NadorCity.Com
 


الوجه الآخر للمغرب: مواطنون بالبطاقات الوطنية فقـط


الوجه الآخر للمغرب: مواطنون بالبطاقات الوطنية فقـط
بقلم: الحسين ساشا

وطني على عرشه تربع البؤس والفقر- ووجوه بالذل لم تعد تحتمل الصمودا.. في القهر كغيري أفنيت زهرة شبابي- وكغيري من العمر ودعت عقـودا.. أمغربي أنا أم من أكون.؟! وربي كم أخجل بيني وبين نفسي عندما أنظر لبطاقتي الالكترونية، وأدعي بأني مغربي مع أنني لا أملك في المغرب سوى هذه البطاقة التي أستحي حملها. بل هي الأخرى لم أحصل عليها إلا بالمقابل. صرفت عليها مبلغاً يفوق 150 درهماً بين الطوابع والأختام. وأهاب يوماً أن أفاجأ عند الإدلاء بها، على أنها غير قانونية، مثلما حدث لضحايا الهدم الذين دُمرت منازلهم فوق رؤوسهم بذريعة أنها غير قانونية، بالرغم من إدلائهم بالوثائق والعقود الإدارية المزركشة بالطوابع والأختام. ولم لا.!! فكل شيء متوقع، طالما أن الأختام الإدارية الحمراء لم يعد موثوقـاً بهـا.

ومن حسن الحظ لم يحدث أي خطأ في بطاقتي الالكترونية كما يحدث للآخرين، وإلا لكان المبلغ ضعف ذلك. هذا بصرف النظر عن مصاريف التنقلات وَطْلع وَهْبط، ثم أدعي أنني مواطن مغربي وأفتخر بمغربيتي على الآخرين.. كيف ذلك وأنا حينما أكون في الضفة الأخرى أُحتَرم وأُقدَّر وعندما أكون في المغرب أُقمَع وأُهان..! كيف ذلك وأنا أرى ما يناهز 80% من أمثالي هم عبارة عن أبقار حلوب في وطنهم، بل حتى هذه الأخيرة تمتاز علينا بكثير، حيث يوفر لها مربيها ما تحتاج إليه من العلف والتداوي والمأوى. الكل في هذا البلد بالمقابـل؛
السكن، والتعليم، والتطبيب، والماء، والضوء، والتلفزيون أي ما يسمى بإنعاش الفضاء السمعي البصري، والهاتف، والنظافة، والواد الحار، والتنقل، والتأمين، ورسوم الوثائق والتوثيق، والكشف الطبي، والأدوية، كل هذا بالمقابل وإن لم تدفع تـودَّع. ترى بماذا نحن مواطنون إذن، ومقابل ماذا ندفع هذه الضرائب إن كان كل شيء نؤدي عنه.؟ المشتغل يؤدي 40% من الضرائب والغير المشتغل يؤدي 20% وهذا ما يجهله البعض، أي أنك تؤدي 20% عن الدخل بشكل مباشر، سواء كنت أجيراً أم كنت تاجراً، ثم تؤدي 20% مرة ثانية عن المشتريات بشكل غير مباشر، حتى ولو كنت عاطلاً لأنها مدرجة في المواد الاستهلاكية بشكل تلقائي دون أن تـدري.

بل وحتى الأمن الكافي، غير متوفر لحماية عرض وسلامة هذه الطبقة المهمشة والمغلوبة على أمرها، مما تتعرض لها من سرقات واعتداءات بالسواطير والسيوف في واضحة النهار، وسط شوارع وأزقة المدن المغربية، من طنجة إلى لكويرة وبدون استثنـاء. وخير دليل على ذلك ما شاهدناه من حالات اعتداءات مؤسفة ومؤلمة، على قناة ميدي1 يوم الخميس فاتح مارس الجاري، عبر برنامج مواطن اليوم، لم نكن نشهدها فيما قبل، حتى في عهد الاستعمار. ثم أين نحن من الفصل 21 من الدستور الذي يقول: لكل فرد الحق في سلامة شخصه وأقربائه، وحماية ممتلكاته. تتضمن السلطات العمومية سلامة السكان، وسلامة التراب الوطني، في إطار احترام الحريات والحقوق الأساسية المكفولة للجميـع.

ذلك لأن المغرب البلد الوحيد في العالم الذي يغادر أمنه مقراته لمدة يومين كل أسبوع، وكأن اللصوص والمجرمين مكبّلين أثناء هذه الفترة. بل وحتى في حضور هذا الأمن، فلا من يحرك ساكنه إلا من أتاه الله بضمير سليم. بحيث نجد جل المراكز والمصالح الأمنية، غارقة حتى أدنيها، تحت كثبان شكاوى الإجرام والسرقات والاعتداءات على المواطنين ولا من مجيـب. وكما هو الشأن كذلك بالمستشفيات، بحيث لا يحق لك أن تمرض أو تتعرض لوعكة صحية، يومي السبت والأحد، إلى أن تفتح أبواب المراكز الصحية والمستوصفات يوم الاثنين، هذا إن كانت تتوفر عليها منطقتـك.

في هذا البلد المزدوج المعايير تجد أناساً تموت بالجوع والإهمال والأمراض، وأخرى تموت بالتخمة. نعـم.. في هذا البلد الذي لا تُعتبَر فيه كامل الوطنية، إلا عندما تمارس تجارة أو حرفة أو عملاً ما، فحينها ترحب بك طوابير من صناديق الاقتطاعات الضريبية أو بعبارة أصح الاقتسامات الضريبية. وعندما تتوقف عن العمل تُسقَط عنك الوطنية وتصبح صفراً على الشمال، وحينها تختفي عنك كل الصناديق، ولا تظهر في حياتك، إلا عند التحاقك بعمل آخر مرة أخرى، لأنك جددت وطنيتك من جديد، بعملك الجديد، وأصبحت مواطناً وعليك أداء الواجبات الوطنيـة.

بربكم أليس من الظلم والإجحاف أن يُطالَب بعضنا بالواجبات، دون الحصول على الحقـوق كالبعض الآخر.؟؟ بالطبع أن جميع الدول لها صناديق الاقتطاعات مثل المغرب، لكنها تختلف عن صناديق المغرب، فصناديق أوروبا مثلاً لها يدين اثنين، يد تأخذ منك عندما تكون في الشغل، وأخرى تمنحك عندما تتعطل عن العمل. أما صناديقنا فإنها مع الأسف ولدت معوقة، وبيد واحدة فقـط، تأخذ منك عندما تكون في الشغل، وتختفي عنك عندما تتوقف عن العمـل.

أتمنى من القراء الإجابات والتعاليق الشافية في هذا الموضوع الذي يمس الشريحة العريضة، والوجه الآخر من المجتمع المغربي واللامغربي في آن واحد. لإبلاغ أصوات التنديد والاستنكار لكل المسؤولين الذين أجرموا في حق هذا الوطن وأفقروا البلاد والعبـاد.






1.أرسلت من قبل MOn3im Thireli في 04/03/2012 17:56
Felicitation!!! Tres bon Sujet!
Merci Thawmat

2.أرسلت من قبل Aissa España في 04/03/2012 19:00
Allah oma hada monkar almouwaten adi3ich amo de 2012. manis akin almasoliyen?had itira de almakla had watyofi adayas yakhza.

3.أرسلت من قبل Hassan في 05/03/2012 11:04
السلام عليكم ورحمة الله. نشكر الأخ الحسين ساشا على مقاله الجريئ, مقال في المستوى. ان كنت في المغرب فلا تستغرب. فل يكن هذاالمقال نداء للجهات والسلطات المعنية, كل هذه المحن نتائج ابرشان وأمثاله, فالنقارن ثروة كل برلماني قبل ان يدخل البرلمان وبعده. رئيس المانيا كغستيان فولف استقال من منصب رئيس الجمهورية مجرد ان أخذ قرضا من البنك اقل فائدة من ما يعطى للمواطن العادي, ولم يسرق احدا ولم ينهب المال العام. (هاجمته كل الصحف والمجلات انه استغل بذالك منصبه كرئيس الجمهورية) الملايير من الأورو ومن الضرائب تتدفق على المغرب سنويا كانك تسقي بها رمال الصحراء في الصيف. فلا ترى منها أثر نتيجة الجيوب المتقوبة والبطون التي لا تشبع. حسبي الله ونعم الوكيل.

4.أرسلت من قبل bocharchar.strasbourg في 05/03/2012 14:29
hasbia allah wa ni3ma alwakil. hada howa halo maghribona wa9i3 morrr,

5.أرسلت من قبل مغربي مع الأسف في 06/03/2012 12:17
اللهم إن هذا منكر
بعد تسريحي من العمل مع مجموعة من العمال اشتريت بمبلغ التعويض "ساروت" دكان استرزق منه لمدة 15 سنة وفي هذا الأسبوع قمت ببيعه نظرا لكبر سني وعجزي عن المواصلة. ومن غيرتي على وطني صرحت ببيع المحل لذا مصلحة الضرائب بالدار البيضاء وياليتني ما فعلت فقامت باقتسام معي مبلغ البيع بنسبة 38% فلجأت لمكتب المدير المسمى نجيب ة بالطابق الخامس بمصلحة الضرائب المتواجدة قرب شركة فيليبس بالدار البيضاء طالبا منه التخفيف من المبلغ المرعب نظرا لكبر سني الذي لا يسمح لي بالعمل إضافة إلى عدم توفري على سكن ملكي ولا لمدخول آخر يعينه على العيش ما تبقى لي من العمر ولم يهتم بوضعيتي بل أخذ يتهكم علي قائلا: واش أنت بغيتي الدولة تبني ليك دار هههههه.
وما هذا فقط سوى عينة مع الأسف من العينات المتدنية الأخلاق ممن نراهم ينامون تحت قبة البرلمان ولا يهمهم سوى رواتبهم الشهرية والحوافز وما يختلسونه من أموال الشعب عن طريق الرشوة والاحتيال.
أشكر الكاتب عبى هذا الموضوع

6.أرسلت من قبل Abdel Tsaft في 08/03/2012 11:13
أولأ أشكر كاتب المقال و أحييه على جرأته و قوله الحقيقة و كل الحقيقة،و أشاركك نفس الرأي و نفس المعاناة، أيها الإخوة المغاربة في كل الدنيا قولوا الحقيقة مثل هذا الكاتب و لا تكذبوا على أنفسكم و لا على الله بقول الزور و الرضى بالذل و الإهانة في وطنكم، كل شعوب الدنيا نهضت و قالت، لا ثم لا للذل و الإقصاء، نعم للحرية و الحياة الكريمة، لا للفساد و الإستبداد و تخريب البلاد و تجويع العباد، إلا الشعب المغربي الذي رضي أن يبقى مذلولا مقهورا مكسورا.
لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
و لا حول و لا قوة إ لا بالله
الحق ينتزع و لا يعطى
زمن
ياقوم لا تتكلموا...إن الكلام محرم
قد ولا بلا رجعة إلا من كان فاقدا لأهليته و عقله فيبقى أبد الدهر سجين الخوف و الذل و القهر و الحرمان من أبسط شروط الحياة.
تحية للكاتب و للموقع.

7.أرسلت من قبل بنعــــــــــــــــــر أمس أن سلـــــــــوان في 17/03/2012 13:27
بسم الله الرحمن الرحيم:
إني مواطن مغربي في بلاد المهجر في ألمنيا وفي ناحيت ديسلدوغف
(Düsseldorf)
بالتحديد
إني أتابع الأخبار ألذي توارده ناظور ست.كم
nadorcity.com
وكما نشكر جميعاً هاذ الموقع وخاصة المغارب الذين في خارج البلد وفي الحقيقة تعرفنا على بلدنا وخاصة بلاد الريف على الخصوص مايحدث هناك وفي جميع التحديات
وما زل هناك كثر منالمواطنين الأحرار دخل المملك وخرجها يحبن الخير لجميع الناس هناك ويقلون إلآ الحق
أولأ أشكر كاتب المقال و أحييه على جرأته و قوله الحقيقة و كل الحقيقة،و أشاركك نفس الرأي و نفس المعاناة، أيها الإخوة المغاربة في كل الدنيا قولوا الحقيقة مثل هذا الكاتب و لا تكذبوا على أنفسكم و لا على الله بقول الزور و الرضى بالذل و الإهانة في وطنكم، كل شعوب الدنيا نهضت و قالت، لا ثم لا للذل و الإقصاء، نعم للحرية و الحياة الكريمة، لا للفساد و الإستبداد و تخريب البلاد و تجويع العباد، إلا الشعب المغربي الذي رضي أن يبقى مذلولا مقهورا مكسورا.
لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
و لا حول و لا قوة إ لا بالله
الحق ينتزع و لا يعطى
زمن
ياقوم لا تتكلموا...إن الكلام محرم
قد ولا بلا رجعة إلا من كان فاقدا لأهليته و عقله فيبقى أبد الدهر سجين الخوف و الذل و القهر و الحرمان من أبسط شروط الحياة.
تحية للكاتب و للموقع
أخكم بنعمـــــــــــر دمتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركته.












المزيد من الأخبار

الناظور

الفنان رشيد الوالي يخطف الأضواء خلال زيارته لأشهر معد "بوقاذيو نواتون" بالناظور

تلاميذ ثانوية طه حسين بأزغنغان يستفيدون من حملة تحسيسية حول ظاهرة الانحراف

بحضور ممثل الوزارة ومدير الأكاديمية.. الناظور تحتضن حفل تتويج المؤسسات الفائزة بالألوية الخضراء

البرلمانية فريدة خينيتي تكشف تخصيص وزارة السياحة 30 مليار سنتيم لإحداث منتجع سياحي برأس الماء

تحطم طائرة تدريب يودي بحياة ضابطين بالقوات الجوية الملكية

جماهير الفتح الناظوري تحتشد أمام مقر العمالة للمطالبة برحيل الرئيس

تعزية للصديقين فهد ونوردين بوثكنتار في وفاة والدتهما