إلياس العماري*
نحتفل اليوم بليلة القدر؛ وترجع بي الذاكرة إلى زمن الطفولة. كان الآباء والرجال يمضون الليلة في المساجد إلى حدود مطلع الفجر، ونحن الأطفال والشباب كنا نجلس في المنزل مع أمهاتنا وأفراد العائلة ممن يأتون لزيارتنا بهذه المناسبة من دواوير مجاورة.
في هذه الليلة، كانت العائلة تهيئ ما تيسر من الطعام، ونحمله إلى المسجد للمعتكفين والطلبة. ونمضي الليلة بكاملها ننظر، من فناء الدار، إلى السماء، ننتظر فتح أبواب السماء، لنطلب من الله الأشياء والأحلام التي لا تتحقق، في الاعتقاد السائد، إلا لمن رأى بأم عينه أبواب السماء مفتوحة.
وأنا أنظر حولي، أتذكر قريتي وبلدتي، وأرى ما يحدث فيها. معتقلين بين أربعة جدران لايمكن لهم النظر إلى السماء، وعائلات المعتقلين سواء في الحسيمة أو على الطرق من وإلى الدار البيضاء، وأفراد القوات العمومية في الأزقة أو داخل عربات الأمن، والأطفال يصرخون في الشوارع. والمناسبة تقتضي أن يحتفل الجميع بهذه الليلة المقدسة، وترفع أكف الضراعة إلى السماء لتحقيق الأحلام وبلوغ المتمنيات.
أسترجع الذكريات الجميلة، وأنا لا أملك سلطة على أحد لأتمنى أن يفسح المجال للجميع في هذه الليلة، برمزيتها الدينية ومدلولاتها الشعبية، للشباب والأطفال وعائلات المعتقلين وأفراد القوات العمومية الساهرين على أمن وممتلكات المواطنين، لتتاح الفرصة للجلوس مع عائلاتهم ومع عائلات المعتقلين، وللنظر إلى أبواب الخير والأمل في السماء.
إن الحياة ليست كلها سوداء وليست كلها بيضاء، إنها مشكلة من جميع الألوان. وعلى الجميع أن يستحضر في هذه المناسبة الدينية العظيمة الأمل في الحاضر والمستقبل، الأمل في انتصار الألوان الزاهية على الألوان القاتمة.
كل عام وأنتم بخير.
* رئيس جهة طنجة الحسيمة تطوان
نحتفل اليوم بليلة القدر؛ وترجع بي الذاكرة إلى زمن الطفولة. كان الآباء والرجال يمضون الليلة في المساجد إلى حدود مطلع الفجر، ونحن الأطفال والشباب كنا نجلس في المنزل مع أمهاتنا وأفراد العائلة ممن يأتون لزيارتنا بهذه المناسبة من دواوير مجاورة.
في هذه الليلة، كانت العائلة تهيئ ما تيسر من الطعام، ونحمله إلى المسجد للمعتكفين والطلبة. ونمضي الليلة بكاملها ننظر، من فناء الدار، إلى السماء، ننتظر فتح أبواب السماء، لنطلب من الله الأشياء والأحلام التي لا تتحقق، في الاعتقاد السائد، إلا لمن رأى بأم عينه أبواب السماء مفتوحة.
وأنا أنظر حولي، أتذكر قريتي وبلدتي، وأرى ما يحدث فيها. معتقلين بين أربعة جدران لايمكن لهم النظر إلى السماء، وعائلات المعتقلين سواء في الحسيمة أو على الطرق من وإلى الدار البيضاء، وأفراد القوات العمومية في الأزقة أو داخل عربات الأمن، والأطفال يصرخون في الشوارع. والمناسبة تقتضي أن يحتفل الجميع بهذه الليلة المقدسة، وترفع أكف الضراعة إلى السماء لتحقيق الأحلام وبلوغ المتمنيات.
أسترجع الذكريات الجميلة، وأنا لا أملك سلطة على أحد لأتمنى أن يفسح المجال للجميع في هذه الليلة، برمزيتها الدينية ومدلولاتها الشعبية، للشباب والأطفال وعائلات المعتقلين وأفراد القوات العمومية الساهرين على أمن وممتلكات المواطنين، لتتاح الفرصة للجلوس مع عائلاتهم ومع عائلات المعتقلين، وللنظر إلى أبواب الخير والأمل في السماء.
إن الحياة ليست كلها سوداء وليست كلها بيضاء، إنها مشكلة من جميع الألوان. وعلى الجميع أن يستحضر في هذه المناسبة الدينية العظيمة الأمل في الحاضر والمستقبل، الأمل في انتصار الألوان الزاهية على الألوان القاتمة.
كل عام وأنتم بخير.
* رئيس جهة طنجة الحسيمة تطوان