ناظورسيتي:
واصلت يومية الصباح، في الجزء الثاني من محلق "ذاكرة قائد" تسليط الضوء على أسرار السياسيين والقادة الذين عايشهم، الحاج عبد القادر الطالب، من أقدم قواد المملكة، حيث خصصت هذا الجزء لأحداث تاريخية رواها المذكور بتفصيل حول حياة الرئيس الجزائري الأسبق "الهواري بومدين" و الحالي "عبد العزيز بوتفليقة" اللذان قادا جبهة التحرير من إقليم الناظور.
وروى الحاج عبد القادر الطالب، قصة مثيرة، حول هذا الموضوع، إنطلاقاً من قيادة بوتفليقة ورفيقه الهواري بومدين لجبهة التحرير الجزائرية إنطلاقا من الناظور، مروراً عبر أحداث أخرى بصمت ذاكرة المنطقة إبان فترة الاحتلال الاجنبي لشمال افريقيا.
ويقول الطالب ’’قاد بوتفليقة ورفيقه بومدين جبهة التحرير الجزائرية انطلاقا من الناظور. وأحدثا بالمدينة التي كان إدريس الشرقاوي عاملا على عمالتها، إذاعة جزائرية ناطقة باسم الجبهة بأمر من الملك المرحوم محمد الخامس، في تنسيق مغربي جزائري متكامل كان له دور فعال في استقلال الجزائر بعد سنوات من المعاناة‘‘.
ويحكي رجل السلطة الذي قاوم المستعمر دون أن يستفيد من الإنصاف والمصالحة، أن عبد الله الصنهاجي كان ممثلا للمقاومة بعد استقلال المغرب ورئيس خلايا مع بومدين، قائلا ’’ كنا ننسق بشكل منسجم ونتدخل معا وننفذ عمليات مختلفة‘‘. مسترجعا شريطا مهما من علاقته ببوتفليقة بلهجة وجدية ’’هما يضربو البياعة د الجزائر وحنا كذلك‘‘.
ويضيف ’’من بعد جاء رابح المسيردي الكولونيل في مسيردة، بصفته رئيسا للخلايا، لينسق معنا سيما مع محمد الجندي مفتش حزب الاستقلال‘‘، مستحضرا طريقة ذكية لتهريب السلاح والتنسيق بين الفدائيين وتنفيذ العمليات الفدائية بذكاء خارق، أبدعها "حبيبي" من رجال الفداء، حكم بالإعدام وتوفي لاحقا.
كان الفدائي حبيبي يستعين بالمتسولات أو "السعايات" و"الطلابات" كما يسميهن، ويجهز قففهن المملوءة بمواد غذائية، بأسلحة نارية مختلفة سيما صغيرة الحجم، ويسبقهن ببضع خطوات، حتى إذا صادف خائنا أو "بياعا" (مخبرا)، يستعين بـ "الفردي" المخبأ، للإجهاز على الخونة، دون أن يثير انتباه الغير.
يؤكد "الحاج عبد القادر" أن هذه الطريقة كانت ناجعة وحققت أهدافها، مشيرا إلى التنسيق السري بين قادة جبهة التحرير وحزب الاستقلال ومنهم الجندي أول مفتش له والمشرفي مدير المدرسة الحرة، وأوضح أن بوتفليقة كان مناضلا في شبيبة الاستقلال، موازاة مع قيادته وبومدين الجبهة من داخل تراب الناظور.
وأسر أن الدكتور الفرنسي طولينو مدير مستشفى الفارابي بوجدة، آنذاك، كان ’’يتعاون مع جبهة التحرير وحزب الاستقلال، ولا يتوانى في مساعدة المصابين من الطرفين، ودليله الرعاية التي أحيط بها بعد دخوله المستشفى للعلاج من مرض في عينه أشرف على علاجه منه الدكتور الأزرق من جنسية جزائرية‘‘.
ويضيف ’’لما كنت مريضا، كان بوتفليقة يزورني بانتظام بالمستشفى’’، ووالدته الحاجة المنصورية، كانت تحيطه وابنها عبد العزيز، برعاية خاصة في فترة الكفاح الوطني وقبلها لما كانا طفلين صغيرين يلاعبان بعضهما بدروب وأزقة وجدة، أو يشاركان بعضهما مراجعة الدروس استعدادا للامتحانات.
’’كانت الحاجة المنصورية تعد لنا خبزة كبيرة والحلوى وتكلفنا بنقلها إلى سيدي معافى قرب ضريح سيدي يحيى، لتوزيعها على الفدائيين خاصة منهم الذين اختاروا غارا على الحدود المغربية الجزائرية، للاختباء وقاعدة خلفية لتنفيذ مختلف العمليات الفدائية‘‘ يحكي عن أم بوتفليقة ومهامهما النضالية في فترة الشباب.
أما والد بوتفليقة فكان يتزود بكميات من الخضر والفواكه من السوق المركزي حيث يعمل، ويشحنها في صناديق (كوربة) يتكلف ابنه وعبد القادر بنقلها لمستشفى الفارابي لتوزيعها على الفدائيين المصابين، ’’يومئذ كنا صغارا وكلفنا بمهام أكبر من سننا، ووزعنا المناشير على نشطاء جمعية الطالب الاستقلالي الوجدي‘‘.
وتأسف الحاج عبد القادر، لنسيان أسماء فدائية وازنة رغم بصمتها الواضحة في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ الجزائر والمغرب، ومنهم فدائي يسمى "إدريس" من مدينة سعيدة الجزائرية والمغربي محمد المراكشي الذي رافق عبد العزيز بوتفليقة لما عاد إلى الجزائر بعد استقلالها بفضل كفاح مشترك بدأ صغيرا وكبر مع الأعوام.
واصلت يومية الصباح، في الجزء الثاني من محلق "ذاكرة قائد" تسليط الضوء على أسرار السياسيين والقادة الذين عايشهم، الحاج عبد القادر الطالب، من أقدم قواد المملكة، حيث خصصت هذا الجزء لأحداث تاريخية رواها المذكور بتفصيل حول حياة الرئيس الجزائري الأسبق "الهواري بومدين" و الحالي "عبد العزيز بوتفليقة" اللذان قادا جبهة التحرير من إقليم الناظور.
وروى الحاج عبد القادر الطالب، قصة مثيرة، حول هذا الموضوع، إنطلاقاً من قيادة بوتفليقة ورفيقه الهواري بومدين لجبهة التحرير الجزائرية إنطلاقا من الناظور، مروراً عبر أحداث أخرى بصمت ذاكرة المنطقة إبان فترة الاحتلال الاجنبي لشمال افريقيا.
ويقول الطالب ’’قاد بوتفليقة ورفيقه بومدين جبهة التحرير الجزائرية انطلاقا من الناظور. وأحدثا بالمدينة التي كان إدريس الشرقاوي عاملا على عمالتها، إذاعة جزائرية ناطقة باسم الجبهة بأمر من الملك المرحوم محمد الخامس، في تنسيق مغربي جزائري متكامل كان له دور فعال في استقلال الجزائر بعد سنوات من المعاناة‘‘.
ويحكي رجل السلطة الذي قاوم المستعمر دون أن يستفيد من الإنصاف والمصالحة، أن عبد الله الصنهاجي كان ممثلا للمقاومة بعد استقلال المغرب ورئيس خلايا مع بومدين، قائلا ’’ كنا ننسق بشكل منسجم ونتدخل معا وننفذ عمليات مختلفة‘‘. مسترجعا شريطا مهما من علاقته ببوتفليقة بلهجة وجدية ’’هما يضربو البياعة د الجزائر وحنا كذلك‘‘.
ويضيف ’’من بعد جاء رابح المسيردي الكولونيل في مسيردة، بصفته رئيسا للخلايا، لينسق معنا سيما مع محمد الجندي مفتش حزب الاستقلال‘‘، مستحضرا طريقة ذكية لتهريب السلاح والتنسيق بين الفدائيين وتنفيذ العمليات الفدائية بذكاء خارق، أبدعها "حبيبي" من رجال الفداء، حكم بالإعدام وتوفي لاحقا.
كان الفدائي حبيبي يستعين بالمتسولات أو "السعايات" و"الطلابات" كما يسميهن، ويجهز قففهن المملوءة بمواد غذائية، بأسلحة نارية مختلفة سيما صغيرة الحجم، ويسبقهن ببضع خطوات، حتى إذا صادف خائنا أو "بياعا" (مخبرا)، يستعين بـ "الفردي" المخبأ، للإجهاز على الخونة، دون أن يثير انتباه الغير.
يؤكد "الحاج عبد القادر" أن هذه الطريقة كانت ناجعة وحققت أهدافها، مشيرا إلى التنسيق السري بين قادة جبهة التحرير وحزب الاستقلال ومنهم الجندي أول مفتش له والمشرفي مدير المدرسة الحرة، وأوضح أن بوتفليقة كان مناضلا في شبيبة الاستقلال، موازاة مع قيادته وبومدين الجبهة من داخل تراب الناظور.
وأسر أن الدكتور الفرنسي طولينو مدير مستشفى الفارابي بوجدة، آنذاك، كان ’’يتعاون مع جبهة التحرير وحزب الاستقلال، ولا يتوانى في مساعدة المصابين من الطرفين، ودليله الرعاية التي أحيط بها بعد دخوله المستشفى للعلاج من مرض في عينه أشرف على علاجه منه الدكتور الأزرق من جنسية جزائرية‘‘.
ويضيف ’’لما كنت مريضا، كان بوتفليقة يزورني بانتظام بالمستشفى’’، ووالدته الحاجة المنصورية، كانت تحيطه وابنها عبد العزيز، برعاية خاصة في فترة الكفاح الوطني وقبلها لما كانا طفلين صغيرين يلاعبان بعضهما بدروب وأزقة وجدة، أو يشاركان بعضهما مراجعة الدروس استعدادا للامتحانات.
’’كانت الحاجة المنصورية تعد لنا خبزة كبيرة والحلوى وتكلفنا بنقلها إلى سيدي معافى قرب ضريح سيدي يحيى، لتوزيعها على الفدائيين خاصة منهم الذين اختاروا غارا على الحدود المغربية الجزائرية، للاختباء وقاعدة خلفية لتنفيذ مختلف العمليات الفدائية‘‘ يحكي عن أم بوتفليقة ومهامهما النضالية في فترة الشباب.
أما والد بوتفليقة فكان يتزود بكميات من الخضر والفواكه من السوق المركزي حيث يعمل، ويشحنها في صناديق (كوربة) يتكلف ابنه وعبد القادر بنقلها لمستشفى الفارابي لتوزيعها على الفدائيين المصابين، ’’يومئذ كنا صغارا وكلفنا بمهام أكبر من سننا، ووزعنا المناشير على نشطاء جمعية الطالب الاستقلالي الوجدي‘‘.
وتأسف الحاج عبد القادر، لنسيان أسماء فدائية وازنة رغم بصمتها الواضحة في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ الجزائر والمغرب، ومنهم فدائي يسمى "إدريس" من مدينة سعيدة الجزائرية والمغربي محمد المراكشي الذي رافق عبد العزيز بوتفليقة لما عاد إلى الجزائر بعد استقلالها بفضل كفاح مشترك بدأ صغيرا وكبر مع الأعوام.