كمال قروع
دائما في إطار الأنشطة المتعلقة بالبيئة والأرض ومن خلال إهتمام المجلس العلمي المحلي لإقليمي الناظور والدريوش ،لكن هذه المرة في الشق المتعلق بتنقية الجانب الروحي ،نظم يوم أمس السبت 08 ماي الجاري هذا الأخير وبتنسيق مع مندوبية وزارة الشؤون الإسلامية بالناظور ندوة علمية حول موضوع التنصير و بتأطير كل من الدكتور محمد السروتي والدكتور لخضر زحوط وذلك بالقاعة المتعددة التخصصات التابعة لمعهد الإمام مالك بحي أولاد إبراهيم بالناظور ،بحضور غفير لمختلف مكونات المجتمع
وقد إفتتح السيد ميمون بريسول رئيس المجلس العلمي المحلي لإقليمي الناظور والدريوش المحاضرة بكلمة ترحيبية للحضور كما تقدم بورقة تعريفية للدكاترة المحاضرون ،ليعرج على أهميت الموضوع ومكانته خاصة بالنسبة لمدينة الناظور والتي تقع في منطقة حسساسة بالنسبة للمملكة ككل ، وحدودها الجغرافية ، ثم ينقل الكلمة في البداية للأستاذ المحاضر محمد السروتي ،وهو إبن جماعة بوغافر تناول في مداخلته محور النتصير بالمغرب ،أساليبه و وسائله وهو ذات موضوع بحث رسالته
وقد بدأ الأستاذ المحاضر مستهلا مداخلته بكلمة شكر وإمتنان للمجلس العلمي المحلي وللحضور على حد سواء ، ثم تحدث عن تاريخ التنصير ،مؤكدا أن تاريخه مختلف فيه ،فمنهم من يقول أنه بدأ منذ بداية دعوة عيسى عليه السلام ومنهم من أرجعها إلى النبي بولس وغيرها ،لكن الراجح أنها بدأت مع الحروب الصليبية ،وبالنسبة لتاريخ التنصير في المغرب فإنه يلفه غموض وشوائب ،حيث إعتمد بالكاد على مجموعة من الرسائل والمخطوطات الموجهة إلى بعض الرهبان والقسايسة في الموضوع ،وبالضبط خلال فترة حكم المرابطين بالمغرب ، علما أن خريطة المغرب بشكلها الموجود حاليا ،كان أول من رسمها راهب جال ربوع الدول أنذاك
كما تطرق المحاضر إلى أساليب التنصير مؤكدا بأنها مباشرة وغير مباشرة ،كما أن هذه الأساليب تختلف بحسب الطبقة الموجهة إليها والمستهدفة ، كما أنها متعددة كالهدايا والأشرطة والمجلات والقصص وغيرها من الوسائل المباشرة وكالرموز المثبة على بعض الجدران والمنازل وبعض الصور والأغراض ورسائل موقوتة مبتدأة ببعض الأيات والكلمات التي تهم الدين الإسلامي بالأساس ،لكنها تحوي إيماءات ومواقف تنصيرية بداخلها
ولضيق الوقت ختم الأستاذ الدكتور محمد السروتي مداخلته بالحديث عن بعض الأحداث والتي عرفتها المملكة مؤخرا بخصوص قضايا التنصير ولما ألة إليه أوضاع بعض القرى والمداشر بالمملكة ، كمنطقة عين اللوح وما عرفته من تداعيات
في معرض مداخلة الدكتور لخضر زحوط وهو أستاذ بجامعة محمد الاول بمدينة وجدة ،أكد أن النتصير نبتة غربية بالأساس ،لكن الملاحظ أنها تنمو بالبلدان الإسلامية أكثر حيث يلاحظ أنه يكاد تندثر الكنائس في بعض الدول الغربية و يتقلص موردوها ، كما أن البعض منها عرض للبيع ، وبخصوص المغرب أكد الأستاد المحاضر أن المملكة تحت مجهر المنصرين كما أنهم برمجوا سنة 2002 سنة تنصير بالمغرب ،وأقاموا صلاة في مجموعة من الكنائس وذلك من أجل مغرب مسيحي ، والمنصرين يأملون على أن يصبح المغرب العربي ككل من الدول المسيحية حسب مخططهم ،بل يتعدى إلى أن يصل إلى الجزيرة العربية
النصراني يهوديا ،وليس اليهودي نصرانيا ، يؤكد الأستاذ المحاضر ، فبالنسبة للنصراني فإنه يأخذ تعاليمه الدينية من الإنجيل ، والإنجيل جزء من التوراث فقط ،إذن فالهدف من التنصير هو التهويد في حد ذاته والدليل على ذلك معاش في واقعنا ، كما أكد المحاضر ، فالحروب التي تحاك ضد المسلمين كان الغرض الأمسى منها تبليغ رسالة التنصير و تفرقة المسلمين ،وأعطى مثالا على ذلك ما يحدث بالعراق ،فقد كان بالأمس القريب الشيعي يصلي خلف السني والسني كذلك ،إلى غاية قدوم الإستعمار الأمريكي والذي أعلنها صراحة أن الحرب حرب كنيسة ،حدث ما حدث ولايزال
كما تحدث الأستاذ المحاضر عن وسائل التنصير كذلك ليجملها في قوله " يد تسبح ويد تذبح " وعن أسباب التنصير فالجهل والفقر وكذا فإن المنضوي تحت نمط غير ديموقراطي ولا حضاري خاصة بعض الطبقات من المجتمع ،وهي لا يمكنها أن تفتخر ببلدها ولا بعقيدتها ، فإنها الأولى التي تجر إلى المسيحية بعد أن تغسل دماغها وما اسهل غسلها ،بداعي المساعدة والدعم
ليختم محاضرته القيمة بسرد بعض أساليب لدرءها مؤكد أن على المواجهة لا تتوقف عند مجرد حماية المجتمعات المسلمة من غائلة التنصيربل إنها تتعدى ذلك إلى درء الفتنة، ولعلنا بهذا نخرج من مجرد الشعور بأنا نتصدَّى للتحديات التي تواجهنا، فنكتفي بالتنبيه لها والتحذير منها، مما يدخل في انتظار الأفعال للرد عليها، إلى السعي إلى تقديم البديل الصالح الذي نعتقد أن فيه، لا في غيره، صلاح البلاد والعباد، وأنه سر السعادة في الدنيا والآخرة. وهذا المفهوم لا يأتي بمجرد الترديد النظري في المجتمع المسلم، بل لا بد أن تنطلق القدوة التي تحمل الإيمان على أكتافها بعد أن استقر في صدورها، فتقدم هذا الإيمان إلى الآخرين على أنه هو الخيار الوحيد في عالم مليء بمحاولات البحث عن الحقيقة والسعادة والاستقرار الروحي والنفسي والذهني والفكري، وتمثل ذلك كله بهذه الحركات والمذاهب التي جرى استغلالها على غير ما قصدت به في الغالب الكثير، كالتنصيرالذي انطلق في البدء من رسالة عيسى بن مريم- عليهما السلام- وحصل لـه ما حصل من تغييرات في المفهـوم والأهداف
لفتتح رئيس المجل العلمي المحلي بالناظور والدريوش باب المناقشة والمداخلات ،صبت كلها في خانة الموضوع ومضيفتا أحيانا بعض الملاحظات والأفكار ، لتختتم الندوة العلمية ،بكلمة شكر للأساتذة الكرام وللحضور الذين صبروا زهاء الثلاث ساعات بالقاعة ، هذا إن دل على شيئ إنما يدل على نوعية المحاضرة و أهميتها
دائما في إطار الأنشطة المتعلقة بالبيئة والأرض ومن خلال إهتمام المجلس العلمي المحلي لإقليمي الناظور والدريوش ،لكن هذه المرة في الشق المتعلق بتنقية الجانب الروحي ،نظم يوم أمس السبت 08 ماي الجاري هذا الأخير وبتنسيق مع مندوبية وزارة الشؤون الإسلامية بالناظور ندوة علمية حول موضوع التنصير و بتأطير كل من الدكتور محمد السروتي والدكتور لخضر زحوط وذلك بالقاعة المتعددة التخصصات التابعة لمعهد الإمام مالك بحي أولاد إبراهيم بالناظور ،بحضور غفير لمختلف مكونات المجتمع
وقد إفتتح السيد ميمون بريسول رئيس المجلس العلمي المحلي لإقليمي الناظور والدريوش المحاضرة بكلمة ترحيبية للحضور كما تقدم بورقة تعريفية للدكاترة المحاضرون ،ليعرج على أهميت الموضوع ومكانته خاصة بالنسبة لمدينة الناظور والتي تقع في منطقة حسساسة بالنسبة للمملكة ككل ، وحدودها الجغرافية ، ثم ينقل الكلمة في البداية للأستاذ المحاضر محمد السروتي ،وهو إبن جماعة بوغافر تناول في مداخلته محور النتصير بالمغرب ،أساليبه و وسائله وهو ذات موضوع بحث رسالته
وقد بدأ الأستاذ المحاضر مستهلا مداخلته بكلمة شكر وإمتنان للمجلس العلمي المحلي وللحضور على حد سواء ، ثم تحدث عن تاريخ التنصير ،مؤكدا أن تاريخه مختلف فيه ،فمنهم من يقول أنه بدأ منذ بداية دعوة عيسى عليه السلام ومنهم من أرجعها إلى النبي بولس وغيرها ،لكن الراجح أنها بدأت مع الحروب الصليبية ،وبالنسبة لتاريخ التنصير في المغرب فإنه يلفه غموض وشوائب ،حيث إعتمد بالكاد على مجموعة من الرسائل والمخطوطات الموجهة إلى بعض الرهبان والقسايسة في الموضوع ،وبالضبط خلال فترة حكم المرابطين بالمغرب ، علما أن خريطة المغرب بشكلها الموجود حاليا ،كان أول من رسمها راهب جال ربوع الدول أنذاك
كما تطرق المحاضر إلى أساليب التنصير مؤكدا بأنها مباشرة وغير مباشرة ،كما أن هذه الأساليب تختلف بحسب الطبقة الموجهة إليها والمستهدفة ، كما أنها متعددة كالهدايا والأشرطة والمجلات والقصص وغيرها من الوسائل المباشرة وكالرموز المثبة على بعض الجدران والمنازل وبعض الصور والأغراض ورسائل موقوتة مبتدأة ببعض الأيات والكلمات التي تهم الدين الإسلامي بالأساس ،لكنها تحوي إيماءات ومواقف تنصيرية بداخلها
ولضيق الوقت ختم الأستاذ الدكتور محمد السروتي مداخلته بالحديث عن بعض الأحداث والتي عرفتها المملكة مؤخرا بخصوص قضايا التنصير ولما ألة إليه أوضاع بعض القرى والمداشر بالمملكة ، كمنطقة عين اللوح وما عرفته من تداعيات
في معرض مداخلة الدكتور لخضر زحوط وهو أستاذ بجامعة محمد الاول بمدينة وجدة ،أكد أن النتصير نبتة غربية بالأساس ،لكن الملاحظ أنها تنمو بالبلدان الإسلامية أكثر حيث يلاحظ أنه يكاد تندثر الكنائس في بعض الدول الغربية و يتقلص موردوها ، كما أن البعض منها عرض للبيع ، وبخصوص المغرب أكد الأستاد المحاضر أن المملكة تحت مجهر المنصرين كما أنهم برمجوا سنة 2002 سنة تنصير بالمغرب ،وأقاموا صلاة في مجموعة من الكنائس وذلك من أجل مغرب مسيحي ، والمنصرين يأملون على أن يصبح المغرب العربي ككل من الدول المسيحية حسب مخططهم ،بل يتعدى إلى أن يصل إلى الجزيرة العربية
النصراني يهوديا ،وليس اليهودي نصرانيا ، يؤكد الأستاذ المحاضر ، فبالنسبة للنصراني فإنه يأخذ تعاليمه الدينية من الإنجيل ، والإنجيل جزء من التوراث فقط ،إذن فالهدف من التنصير هو التهويد في حد ذاته والدليل على ذلك معاش في واقعنا ، كما أكد المحاضر ، فالحروب التي تحاك ضد المسلمين كان الغرض الأمسى منها تبليغ رسالة التنصير و تفرقة المسلمين ،وأعطى مثالا على ذلك ما يحدث بالعراق ،فقد كان بالأمس القريب الشيعي يصلي خلف السني والسني كذلك ،إلى غاية قدوم الإستعمار الأمريكي والذي أعلنها صراحة أن الحرب حرب كنيسة ،حدث ما حدث ولايزال
كما تحدث الأستاذ المحاضر عن وسائل التنصير كذلك ليجملها في قوله " يد تسبح ويد تذبح " وعن أسباب التنصير فالجهل والفقر وكذا فإن المنضوي تحت نمط غير ديموقراطي ولا حضاري خاصة بعض الطبقات من المجتمع ،وهي لا يمكنها أن تفتخر ببلدها ولا بعقيدتها ، فإنها الأولى التي تجر إلى المسيحية بعد أن تغسل دماغها وما اسهل غسلها ،بداعي المساعدة والدعم
ليختم محاضرته القيمة بسرد بعض أساليب لدرءها مؤكد أن على المواجهة لا تتوقف عند مجرد حماية المجتمعات المسلمة من غائلة التنصيربل إنها تتعدى ذلك إلى درء الفتنة، ولعلنا بهذا نخرج من مجرد الشعور بأنا نتصدَّى للتحديات التي تواجهنا، فنكتفي بالتنبيه لها والتحذير منها، مما يدخل في انتظار الأفعال للرد عليها، إلى السعي إلى تقديم البديل الصالح الذي نعتقد أن فيه، لا في غيره، صلاح البلاد والعباد، وأنه سر السعادة في الدنيا والآخرة. وهذا المفهوم لا يأتي بمجرد الترديد النظري في المجتمع المسلم، بل لا بد أن تنطلق القدوة التي تحمل الإيمان على أكتافها بعد أن استقر في صدورها، فتقدم هذا الإيمان إلى الآخرين على أنه هو الخيار الوحيد في عالم مليء بمحاولات البحث عن الحقيقة والسعادة والاستقرار الروحي والنفسي والذهني والفكري، وتمثل ذلك كله بهذه الحركات والمذاهب التي جرى استغلالها على غير ما قصدت به في الغالب الكثير، كالتنصيرالذي انطلق في البدء من رسالة عيسى بن مريم- عليهما السلام- وحصل لـه ما حصل من تغييرات في المفهـوم والأهداف
لفتتح رئيس المجل العلمي المحلي بالناظور والدريوش باب المناقشة والمداخلات ،صبت كلها في خانة الموضوع ومضيفتا أحيانا بعض الملاحظات والأفكار ، لتختتم الندوة العلمية ،بكلمة شكر للأساتذة الكرام وللحضور الذين صبروا زهاء الثلاث ساعات بالقاعة ، هذا إن دل على شيئ إنما يدل على نوعية المحاضرة و أهميتها