصر، وتنفيذ برنامج إقليمي لمعالجة الأسنان وتصحيح البصر لدى التلاميذ المتمدرسين بالمجالين الحضري والقروي بالإقليم، بتكلفة مالية قدرها 6 ملايين درهم، وبلغ عدد المستفيدين 20 ألفا.