المزيد من الأخبار






الطريق الوطنية رقم 16 العابر لمنطقة "أيَلْمَام" بجماعة أركمان.. طريق تكاد لا تجف منه الدماء


الطريق الوطنية رقم 16 العابر لمنطقة "أيَلْمَام" بجماعة أركمان.. طريق تكاد لا تجف منه الدماء
محمد بوتخريط - هولندا

لم تدم فرحة سكان مداشر منطقة "أيلمام" التابع للمجال الترابي لقرية أركمان من تهيئة واصلاح وتوسيع الطريق الساحلي الوطني رقم 16 كثيرا، إذ سرعان ما تحول الحلم الذي راودهم لعقود بتوديع سنوات العزلة والمعاناة إلى كابوس يتمنون اليوم أن ينتهي بسبب الحوادث التي يعرفها ذات الطريق رغم انه يعتبر الشريان الموصل لمناطق السعيدية وبركان ووجدة انطلاقا من الناظور او مرورا منه او بقرية اركمان ورأس الماء (قابو ياوا).

ويجمع الكثير من سكان المناطق القريبة من ذات الطريق على انه يشكل خطرا كبيرا على أرواح المواطنين لعدم وجود وسائل للسلامة المرورية على امتداد طوله، واصبح بالتالي لا يُذكر اسمه حتى يتبادر الى الأذهان مسلسل الحوادث الأليم الذي تعيشه المناطق المجاورة له خاصة منها منطقة أيلمام على مستوى جماعة أركمان، فكم من طفل يتيم وكم من أرملة بل كم من أسرة ذهبت بأكملها ضحية هذه الطريق التي تشهد حوادث دامية مميتة تكاد تكون يومية. آخرها وليس آخرها، "طفلة في العاشرة من عمرها لفظت أنفاسها الأخيرة في الاسابيع القليلة الماضية بعد أن صدمتها سيارة أجرة من الصنف الكبير كان صاحبها يقودها بسرعة على مستوى الطريق الوطني رقم 16 بمنطقة أيلمام على مستوى جماعة أركمان، فبينما كانت الطفلة تهم بقطع الطريق، دهستها ذات السيارة لتفارق الحياة بعد نقلها للمستشفى الحسني بالناظور".

الطريق نفسه شهد حوادث عدة لآخرين، منهم من أصيب بنزيف وكسور ومن توفي في الحين، كما توفيت السنة الماضية فتاة اخرى في عمر الورود كانت خارجة من منزلها متجهة الى المدرسة والى الدكاكين المجاورة، وأثناء عبورها الطريق دهستها سيارة أودت بحياتها.

الطريق يمر من مناطق مأهولة بالسكان، ويقسم ذات المناطق الى قسمين بحيث يضطر الكثير من سكان المناطق المجاورة له خاصة منهم الأطفال الى قطع الطريق الى الجهة الاخرى المقابلة بحيث تنتشر الدكاكين .. وعلى الطرف الآخر للطريق ترى المسجد والمدرسة ومكان سقي الماء او ما يسمى بـ السقاية... الأمر الذي جعل هذا الطريق يشهد حوادث سير مميتة ، وجعل بالتالي مسلسل الحوادث على ذات الطريق يعرض حلقاته المأساوية الأليمة دون انقطاع أو انتظار.

وكما يبدوا حال الطريق وكما على لسان حال اهل المكان ان الطريق بني - ربما- "بأخطاء واضحة "، أدت وتؤدي إلى وقوع حوادث ادخلت الحزن إلى بيوت كثيرة. الأمر الذي جعل سكان المنطقة والأهالي يطالبون الجهات المعنية بضرورة معالجة هذا الطريق، بإعادة تخطيطه "بشكل علمي"، بتحسين المداخل والمخارج للمداشر التي تنتشر على جنباته، ووضع إشارات ضوئية وخلق وبناء جسور علوية لعبور المشاة، والتكثيف من دوريات المرور السرية والرسمية منها على هذا الطريق، ليتم رصد المخالفات المرتكبة عليه، ومعاقبة اصحابها .. ولمنع السرعة واللامبالاة و ظاهرة السيارات "المقاتلات" التي تنتشر في المنطقة على نحو كبير، و مناشدين في ذات الوقت المسؤولين إنشاء مركز صحي لإنقاذ ضحايا الحوادث هناك.

كما يُحملون من جهة اخرى ذات الجهات المعنية مسؤولية تزايد هذه الحوادث، مؤكدين أنهم تواصلوا معها دون جدوى، ولم يحصلوا منها سوى على وعود بأن هناك حلولاً قادمة !!. وحتى مركز طبي في المنطقة فهو غائب وأقرب مركز طبي، هو مركز قرية اركمان الصحي، ( هذا.. ان سميناه مجازا مركز صحي ) و يفتقد لجميع الخدمات الصحية، والمستشفى يبعد عن المنطقة بنحو 30 كيلومتراً وحتى يتم إسعاف المصاب في حادث سير يكون نزف كثيراً من الدماء بل ويفارق الحياة، على إثر ذلك.

فهل من آذان صاغية من المسؤولين - يصرخ الأهالي - لتسمع شكاويهم، من أجل الحد من هذه الحوادث المتكررة بصورة شبه يومية أمام أعينهم، وبعدما فقدوا بسببها أبناءهم وأصدقاءهم وفلذات كبدهم.!؟.

أم ان مسؤولينا تعودوا على عدم التراجع عن القرارات ولو كانت خاطئة، فالبادي من الأمور أنه على الرغم من ارتفاع معدل هذه الحوادث على هذا الطريق إلا أن الجهات المعنية في هذا الأمر لم تنوي بعد التفكير في ان تتخذ حيال هذا المكان أي إصلاحات فنية أوهندسية ... فعلى سبيل المثال وضع الحواجز الواقية التي تستخدم على الطرق والشوارع العامة والرئيسية لحماية مستخدمي الطريق من أية مخاطر محتملة.

فمتى ستنظر الجهات المعنية الى هذا الطريق الذي يقول عنه اهالي المناطق المجاورة له انه ارتكب المصممون له "خطأً فادحاً" وهو اليوم يخلف ضحايا تنزف دماؤها بشكل شبه يومي.

الطريق الذي أصبح هاجساً، واصبح شبح الموت يخيم عليه وتكاد لا تجف منه الدماء، ولن تُمْحى منه آثار تلك الفواجع الأليمة لكل بيت من بيوت الأهالي وما جاورها من المداشر التي تناثرت أشلاء أبنائها على جنبات الطريق، في منطقة اصبح يشك أهاليها بكل مسؤوليها.
























تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح