محمد الاصريحي
احتضنت قاعة الندوات بالقصر البلدي بمدينة الحسيمة، مساء يوم الخميس 30 يوليوز، ندوة علمية حول موضوع ”الهجرة من منظور مقاربة حقوق الإنسان” اطرها مجموعة من الخبراء والباحثين في مجال الهجرة وحقوق الإنسان من زوايا تحليلية مختلفة، وذلك في إطار الدورة التاسعة من فعاليات مهرجان انموكار التي تنظمها جمعية ثازيري للتواصل و التنشيط الثقافي.
وقد اطر هذه الندوة كل من الاساتذة: رفعت الامين عضو بمعهد جنيف لحقوق الانسان، واسماعيل الكرفطي عضو منظمة العفو الدولية، واحمد عصيد الاستاذ الباحث بالمعهد الملكي للثقافة الامازيغية، واحمد لمرابطي عضو المجلس الجهوي لحقوق الانسان، كما حضر هذه الندوة عدد هام من المهتمين بالشأن الحقوقي و قضايا المهجرين وكذا بعض الفاعلين في الجمعيات المدنية.
واستهلت اشغال الندوة بمداخلة الاستاذ رفعت امين، الذي تحدث عن محور الهجرة بين الحقوق الانسانية والتحديات الراهنة، حيث اشار الى مجموعة من الحقوق التي تكفلها القوانين و المعاهدات الدولية، من بينها الحق في مغادرة البلاد خلال حدوث نزاعات، والحق في الحصول على العلاج وممارسة الشعائر الدينية وعدم اجبار المهاجرين على العمل في الاعمال الحربية المباشرة ضد بلدانهم الاصلية، كما تطرق الى التحديات و المخاطر الراهنة التي يوجهها المهاجر الغير الشرعي، كالإتجار بالنساء والاطفال.
و من جانبه، تحدث الاستاذ اسماعيل الكرفطي في معرض مداخلته حول الانتقال السياسي والعدالة الانتقالية، مشددا على ضرورة القطع مع المقاربات الامنية في التعاطي مع قضية المهاجرين، وبالتالي ضرورة الانتقال الى المقاربة الانسانية التي تعتبر مدخلا اساسيا نحو الانتقال الديموقراطي، وفي هذا الصدد اعتبر ان القرار الاخير الذي اتخذته السلطات المغربية في حق المهاجرين جنوب الصحراء بمدينة طنجة، هو قرار خارج العدالة كون ان هذا القرار لم يصدر من القضاء.
في حين كانت مداخلة الاستاذ احمد عصيد متمحورة حول بداية تفكيك الروابط القبلية وبناء الدولة الوطنية المركزية التي انتجت الهجرة، وكذا العنصر الهوياتي و الثقافي في عملية الهجرة عند الجيل الاول والثاني، في حين تطرق الى الازمة الهوياتية لدى الجيل الثالث والتحولات التي يعيشها، من قبيل ما اسماه ”الفاعل الوهابية العالمية” من اجل الترويج للمذهب السعودي المرتبط بثقافة البدو البعيد عن الدين، بحيث اصبح لدى السعودية رهان من اجل الهيمنة الاستراتيجية في الشرق الاوسط و شمال افريقيا من خلال استعمال الدين، الشيء الذي ادى الى نوع من التمزق في الاسر لدى المهاجرين. كما تناول اشكالية اللغة لدى المهاجرين الامازيغ في اوروبا، حيث يتم تدريس اللغة العربية للاطفال الامازيغ دون الاخذ بعين الاعتبار خصوصية اللسان الامازيغي الحامل لقيم ثقافية مغايرة تتسم بالانفتاح و التسامح.
واما الاستاذ احمد لمرابطي عضو المجلس الجهوي لحقوق الانسان، فتناول الموضوع من زوايا متعددة، حيث تطرق الى الجانب التاريخي للهجرة بالريف، والتي كانت في البداية عبارة عن هجرة موسمية نحو الجزائر بداية ثمانينيات القرن العشرين، ثم اتخذت بعد ذلك بعدا اخر، اذ تغيرت الوجهة نحو المانيا وباقي دول اوروبا بسبب الجفاف وتخريب المنطقة من قبل الاستعمار، كما أكد على ضرورة تحيين و تعديل القانون رقم 0203 الصادر سنة 2003 والمتعقل بالمهاجرين في المغرب.
وبعد ذلك تم فتح باب المداخلات اما الحاضرين للمساهمة في اغناء النقاش حول هذا الموضوع الذي اعتبره جل المتدخلين موضوعا حساسا يستدعي اهتماما اكبر، بحكم تزايد المشاكل والاكراهات السوسيوثقافية لدى المهاجرين المغاربة وملاءمة القوانين الوطنية مع المعاهدات الدولية ومواثيق حقوق الانسان، باعتبار المغرب احد البلدان التي باتت تحوي العديد من المهاجرين جنوب الصحراء.
وفي ختام الندوة، تم توزيع مجموعة من الهداية الرمزية على مؤطري الندوة و تنظيم حفلة شاي على شرف الحاضرين.
احتضنت قاعة الندوات بالقصر البلدي بمدينة الحسيمة، مساء يوم الخميس 30 يوليوز، ندوة علمية حول موضوع ”الهجرة من منظور مقاربة حقوق الإنسان” اطرها مجموعة من الخبراء والباحثين في مجال الهجرة وحقوق الإنسان من زوايا تحليلية مختلفة، وذلك في إطار الدورة التاسعة من فعاليات مهرجان انموكار التي تنظمها جمعية ثازيري للتواصل و التنشيط الثقافي.
وقد اطر هذه الندوة كل من الاساتذة: رفعت الامين عضو بمعهد جنيف لحقوق الانسان، واسماعيل الكرفطي عضو منظمة العفو الدولية، واحمد عصيد الاستاذ الباحث بالمعهد الملكي للثقافة الامازيغية، واحمد لمرابطي عضو المجلس الجهوي لحقوق الانسان، كما حضر هذه الندوة عدد هام من المهتمين بالشأن الحقوقي و قضايا المهجرين وكذا بعض الفاعلين في الجمعيات المدنية.
واستهلت اشغال الندوة بمداخلة الاستاذ رفعت امين، الذي تحدث عن محور الهجرة بين الحقوق الانسانية والتحديات الراهنة، حيث اشار الى مجموعة من الحقوق التي تكفلها القوانين و المعاهدات الدولية، من بينها الحق في مغادرة البلاد خلال حدوث نزاعات، والحق في الحصول على العلاج وممارسة الشعائر الدينية وعدم اجبار المهاجرين على العمل في الاعمال الحربية المباشرة ضد بلدانهم الاصلية، كما تطرق الى التحديات و المخاطر الراهنة التي يوجهها المهاجر الغير الشرعي، كالإتجار بالنساء والاطفال.
و من جانبه، تحدث الاستاذ اسماعيل الكرفطي في معرض مداخلته حول الانتقال السياسي والعدالة الانتقالية، مشددا على ضرورة القطع مع المقاربات الامنية في التعاطي مع قضية المهاجرين، وبالتالي ضرورة الانتقال الى المقاربة الانسانية التي تعتبر مدخلا اساسيا نحو الانتقال الديموقراطي، وفي هذا الصدد اعتبر ان القرار الاخير الذي اتخذته السلطات المغربية في حق المهاجرين جنوب الصحراء بمدينة طنجة، هو قرار خارج العدالة كون ان هذا القرار لم يصدر من القضاء.
في حين كانت مداخلة الاستاذ احمد عصيد متمحورة حول بداية تفكيك الروابط القبلية وبناء الدولة الوطنية المركزية التي انتجت الهجرة، وكذا العنصر الهوياتي و الثقافي في عملية الهجرة عند الجيل الاول والثاني، في حين تطرق الى الازمة الهوياتية لدى الجيل الثالث والتحولات التي يعيشها، من قبيل ما اسماه ”الفاعل الوهابية العالمية” من اجل الترويج للمذهب السعودي المرتبط بثقافة البدو البعيد عن الدين، بحيث اصبح لدى السعودية رهان من اجل الهيمنة الاستراتيجية في الشرق الاوسط و شمال افريقيا من خلال استعمال الدين، الشيء الذي ادى الى نوع من التمزق في الاسر لدى المهاجرين. كما تناول اشكالية اللغة لدى المهاجرين الامازيغ في اوروبا، حيث يتم تدريس اللغة العربية للاطفال الامازيغ دون الاخذ بعين الاعتبار خصوصية اللسان الامازيغي الحامل لقيم ثقافية مغايرة تتسم بالانفتاح و التسامح.
واما الاستاذ احمد لمرابطي عضو المجلس الجهوي لحقوق الانسان، فتناول الموضوع من زوايا متعددة، حيث تطرق الى الجانب التاريخي للهجرة بالريف، والتي كانت في البداية عبارة عن هجرة موسمية نحو الجزائر بداية ثمانينيات القرن العشرين، ثم اتخذت بعد ذلك بعدا اخر، اذ تغيرت الوجهة نحو المانيا وباقي دول اوروبا بسبب الجفاف وتخريب المنطقة من قبل الاستعمار، كما أكد على ضرورة تحيين و تعديل القانون رقم 0203 الصادر سنة 2003 والمتعقل بالمهاجرين في المغرب.
وبعد ذلك تم فتح باب المداخلات اما الحاضرين للمساهمة في اغناء النقاش حول هذا الموضوع الذي اعتبره جل المتدخلين موضوعا حساسا يستدعي اهتماما اكبر، بحكم تزايد المشاكل والاكراهات السوسيوثقافية لدى المهاجرين المغاربة وملاءمة القوانين الوطنية مع المعاهدات الدولية ومواثيق حقوق الانسان، باعتبار المغرب احد البلدان التي باتت تحوي العديد من المهاجرين جنوب الصحراء.
وفي ختام الندوة، تم توزيع مجموعة من الهداية الرمزية على مؤطري الندوة و تنظيم حفلة شاي على شرف الحاضرين.